أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - المشهد الاول














المزيد.....

المشهد الاول


طالب كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 22:28
المحور: الادب والفن
    


سيناريو من المستوى الثالث
اللقطة الاولى
المكان : خارجي الوقت: نهار
جزء مقتطع من ميدان معركة عنيفة يخوضها سلاح المشاة والدروع . يحاولون صد الهجوم الذي قامت به دبابات العدو
الوقت ، الساعة السادسة فجر الرابع عشر من حزيران
نرى الاحداث بعين الكاميرا التي اتخذت مكانها فوق برج الدبابة ( تقدم وجهة نظر امر الدبابة بحركات كاميرا بانوراما تكشف جوانب الدبابة وحركة الــ تلت التي تتحرك من الاعلى الى الاسفل وبالعكس ) التي تندفع عبر اعمدة الدخان والانفجارات ، الاهتزازات العنيفة التي تتعرض لها الدبابة وهي تدخل سحب كثيفة من الدخان الرمادي الكثيف تكشف عن وعورة الطريق الترابي وعنف انفجارات القذائف التي تتساقط كالمطر ، هناك جنود يلوذون بخندق ضيق وهم يحاولون سحب جثة ممزقة ، اخرون يعتمرون خوذا مموهة ينظرون بتبلد الى الكاميرا وهي تخترق التحصينات ، تجتاز ناقلات جنود اشتعلت فيها النيران ، دبابات تطايرت ابراجها ، جنازير انفصلت عن دواليب المدرعات . في البعيد نرى اطلاق صواريخ الكاتيوشا التي اشعلت ميدان المعركة بانفجاراتها .
ولكـــــــن
انوثتك
انت صلبة اكثر مما ينبغي لامرأة تعد نفسها لخريف الانوثة بإيقاد عشرات الشموع لترويض الذعر ببالونات ملونة ، ترمم الصمت في غرفتها نصف المعتمة بتدوين ذكرياتها المريرة على اوراق مزينة بأزاهير بلون بنفسجي ، كما لون قميصك الضيق اكثر مما يجب ، القميص الذي يظهر مفاتنك المتمردة وانت تتطلعين الى وجهك في مرآة الحائط التي تمدك بابتسامات مضللة قبل موعد بزوغ المتاهة
انها الساعة الثالثة بعد تعامد المزولة على فناء نهار اخر ، الى غير رجعة .
لا تحبين احتساء النبيذ مساء الاحد ! تقضمين تفاحة بمذاق حلو حامض ، تفضلين الاسترخاء في كرسيك الهزاز ، ستمضين وقتك تتقاسمين ببغاء المكاو انتزاع قشرة حبات الفستق الصلبة ، ستسخرين من نفسك ، لأنك : كنت واهمة جدا ، حين تبادر الى ذهنك بان الببغاء سينسى مثلك الكلمات الفاحشة التي تردديها امامه ، تشعرين بالمتعة الى حد ما وانت تتحسسين فخذك ، ثمة تغضنات تسللت تحت عينيك ، الكحل لم يعد يخفف من روعك او يشد انثناءات جفنك اللين برغم انك امرأة متماسكة ستفكرين بازالة التجاعيد في عامك المقبل او ستقصين جزءا كبيرا ، ان لاتلفتين انتباه احدهم يشعرك بالسوء .
تستنشقين بعمق رائحة القهوة العربية ممزوجة بنكهة سيجارتك ، خليط من الكاكاو والكحول في دوامات الدخان التي تحيط وجهك .
كما لا يمكنك انقاذ الثعالب الضالة في مواسم الخريف التي لم تعد تنتهي لا تستطيعين انقاذ الاشجار العارية التي تموت بلا ظلال في سهوبك المديدة
عندما يتعلق الامر بي فأنا انظر اليك كرجل يتطلع الى نهايته بامتنان كبير وهو يعيش نهايات مواسم قطاف الرغبة
ها هو يرعى قطيع الغريزة بالخديعة كما لا مطر بعد في سهوبك وانت تجففين الغيوم بالبروق
ولكنك تشوشين الصمت بطرقات كعب عال مثير تتردد في الصالة الصامتة
الحياة في جانب كبير منها ليست سوى خديعة
كلما ترد سيرة الموت ، نشم رائحة ارديته القديمة ، ينفق ابديته بتفقد لفافات الموتى .
لانك ناضجة تدركين ان الحياة نفسها ليست نزهة في الريف مع كلب سلوقي مبقع بالاسود والابيض يطارد طائر قطا لم يتقن بعد التحليق في فضاءات الله
حزام اسود عريض يشد خصرك النحيف بينما طيات الكشمير اللين تكشف استدارة وركك العريض
حتى وانا في الجانب الاخر من الخليقة وانت تنتظرين السائق الاربعيني ان يذهب بك الى وجهتك الاخيرة يمكنني قراءة اسرار خرائطك
يدك لينة ورخوة بين كفيه
اسرارك لن تستطيع الصمود اكثر مما يمكن لجندي اصيب في معركة وانا اغور في ما بعد متاريسك المحصنة
الجينز والقميص القطني الناعم و معصمك الملفوف باسورة لامعة وفمك الذي يشي بعطش مزمن لمواسم قبلات ضائعة
تفضلين لون النيران المقدسة في محرقة الالهة عندما يغويك البنفسجي والبرتقالي المشوب بلون اخضر ذهبي
وانت تحشرين قدميك الناعمتين في حذاء نايك الابيض
تحنطين جمالك الاستثنائي بمواعيد مفتعلة وتخدعين نفسك بكومة شموع وكوب قهوة في مساءات اعياد ميلاد مقبلة
بانتظار احدهم ان يعثر على وجهته التي تبددت منذ امد بعيد ، ها هو في موسم القطاف جسدك يغويني على نسج شرنقة الرغبة
انت لست امرأة عصية ولا يمكنك الصمود الى ما لانهاية
انت لا تشبهيني عندما تخفقين في تمويه خنادقك المنكسرة بأوراق التين والتضرعات
صوتك
وايماءات اصابعك
حدقتاك حينما يلمعان وانت تضمين فخذيك عندما تجلسين قبالتي
اعرف كم انت صبية ووديعة حتى وانت تفتعلين كونك ناضجة
تضعين ساقا على ساق كمتمرسة ، لايمكن اغواءك
فخذك لين ولامع بينما بطنك ضامر ومشدود كصبية في ربيع عقدها الثاني
برغم انك تقضمين تفاحاتك الناضجة
ادرك بانك تلك الصبية التي تدون يومياتها بكلمات وردية



#طالب_كاظم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوتوغراف
- قلبك برتقالة بحجم الخليقة
- مذكرات شيوعي صغير
- في الطريق الى المخلّص
- الكتابة في ادب الاطفال بين المغامرة والتجربة
- القبو
- في الطريق من كاني ماسي الى بيبو
- ترانيم
- خوف الحلزون
- قداس لنورس
- انت سيدة مواسم الحصاد والترانيم
- قصة قصيرة سيرة الاخت جولييت
- الهرطقي
- ترانيم مجوسية
- هجرة طائر السنونو الاخيرة
- ادب الطفل ليس حقلا لتجارب غير ناضجة .
- قصص الحرب . المتاهة . القسم الثامن
- قصص الحرب. المتاهة . القسم السابع
- قصص الحرب . المتاهة . القسم الخامس
- قصص الحرب. المتاهة .القسم الرابع


المزيد.....




- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالتجربة الأدبية للقاص والروائي يوسف أبو ...
- -ماسك وتسيلكوفسكي-.. عرض مسرحي روسي يتناول شخصيتين من عصرين ...
- المسعف الذي وثّق لحظات مقتله: فيديو يفند الرواية الإسرائيلية ...
- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...
- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...
- -روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن ...
- -عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - المشهد الاول