أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - الصمت احيانا كلام















المزيد.....

الصمت احيانا كلام


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 17:31
المحور: الادب والفن
    


بين زمنين تغتال المدن وتبقى شبح وأطلال وفي الصمت تفقد الروايات طريقها الشفاهي والمدن خلف ما تتركه المدن تحت تلال الطوب والتراب.الصمت لا يكون إلا بعد ثابت. في المساجد لا كما هو في الحانات الليلية.ضجيج الحانات ولادة قيصرية لا كل من يهواها تلد له أطفال ربما تلد ولكنهم خدج.
من بين الزمنين الصمت والوسادة .لم تكن خطوات مراد بيعيدة
عن الزمنين
في مكان موغل بالقدم ،ثمت مشغل لصنعة الحلي ،صاحبه رجل منداءي كبيرفي السن .محدودب الظهر شاحب الوجه اصفر..على مقربة منه قنينة خمر وكاس فارغ وعلى الرف البعيد حقيبة دبلوماسية مفتوحة ممتلية بكم من الكتب الدراسية .كعادته وطبعه وطبائعه ليست من طبع من مراد الشاب المتعمق المنطوي على ذاته.هذه المرة على غير عادته .دخل دون كلام بل بإيماء ات .يفهم منها انه على عجلة وسرير بشير الطالب الجامعي صاحب الحقيبة ابن. ولد ص
احب المشل الرجل صاحب اللحية البيضاء الكثة الطويل وضفائر رءسة ا النازلة والخلف والجوانب تغطي كلتا أذنيه .من الصابءة المنداعين .عمليين ولا يميلون للهو والثرثرة التي لا طايل منها .
هكذا طبع هذا الرجل ومنه اخد حقيدة الطبع ذات بحكم البيئة والوراثة والسلوك المهني العام.
المشغل يطل على شارع لا يهدء.سابقا عند يأتي إلى زميله في المشغل عند الجد .يجلس وحده مع الجد على الرغم من انه منشغل ومنكب على عمله يبادل مراد الكلام عن الداية ومشاغل الحياة .مراد طالب جامعي جاء من مدينة بعيدة .جرب السكن في القسم الداخلي .ازعجه المكان حيث كان سكن مشترك مع زملاء اخرين من الطلبة بمختلف المراحل والتخصصات.يريد ان وحده حر طليق لا شاركه احد في غرفة النوم والمرافق الصحية إذ قرر السكن في وسط المدينة مستأجر عرفة خاصه بهي.لذا وقع اختيار للسكن واستأجرت غرفة في بيت امرأة مسيحية عجوز تقضي جل وقتها في خدمة الكنسية الملاصقة لمنزلها.اذن مراد كان حر كما هو طبعه وما تتطلع عليه.هذه المرة لم يسأل الجد عن حفيده بل أشار بيده على قنينة الخمر لماذا الكاس فارغ وهي ممتلءة .هل تنتظر ضيف عزيز ام هي لحفيدك المدعو لحفل زفاف .جءت لاخبر ان الحفل تأجل موعده إلى اجل يكون فيه زميلنا العريس بكامل العقلية والجسدية
انها صباح هذا اليوم وهو في الحمام. اجاب الجدد بعد تردد لا ليست لحفيدي بل لرجل ريفي ظل طريقه التمني أيها .سيعود حتما سيعود ،سيقضي حاجته في نهاية الطريق حيث البارات وبيوت المتعتة الرجل ريفي .لا ينتمي إلى المدينة.
إذن سنكون ابنتينا معا ان وحفيدك عمار، لأننا مع زميلنا العريس صاحب الدعوة في طريق واحد سنكون معا في مستشفى المجانين.
كنت انت وحدك وحفيدي سيكون معي نقيم الطقوس التي تنجينا في المعبد على ضفة الشط سنعود أطفال وجيل جديد.
لا حاجة لنا لقافلة دون سياح .سنكون نحن والليل وقناني خمر طاب شرابها وكؤوس ذات نلون ابيضّ.ام زميلكم صاحب الدعوتي ستكون انت وحقيبة سفرك معه في عمق النهار ومنتصف ليله.
نحن أبواب مغلقة فأمضي مع السراب ودع حفيدي وأرحل حيث الرجل الريفي في منتجعه ولا تنسى البيدا العودة فهي تخصك وحدك.
أول مرة جلس هناك، حاول النادل أن يفتح معه حديثًا عن الطقس، ثم السياسة، ثم ارتفاع الأسعار، لكنه لم يتلقَّ سوى ابتسامة خفيفة، وإيماءة تعني:
“دع الحديث جانبًا… دعني أستمع للصمت.”
مراد معذار كثير الكلام لم يكن يوما صامتا في البار حيث طاولته فارغة إلا من كاس نبيد اصفر بجابنبه قنينة بلا خمريردد بصوت مكتوم انت الجد يا هذا انت ليس الحفيد اسأل هل سبقني ولبى الدعوات ويكون هناك مع العريس وثلة المجانين.
لا يا جد انت صانع الحلي للأباطرة والملوك انت من تختبىء تحت ظلك النساء الحسناوات.
دعنا اذن كسالف الايام نشرب الخمرة سوية.
نحن مجانين هذا العصر.
مراد لم يكن صامتا فقد النطق ربما اكتشف انه داءما يخًونه التعبير ويفقد حواسه منها قدرته على الكلام حيث الكلام لا يكفي فيكون الصمت بديل قد يكًن مقنع.
اول مرة يتخذ من الطاولة العيدة المظلمة .بعيد عن صخب الشوارع المطلة على البارجات وحده بعيد عن رواد البار يشرب شرابه المفظل الأصفر يتصفح كتاب لم يقراء عنوانه
كل شيء فيه يدعو للكلام لكنه صامت . من بابل المجاملة حاول النادلان يفتح حديث ويتكلم عن السوق والأسعار والغلاء الفاحش.او عن حالة الجو الممطر وطفح المجاري وغرق الشوارع في مدينة تحسب من مدن النفط والزرع والحياة.او يحاول الغور في عالم السياسة عالم الغلبة والبوكس والشقاء وافرا المصفقين وزناد الليل والنهار تحت يافطة منارة يدعون ان الحرية والديمقراطية تحت سباتها ينامون.
رد مبتسما دع الكلام غافيا اتركني استمتع للصمت.
مراد من المتلذذين بالكلام لم يكن يوما ساكت منذ صغره يهابه اقرأه ويفرغ صمته وغضبه في وجه امه وأبيه.
مر باءع جراءد بالقرب منه يحمل علبة عسل أسراها من احد رواد وزباءن البار من الموسرين. يقول انها من التحف المهدات له في زواجه الرابع . انها تحفة ،حقا انها تحفة.وفي يده الأخرةكتاب بعنوان هلوسة صارخة صفحاته تدل على انه لم يمسسه ويقراه احد .
نظر مبسم اليه ثم اغلق مجلة فيها دعايات وصور لفتيات عاريات
كانه سمع ما لم يقل.
في ذات المكان راوده شعر أعاده لايام كان في مهرج ومهذار وفيه من الهلوسة ما لا يقال ضجيج متحرك يملء الأفق بكلام يسرد ويحلل .يغضب ويفرح وينصح.في شغف جنوني كجنون رمليه المجنون يوم عرسه او يعشق الجد والحفيف في صياغة الأسوار.يغضب بصمت.غضب الصابون قبل الإفطار.
لولا الحياة ومزاجها المتقلب التي سلبت منه الضجيج وضوضاءه ومنحته صمت وهدوءا.
في ليلة قمرية وأعلى انوار القمر عند دكة تتوسط الطريق مر من يمينه صديق فديم.اكلت من جرفه الايام وبات يهذي طفلى على كلامه العجيلة وأخصام الكلام في شويون حياته الخاصة والتي هي فيه وأقرب منها اليه يروي مشاكل البيت والعمل والفرص الضاءعة.
يسبق في كلامه جريه وهو يتخطى الشوارع ويعبر.
أجابه مراد بما اعتاد عليه بالصمت المبتسم.
افضل ما يمكنني تقديمه إليك وأفعله من اجلك…ان أكون موجود هنا واستمع."
منذ تلك الليلة اصبح رواد الحانة ومن في الشارع لا ينعته بغير الفتى الصامت.يجلسون من حوله ويقربه فقط ليشاركًه الصمت.
موهبة الصمت التي لا تباع ويشترى.
لا يتكلم صامت.تقراءه العيون انه يواسيهم ويواسي أراحهم المتعبة .كما يفعل الجد والحفيد وصديقه صاحب دعوة العرس.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهايات الظل
- .**•للتاريخ قول وللتراث حكايات•**
- نساء في طريق متوحش
- الطريق المبهم
- موقف
- النهايات المملة
- بين الماضي والزمن الحر
- بكاء الخيال
- ام المدن
- نمرود رجل الامراض
- الدرس الأخير
- اعراس
- أعشاش النوارس
- مومياءبلا ظل
- **جناحا طير**
- اشباح
- خفايا البحر
- مظلة الكتب
- مكتبة الكتب المفقودة
- حقيبة سفر


المزيد.....




- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...
- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...
- -روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن ...
- -عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - الصمت احيانا كلام