أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥














المزيد.....

ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥

حين تُقتل الحقيقة وتصبح العدسة شاهدا...
منذ عقود طويلة والصحافة الفلسطينية تتعرض للاستهداف الممنهج كجزء من معركة السرديات. فكل كاميرا تُسلط على جريمة، وكل قلم يكتب عن حصار أو اغتيال أو مجزرة، وكل صوت يعلو بالحقيقة، يُعد تهديد للمشروع الصهيوني الإحلالي، القائم على تزوير الواقع في كل مرحلة من مراحل القضية الفلسطينية، لذلك كان استهداف الصحفيين وطمس الشهادة الحية على الجرائم.
واليوم وبعد السابع من أكتوبر في غزة المحاصرة يستكمل العدو الفاشي فصلا من ذات المسلسل ولكن بوقاحة موثقة. لا لشيء إلا لأنهم وجدوا أمة صامتة كأنها تماثيل تشاهد ولا يحركها أفظع ما يحصل لأهلنا في غزة.

في مشهد يجسد أقصى درجات الانحطاط الأخلاقي والإنساني في تاريخ البشرية، استهدفت طائرات العدو ليلة أمس الموافق ٦/أبريل/٢٠٢٥ خيمة مخصصة للصحفيين بالقرب من مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس مما أسفر عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي ويوسف الخزندار وإصابة آخرين، واحترق الصحفي أحمد منصور حيا أمام أعين الجميع وعلى الهواء مباشرة في لحظة تختزل المأساة الفلسطينية بكل تفاصيلها المؤلمة.
ولكن الأكثر فظاعة من الجريمة نفسها هو ما قامت به وسائل "الإعلام العبري" حين نشرت الفيديو باعتباره إنجازا عسكريا وانتصارا مزعوما ضد ما أطلقوا عليه "إرهابي". وجاء التعليق حرفيا بالصيغة الآتية :
קשה לצפייה
"תיעוד של מחבל נשרף למוות כתוצאה מתקיפת צה"
من الصعب مشاهدته
توثيق لإرهابي احترق حتى الموت نتيجة هجمة لجيش الدفاع الإسرائيلي".

أن توثق لحظة احتراق صحفي أعزل لا يحمل سلاحا سوى الكاميرا و الميكروفون ثم يُقدم ذلك المشهد على أنه بطولة فذلك إعلان فاضح على انهيار الأخلاق والضمير الإنساني.

فالصحفيون وفق المواثيق الدولية محميون في مناطق النزاعات. بل يفترض أن يكونوا شهودا وناقلي حقيقة لا ضحايا.
لكن في غزة يتحول حامل الكاميرا إلى جثة متفحمة والعدسة إلى شاهد على جريمة تتكرر كل يوم، ويتحول الميكروفون إلى مقصلة تقطع لسان القانون الدولي والإنساني. وقد صرخنا كثيرا سبصرخ الميكروفون بأن لا قوانين إنسانية تطبق في فلسطين وبالتالي غزة، لأن واضعوها ببساطة هم فاعلون ومشاركون في الجرائم.

وليس أدل على ذلك من نشر الفيديو في "الإعلام العبري" أمام أعين العالم على أنه "إنجاز أمني" ضد "الإرهاب" لتبرير القتل والإبادة عبر قلب المصطلحات وتحويل الضحية إلى جلاد ومعتد.
أن تحول القتل إلى سردية تبريرية مزيفة وتقدم الجريمة للعالم على أنها سياسة دولة لهو الخطر الأكبر.
لكن الأهم والحقيقة التي لا تتوارى خلف الغربال، هو احتراق "التحضر وحقوق الإنسان والديمقراطية" التي تتغنى بها دولة الاحتلال ومن يدعمها.

هذه الدولة التي ترى في الكلمة خطرا أكبر من الرصاصة، وفي الصورة قنبلة ستنفجر في وجهها لهي إلى زوال قريب بإذن الله.
وتبقى الحقيقة أكبر من أن تحرق وأقوى من أن يطمسها رماد الخيمة والجسد المتفحم.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار
- القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة
- ما بين قرط ساندي بيل وقرط روح الروح يتقزم الخيال وتتضخم الحق ...
- الاستيطان الرعوي أداة سريعة لقضم الأراضي الفلسطينية
- البحث عن الهوية في رواية مرايا القدس-سفر سقوط الأقنعة للكاتب ...
- كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل
- قرية ناصر الدين..كانت هنا وستنتفض كفينيق
- التحدي الكبير لا يجابه إلا بالتصدي الكبير
- مياه الليطاني والأردن ولاحقا النيل والفرات
- لا بقاء للصهيونية دون توسع
- من هو القادر على تقويض خطط التهجير؟؟
- الرموز والدلالات في -عبرنا مثل خيط شمس-


المزيد.....




- لمكافحة الفيضانات في كنتاكي.. مالك يغرق مطعمه بالماء العذب ع ...
- -قمة القاهرة- تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. وتتمسك بـ-مظلة- ...
- مسيرات روسية تخترق دروع دبابة -أبرامز- الأمريكية
- تقرير يكشف شهادات لجنود إسرائيليين حول التدمير الممنهج لغزة ...
- ماكرون في الحسين… زيارة رئاسية بطابع شعبي في قلب القاهرة
- لحظة احتراق الصحفي أحمد منصور
- محكمة روسية تخفف عقوبة السجن بحق جندي أمريكي... إشارة أخرى ل ...
- لم يحدث منذ 1929.. رسوم ترامب تهز بورصات العالم
- ترامب يهدد باستخدام -الفيتو- ضد مشروع قانون التعريفات الجمرك ...
- المبعوث الأممي غير ‏بيدرسون: ناقشت مع الرئيس أحمد الشرع الان ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥