أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - النفس مرآة لدواخلنا !!















المزيد.....

النفس مرآة لدواخلنا !!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 13:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تُرسل فكرة أو معنى تصل بشكل مختلف عما كانت عليه في الأصل " جاك لاكان"
في هذه السطور محاورة نفسية بين ما هو موجود في البيئة الخارجية وما تدركه النفس وتفسره ، وهي محاولة علمية إجتهادية على ضوء فكر التحليل النفسي من فرويد إلى جاك لاكان المحلل النفسي الفرنسي . التحليل النفسي هو معرفة النفس بما يجري في داخلها ، وما يعكسه من الخارج ليستقر ربما فيها ، في عالم اللاشعور – اللاوعي ، يستدعي الإنسان أحيانًا بعض ما تم خزنه لاشعوريًا ليشرح أو يفسر للنفس عما أدركه، فيفسر ذلك المدرك من الخارج ، فيعود مختلف ومَحور تمامًا ليس كما تم خزنه أو كبته ، أو خُزن ، فاللاشعور هو اللغة التي تصل إلينا من اعماق النفس وقول " جاك لاكان " المحلل النفسي الفرنسي مجدد التحليل النفسي أن اللغة هي ما يحدد الإنسان. ونقول أن لغة اللاشعور – اللاوعي هي التي تفسر ذلك المُدرك ، فيصدق قول لاكان أن اللغة هي ما يحدد الإنسان .
إن الخارج أقصد " البيئة الخارجية" لأي منا هو ما يدركه من صور ، أو حديث ، أو حوار مع الآخر من زملاءه ، أو المحيطين به ، لا بل ما يشاهده في معظم الأوقات من علامات تُعبر عن دلالة يعرفها الجميع في المجتمع ، هي لغة تنبع من لاشعور – لاوعي الفرد فبعض الصور مثل علامة ممنوع الدخول ، أو هذا المكان مخصص للعوائل ، أو لا يسمح لبيع هذه المواد من هم أقل من ثمانية عشر عام مثل الادوية ، أو المشروبات ، أو علب السيكاير ، أو يمنع دخول السافرات في هذا الحرم الديني مثل المسجد ، فتضطر المرأة حتى الأجنبية منهن أن تضع على رأسها شال " حجاب" لكي يسمح لها بالدخول وغيرها من الرموز التي تواجهنا ونحن في حياتنا اليومية .
نتساءل ما هي دلالاتها فيجيب " جاك لاكان " قوله : النقاط أو الرموز تعكس فكرة " غياب المعنى " ، الغياب " أو النقص" في النصوص الرمزية ليس نقصًا عرضيًا بل أساسيًا . ويورد لنا " لاكان" بأن الهيمنة الرمزية هي السائدة في اللاشعور – اللاوعي ، فما ندركه من العالم الخارجي ويثير فينا لحظة تأمل ، أو وقفة ، وربما لم تكن غير التفاتة عابرة لكنها تركت فينا الأثر ، هي رسالة ذهبت إلى العالم الخفي وهو اللاوعي ، ويضيف " لاكان " الرسالة ليست مجرد نص مكتوب ، بل هي رمز في بنية اجتماعية ، انتقالها عبر المحطات في المخطط يرمز إلى الدور الذي تلعبه الرموز ، أو العلامات ضمن نظام رمزي ومنها اللغة ، العلاقات الاجتماعية ، السلطة ، الدين ، التقاليد والاعراف الاجتماعية وغيرها ممن تشكل سلوكنا الذي نتعامل به مع الآخر ، أو ممن يعلمنا برضانا ونرضخ لتعاليمه ، أو مرغمين على قبوله وهو الأخ الكبير " الأب ، الأم ، أو بديلهما " .
يعرفنا " لاكان " بأن هناك علاقة بين اللغة والرموز وهي علاقة رمزية فمثلا مواقف الحياة وأسلوب التعامل يحمل العديد من الجوانب التي شكلت هذا السلوك الذي يصدر منا في مواقف مختلفة ، أو ما تعنيه الإجابة عن حدث ، أو استرجاع معلومات تم خزنها واستعادتها في إمتحان لطالب ، أو طالبة ، استدعيت للإجابة على هذا السؤال المحدد ، فيذهب الطالب لاستخراج تلك المعلومات بشكل ربما أقرب الى المطلوب وليس مثله تمامًا إلا إذا كان خزنه كقصيدة ، أو معلومة وقول " لاكان " عندما تمر الرسالة من الذات إلى الآخر ، أو العكس ، فهي دائمًا تخضع لتحولات ، لأنها تعبر عبر بنية رمزية لا يمكن للذات أن تسيطر عليها بالكامل ، وهذا ما سماه علماء نفس الجشطلت التشوه الإدراكي ، ويتفق تمامًا مع رؤية لاكان الفرويدية ، وتختلف عنهم في الآن نفسه " رؤية التحليل النفسي بوجود لاشعور – لاوعي وهو الذي يضم الكثير من المخزونات غير المخزونة آليًا وقول " لاكان " اللاوعي ليس مجرد مستودع للرغبات المكبوتة ، بل هو " منظم رمزي " يعمل عبر اللغة ، كل معنى يمر عبر اللاوعي يتم إعادة تشكيله على وفق القواعد الرمزية واللغة مما يسبب تحريفًا في الرسالة ، أو لنقل المدرك ، هذا التحريف أو الانعكاس يحدث لأن اللاوعي لا يعمل على وفق المنطق المباشر ، بل عبر الانزلاق بين العلامات والمعاني كما عبر عنه لاكان.
عندما تُرسل فكرة أو معنى تصل بشكل مختلف عما كانت عليه في الأصل " جاك لاكان " ويرى أيضًا لاكان التحريف بأنه يحدث لأن الفرد يقرأ الرسالة بناءً على ما يريد هو قراءتها وكذلك على موقعه في النظام الرمزي " وهو القيم الاجتماعية السائدة ، القانون ، السلطة ، التربية والتنشئة الاجتماعية ، الضبط الاجتماعي" مما يعيد تشكيل الرسالة لتناسب غاياته أو تصوراته، ويحق لنا القول بإن دواخلنا تحدد سلوكنا بالقبول أو بالرفض، باللف أو بالدوران فيما نقبله ، أو نشك في قبوله ، أو تحدد النفس الريبة فيه أو اليقين !! وتؤكد لنا المقولة النفسية التالية نحن نرى ما نراه ، لأننا نريد أن نراه ، وليس الذي يجب أن نراه ، وهو مبدأ نفسي يسمى مبدأ الحساسية الإنتقائية في الإدراك .
لذا عندما نستلم رسالة من الأخر الذي هو نظيرنا في الوجود ، أو محدثنا في الكلام ، أنا الذي أحدد ماهية هذه الكلمات ، أو الذي اسمعه منه ، وما هي نوع النبرة الصوتية ، كيف أدركها تمامًا ، هل هي محببة ، أم تحمل شيء من التحدي أو الازدراء فارفضها أما علنًا ، أو مع نفسي ، والأمر سيان إذا كانت علامة في الشارع وهي تعبر عن خطوط العبور للمارة ، أو علامة تحذير لوجود روضة أطفال ، وربما يَعبر بعض الأطفال من هذا المكان . ربما يعترض البعض على ماهية العلامة ويصفها بإنها تقليل من قيمة الإنسان ، أو احترامه ، لأنها تبرمج سلوكه ، والبعض الآخر يدركها بأنها تحمل سمات التحضر ، فهي رسالة لنا ندركها نحن ، بأن فيها معاني متنوعة عند من يسكن المدينة ، أو القادم من الارياف ، أو الذي يعيش في بيئة خارج هذا المجتمع ، كما هو الزائر لبلدان في افريقيا تعيش قيم وعادات واعراف مختلفة عن إطار الفرد المرجعي وما كَونه من بنية اجتماعية . ونقول أن دواخلنا تحدد ما نريد تفسيره ، أو معرفته ، أو قبوله وهو الأمر الذي تتشابك في اصدار أنفسنا أحكامًا له ، بمعنى أدق .. النفس هي التي تحدد ما نريد الاعتراف به ، بنقاءه ، أو تلوثه ، ويبقى التساؤل مفتوح بلا إجابات .. ما أصعب النفس في أحسن أحوالها ، فكيف هو الحال في أسوأ أوضاعها ؟



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فينا - بنا نحن - ولكن نراه في الآخرين
- شخصياتنا من صنع والدينا
- نحن وقول الحقيقة
- من التحليل النفسي نتعلم .. ومن -جاك لاكان- نتعلم عمق اللغة ف ...
- من بقايا اللاشعور – اللاوعي ( سلوكنا )
- معهد لتعليم التحليل النفسي - من فرويد إلى لاكان -
- دوافع التحرر عند الإنسان الكردي
- ومن التفكير.. ما قَتَلْ !!؟؟
- الفروق الفردية في الجلسات العلاجية و- التحليل النفسي-
- التفكير وترسباته !!.. ؟
- عندما يناضل الإنسان ضد أفكاره - العصاب القهري إنموذجًا-
- اللغة .. هي اللاشعور - اللاوعي
- بعضٌ من أعراض عصاب الحرب
- النفس وبنية النقد من الداخل .. ما لا نراه.. ولكنه يؤثر فينا
- النفس .. وما تُخفيه !!
- أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء
- التحليل النفسي علاقة إنسانية -بين التحويل والاسقاط -يبرز الا ...
- لغة النفس
- مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
- ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها


المزيد.....




- لمكافحة الفيضانات في كنتاكي.. مالك يغرق مطعمه بالماء العذب ع ...
- -قمة القاهرة- تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. وتتمسك بـ-مظلة- ...
- مسيرات روسية تخترق دروع دبابة -أبرامز- الأمريكية
- تقرير يكشف شهادات لجنود إسرائيليين حول التدمير الممنهج لغزة ...
- ماكرون في الحسين… زيارة رئاسية بطابع شعبي في قلب القاهرة
- لحظة احتراق الصحفي أحمد منصور
- محكمة روسية تخفف عقوبة السجن بحق جندي أمريكي... إشارة أخرى ل ...
- لم يحدث منذ 1929.. رسوم ترامب تهز بورصات العالم
- ترامب يهدد باستخدام -الفيتو- ضد مشروع قانون التعريفات الجمرك ...
- المبعوث الأممي غير ‏بيدرسون: ناقشت مع الرئيس أحمد الشرع الان ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - النفس مرآة لدواخلنا !!