سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 13:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سعى نظام الملالي دائما لمنح الاولوية لمصالحه الضيقة وبشکل خاص لکل ما يعمل على بقائه وإستمراره، وبسبب من النهج العدواني الشرير للنظام والقائم على أساس قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة، فإن النظام واجه دائما رفضا ومواجهة شعبية بوجه الممارسات القمعية التعسفية وحملات الاعدامات، کما واجه في نفس الوقت رفضا دوليا لنهجه المشبوه بتصدير الارهاب وإثارة الحروب والازمات من خلال فرص عقوبات دولية عليه.
الرفض والمواجهة الشعبية ضد النظام من جانب والعقوبات الدولية المفروضة عليه من جانب آخر، فإن هذا النظام سعى دائما للعمل من أجراء إجراء عملية موازنة بينهما بما يضمن مصلحة النظام ويجنبه التأثيرات السلبية ولاسيما وإن النظام کان يعلم على الدوام بأن التطابق بين العقوبات الدولية والمواجهة الشعبية ضده من شأنه أن يخل بتوازن النظام ويضعه على مسار السقوط الحتمي، ومن هنا فإن النظام الايراني قد عمل دائما من أجل إيجاد ثمة سبيل الى العمل من أجل إحداث حالة أو نوع من التوازن بين الامرين بما يحول دون التطابق بينهما.
حرص النظام على القيام بعملية توازن بين الرفض الشعبي وبين العقوبات الدولية قد إستمر کما يريد النظام لأعوام طويلة، لکن وعلى حين غرة وجد النظام نفسه عاجزا عن إجراء عملية التوازن المذکورة بعد جلوس دونالد ترامب في البيت الابيض، حيث إن العقوبات الامريکية إتخذت طابعا أقوى وأکثر فعالية وتأثيرا بعد إعلان ترامب لسياسة الضغط الاقصى ضد نظام الملالي وتزامن ذلك مع تصاعد غير مسبوق في عملية النضال والمواجهة الشعبية ضد النظام ولاسيما العمليات الثورية التي تقوم بها وحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق والتي تمکنت خلال السنة الايرانية المنصرمة من القيام بأکثر من 3000 آلاف عملية ثورية ضد مراکز ومٶسسات النظام القمعية في سائر أرجاء إيران، کما إنها تشهد تزايدا غير عاديا وبشکل خاص خلال الاسابيع الاخيرة.
هذه الحالة الجديدة، أي وجود عقوبات دولية فعالة ومٶثرة ضد النظام الى جانب مواجهة شعبية نوعية وعدم تمکن النظام من القيام بالتوازن فيما بينهما، قد أخلت بحساباته مما جعل التهديد والخطر الجدي يحدق بالنظام، سيما وإن النظام وبعد أن تکبد هزيمة غير مسبوقة لمشروعه في المنطقة مما أفقده ميزة القيام بإبتزاز دول المنطقة والعالم ناهيك عن إن ذلك قد ساهم في زيادة سخط وغضب الشعب الايراني على إهدار ثروات ومقدرات البلاد على مغامرة جنونية جعلت الشعب نفسه يدفع الثمن، وفي کل الاحوال فإن نظام الملالي اليوم وبسبب من التطابق بين مطرقة العقوبات وسندان الرفض الشعبي، فإنه يواجه وبصورة واضحة جدا خطرا وتحديا جديا بما يعجل بإسقاطه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟