أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة رفيق الحويجة .














المزيد.....

مقامة رفيق الحويجة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


أستوقفني خبر قيام الرئيس ألأميركي بأغلاق إذاعة (( صوت أميركا )) , الأقدم في المؤسسات الإعلامية الحكومية ألأميركية , تم الإغلاق تقريباً دون صدى , كما ان هيئة الأذاعة البريطانية , الـ(( بي بي سي )) , كانت قد أعلنت العام الماضي إغلاق إذاعاتها الخارجية وسط أسف شديد من الأوساط السياسية والصحافية حول العالم , بعد نحو القرن من ذبذبة موجاتها المتوسطة والقصيرة عبر الأثير , وتذكرت كيف كانت هذه الأذاعات مصادر اخبارنا ومراجعنا في لقائاتنا الدبلوماسية , يوم كانت الإذاعات تلعب دورًا حيويًا في توفير المعلومات والأخبار للمستمعين , وخاصة في المناطق النائية التي لا تتوفر فيها وسائل الإعلام الأخرى , و حيث لم تكن وسائل ألأتصال كما هي هذه الأيام , ولم يكن التلفزيون قد طغى على جميع الوسائل , ولا كانت شبكات الإنترنت قد حولت حياة الناس كما يحدث اليوم , كنا نحرص على سماع أخبارها قبل توجهنا لحضوراي محفل او لقاء او دعوة , لتكون لدينا الخميرة لما نتكلم به ولنكون في صورة الأحداث العالمية دون تلكؤ ناتج عن اهمال مايلزم متابعته .

شهدت الإذاعات في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في دورها , مما أدى إلى إغلاق العديد منها , ويعود هذا التراجع إلى عدة عوامل , منها , تطور وسائل الإعلام الرقمي , أذ أدى ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلى توفير بدائل أكثر تنوعًا وتفاعلية للمستمعين , حيث يمكنهم الآن الوصول إلى الأخبار والمعلومات والموسيقى والترفيه في أي وقت ومن أي مكان , وقد تغيرت عادات الاستماع فأصبح المستمعون أكثر انتقائية في اختيار المحتوى الذي يستمعون إليه , ويفضلون الاستماع عبر الإنترنت على الاستماع إلى الراديو التقليدي , كما ان الإذاعات تواجه صعوبة في مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة , وتوفير محتوى جذاب وتفاعلي للمستمعين , وتراجع إيرادات الإذاعات التي تعتمد بشكل كبير على الإعلانات , وان تراجع عدد المستمعين أدى إلى صعوبة استمرارها .

أستذكرت ألأستاذ عدنان خورشيد التكريتي الذي عملت معه عامي 1985 و1986 في سفارتنا في نيروبي عاصمة كينيا , وكان محاسب السفارة ومسؤولها الحزبي , الذي حكى لي أنه بعد 17 تموز عام 1968 مباشرة , تم اخراجه من السجن , وأوكلت له مسؤولية التنظيم الحزبي في كركوك , حيث قام بأستدعاء عدد من الأنصار , وجعلهم يرددون قسم العضوية ليشكلوا مع عضو سابق من التنظيم الفلاحي في الحويجة نواة الحزب الجديدة في المحافظة , وبدأ التنظيم بالأتساع بعدها , وفي عصر احد تلك الأيام وردت برقية من بغداد , بأن قياديا سيصل كركوك اليوم التالي , ليقيم ندوة للتنظيم , وبعد ان تمت تهيئة المكان والتبليغات بالحضور , وصل عبد الخالق السامرائي عضو القيادة القومية , وأبلغ عدنان ان الندوة ستكون عن مواجهة ألأعلام المعادي للثورة وأنه يريد العودة لبغداد في نفس اليوم , وبعدما أبتدأت الندوة بقليل فتحت الباب ليدخل الرفيق الفلاح من الحويجة متأخرا , ويجلس لاهثا دون سلام أو كلام , ليصرخ به عبد الخالق أن يردد الشعار ليستأنفوا الندوة , فأجابه بلهجة محلية غاضبا : (( لا أخره بالشعار , صار لي ساعة أدك بايدر علبايسكل , والجماعة كلهم بيوتهم بكركوك بس آني جيت من الحويجة )) , غضب الرفيق المسؤول من هذه ألأجابة وطلب من عدنان خورشيد طرده , مما أضطر عدنان ان يهمس بأذنه أنه من أحسن الرفاق بالتنظيم , وان طبيعته القروية تغلب على أطباعه , انما لاشك في مبدأيته العالية وتفانيه , قبل الرفيق المسؤول على مضض , وأستأنف حديثه عن ضرورة ألأستماع للأذاعة الوطنية العراقية التي تبث من بغداد , وعدم ألأنصات لما تقوله ألأذاعات المعادية في أميركا ولندن وأسرائيل , وهنا رفع رفيق الحويجة يده مقاطعا , وقائلا قبل ان يمنح الأذن بالكلام : (( يعني تقصد أذاعة لندن وأمريكا تجذب , وأذاعتنه تكول الصدك ؟ )) , فيجيبه الرفيق عبد الخالق متأففا وبسرعة : (( نعم )) , فيرد عليه السائل بكل برود أعصاب : (( وين أكو هلشي رفيقي ؟ )) , ليثور الرفيق السامرائي بوجهه ويطلب منه عدم الكلام مجددا .

رافقت الصناعة الإذاعية أحداث العالم , وكانت اذاعة الـ(( بي بي سي )) مثلا , قد صمدت في زوالها البطيء أكثر مما توقع الناس , بسبب مهارتها المهنية وأسلوبها المائل إلى الموضوعية , والخالي من الشتائم والتحريض المباشر , التي جعلتها تتفوق على جميع الإذاعات المشابهة , لكن أفول العصر الإذاعي كان حتمياً , وكما أفل الرفيق من الحويجة, حيث أخبرني الأستاذ عدنان أنه ظل يحميه من سقطات كلامه الصادق والبريء , لحين انتقاله أي عدنان لمسؤولية أخرى , أذ سمع بعدها انه لم يعمر طويلا في الحزب لعدم وجود من يفهمه او يلتزمه .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الأنبهار .
- مقامة السمراوتين .
- مقامة الدرويش .
- مقامة فرحة العيد ؟
- مقامة زئير المعري .
- مقامة كرسي العراق .
- مقامة العجمي و الأعجمي .
- مقامة جنود العسل .
- مقامة المرورة .
- مقامة الصلع .
- مقامة أحلام .
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .
- مقامة يوم تهكسسوا .
- مقامة غبش الوطن .
- مقامة الفضفضة .
- مقامة الدونكيشوتية .


المزيد.....




- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...
- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...
- -روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن ...
- -عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة رفيق الحويجة .