أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - صراع العمالقة : الولايات المتحدة والصين ... إعادة رسم خرائط القوة العسكرية في القرن الحادي والعشرين














المزيد.....

صراع العمالقة : الولايات المتحدة والصين ... إعادة رسم خرائط القوة العسكرية في القرن الحادي والعشرين


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د.حمدي سيد محمد محمود

تشكل القوة العسكرية الشاملة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية محور التنافس الجيوسياسي الأكبر في القرن الحادي والعشرين، وهو تنافس يتجاوز حدود التسليح التقليدي ليشمل أنظمة الردع النووي، القدرات السيبرانية، التكنولوجيات المتقدمة، والانتشار الجغرافي للنفوذ العسكري عبر العالم. ومن خلال تحليل أحدث التقارير الدولية، يتضح أن الصين تنتهج استراتيجية تصعيد تدريجي ومنهجي في تحديث جيش التحرير الشعبي، بهدف تقليص الفجوة بينها وبين التفوق الأمريكي التاريخي في مجالات عدة.

أولاً: القوة النووية

تُعدّ الترسانة النووية أحد أبرز مؤشرات القوة العسكرية الاستراتيجية. فباتت الصين تمتلك أكثر من 600 رأس نووي مع توقعات بارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 1000 بحلول عام 2030، مما يضعها في مسار تصاعدي حاد لتوسيع قدراتها الردعية. بينما لا تزال الولايات المتحدة في موقع الصدارة بترسانة تبلغ 5,244 رأسًا نوويًا، منها 1,644 رأسًا منشورًا فعليًا، ما يمنحها عمقًا استراتيجياً أعلى، خاصة في قدرات الردع الثلاثية (البرية، البحرية، والجوية).

ثانياً: القوة البحرية

تُعد البحرية الصينية الأكبر عدديًا في العالم من حيث عدد القطع الحربية، حيث بلغت أكثر من 370 سفينة وغواصة، منها أكثر من 140 وحدة قتالية رئيسية، مع خطة لرفع العدد إلى 395 سفينة بحلول عام 2025. ومع ذلك، ما تزال الولايات المتحدة تتفوق نوعيًا بامتلاكها 11 حاملة طائرات نووية – ما يمنحها قدرة على الإسقاط الجغرافي للقوة بشكل يتجاوز قدرات الصين بكثير. وتستثمر الصين بشكل متزايد في الغواصات النووية وحاملات الطائرات، في محاولة لتقليص الفجوة في مجال السيطرة البحرية.

ثالثاً: القوة الجوية

تظهر الفجوة بوضوح في مجال القوة الجوية، إذ تمتلك الولايات المتحدة أكثر من 13,000 طائرة عسكرية، منها أكثر من 1,900 مقاتلة متطورة مثل F-22 وF-35 ذات تقنيات التخفي، في حين لا تتجاوز القوة الجوية الصينية 3,500 طائرة، منها عدد محدود من مقاتلات الجيل الخامس (J-20)، وهي طائرة حديثة لكن لم تثبت بعد تفوقًا حاسمًا أمام النظائر الأمريكية المتقدمة. كما أن الولايات المتحدة تتفوق في مجالات الحرب الجوية الإلكترونية والطائرات دون طيار بعيدة المدى.

رابعاً: الميزانية العسكرية والبحث والتطوير

في عام 2023، بلغ إجمالي الإنفاق الدفاعي الأمريكي 842 مليار دولار، مقابل 225 مليار دولار للصين. هذا الفارق الكبير لا يعكس فقط حجم القوة العسكرية، بل يدل أيضًا على قدرة الولايات المتحدة على تمويل الابتكار العسكري المتقدم، من خلال استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي، الدفاعات السيبرانية، والأنظمة الفرط صوتية، التي تمثل الجيل القادم من أدوات الحرب. وفي المقابل، فإن الصين تسعى إلى سدّ هذه الفجوة من خلال تحفيز صناعاتها الدفاعية الوطنية وتعزيز الشراكات التقنية بين القطاع العسكري والصناعات المدنية، بما في ذلك شركات الذكاء الاصطناعي والفضاء.

خامساً: الآفاق المستقبلية للمنافسة العسكرية

تشير الاتجاهات المستقبلية إلى أن التنافس بين واشنطن وبكين لن يكون مقتصرًا على عدد الصواريخ أو السفن، بل سيمتد إلى ميادين الجيل الجديد من الحروب. الصين تراهن على السيطرة على الفضاء الإلكتروني، تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، وإنشاء منظومة قيادة وسيطرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي – وذلك في سياق استراتيجيتها الشاملة لـ"تحقيق الهيمنة الإقليمية بحلول 2035 والهيمنة العالمية بحلول 2049".

في المقابل، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز تحالفاتها العسكرية التقليدية مثل الناتو، إضافة إلى تحالفات جديدة في آسيا مثل تحالف AUKUS مع بريطانيا وأستراليا، بهدف احتواء الصين ومنعها من فرض أمر واقع في المحيطين الهندي والهادئ.

إن مشهد التنافس العسكري بين الصين والولايات المتحدة يمثل أكثر من مجرد سباق تسليح؛ إنه انعكاس لصراع رؤى واستراتيجيات في النظام الدولي. وبينما تحتفظ الولايات المتحدة بتفوق نوعي في معظم المجالات، فإن الصين تتقدم بثبات في مضمار الكم والقدرة المحلية، مدفوعة برؤية استراتيجية طويلة المدى. ومن المرجح أن يشهد العقد القادم تصعيداً في سباق السيطرة على التكنولوجيا والفضاء السيبراني والبحري، بما قد يعيد رسم موازين القوة على المسرح العالمي.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية المعرفة عند ابن رشد: العقل، التجربة، والتأويل الفلسفي
- من الحق الإلهي إلى العقد الاجتماعي: التحولات الفلسفية للسلطة
- الوعي المقيد والوعي الحر: قراءة في أنماط التصديق الدوغمائي و ...
- فاطمة الفهرية: سيدة العلم التي شيدت أول جامعة في التاريخ
- جدلية السلطة والفكر: قراءة موسوعية في تطور الأفكار السياسية ...
- المنطق الرياضي: حجر الأساس للعقلانية والاستدلال في عصر الذكا ...
- مارتن لوثر وثورة الفكر: التداعيات الفلسفية للإصلاح الديني عل ...
- الفلسفات المادية الأوروبية: أزمات جوهرية وتحديات مستقبلية في ...
- ما بعد العلمانية: تحولات المفهوم ومآلاته الفلسفية
- جون لوك: ثورة فكرية غيرت مسار الفلسفة والسياسة
- العدم الرقمي: الإنسان في متاهة ما بعد المعنى
- سبينوزا والكتاب المقدس: نقد النص وإعادة بناء الإيمان
- تحولات السلطة والفكر: رحلة الفلسفة السياسية الأوروبية من ميك ...
- العلمانية الإنسانية: يوتوبيا زائفة أم أزمة وجودية؟
- حماس بين التصنيفات الدولية: جدلية المقاومة والإرهاب في ميزان ...
- الحرية بين وهم الحداثة وسلطة الخوارزميات: من التنوير إلى الا ...
- حفلة شاي بوسطن: شرارة الثورة الأمريكية وتغير موازين التاريخ
- ما بعد سايكس بيكو: تحرير الأمة من سجون الجغرافيا والتاريخ
- مستقبل الديمقراطية الأمريكية في ظل رئاسة ترامب الثانية: بين ...
- صناعة المعرفة في العالم العربي: بين تحديات الحاضر وآفاق المس ...


المزيد.....




- لمكافحة الفيضانات في كنتاكي.. مالك يغرق مطعمه بالماء العذب ع ...
- -قمة القاهرة- تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. وتتمسك بـ-مظلة- ...
- مسيرات روسية تخترق دروع دبابة -أبرامز- الأمريكية
- تقرير يكشف شهادات لجنود إسرائيليين حول التدمير الممنهج لغزة ...
- ماكرون في الحسين… زيارة رئاسية بطابع شعبي في قلب القاهرة
- لحظة احتراق الصحفي أحمد منصور
- محكمة روسية تخفف عقوبة السجن بحق جندي أمريكي... إشارة أخرى ل ...
- لم يحدث منذ 1929.. رسوم ترامب تهز بورصات العالم
- ترامب يهدد باستخدام -الفيتو- ضد مشروع قانون التعريفات الجمرك ...
- المبعوث الأممي غير ‏بيدرسون: ناقشت مع الرئيس أحمد الشرع الان ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - صراع العمالقة : الولايات المتحدة والصين ... إعادة رسم خرائط القوة العسكرية في القرن الحادي والعشرين