أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - فوتوغراف














المزيد.....

فوتوغراف


طالب كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 21:51
المحور: الادب والفن
    


سيناريو من المستوى الثالث
المشهد الاول
المكان : داخلي
تكشف الكاميرا المحمولة بلقطة طويلة، القاعة الفخمة بطرازها الفيكتوري، تزين جدرانها لوحات زيتية هي اقرب الى ان تكون لوحات فوتوغرافية تمثل رعاة وحملان صغيرة تلاحق خراف سمينة في ريف عربي، هناك جداء وماعز في امتداد بلون اخضر، حقول الشعير والشوفان البري، هناك سرب سنونوات تهاجر صوب الشمال، نوافذ كبيرة مغلقة بستائر القطيفة المنسدلة بأزاهير وتعريشات ذهبية، هناك لوحة مستطيلة، تجسد امواج البحر التي تناثرت بزبد ابيض على صخور الشاطئ السوري، هناك مراكب صيد واشرعة بيض ونوارس، كلب سلوقي برونزي عند قاعدة السلم الرخامي المزين بدرابزون من الاعمدة الاسطوانية الصقيلة، رجال ببدلات سود يرتشفون نبيذا بكؤوس كريستال باعناق رفيعة، تشد ياقاتهم اربطه عنق من الساتان اللامع، في منتصف الجدار الذي يواجه المدفأة الحجرية، كانت لوحتك الكلاسيكية خليط من ضربات الفرشاة بلطخات زيت سميك قشط بسكين ناعمة ، نرى احدهم، يعبث بالضرب على مفاتيح بيانو قديم بدهان بني لامع قرب السلم الرخامي، هناك امرأة في منتصف عقدها الرابع اخذتها نوبة ضحك خفيفة، رفعت يدها تحاول كتم ضحكتها، يبدو انها استمعت لاحدهم وهو يسرد نكتة فاحشة عن علاقة محرمة ، كشفت عن اسنانها ناصعة البيا، ببغاء المكاو، في بؤبؤ حدقتيك الرمادي ارى رجال ببدلات سود يحتسون النبيذ وهم يتبادلون معك نظرات اعجاب ممزوجة بالرغبة والاشتهاءات
الوقت : العاشرة مساء الثالث عشر من ابريل .
كما في الكلمات استطيع ان اعيد خلقك بالالوان وادسك في ذاكرتي
انت في اللوحة تنامين تحت لطخات الزيت السميكة، وجهك بالأوكر والاحمر الاسكارليت، حدقتاك بالأخضر الناعم مشوب بلون اصفر ذهبي باهت، يمنحهما مسحة لون الخريف، هناك نقطة بالأبيض يحاكي بريق ضوء شمس الظهيرة، حينما ينكسر الشعاع في حدقتيك اللامعتين ، فستانك بلون التركواز المشوب بزرقة امواج المتوسط وهي تتحطم على صخور الساحل السوري بزبد ابيض، فستانك المخملي الفيروزي اللين، يكشف عن لون بشرة عنقك الشاحب ببياض ندف الثلج ولون الازاهير، بينما صدرك بلون الضوء والزنابق مع ظلال عميقة بضربات فرشاة اكثر كثافة جسدت فتنتك والاغواء العميق الذي تنطوين عليه ، ثمة سلسلة رقيقة تنتهي بقلب من اللازورد تنام بين نهديك ، على قماش الكنفاس المشدود ، كنت تشبكين اصابع يديك فوق ركبتيك وانت في كرسيك الوثير ، ثمة كلب سلوقي من البرونز عند قاعدة السلالم الرخامية ، ولوحة ريف شامي ، قطيع حملان بلطخات لون البيج مع سماء بالازرق الكوبالت مع خطوط باللون البنفسجي ، قطيع كلاب صيد تطارد ارنبا مذعورا ، سرب سنونوات في طريقها الى الشمال ، ثغاء حملان تلاحق قطيعا في الحقول المترامية ، يمكنني ان امرر اصابعي في الاخاديد التي تركتها الفرشاة السميكة في الخصلات الناعمة كانت بلون الكستناء واوراق شجرة البلوط بلونها الذهبي الممزوج ببني مصفر يشوبه اخضرار فاقع . كما لو ان الاشياء كانت تحتفل بالكمال الذي ظهرت به ، كل شيء يمكن لمسه وتحسسه ، خاتم البلاتين بحجر الزركون الصقيل في اصبعك الصغير ، الاقراط في اذنيك تدلت كنجوم من الضوء الازرق ، هناك رجال في القاعة الكبيرة يرتشفون النبيذ بكؤوس كريستال، بدلات سود، وربطات عنق من الساتان اللامع ، انت في اللوحة كما لو كنت نصف الهة ، عيناك تتسع كحقل شوفان بري ، هناك في قاع البؤبؤ الرمادي ثمه رجالات يحتسون النبيذ بتلذذ وهم يتطلعون في تقاطيعك باشتهاء محرم ، لطخات الزيت السميك التي كشفت عنك بفستانك التركواز البارد ، خلفك تماما كلب سلوقي من البرونز عند قاعد السلم الرخامي ، في القاعة الكبيرة بطرازها الفيكتوري التي شكلت خلفية اللوحة المعلقة على حائط صومعة الفنان.



#طالب_كاظم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبك برتقالة بحجم الخليقة
- مذكرات شيوعي صغير
- في الطريق الى المخلّص
- الكتابة في ادب الاطفال بين المغامرة والتجربة
- القبو
- في الطريق من كاني ماسي الى بيبو
- ترانيم
- خوف الحلزون
- قداس لنورس
- انت سيدة مواسم الحصاد والترانيم
- قصة قصيرة سيرة الاخت جولييت
- الهرطقي
- ترانيم مجوسية
- هجرة طائر السنونو الاخيرة
- ادب الطفل ليس حقلا لتجارب غير ناضجة .
- قصص الحرب . المتاهة . القسم الثامن
- قصص الحرب. المتاهة . القسم السابع
- قصص الحرب . المتاهة . القسم الخامس
- قصص الحرب. المتاهة .القسم الرابع
- الصوفي


المزيد.....




- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...
- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...
- -روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن ...
- -عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - فوتوغراف