أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي -  العقوبات الأمريكية وردود الفعل الدولية... نهاية الهيمنة الغربية وبداية نظام عالمي جديد














المزيد.....

 العقوبات الأمريكية وردود الفعل الدولية... نهاية الهيمنة الغربية وبداية نظام عالمي جديد


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة جديدة من سياسة "الضغوط القصوى"، فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على عدد من الدول، بما في ذلك الصين وأوروبا، بهدف تعزيز المصالح الأمريكية وإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، جاءت الردود القوية من هذه الدول، وخاصة الصين، لتؤكد أن العالم لم يعد كما كان في الماضي، وأن موازين القوى الاقتصادية والسياسية قد شهدت تحولات كبيرة.

الصين ترد بقوة وتؤكد نهاية "الركوع" أمام الغطرسة الأمريكية

يوم أمس، قدمت الصين درساً للعالم عندما أعلنت عن رسوم جمركية جديدة على المنتجات الأمريكية، ما أدى إلى انهيارات ملحوظة في الأسواق الأمريكية. هذا التحرك جاء كجزء من استراتيجية صينية واضحة تهدف إلى إظهار أن بكين لم تعد مستعدة للركوع أمام السياسات الأحادية الجانب التي تتبعها واشنطن.

الصين، التي أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أكدت أنها تمتلك بدائل متعددة للمنتجات الأمريكية، بينما تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على السلع الصينية والآسيوية، خاصة في مجالات الإلكترونيات والتكنولوجيا والمواد الخام. هذا الاختلال في التوازن التجاري يضع الولايات المتحدة في موقف ضعيف، حيث يبدو أن أي تصعيد اقتصادي سيؤدي إلى خسائر كبيرة للاقتصاد الأمريكي أكثر مما سيضر بالدول الأخرى.

أوروبا في موقف حرج: بين الحليف الأمريكي والشريك الصيني

على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يعتبر حليفاً تقليدياً للولايات المتحدة، إلا أن العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد أوروبا دفعت العديد من الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن. الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد بشكل كبير على الواردات الصينية، يدرك أن أي تصعيد مع الصين قد يؤدي إلى أزمات اقتصادية داخلية.

هذا الواقع أجبر أوروبا على البحث عن توازن دقيق بين الحفاظ على العلاقات عبر الأطلسي وبين تنويع شراكاتها الاقتصادية مع آسيا. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى بدائل قابلة للتطبيق للمنتجات الصينية يجعل أوروبا في موقف حساس، حيث لا يمكنها الانحياز بشكل كامل لأي طرف دون تداعيات اقتصادية كبيرة.

هل يمكن للعقوبات أن تعيد الهيمنة الأمريكية؟

ما أكدته هذه التطورات هو أن العقوبات الاقتصادية لم تعد أداة فعالة لإعادة الهيمنة الغربية على العالم. نعم، الاقتصاد العالمي بأكمله سيتأثر بالتوترات التجارية المتزايدة، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد تستطيع فرض سيطرتها كما كانت تفعل في الماضي.

الصين، بفضل استراتيجيتها الاقتصادية الطموحة مثل مبادرة "الحزام والطريق"، تمكنت من بناء شبكة عالمية من الشراكات الاقتصادية التي تقلل من اعتمادها على السوق الأمريكية. وبالمثل، بدأت دول أخرى في البحث عن بدائل اقتصادية وتجارية بعيداً عن الهيمنة الغربية.

الأدوات العسكرية والاستخباراتية: آخر أوراق أمريكا؟

رغم الانحسار الاقتصادي، تبقى الولايات المتحدة وبريطانيا تمتلكان أدوات عسكرية واستخباراتية قوية يمكن استخدامها لتحقيق أهدافهما السياسية. ومع ذلك، هذه الأدوات قد تؤدي إلى التدمير وليس السيطرة. فالعالم اليوم ليس كما كان خلال الحرب الباردة، حيث أصبحت القوى الصاعدة مثل الصين وروسيا قادرة على مواجهة الضغوط الغربية بمزيد من الحزم والفعالية.



الخلاصة: نهاية الهيمنة الغربية وبداية نظام عالمي جديد

ما يجري اليوم هو انعكاس لتحولات عميقة في النظام العالمي. العقوبات الأمريكية، التي كانت ذات يوم أداة فعالة لإخضاع الدول، أصبحت الآن أقل تأثيراً بسبب تعدد الخيارات الاقتصادية والسياسية المتاحة للدول المستهدفة.

الصين وأوروبا، وكلتا القوتين تعتمدان على بعضهما البعض اقتصادياً، تدركان أن التعاون والمرونة هما السبيل الوحيد لتجاوز هذه الأزمة. أما الولايات المتحدة، فقد تجد نفسها في عزلة متزايدة إذا استمرت في اتباع سياسات أحادية الجانب.

العالم يتغير، ولا عودة إلى الهيمنة الغربية كما كانت في الماضي. المستقبل ينذر بنظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث لن تكون هناك قوة واحدة قادرة على فرض سيطرتها على الجميع.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل: من هو الأقرب لحل القضية الكوردية في تركيا؟ أردوغان أم ...
- الديمقراطية المغيبة في سوريا:مقاربة بين حكم الجولاني مع العر ...
- الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف ...
- الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلام ...
- ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجل ...
- لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري ...
- ليست هناك حركة قومية كوردية، بل هناك أستغلال حزبي وشخصي للفك ...
- مقترح لذوي النوايا الحسنه لحل القضية الكوردية و قسد في سوريا ...
- سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافس ...
- الكورد و التخطيط السطحي للثورات، بعد نصف قرن بالضبط هل ستعيد ...
- تغييرالتوازنات في الشرق الاوسط التي أسقطت الاسد و ضرورة أعاد ...
- المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين المخاوف من العقوبات الت ...
- بعد سيطرة الاسلاميين، قواة سوريا الديمقراطية هي الخلاص للمسي ...
- القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور ال ...
- شهر العسل زائل و الطلاق قادم بين تركيا و سوريا لا محال. تورك ...
- مقارنة و حقائق حول حدود و حقوق جنوب و غربي كوردستان.. ماهي ح ...
- ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعو ...
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...
- الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي كوعد (بلفور) البر ...


المزيد.....




- إيران: قدمنا -عرضًا سخيًا- لإجراء مفاوضات مع أمريكا وننتظر ر ...
- تصعيد فلسطيني ضد هنغاريا بعد زيارة نتنياهو وانسحاب بودابست م ...
- الجزائر تقرر غلق مجالها الجوي أمام مالي
- استمرار جهود الإنقاذ وإزالة الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ...
- دراسة تكشف علاقة جديدة بين السوائل وقصور القلب
- دمار بالممتلكات في عسقلان بعد سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة ...
- RT ترصد آثار القصف الأمريكي على صنعاء
- بزشكيان: على واشنطن إثبات سعيها للتفاوض
- بعد قمة السيسي وماكرون والملك عبدالله.. بيان ثلاثي مشترك بشأ ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الأزمة الأوكرانية في 8 أ ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي -  العقوبات الأمريكية وردود الفعل الدولية... نهاية الهيمنة الغربية وبداية نظام عالمي جديد