أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نصف حرب ونصف تفاوض














المزيد.....

نصف حرب ونصف تفاوض


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
هذا الشهر،شهر نيسان سيشهد موجة تصعيد غير مسبوقة،في التوحش والتغول الأمريكي- الإسرائيلي،فأمريكا تشعل الحروب في كل أرجاء العالم حروب عسكرية وأخرى اقتصادية وتجارية،ستترك الكثير من التداعيات على الأمن والإستقرار العالمي،وكذلك على الإقتصاد العالمي.

العمليات العسكرية الواسعة والتدميرية وسياسة الحصار والتجويع،وانتهاك السيادة والغارات والإغتيالات وعدم الإلتزام بالقرارات التي تضمنها وتتوسط فيها أمريكا، التي تنفذها اسرائيل بحق قطاع غزة ولبنان وسوريا،وحرب امريكا على اليمن، هي جزء من خلفية المشهد التصعيدي الأمريكي على ايران،فقد حدد الرئيس الأمريكي ترمب في الرسالة التي بعثها للمرشد الأعلى علي خامينائي ، مهلة شهرين للتفاوض المباشر مع ايران حول برنامجها النووي وبرامجها الإستراتيجية من الصواريخ البالستية والفرط صوتية ودورها في الإقليم والمنطقة،ودعمها لقوى وحركات المقاومة الفلسطينية والعربية .

المهلة تنتهي في 20/ايار القادم، مهلة تدرس فيها امريكا خياراتها ،بين الذهاب الى حرب تدميرية مكلفة وغير مضمونة النتائج،ومخاطرها أكبر من العوائد المتوقعة منها.وامريكا تريد عملية تفاوض مباشرة مع ايران،وإيران تصر على مفاوضات غير مباشرة،فهي خبرت الإدارات الأمريكية جيداً ،فهي لا تفي بتعهداتها ولا بالتزاماتها،فهذه الإدارة هي التي انسحبت من الإتفاق النووي الموقع عليه دولياً عام /2015 .
ولذلك خيار نصف حرب ونصف تفاوض سيبقى قائماً،وقبل القرار بالذهاب للتفاوض او الحرب الكبرى، يتم ايكال مهمة نصف الحرب الى اسرائيل وتقديم كل اشكال الدعم لها،بما في ذلك احدث الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة والدعم اللوجستي والحماية السياسية والقانونية،بما في ذلك معاقبة اي مؤسسة دولية او دولة تنتقد ما تقوم به اسرائيل من قتل وتدمير وإبادة جماعية او خرق للقانون الدولي والدولي الإنساني،مراقبة ذلك قبل حسم خيار التفاوض،وربما دون الذهاب الى تسوية كبرى، فموقع اسرائيل في الإستراتيجية الأمريكية غير قابل للمساومة،وكذلك علاقة ايران بحركات المحور هي علاقة وجودية ايضاً.

الصدام الايراني الصهيو امريكي في حرب ضروس سينتج عنه الكثير من الدمار وما قد ينتج عنها ايجابا لصالحنا او سلبا ضدنا ولا اظنه الا خيرا ان حدثت هذه الحرب فهل يفعلها ترمب ونتنياهو ببدء الهجوم اظن ان ترمب أجبن من ان يفعلها ونتنياهو اعجز من ان يبادر اليها بدون قرار امريكي ،اهم ايجابيه لهذه الحرب ان وقعت فهي توجيه ضربه قاتله للحقد الطائفي الاعمى المتفشي في اوساط المؤمنين المحسوبين على الاسلام منذ الرسالة التي كلف بها وحملها رسولنا العربي الأمي لنا ولم نحملها ولم نبلغها كما هي لذلك هذا هو حالها الان ،حال يسر العدو ولا يسر صديق باستثناءات قليله تبدت للجميع بنتيجة الطوفان الحالي الذي نتمنى ان ننجوا منه كما نجى نوح ومن ركب معه في سفينته هربا من الطوفان الذي اغرق قومه من بني اسرائيل والأميين من قوم ابراهيم عليه السلام.

هذا الشهر يشهد المزيد من الضغوط العسكرية غير المسبوقة والمقرونة بالتهديدات،ولعل زيارة "ملكة الحمضيات" الأمريكية، موران ارتاغوس الى لبنان، محملة بتهديدات امريكية،وتوظيف لكل الضغوط العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإقتصادية،وكذلك الضغوط السياسية الداخلية، لكي يستجيب لبنان حكومة ورئاسة،للشروط الأمريكية - الإسرائيلية بالبدء بتحديد جدول زمني لنزع سلاح حزب الله،والذهاب الى تشكيل لجنة ثلاثية امنية – عسكرية سياسية اسرائيلية – أمريكية – لبنانية، تقود الى ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل،وبما يؤدي الى التطبيع واقامة معاهدة " سلام" مع اسرائيل، وفي حالة رفض لبنان لذلك، فإن امريكا ستطلق يد اسرائيل لتوسيع دائرة العدوان على لبنان.

وكذلك في سوريا،طوال سنوات الحرب عليها،كانت تركيا واسرائيل تتصرفان كشريكين غير معلنيين،يجمعهما هدف اسقاط النظام السوري واخراج ايران وحزب الله من سوريا،وعندما نجحا بضوء اخضر وموافقة امريكية ودعم مالي واعلامي من قطر في اسقاط النظام،اختلفوا على توزيع اسهم الأرباح،وفق قراءتين متباينتين ،قراءة تركية تقول بأن “إسرائيل” نالت نصيبها بإخراج حزب الله وإيران وقطع طريق الإمداد من إيران إلى لبنان، وأن رعاية تركيا الوضع الناشئ في سورية حيوي بل وجودي بالنسبة لتركيا كترجمة وحيدة متاحة أمام مشروع العثمانية الجديدة. وبالمقابل قراءة إسرائيلية تقول إنه في مرحلة ما بعد الطوفان وجبهات الإسناد لم تعد تكفي الضمانات أو وجود الأصدقاء للحفاظ على ثقة اسرائيل بأمنها الاستراتيجي، لأن التهديد الوجودي لـ”إسرائيل” لا تبعده إلا السيطرة الإسرائيلية على مناطق واسعة في الجغرافيا المقابلة، ومنع قيام دول قوية على الحدود، إضافة إلى أن التصدع الداخلي وضعف وهج صورة نصر بائن يستدعيان استثمار الفرصة السورية إلى أقصى مدى ممكن، وكان كل من الطرفين ينظر إلى سورية باعتبارها فرصته الذهبيّة التي يجب ألا تفوت، وينظر لمشروع الآخر كتهديد وجودي لمشروعه.

عمليات القصف الواسعة التي قامت بها اسرائيل داخل الأراضي السورية خلال الأيام القليلة الماضية،والتي طالت مطار " تي 4" وحمص وحماة وعمق الأراضي السورية،جاء هذا التدحرج الناري،لكي ترسم تل ابيب بالنار خطاً أحمر ممنوعاً على تركيا تجاوزه، وهو ممتدّ من حماة إلى حمص وتدمر، ومن هذا القوس جنوباً. وإن بناء قدرة عسكرية سورية ممنوع، وإن توضيع شبكات دفاع جويّ في سورية ممنوع، وتوقيع معاهدة دفاع سورية تركية ممنوع.

الإحتمال ان تبقى المواجهات قائمة دون الذهاب الى حرب كبرى او تسويات لا تصل الى جوهر قضايا الصراع،والإحتمال الأكبر أنه بعد نصف حرب ستتكشف نقاط القوة والضعف على كل الجبهات.

فلسطين – القدس المحتلة
6/4/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من حماية النسيج الوطني والمجتمعي والسلم الأهلي
- نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة
- نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
- حرب في خدمة حرب
- هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
- زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
- مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك ...
- ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن ...
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية
- الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
- التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
- بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
- الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
- هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟
- ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي ...


المزيد.....




- إيران: قدمنا -عرضًا سخيًا- لإجراء مفاوضات مع أمريكا وننتظر ر ...
- تصعيد فلسطيني ضد هنغاريا بعد زيارة نتنياهو وانسحاب بودابست م ...
- الجزائر تقرر غلق مجالها الجوي أمام مالي
- استمرار جهود الإنقاذ وإزالة الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ...
- دراسة تكشف علاقة جديدة بين السوائل وقصور القلب
- دمار بالممتلكات في عسقلان بعد سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة ...
- RT ترصد آثار القصف الأمريكي على صنعاء
- بزشكيان: على واشنطن إثبات سعيها للتفاوض
- بعد قمة السيسي وماكرون والملك عبدالله.. بيان ثلاثي مشترك بشأ ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الأزمة الأوكرانية في 8 أ ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نصف حرب ونصف تفاوض