أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سربست مصطفى رشيد اميدي - مفتي الجمهورية في سوريا من احمد حسون الى اسامة الرفاعي















المزيد.....

مفتي الجمهورية في سوريا من احمد حسون الى اسامة الرفاعي


سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلن الرئيس السوري في 28 اذار من هذا العام تعيين الشيخ اسامة الرفاعي مفتي الجمهورية العربية ويراس مجلس الافتاء الذي اسسه الرئيس احمد الشرع في نفس اليوم. وياتي هذا ضمن التوجه الاسلامي السني الذي ينتهجه الرئيس السوري الحالي احمد الشرع ومنظومة حكمه التي لا تزال هيئة تحرير الشام التي يراسها وعدد من الفصائل السورية المسلحة ذو التوجهات الاسلامية المتطرفة المدرجة، في قوائم التنظيمات الارهابية في العديد من الدول. في عدد من الدول الاسلامية يتم تعيين شخص بمنصب المفتي العام في الدولة، حيث توكل اليه عدد من المهام، تقليدا للدولة العثمانية الذي كان يسمى فيها بشيخ الاسلام، والذي كان اعلى منصب ديني فيها. حيث كان يقوم بإصدار الفتاوى الشرعية نيابة عن الدولة، خاصة في الأمور الكبيرة كالحروب، والتحالفات، وكانت الفتوى تُعتبر ملزمة أحيانًا للسلطان نفسه. ويقوم بتعيين القضاة والعلماء، وترشيح أو اعتماد القضاة في الولايات، ويشرف على المدارس الدينية (المدارس الشرعية)، ويعتبر أحد الأذرع الأساسية في صناعة القرار. مثلًا، في قضايا خلع السلطان أو إعلان الحرب، كان لا بد من توقيع شيخ الإسلام على الفتوى ليُكسب القرار شرعية دينية.
وتعتبر سوريا ضمن الدول التي تعين رجل دين بمنصب المفتي العام فيها وذلك لإصدار الفتاوى الرسمية بناءً على استفسارات المواطنين أو الجهات الرسمية، والعمل على تقديم خطاب ديني رسمي، ينسجم مع توجه الدولة، والمشاركة في المجامع الفقهية، وتمثيل الدولة في المؤتمرات والمجامع الإسلامية الدولية، والظهور في وسائل الإعلام لتفسير قضايا دينية أو اجتماعية. وقد كان الشيخ أحمد كفتارو هو مفتي سوريا لغاية سنة 2004 حيث استمر في منصبه في عهد حافظ الأسد، واحتفظ بعلاقة قوية مع النظام السوري. ثم جاء بعده الشيخ أحمد بدر الدين حسون الذي تم تعيينه مفتيًا عامًا للجمهورية من قبل الرئيس بشار الأسد بعد وفاة كفتارو. حيث عُرف بمواقفه المؤيدة للنظام السوري خلال الأزمة السورية، وأثارت تصريحاته ومواقفه جدلًا واسعًا داخليًا وخارجيًا، طيلة الفترة من 2005 لغاية السنة 2021 عندما تم إلغاء منصب المفتي العام بصدور مرسوم رئاسي من بشار الأسد يقضي بإلغاء منصب (المفتي العام للجمهورية)، ونقل صلاحياته إلى المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف، برئاسة وزير الأوقاف. وقد كانت علاقته بالسلطة وثيقة، وظهر بشكل واضح داعمًا لنظام بشار، حيث أعلن دعمه الكامل للنظام، ووصف المظاهرات بأنها مدعومة من الخارج، واعتبرها محاولة لتقسيم سوريا، واستُخدم وجهًا دينيًا للنظام في المؤتمرات الدولية، وخاصة للرد على الاتهامات الغربية بارتكاب النظام لانتهاكات. وبعد اغتيال ابنه سنة 2011 في ريف إدلب، زاد من حدة خطابه السياسي والديني، واعتبرها رسالة تهديد له شخصيًا. وبسبب دعمه الصريح للنظام السوري خلال قصف المدنيين لقب ب(مفتي البراميل المتفجرة) من قبل المنتقدين والمعارضين السوريين، كوصف ساخر وانتقادي بسبب استخدام النظام السوري البراميل المتفجرة التي تُسقط من الطائرات واحدثت دمارًا واسعًا في الأحياء السكنية، خصوصًا في مناطق المعارضة حينها مثل حلب، الغوطة، درعا، إدلب. حيث انه في الوقت الذي كانت فيه هذه البراميل تُستخدم ضد المدنيين، كان المفتي حسون يُظهر دعمًا كاملاً للنظام في خطاباته، دون أن ينتقدها أو يعارضها شرعيًا. ولم يُصدر فتاوى تُدين القصف والعمليات العسكرية على المناطق المدنية. بالعكس، كان يبرّر العنف ويعتبرها ضرورية لمواجهة التكفيريين، مما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا. ولكن بعد الغاء منصب مفتي الجمهورية سنة 2021 من قبل الرئيس السوري السابق بشار الاسد لتعزيز موقع المجلس العلمي الفقهي التابع لوزارة الأوقاف، فقد بقي حاضرًا في بعض المناسبات، لكن لم يشغل منصبًا رسميًا في الدولة. وقد القي القبض عليه قبل عدة ايام في مطار دمشق من قبل رجال الامن، عندما كان ينوي التوجه للاردن لغرض العلاج.
ان تعيين الشيخ اسامة الرفاعي في منصب رئيس مجلس الافتاء انما جاء ضمن توجهات الرئيس السوري احمد الشرع في فرض سيطرته على جميع مفاصل الدولة السورية، وفرض وتكريس الاسلام السياسي السني في الدولة والمجتمع السوري، خاصة وانه الشيخ اسامة قد وقف منذ بداية الثورة في صف المعارضة، وكان يركز على موضوع إقصاء أهل السنة في سوريا، ويؤكد على أهمية استعادة دورهم الديني والثقافي والسياسي. وقد تم تعيينه رئيسا لمجلس الافتاء من قبل المعارضة في شمال سوريا، لذلك لديه جمهور كبير هنالك خاصة في إدلب وريف حلب، وبالتالي فان مواقفه السياسية والقكرية تتلائم مع سياسات وتوجهات الحكومة السورية بعد اسقاط نظام بشار الاسد. لكنه لا يختلف كثيرا عن سلفه احمد حسون من حيث تاييده لعمليات القتل والسلب من قبل الفصائل السورية الاسلامية، لكن من موقع مغاير لسلفه، حيث انه ايد علنا تلك العمليات. فقد اصدر مع ثلاثة عشر اخرين فتوى دينية في شباط 2018 في ذروة حرب الفصائل السورية ومشاركة مباشرة من القوات والطيران التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية لاحتلال عفرين. هذه الفتوى صدرت في مقر اقامته في اسطنبول حيث اعتبر القتال ضد القوات الكردية بانها واجب شرعي و(جهاد في سبيل الله)، وفي الفقرة الرابعة والخامسة من الفتوى المشينة حلل قتل الاسرى والجرحى من قوات قسد، وفي الفقرة السادسة حلل سلب ونهب ممتلكات المواطنين في عفرين وغيرها، حيث ان هذه الفتوى قد كتبت وفق اهواء وتوجهات المحتل التركي، الى حد جواز سبي النساء في المناطق التي تحتلها تركيا والقوات الموالية لها، لان ذلك وفق وجهة نظره جائز في اطار قتال (المرتدين)، وهذه هي نفس فتاوى داعش الخارج من عباءة هذه القوى الارهابية التكفيرية. هذه الفتوى أثارت العديد من الانتقادات من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التي اعتبرت أن مثل هذه الفتاوى تشجع على العنف وتبرر الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين. واعتبروا أن مثل هذه الفتاوى تؤدي إلى تصعيد الفتنة بين الكرد والعرب في الشمال السوري، وتؤدي إلى المزيد من القتل والتدمير، وأن الفتوى تسيس الدين وتستخدمه كأداة لتحقيق أجندات سياسية معينة، ولتبرير الاحتلال التركي لمناطق سورية. على الرغم من ان الشيخ الرفاعي دافع عن فتواه، معتبرًا أن قسد تمثل الاحتلال الأمريكي وأن هؤلاء الذين يتعاونون مع الغرب يتحملون مسؤولية القتال ضدهم. ناسيا او متناسيا ان الولايات المتحدة مع التحالف الدولي وبقوة ضاربة من قوات قسد انما حاربت وتحارب داعش المجرم، على عكس تركيا التي احتلت، ولا تزال تحتل اراضي سورية، ويبدو ان خطاب وافعال الرفاعي لاتختلف كثيرا عن جرائم داعش، لا بل تتطابق معها في الرؤى والمنهج والممارسة.
لذلك يبدو ان دور مجالس الافتاء والمفتي في سوريا وللاسف هي تبرير عمليات القتل والسلب والنهب والغزو وسبي النساء والاطفال، والاعتقال والتعذيب، للسلطات الحاكمة سواء كان عبر البراميل المتفجرة، وعمليات الاعدام والتعذيب، ام عن طريق عمليات التفجير والذيح والسبي والنهب، وسواء اقترفها نظام بشار المخلوع ومواليه، او اقترفتها الفصائل الاسلامية التي سيطرت على مقاليد الحكم بدعم تركي وموافقة ضمنية خليجية، وسكوت ولربما تواطيء اوروبي- امريكي. ويبدو ان قدر الشعب السوري هو ان يكون عمل مجالس الافتاء ومفتي الدولة هي تبرير القتل والسلب والنهب من قبل حكامها.



#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء على مقترح التعديل الرابع للقانون الانتخابي في العراق
- وأد الديمقراطية في تركيا
- الانتخابات النيابية المبكرة 2025 في المانيا، صعود اليمين الم ...
- الغرفة الثانية للبرلمان ومشروع قانون مجلس الاتحاد في العراق
- دور الاحزاب السياسية في بناء الدولة المدنية
- قرار مجلس القضاء الاعلى بتمديد عمل مجلس المفوضين لسنتين هل ه ...
- سوريا هل ستبدل التبعية لولاية الفقيه الى السلطان العثماني
- إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسبة في رومانيا بعد دعوات تدخل رو ...
- سقوط نظام الشبيحة في سوريا
- ضمانات النزاهة والحد من التزوير في الانتخابات العراقية
- الانتخابات التشريعية في السنغال 2024
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها
- قيس بن سعيد رئيسا لتونس لدورة رئاسية ثانية
- التنوع الديني في الدستور العراقي وسبل الحماية


المزيد.....




- بيان رئاسي يكشف ما ناقشه السيسي وماكرون والملك عبدالله باتصا ...
- جدة تحتفي بإرث -دايم السيف- في ليلةٍ -استثنائية-.. الأبرز في ...
- أصالة تعلق على حفلها في دبي بعد حسمها الجدل حول حصولها على ا ...
- وسائل إعلام: بوتين شكر لوكاشينكو على ضبط المتفجرات المتجهة إ ...
- أزمة دبلوماسية تعصف بعلاقات الجزائر مع مالي والنيجر وبوركينا ...
- تقارير.. بروكسل تقترح فرض رسوم جمركية مضادة على واشنطن
- الاستخبارات الألمانية تنفي صحة المزاعم حول الصلة المحتملة لر ...
- -حماس- تشيد بطرد الاتحاد الإفريقي لسفير إسرائيل أثناء مشاركت ...
- قمة القاهرة وترامب.. مساع لوقف حرب غزة
- inews: قيادة الأمن السيبراني الأمريكية تصدر أوامر بتقييد الص ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سربست مصطفى رشيد اميدي - مفتي الجمهورية في سوريا من احمد حسون الى اسامة الرفاعي