أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - بيكيت بين العبث والعدمية















المزيد.....



بيكيت بين العبث والعدمية


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


"النور الساطع ليس ضروريا، شمعة صغيرة هي كل ما يحتاجه الإنسان ليعيش في غربة، إذا أحترقت بإخلاص"

بيكيت، مالون يموت 1951

"يذهب رجل إلى الخياط من أجل سروال، لكن الخياط يطيل الابطاء والتسويف، مبررا ذلك بالقول بأن عليه أولا أن يعيد حياكة مقعد السروال، ثم مدعيا وجود خطأ في مكان آخر من اللباس. وفي النهاية وبعد مرور عدة أشهر من المماطلة يفقد الزبون أعصابه وينفجر غاضبا : لقد صنع الله العالم في ستة أيام ... وأنت لا تستطيع أن تخيط لي سروالا في ستة أشهر !
فيجيب الخياط بهدوء : ولكن يا سيدي، انظر الى العالم، ثم انظر الى السروال الذي أصنعه لك ! "



1 - القراءة الأولية لهذا الحوار الذي يسوقه بيكيت، تدلنا بكل بساطة أنه اذا كان الله هو مبدع هذا العالم المزري والمهلهل والمرقع بألف رقعة، فلا بد أنه لم يجد الوقت الكافي لانهاء عمله واتقانه كما يجب، أو أن هذا الله هو في الواقع مجرد خياط ردئ. ولكن ربما بيكيت لا يتحدث مطلقا عن الله.. وانما عن الانسان ذاته. ورغم هذه المقارنة الساخرة بين المهندس الفاشل والخياط الكسول الذي يريد أن يصنع سروالا تفوق جودته صناعة العالم، فربما السؤال المستتر وراء سخرية بيكيت اللاذعة يتعلق أولا بهذا القلق الذي يحتل ويحاصر العقل الغربي والذي ظهرت آثاره في انتاج هذا العقل في مختلف المجالات الفكرية، الأدب والفن والفلسفة والسياسة، وذلك منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم. وبهذا السؤال الذي ما يزال صداه يتردد عبر السنين دون أن يجد جوابا : ترى ماذا نفعل في هذا العالم؟.. والسؤال المتعلق بهدف تواجد الانسان على الأرض ليس تراجيديا بحد ذاته بل مضحكا حتى الموت، غير أن صامويل بيكيت، الجاد كإيرلندي، لم يعالج هذه الاشكالية بطريقة ساخرة لو لم يعتبر السخرية ذاتها كأحد الأبعاد المهمة والأساسية للوجود الانساني. فالتساؤل عن الحياة ومعنى الوجود ومصدر الكينونة يبدو لأول وهلة مجرد لعبة فكرية أو أدبية، أو مجرد قضية هامشية. وفي أحسن الأحوال موضوع جدل بيزنطي يمارسه أفراد الطبقة المتخمة والذين لا يكفون عن ترديد أغنية " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان"، والذين لا يعرفون كيف يقضون هذه الساعات والأيام والسنوات الطويلة التي تمتد أمامهم فراغا ومللا كصحراء سيبيريا الشاسعة. ولكن ما أن نغير زاوية النظر حتى يبدو الأمر أكثر جدية، ويتخذ هذا التساؤل صورة جديدة أكثر حدة وأكثر الحاحا حين نجد أنفسنا فجأة أمام الموت بلحمه ودمه عند منعطف الطريق، كما يحدث لالآف البشر في كل لحظة، وكما حدث لبيكيت نفسه حين كان يمشي ذات ليلة وحيدا في أحد شوارع باريس المظلمة حيث برز أمامه شبح من أعماق زقاق جانبي ضيق ومعتم، وانقض عليه وطعنه بسكين في بطنه ممزقا احدى رئتيه، وأخذ الى المستشفى حيث بقي عدة أسابيع، وبعد شفائه وخروجه ذهب مباشرة الى السجن ليرى الشخص الذي هاجمه ومزق بطنه بسكين، وسأله عن السبب الذي دفعه للاعتداء عليه، وهو الذي لا يعرفه ولم يره في حياته من قبل، غير أن الرجل هز رأسه قائلا أنه لا يدري. والأمر يبدو أكثر جدية أيضا حين يقرر الانسان أن يطلق رصاصة على رأسه أو يعلق جسده بحبل في سقف زنزانته أو يحيط صدره بحزام من الديناميت ويحول جسده الى قنبلة موقوتة. لذلك لا بد من اعادة طرح هذا السؤال الأولي والذي لم يعد مضحكا على الاطلاق "هل الحياة تستحق عناء العيش..؟"

2 - يعتبر صامويل بيكيت Samuel Beckett، من أبرز كتاب المرحلة التي تلت مجازر الحرب الثانية، وقد عاشها وشهد مآسيها وشارك في مقاومة الإحتلال النازي لفرنسا. ويعتبر أحد أعلام ما يسمى بمسرح العبث أو مسرح اللامعقول، بل واعتبره العديد من النقاد كممثل لظاهرة العدمية في النصف الثاني للقرن العشرين، دون محاولة شرح هذا المفهوم المشوش، أو على الأقل التفرقة بين العدم والعبث واللامعقول .. إلخ. بالنسبة لصامويل بيكيت أكثر من أي كاتب حديث آخر يعتبر أحد أعلام ورموز الحركة الأدبية والفنية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث الإبداع الأدبي والفني بالنسبة له يعني النفي والعزلة والغربة، ومقاومة هذه الكوارث النفسية بواسطة الخلق والإبداع مستعملا الصورة اللغوية كأداة للمقاومة والبقاء حيا.
ولد في عائلة بروتستانتية في ضواحي دبلن، واختار العيش في فرنسا معظم حياته وأن يكتب بالفرنسية جزءًا كبيرًا من أعماله؛ وكان لا يحب الأضواء ولا المقابلات الصحفية أو التلفزيونية، وحافظ على بساطته حتى وفاته، رغم المجد الذي تحصل عليه بعد نجاحاته العالمية في المسرح وجائزة نوبل للآداب عام 1969، والتي لم يذهب لتسلمها.
لم يوافق بيكيت أبدًا على التعليق على عمله ككاتب أو التنظير وتفسير أعماله نفسيا أو إجتماعيا، لكن النقد كان شديدًا جدًا حوله، وأيضًا كان متناقضًا للغاية، إلى حد تكريس بيكيت، على التوالي أو في نفس الوقت كـ "وجودي"، "ميتافيزيقي" أو "العبثي" وأحيانا حتى بـ"العدمي"، الحقيقة هي أن بيكيت لن يتوقف أبدًا عن تثبيط عزيمة أي ناقد أو محلل منهجي يحاول تصنيفه وحصره في خانة من الخانات النظرية أو الصورية. فهو كاتب متعدد المصادر، مما يسمح له بتجسيد أفكاره والتعبير عن نفسه في الشعر وكذلك في الرواية والمسرح، مستعملا كل الأدوات اللغوية الممكنة، من الراديو إلى التلفزيون أو في السينما، وحتى في المقالة النقدية، بالذات بخصوص الفنانين التشكيليين الذين عاصرهم أمثال تال كوات Tal-Coat برام فان فيلد Bram Van Velde أو أندريه ماسون Andre Masson وغيرهم من الرسامين. يستخدم بيكيت في الواقع موهبته النادرة في السخرية الجادة إن صح التعبير وهذا االنشاط المتعدد الصور وكذلك ثنائية اللغة لمحو الحدود بين كل هذه الأنواع من الفنون والتي يعتبرها ذات مصدر واحد، وهو "الصورة"، وإلغاء مفهوم "العمل الفني" ذاته واستبداله بمفهوم التشرذم أو التشتت أو التجزئة fragmentation الخادع والمتعمد.
ولد Samuel Beckett في 13 أبريل 1906 في فوكسروك Foxrock، إحدى ضواحي دبلن في أيرلندا، نشأ في عائلة برجوازية بروتستانتية، والده مساح وأمه ممرضة، وقد درس الفرنسية في وقت مبكر، ثم واصل هذا الإهتمام باللغة متبعا نفس المسار عندما بدأ دراسة اللغات، الفرنسية والإيطالية والإنجليزية، في كلية ترينيتي Trinity College في دبلن في عام 1923. كان بيكيت وحيدًا للغاية، ويميل إلى العزلة والتفرد، خلال دراسته التقى بحبه الأول، وعاش تجربة الانفصال المؤلم. تخرج وعُيِّن قارئًا للغة الإنجليزية في ENS في باريس عام 1928. في ذلك الوقت، التقى بالكاتب جيمس جويس James Joyce الذي عقد معه صداقة أدبية وفكرية حميمة، وقد كان معجبا بأسلوبه الغريب ولغته الجديدة وقد تأثر به وساهم في إرشاده إلى الطريق التي يبتغيها في التعمق في أسرار اللغة وتداعياتها الصورية وكيفية إستعمالها كالألوان في خلق لوحات ذهنية وبصرية. كتب مقالته الأولى عام 1929 عن دانتي وجويس، في العام التالي، عاد إلى دبلن حيث تابع دراسته وشغل منصب مساعد اللغة الفرنسية، بعد حصوله على درجة الماجستير في الأدب، ترك الجامعة عام 1931 للسفر إلى أوروبا، ثم عاد إلى دبلن سنة 1932، وتوفي والده، الذي كان قريبًا جدًا منه في العام التالي. غير مستقر ومعزول ويواجه إخفاقات متعددة مع الناشرين ضحية الشك في قدراته الأدبية وبالذات حين يفكر في العملاق جويس، وكان عليه أن يتابع نوعا من العلاج النفسي psychothérapie في لندن من أجل توازنه النفسي ولتفادي الإنهيار. في الوقت نفسه، تم نشر مجموعته الأولى من القصص القصيرة، ولكن تم حظرها في أيرلندا، ولم يلاقي كتابه الأول أي نجاح يلحظ. وفي هذه الفترة بدأ في كتابة مورفي Murphy. عند عودته إلى باريس عام 1937، في إحدى الليالي تعرض للهجوم بسكين من شخص مجهول ولأسباب مجهولة. ومن المفارقات أنه بفضل هذا العدوان ألتقى سوزان ديشيفو دومينيل Suzanne Dechevaux-Dumesnil، التي أصبحت رفيقته فيما بعد. في فترة ما بين الحربين، كان بيكيت يراقب مبهورا جيمس James Joyce أثناء فترة نضج روايته Finnegans Wake، وساعده ذلك على تطوير مواهبه الخاصة وصقل أسلوبه المميز ككاتب في ظل الحداثة. روايته الأولى المهمة، ميرفي Murphy، التي تم رفضها عدة مرات، تم نشرها أخيرًا في عام 1938 عند الناشر Routledge. افتتحها ببراعة وبشاعرية نادرة "الشمس أشرقت، ليس لها الخيار، على لا شيء جديد - The sun shone, having no alternative, on the nothing new" ثم أعيد نشرها بالفرنسية عند الناشر الفرنسي Bordas في عام 1947، وقرر منذ هذا التاريخ أن يكتب بالفرنسية، ويقوم بترجمة أعماله بنفسه إلى اللغة الإنجليزية. وإن كانت ترجمة بيكيت لأعماله لا يمكن نعتها بالترجمة، لأنها ليست ترجمة حرفية أبدًا، بل هي عبارة عن تعديلات حُرة ومبتكرة للغاية للنص الأصلي، أو ربما بشكل أكثر دقة هي إعادة كتابة النص من لغة إلى أخرى، وتطويعه من ثقافة إلى أخرى. في الواقع، كتب بيكيت أغلب الأعمال التي ترجمها بنفسه مرتين، وكل نسخة تحمل علامتها المميزة التي لا يمكن محوها أو إختزالها.

3 - بعد إندلاع الحرب العالمية الثانية، ودخول القوات النازية إلى باريس، انضم صامويل بيكيت إلى خلية من خلايا المقاومة، ثم أنتقل إلى جنوب فرنسا غير المحتلة، وعاش معظم فترة الحرب كجندي مشاة متشرد في روسيون Roussillon في الفوكلوز Vaucluse. وقد أثرت هذه الفترة المضطربة بشكل كبير على كتاباته، وربما كانت تجربته في الحرب والمقاومة هي التي ألهمت مسرحيته الكبرى في إنتظار جودو- En Attendant Godot. عندما بدأ في التقاط خيوط حياته قبل الحرب في باريس، كانت هذه الرؤية للوجود مشبعة بأحاسيس الملل، والانتظار والفراغ، مليئة بروح السخرية السوداء - هي التي عبر عنها في شكل درامي جذري في هذه المسرحية التي نعتت بالعبثية من قبل العديد من النقاد، والتي عرضت في عام 1953، وحققت نجاحًا كبيرًا لصمويل بيكيت، وهي ما تزال تعرض حتى اليوم في أغلب عواصم العالم الثقافية .. بعد عودته إلى باريس بعد التحرير في عام 1944، شرع فيما يسميه "حصار الغرفة" وهو نوع من الإنضباط الإختياري لعزل نفسه عن المؤثرات الخارجية التي تمنعه من مواصلة الكتابة. بين عامي 1945 و 1950 ، كرس صموئيل بيكيت نفسه بالكامل لنشاطه الكتابي مكملاً رواياته الثلاث (مولوي Molloy، مالون يموت Malone Meurt، اللامسمى L Innommable) لتأسيس برنامجه الإبداعي ككاتب طليعي ذو طابع غريب ومجدد لفن الرواية والمسرح، حيث يميل عمله ثنائي اللغة - الفرنسية والإنجليزية - إلى التجريد في الكتابة لدرجة تمنع القاريء في بعض الأحيان من مواصلة تتبع النص، ومع ذلك تمثل هذه الثلاثية نقطة تحول في طريقة كتابة الرواية والنص الأدبي عموما، مع المزيد من التحليل الملحوظ للتفاصيل الدقيقة. في الوقت نفسه، استحوذ عليه جنون وحمى أدبية جعلته يعمل ليلا ونهارا لأسابيع وشهور منذ ذلك الحين، ركز بيكيت على الكتابة المسرحية، وكتب العديد من المسرحيات، بما في ذلك Fin de partie - نهاية اللعبة .. عرضت مسرحية Oh les beaux jours في نفس العام الذي تزوج فيه من شريكته سوزان، عام 1961.

4 - في دراسة ليوسف عبد المسيح ثروت، بعنوان "عالم بيكيت ودلالاته الفكرية" نشرت في العدد السابع لمجلة الناقد سنة ١٩٧١، يحلل فيها مسرحية "في إنتظار جودو" ومسرحية "نهاية اللعبة" وعدة نصوص أخرى لبيكيت، معتبرا أن " ماهية الوضع الإنساني، في واقعه المشخص، ووجوده التاريخي لا تمتاز بشيء ـ على رأي بيكيت ـ قدر إمتيازها بعنصر الفراغ الذي يلازم القلق والإستسلام والعزلة والفجيعة : لأن الوجود كله بما فيه الوجود الإنساني عديم الهدف، دائري المسار، مفقود القيم، هلامي التكوين، عبثي المضمون، ذلك أن الإنسان ـ الظاهرة الغريبة ـ في هذا الكون الغريب، كيان وجد بالمصادفة وقذف به إلى العالم بالمصادفة ذاتها، فوجد نفسه في فراغ رهيب ليس له يد في وجوده، ولا لهذا الفراغ يد في بعث الحياة فيه ." لا شك أن هذا التشخيص ليس جديدا وليس تشخيصا يتعلق ببيكيت وحده، ولكن هو ما ردده هايدغر وسارتر وإلى حد ما ألبير كامو وغيرهم من مفكري القرن العشرين الذين عاصروا مجازر الحرب العالمية الثانية وشراسة الرأسمالية في الدفاع عن مصالحها وفضاءها الحيوي. وهو تشخيص للفكر السائد في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ أوروبا، وقد سبقهم إلى ذلك نيتشة وغيره. غير أن بيكيت كان مبدعا ومنتجا في المجال الأدبي والفني ولم يكن منظرا أو فيلسوفا، وهو كفنان وشاعر لم يدع يوما أنه يكتب مسرحيات فلسفية تعبر عن هذه الفكرة أو تلك، لأن التعبير ذاته عن فكرة معينة يلغي برنامجه الشعري الأساسي وهو إفساح المجال للغة لتأخذ كل المساحة التعبيرية بدون إستثناء وبدون اللجوؤ إلى عملية "التسيمتسوم" الكابالية. إنه يصف مواقف معينة لشخصيات معينة على خشية المسرح أو في صفحات كتاب، وهناك كلمات وجمل وأصوات ينطقونها، والكلمات تتكائر وتخلق بعضها البعض في سرد له منطقه الخاص وله منحنياته وتعرجاته ودقاته الخاصه، نوع من المونولوج الداخلي لشخصيات تعيش في الفراغ وتمارس نوعا من الحوار الأخرس فيما بينها وبينها وبين الكاتب من جهة وبينها وبين القاريء من جهة أخرى. إنها ليست محاورات فلسفية أو فكرية، بقدر ما هي لوحات وصور شعرية مجردة، ألوان وخطوط تتقاطع وتتوازي وتتشابك في عالم هلامي متحرك ومتطور على الدوام، ليس فقط داخل الكتاب أو المسرحية الواحدة، بل تنتقل الشخصيات من عمل لآخر ومن كتاب لكتاب وتتحاور فيما بينها. يبدو واضحا أن الهدف الأساسي لبيكيت في أغلب أعماله الروائية والمسرحية هو معالجة إشكالية الصورة عموما وإشكالية الصورة اللغوية بشكل أكثر تحديدا "أنا في الكلمات، مصنوع من الكلمات، كلمات الآخرين، ما الآخرون ". أما الإشكاليات الفكرية والفلسفية، مثل العبث واللامعقول والعدم والموت واللامعنى والفراغ إلخ، فهي إشكاليات يفرزها العمل الفني وتظهر على سطح النص عندما يفقد النص فعاليته الخيالية، ويعالج ويحلل فكريا من قبل النقاد والمحللين للأعمال الفنية والأدبية. فإنه من المستحيل نظريا إستخراج أو إستنتاج فكرة العدم والعدمية من أي عمل من أعمال بيكيت، أو من أي عمل أدبي آخر. ذلك أن العدم لا يمكن التعبير عنه بأي صورة من الصور، ونحن نعرف ذلك منذ بارمينيدس، فالذي لا يكون لا يمكن الكلام عنه. العدم ليس ظاهرة وجودية أو تجربة يمكن أن يعيشها الإنسان مباشرة كالخوف والقلق والغثيان أو الحب والشوق والحزن والفرح .. إلخ
غير أن الناقد يوسف عبدالمسيح ثروت (1921-1994)، والذي له الفضل الكبير في تعريف قراء العربية بتيارات المسرح الغربي الحديث وما يسمى بمسرح العبث بكتبه وترجماته المتعدده، يواصل تحليله الفكري - المتخيل لأعمال بيكيت : "الإنسان الحي ظاهرة زائفة، لأن الحياة ـ في مجمل وجودها السكوني ـ زيف مفتعل، تخاذل مستمر أمام قوى الطبيعة والمجتمع الحيواني ـ إنه يجد نفسه عفوا ويفقدها عفوا، من غير إرادة تحركه أو طموح يستفزه أو فعالية تستثيره أو هدف يستحثه، ومن ثم يهبط كابوس العدمية على صدر الإنسان ليبقى جاثما هناك طوال حياته. العدم محيط بنا من كل جهة يزحف نحونا مضيقا الخناق علينا في كل لحظة بهبوب العواصف الثلجية وأعاصير النار واندلاع البراكين الهاجدة ( … ) ولما كان الموت - الموت الحقيقة الوحيدة في الحياة ـ يزداد عبء الإنسان ثقلا كلما أقترب منه لأنه عند حافته فقط سيعرف حقيقة نفسه .. "، هكذا يبدو العدم هنا كظاهرة طبيعية وخارجية كالعاصفة والإعصار تهبط على الإنسان فجأة من السماء وتلفه في طياتها الباردة، ويبدو العدم كـ "حادثة" لها بدايتها ونهايتها الزمنية وتقارن بالموت. بطبيعة الحال هذا النوع من الشاعرية المفرطة لا يساعدنا على الإحاطة لا بظاهرة العدم ولا بظاهرة الموت، وهو تحليل لا تحتمله نصوص بيكيت بأي حال من الأحوال، وهي أفكار وتأملات قد تكون صحيحة نظريا ولكنها مضافة من الخارج وبطريقة مفتعلة على شخصيات بيكيت دون أن تكون على مقاسها.
وإعتبار الموت الحقيقة الوحيدة في الحياة هي فكرة بعيدة عن بيكيت، رغم إهتمامه بالموت ومعالجته له كواقع إنساني محتمل وليس كحقيقة وحيدة، ذلك أنه بالنسبة لبيكيت، الحقيقة الوحيدة هي الحياة ذاتها متجسدة في اللغة. ولا شك أن قضية الموت ملتصقة بطريقة ما بالعدم، مما يجعل كاتبا مثل ألبير كامو يعتبر الإنتحار كقضية أولوية في الفلسفة، بإعتبار الموت وأهميته في الفكر الفلسفي. لكن حقيقة الأمر غير ذلك، فكما أن المستحيل ليس نقيضا للممكن، وإنما الضروري هو نقيض الممكن، كذلك الموت ليس نقيضا للحياة، ذلك أن الحياة هي البيئة التي يولد فيها الموت وينمو ويصل إلى نهايته. الموت ليس نقيضا للحياة وإنما حدها الأقصى فيما يخص الأفراد واحدا واحدا، أما في العموم فالحياة لا نقيض لها رغم بدايتها البعيدة تاريخيا في لحظة ما ونهايتها المحتملة في لحظة أخرى. ومن المهم هنا أن نؤكد على الإستحالة المنطقية لجعل الموت مرادفا للعدم أو نقيضا للحياة، الحياة والموت والعدم هي صيغ وأنساق وأشكال لكينونة الكائن المتمتع بالوجود والواعي بوجوده، وبالتالي بحياته ونهايته وبالعدم الذي يبثه في العالم. ذلك أن هذا الإنسان ككائن غريب، هو كائن المسافات البعيدة والأزمنة القادمة، الآن الحاضر يبدو دائما في غير مكانه ومتأخرا عن موعده، ويتسائل هذا الإنسان على الدوام متى سيكون مطابقا لذاته، متى سيأتي الآن ؟ ويدرك أن الآن يتحدد بما هو غير كائن، بما لم يأت بعد، وهو يعيش هذا التوتر بين الحاضر وفيما بعد، بين الآن وما كان في الأمس، وهذا التوتر هو أحد مصادر القلق الذي يعاني منه الإنسان منذ عهود بعيدة.

5 - الروايات النثرية الرئيسية لصامويل بيكيت والمعروفة كثلاثية هي مولوي-Molloy، مالون Malone Meurt واللامسمى -L’Innommable نشرت بالفرنسية بين سنة ١٩٥١ وسنة ١٩٥٣ الكتب الثلاثة هي عبارة عن تراجيديا وجودية مظلمة موضوعها الظاهري هو الموت، ولكن في الحقيقة وفي الواقع هي كتب عن الحياة، ومعركة الحياة التي يخوضها بطل سلبي ولا نقول عدمي، من خلال اللغة التي تحمل ندوب حياته كلها. مع تقدّم الكتب يصبح النثر مكشوفًا على نحو متزايد ومُجردًا، وكأنه وجد بديلا للسرد الممل للروايات الكلاسيكية من حبكة وشخصيات وأحداث .. إلخ ، وهذا البديل هو ما يمكن تسميته بالتجريد السردي أو بالرواية التجريدية، وهو البديل الروائي للتجريد في الفنون التشكيلية والتي كانت من إهتماماته الكبرى.
الرواية الأولى، أو بالأحرى السرد الأول، Molloy ليست رواية بقدر ما هي مركب من مونولوجين، الأول على لسان مولوي والثاني من قبل مطارده Moran. في النصف الأول من االرواية، يصف مولوي المحتضر كيف فقد كل شيء، بما في ذلك استخدام ساقيه في رحلته بحثًا عن والدته. ثم يأتي البيروقراطي الصغير موران يستحود على الصوت السردي في النصف الثاني، واصفًا مطاردته لمولوي، الأمر الذي يتركه بدوره مشلولًا ومدمّرًا تمامًا مثل طريدته. إنها رواية تستكشف تكوين الذات الفردية في شكل استطرادي، وتضع حدود تأطير الهوية الفردية التي تشكلها اللغة والتاريخ والمؤسسات الاجتماعية والأسرة ..إلخ. يعرض كلا نصفي الكتاب روح السخرية السوداء لبيكيت ونظرته اليائسة من ناحية المحتوى، بالإضافة إلى عدد من الأدوات الأدبية من الناحية الشكلية، والتي أصبحت من سمات عمل بيكيت التي لا تخطئها عين القاريء. كتاب Molloy هو أول كتاباته الرئيسية باللغة الفرنسية، وقد لاحظ عدد من النقاد علاقتها التهكمية بأوديسة هوميروس. 
في رواية مالون يموت، يقدم لنا بيكيت شكلاً آخر من أشكال العبث واللاجدوى، حيث يصور لنا مالون بطل هذه الرواية إن صح التعبير، مستلقياً في سريره ينتظر الموت، وفي أثناء انتظاره هذا، يستخدم عصاه ليقرب أشياؤه إليه ويبدأ بسرد قصتها، أو أنه يبدأ بسرد قصص من خياله ليمضي بعضاً من الوقت. يدعونا بيكيت في هذا النص لأخذ خطوة أخرى معه للنزول في الجحيم، ومتابعة عذاب بطله التراجيدي الذي لم يعد يتخذ اسم مولوي، بل اسم مالون، وقد ساءت حالة قدميه وفقد القدرة على إستعمالهما نهائيا. لذلك كتب مالون هذه الرواية، طريح الفراش يعتمد على مساعدة خارجية، شخص مجهول وغير مرئي، يعتني به بإيجاز وصمت. من فراشه، ينتظر مالون النهاية من خلال كتابة الأفكار التي يعتبرها مهمة بما يكفي ليتم الإبلاغ عنها في دفتر يومياته. غير أنه لا ينجح في مهمته هذه، لأن ملاحظاته في كراسته، لها نزعة مؤسفة ومزعجة لجعل كل ما يفترض أن يكون موضوعها يختفي ويتلاشى كما يعتقد. ويبقى بشكل أساسي وصف حالته الجسدية والنفسية، محادثات مع القارئ الذي يشرح له حالته ومحيطه وبيئته، خططه للنجاح في الخروج من هذا العالم، وبرنامجه الذي ينوي القيام به وهو إخبارنا بثلاث قصص: قصة رجل وقصة امرأة وقصة شيء ما un objet. 
اللامسمى L Innommable، هي رواية صمويل بيكيت الثالثة والأخيرة في "ثلاثية" رواياته، وقد صدرت عام 1953، حيث نشرت أول الأمر باللغة الفرنسية بعنوان "L Innommable" وترجمها بيكيت نفسه لاحقاً إلى اللغة الإنجليزية محتفظا بنفس العنوان The Unnamable، ونشرت النسخة الإنجليزية عام 1958
بعد الانتهاء من مالون يموت في عام 1948، أمضى بيكيت ثلاثة أشهر في كتابة مسرحيته المعروفة "في انتظار جودو" قبل أن يبدأ العمل في اللامسمى، والذي أكمله في عام 1950. وهو المجلد الأخير في "ثلاثية" بيكيت.
تستمر الثلاثية عن طريق ما يشبه ميكانيزم التفتت والانهيار للروايات المتتالية أو ما يشبه الـ palimpsest، أي الكتابة في طبقات الواحدة فوق الأخرى. الشخصيات المحاصرة في سلسلة من الغرف الصغيرة، يحاولون ويفشلون في سرد قصصهم؛ ثم يتم تدريجيا الكشف عن أن كل شخصية ماهي إلا الاسم المستعار للشخصيات الأخرى، وكل قصة ما هي إلا عذرللقصة السابقة أو التالية، حتى يتم تقليص جميع إبداعات بيكيت السابقة في شخصية واحدة ممثلة في صوت بلا جسد وبلا إسم. تعيدنا ثلاثية بيكيت إلى الأدب الشفوي، إلى فن أكثر صدقًا وأكثر إلحاحًا من فن الرواية، حيث تظهر التساؤلات الرئيسية عن الذات ومعنى الوجود وسبب المعاناة وطريقة التخلص منها والإستعداد للموت، كأسئلة ثانوية في مواجهة "اللغة" والتي هي السؤال الرئيسي في عمل بيكيت. "... الآن يعود إلي، ما يمكن أن يكون، ومن أين يمكن أن يأتي، لأن كل شيء صامت هنا، والجدران سميكة، وكيف أتدبر، دون أن أشعر بأذن فيَ، أو رأس، أو جسد، أو روح، كيف أتدبر، القيام بماذا، وكيف أتدبر ليس واضحًا، عزيزي عزيزي، تقول إنه غير واضح، هناك شيء ينتظر توضيحه، سأسعى، ما الذي ينتظر، لجعل كل شيء واضحا، أبحث دائمًا عن شيء ما، إنه متعب في النهاية، وهذه فقط هي البداية، كيف أتدبر ، في ظل هذه الظروف، أن أفعل ما أفعله، وما الذي أنا أفعله، يجب أن أجد ما الذي أفعله، أخبرني بما الذي تفعله وسأسألك كيف يكون ذلك ممكنًا، إنني أسمع، تقول إنني أسمع، وهذا ما أسعى إليه، إنها كذبة، لا أسعى إلى أي شيء، لا شيء بعد الآن، لا يهم ... "
يتكون كتاب اللامسمى بالكامل من مونولوج مفكك من منظور بطل الرواية الذي لا إسم له والذي يفترض أنه غير قابل للتسمية، وهو شخصية بطل ستاتيكي غير متحرك : يوصف جسد الراوي على التوالي بأنه ملتوي في وضع الجنين، كجسم بلا أطراف عالق في جرة زجاجية عميقة، وكجسم عديم الملامح، مخلوق يشبه البيضة. لا توجد خريطة محددة لأحداث الرواية أو حبكة كما يقال، وليس من الواضح ما إذا كانت الشخصيات الأخرى "ماهود Mahood " والذي سابقًا كان يسمى "باسيل Basil " و "مادلن Madeleine" و "وورم Worm" شخصيات موجودة بالفعل، أم أنها وجوهًا أو أقنعة للراوي نفسه. يدعي بطل الرواية أيضًا أنه مؤلف الشخصيات الرئيسية في الروايتين السابقتين للثلاثية، مولوي ومالون، بالإضافة إلى شخصيات الروايات السابقة لثلاثية بيكيت، مورفي Murphy، وميرسييه Mercier وكامييه Camier، وكذلك وات Watt. إن اللامسمى هي مزيج من الذكريات والتأملات الوجودية من جانب الراوي، ويتعلق الكثير منها على وجه التحديد بإمكانية أن يكون الراوي ذاته ما هو إلا شكل لغوي، مبنيًا من اللغة التي يتحدث بها : "أنا في الكلمات، مصنوع من الكلمات، كلمات الآخرين، ما الآخرون، المكان أيضًا، الهواء، الجدران، الأرضية، السقف، كل الكلمات، العالم كله هنا معي، أنا الهواء، الجدران، المتجدرنة في واحد، كل شيء ينتج، يفتح، ينحسر، يتدفق ... "
على غرار هيكل رواية Molloy، الكتاب الأول في الثلاثية، تبدأ رواية اللامسمى بما يصفه الراوي بأنه "مقدمة" من حوالي 13 صفحة، تليها بعد ذلك فقرة موسعة paragraph واحدة تشتمل على باقي الرواية. هذه الفقرة الطويلة الوحيدة التي تشكل هذه الرواية هي شكل يعكس هذه القسوة والبرودة اللغوية، وتصميمًا دقيقا متواصلًا يصر على إبراز تفاصيل واقعية بلا معنى مباشر وذلك للإحاطة بالمعضلة الوجودية والروحية المستعصية بأكملها وكشفها على حقيقتها.

6 - في عام 1969، هو التكريس لأكثر من أربعين عاما من الكتابة والعمل الجاد من أجل تحرير النص من القوانين والعادات القديمة البالية، الكاتب المتوحد يحصل على جائزة نوبل للآداب، لكنه لن يذهب لإستلام الجائزة، هوالذي رفض دائمًا إجراء المقابلات وتجنب الصحفيين، بالإضافة إلى أنه لم يكن يهتم كثيرا بهذه الجوائز البيروقراطية المشبوهة، في ذهنه ولا شك رفض سارتر لهذه الجائزة قبل خمس سنوات في سنة ١٩٦٤. ويجرب السينما ويكتب سيناريو فيلم بعنوان بسيط ومحير" فيلم Film". في نهاية حياته، أصبحت كتابات صموئيل بيكيت أكثر دقة وأكثر إختصارا. لم يتوقف أبدًا عن البحث في اللغة بنصوص مثل Soubresauts. توفي صمويل بيكيت، وحيدا في منزل للمسنين في باريس في 22 ديسمبر 1989 بعد بضعة أشهر من وفاة زوجته، وهو يعاني من مرض باركنسون. يرقدان معا في مقبرة مونبارناس في باريس.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنون
- محنة هاملت
- النفي والإثبات وما بينهما
- العنصرية والكزينوفوبيا
- مسؤولية العدسة
- الفن من أجل الفن .. !
- ألهة الدمار
- داغرمان ودكتاتورية الكآبة
- حدود العقل
- العلم والجهل والذكاء
- اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء
- عن الشعر والملل
- إشكالية الإيمان عند كانط
- الشوكولاطة وجنية البحر
- عن الغربة والإستلاب
- عن الثورة والندم
- التضخم في التقنين
- عدمية كانط
- جاكوبي ضد كانط
- الله والطبيعة ووحدة الوجود


المزيد.....




- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...
- بعد انتهاء تصوير -7Dogs-.. تركي آل الشيخ يعلن عن أفلام سعودي ...
- برائعة شعرية.. محمد بن راشد يهنئ أمير قطر بفوز «هوت شو» بكأس ...
- -خدِت الموهبة-.. عمرو دياب يقدم ابنته جانا على المسرح في أبو ...
- وفاة الفنان العراقي حميد صابر
- فنانة سورية تفجع بوفاة ابنها الشاب
- رحيل الفنان أمادو باغايوكو أسطورة الموسيقى المالية


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - بيكيت بين العبث والعدمية