أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - ترامب الذي يصعد مع حلفائه كيف سيكون مع خصومه؟؟














المزيد.....

ترامب الذي يصعد مع حلفائه كيف سيكون مع خصومه؟؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعادت الخطوة الاخيرة للرئيس ترامب بالتصعيد غير المسبوق منذ قرن في الرسوم الجمركية، والتي كان قد تضمن مثيلها قانون سموت-هاولي لعام 1930 اعادت الى اذهان الناس طرح نفس الاسئلة حول عدد من القضايا الراهنة من قبيل هل ان الولايات المتحدة ستقدم على توجية ضربة عسكرية لايران، وهل ان ترامب سينفذ خطته بتهجير سكان غزة ومساندة اليمين الاسرائيلي في ضم الضفة الغربية، وهل هو مصمم فعلا على استعادة السيطرة على قناة بنما واحتلال غرينلاند، وغيرها من الاسئلة الاخرى، وكيف يتفق كل ذلك مع زعمه بالرغبة في انهاء الحروب في العالم واحلال السلام الدولي؟.
وفي معرض بحث البعض عن اجابات مقنعة لهذه الاسئلة وفهم خيارات ترامب هذه، يكتفي قسم من هذا البعض بوصف الرجل بالمجنون والمضطرب، فيما يذهب القسم الاخر للبحث في كتاب " فن الصفقة " عما يمكن العثور عليه لتفسر نهجه السياسي، دون ملاحظة ان تطورات كبرى طرأت على النظام الدولي الراهن الذي بلغ من العمر عتيا وان الاستمرار باستخدام ادوات التحليل السابقة هو ما يصل بنا الى قراءات خاطئة في تحديد مدى جدية نوايا ترامب او تفسير اهداف خيارته التي تلوح وكأنها تأتي نشازا.
فمثلا ليس مؤكدا بعد ان كان افتراض ان العلاقات الامريكية الروسية ستبقى علاقات صراع هو افتراض صحيح ، خاصة وان المحدثين في علوم الجيوبوليتك قد غيروا افتراضاتهم عن اهمية جغرافيا العالم واثرها في سياسات الدول بعد ان غيرت التكنولوجيات الحديثة في مفاهيم اساسية بحياة البشرية، على مستويي السرعة والزمن، هذا فضلا عن قدرتها الهائلة على الابصار الفائق وحساب تأثير ملايين المتغيرات خلال ثوان على نشوء الظواهر وتبدلاتها.
وهذا يستدعي ان نقبل بالذهاب الى افتراض مقابل، يقر بان هناك تحول في افتراض ابدية العلاقة الصراعية بين الجانيبن الى- ان لم تكن علاقات تحالف فعلى اقل تقدير- علاقات للتعايش المشترك والتنافس المنضبط، وعليه فان علينا ان نغير من كل ادواتنا التحليلية السابقة ونسعى لاخرى.
فقد قلنا سابقا وفي اكثر من مناسبة ان هذا النظام الدولي الذي تجاوز عمره الان ال400 سنة وجاء في اعقاب انهيار الامبراطوريات الكبرى والحروب الدينية، كان قد ولد في سياق اصطراع فكرين يقومان على فلسفتين اجتماعيتين واقتصاديتين مختلفتين، كتب لاحداهما التغلب على الثانية بهزيمة كومونة بارس عام 1871، وعززت غلبتها اكثر بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 الذي كان بداية لتفكك احدى فلسفتي النظام الدولي الذي بلغ ذروته مع عولمة الاقتصاد الدولي.
منذ ذلك الوقت والنظام الدولي يسير على قدم واحدة، ولم يجد بعد القدم الثانية، بل انه ذاهب الان وبعد الفشل الذريع الذي منيت به تجربة بايدين باحياء افكار الحرب الباردة لتصنيع تلك القدم الضائعة، ذاهب لاعادة النظر بجدوى وصحة الحالة التي عليها تلك القدم الوحيدة، اذ يرى ترامب ان لا مناص من اجتثاث بعض ما اعتل من اجزائها قبل ان تنتقل عدوى المرض والعجز منها لبقية الاجزاء السليمة، والتي هي بالاساس ووفقا له ايضا هي الولايات المتحدة التي ستكون قادرة بصورة منفردة على قيادة العالم ان هي تخلصت من اعباء لم تعد ذات تأثير في صراعها مع منافسها الاخطر في الجنوب الشرقي لاسيا.
ولكن ايضا لا يستقيم الامر لفرض هذا التصور بدون استقرار دولي يتطلب ضرورة اعادة النظر ان لم يكن في جغرافيا عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، فعلى الاقل، بالتقليل الى الحد الاقصى من بؤر التوتر بالقضاء على طموحات وتطلعات القوى الاقليمية التوسعية وذلك بتجريدها من عناصر قوتها الفاعلة. وفي هذا السياق - وشرق اوسطيا بالذات - تأتي ضرورة معالجة الملف النووي الايراني وفقا للمعايير الامريكية، التي ترى انه لن يكون امام طهران سوى الاستسلام للشروط الامريكية لاعادة بناء الاقليم او الشرق الاوسط الجديد، او تحمل تبعات هجوم عسكري تشير الاستعدادات الامريكية والاسرائيلية وبعض الاعلام الامريكي الى انه لن يكون بطبيعته وحجمه مسبوقا منذ الحرب العالمية الثانية.
والحقيقة ان طهران التي اضاع "صبرها الاستراتيجي"
وترددها المبالغ به وحساباتها الضيقة بوضع المحافظة على النظام اولويتها الاولى، فرصتها للبقاء كلاعب اقليمي، لاسيما بعد الكارثة التي حلت بحزب الله، وسقوط النظام السوري، والحقيقة انها تعيش هذه الايام اوقاتا عصيبة وان تهديدات علي لاريجاني مستشار المرشد الاعلى للثورة بان النووي سيكون خيارا ايرانيا في حال ان تعرضت ايران لهجوم عسكري يعكس هذا القلق والتخوف من حجم العملية العسكرية الامريكية.
صحيح انه ليس بوسع احد ان يتكهن بما ستكون عليها نهاية المواجهة، وان احتمال ان تكون لدى طهران بعض المفاجآت مسألة واردة، غير ان اهمية نتائج هذه العملية على الولايات المتحدة، فضلا عن التجربة المرة لحزب الله مع اسرائيل حيث لم تأت حسابات حقل الشيخ حسن نصر الله متطابقة مع حساب البيدر الاسرائيلي، وهو ما ُيخشى ان يجري تكراره مع طهران، التي قد لا تجد ما تستند اليه في الحائط الروسي، حيث ينشغل بوتين مع ترامب بوضع اللمسات الاخيرة للاطاحة بزلنسكي.
كذلك لا يمكن -وهذا الاهم- ان نغيب اجواء التفاهمات الامريكية-الروسية، عن هذه العودة البربرية لذبح اهل غزة، عن هذا النحو البشع والاعداد الفعلي لتنفيذ خطة ترامب للتهجير الى خارج القطاع الذي يخضع لعمليات تدمير شامل لابسط مقومات البقاء فيه، بالتزامن مع تدمير مخيمات الضفة الغربية وتهجير سكانها، ومحاصرة السلطة الفلسطينية واضعافها لتفكيكها والبحث عن بدائل عنها تقبل بما يتفق وخطط اسرائيل للبحث عن حلول تلفيقية لخدمة فصل جديد من فصول ادارة الصراع ، هذا بالاضافة الى التصعيد المفتعل مع مصر لتخليق ازمة مركبة لا يمكن حلها الا بان بتسوية يكون بعضها على حساب بعضها الاخر.
هاني الروسان/استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء تصور معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي لنموذج الدو ...
- اسرائيل مطلقة اليدين ..... تنفذ مخططاتها دون اعتبار لاي طرف ...
- تنفيذ خطة اعمار غزة بين رؤية ترامب للعالم الجديد وبين الشروط ...
- نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف ا ...
- هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى ...
- لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني
- هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم
- احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة


المزيد.....




- مصدر مسؤول: مقتل مراهق أمريكي-فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي ...
- رسائل تثبت تورط هانتر بايدن باستغلال النفوذ
- وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر لتعزيز العلاقات وتخفيف التو ...
- أسوأ هبوط منذ سنوات: اضطرابات في أسواق مالية تبدأ التداول بع ...
- نقل 29 إسرائيليا إلى المشافي جراء سقوط صواريخ أطلقت من غزة ف ...
- اليمن.. 3 غارات ليلا تستهدف منطقة بني حسن بمديرية عبس
- توصيات للحفاظ على العناصر الغذائية في الخضار والفواكه
- روسيا.. طابعة نانوية جديدة تساعد في العثور على المجرمين
- عواقب صحية خطيرة يسببها التسمم الغذائي
- ما خطورة نقص الماء في الجسم؟


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - ترامب الذي يصعد مع حلفائه كيف سيكون مع خصومه؟؟