|
مُتابعات - العدد الثامن عشر بعد المائة بتاريخ الخامس من نيسان/ابريل 2025
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8303 - 2025 / 4 / 5 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتضمن العدد الثامن عشر بعد المائة من نشرة "مُتابعات" الأسبوعية فقرة عن عيّنة من مجازر المليشيات الإرهابية التي استولت على السلطة في سوريا، بدعم تركي وقطَرِي وأمريكي وفقرة عن "الشفافية" على مَذْهب عشيرة ترامب بعنوان "أمريكا – الأقربون أولى بالمعروف" وفقرة عن عسكرة العلاقات الدّولية بهدف الخروج من حالة الأزمة والرّكود الإقتصادي، وفقرة عن عسكرة الحياة السياسية والإقتصادية في ألمانيا، بدعم من "حرب الخُضْر"، وفقر عن إضراب عمال شركة شبكة مقاهي "ستاربكس" بالولايات المتحدة، وفقرة عن الحرب الإقتصادية الأمريكية ضدّ الصين، في مجال الطّيران المدني والنّقل الجوي وفقرة عن تجارة وتهريب النفايات الضّارّة من "المَرْكز" إلى "المُحِيط"
سوريا – عَيِّنات من "إنجازات" مليشيات الدّين السياسي أشارت وكالات الأنباء العالمية إلى ارتكاب المليشيات الإرهابية التي استحوذت على السلطة – بدعم تُركي – قَطَرِي - أمريكي، مَجازر ضد المواطنين في المناطق الساحلية، وخاصة مدينتي اللاذقية وطرطوس، بداية من يوم السّادس من آذار/مارس 2025، بذريعة "محاربة فُلُول النظام السابق"، وقَتْل ما لا يقل عن 1500 مواطن من المدنيين السوريين، وتم توثيق قَتل كبار السّن والنّساء والأطفال، فضلا عن تدمير الممتلكات والبنية التحتية، وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين، ولكن النائب اليوناني "نيكولاس فارانتوريس"، عضو البرلمان الأوروبي وعضو لجنة الأمن والدفاع التابعة للبرلمان الأوروبي، الذي زار دمشق يَوْمَي الثامن والتاسع من آذار/مارس 2025، والتقى بالزعماء الدينيين ومسؤولي وزارة خارجية النظام الجديد في دمشق، أكّد "ذَبْح ما لا يقل عن سبعة آلاف مواطن مسيحي ومسلم من الطّائفة العلوية في سوريا، فضلا عن ارتكاب فظائع غير مسبوقة من اغتصاب وتمثيل بالجُثث ومُحاصرة مناطق الساحل الغربي لسوريا، ومنع دخول الغذاء والدّواء..." واستنكر "نيكولاس فارانتوريس" ( من ائتلاف سيريزا) "الدّعم التُّركي والقَطَرِي والأمريكي والتّسامح المُفرط الذي تُبديه حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع النظام الإرهابي في سوريا وتكثيف المحادثات معه حول الاستثمارات والأعمال..." بينما تستمر المجازر وقطع الماء والكهرباء والإتصالات والإنترنت، وإغلاق الأسواق التي تعرضت مَحَلاّتُها للنهب، وقَنْص الأشخاص المارِّين في الشّوارع، ومنع دخول الأغذية والأدوية والعاملين بمنظمات الإغاثة والإسعاف من الوصول إلى المُصابين في المناطق المُتضررة... تزامنت أخبار ارتفاع عدد ضحايا المجازر بمناطق الساحل الغربي لسوريا بأنباء اتفاق مليشيات الدّين السياسي مع مليشيات عشائر الأكراد على اندماج الأخيرة في حكومة زعيم الإرهاب أحمد الشّرع، ومن المعروف إن زعماء الأأكراد، ومن ضمنهم "مظلوم عبدي" لا يستطيعون اتخاذ أي قرار دون إذن القوات الأمريكية التي تحتل مواقع النفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة بشمال شرق سوريا، وتُغلق الحُدُود السورية – العراقية، فيما يحتل الجيش الصهيوني جنوب سوريا بعد تدمير الثكنات والأسلحة والمُعدّات العسكرية ومراكز البَحْث السُّورية، فضلا عن تدمير المناطق السّكنية وتهجير المواطنين، دون ردّ فعل من مليشيات الأكراد أو مليشيات الدّين السياسي التي تخصّصت في قَتْل المواطنين السّورِيّين، بدعم أمريكي للأكراد أو تركي لإرهابِيِّي هيئة تحرير الشام أو النُّصرة ( القاعدة سابقا)
أمريكا – "الأقربون أَوْلَى بالمَعْرُوف" تدّعي البروباغندا الأمريكية إن الولايات المتحدة نموذج للديمقراطية وللشفافية والحَوْكَمَة في العالم، وتُسلّط العقوبات على شعوب العديد من الدّول بذريعة انتهاك السُّلُطات الحاكمة في هذه البُلدان حقوق الإنسان وعدم تطبيق قواعد الديمقراطية، وتُبيّن الوقائع إن الولايات المتحدة بُؤْرة فساد ونهب وحُكْم عشائري، في ثوب ديمقراطي، فقد استفاد بايدن الإبن ( هانتر بايدن) من الحرب في أوكرانيا ومن الهيمنة الأمريكية على البلاد، من خلال إدارة مراكز بَحْث ومختبرات لمواد كيماوية محظورة واستفاد من العفو الرئاسي الذي أصدَرَهُ أبوه، قبل نهاية فترة رئاسته، وأفلت من المحاسبة والعقاب بخصوص قضايا تهريب أموال وأسلحة ومخدّرات واحتيال والتّهرّب من الضرائب وما إلى ذلك. يعتمد دونالد ترامب في دعايته وترويج شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مُجدّدًا"، على حاشيته من الأثرياء وكذلك على عشيرته، ويكافئهم، كما يُكافئ أبناءه وصهره بمناصب رسمية أو غير رسمية، تزيد من سيطرته وتأثيره على مُؤسّسات الدّولة، ومنذ فوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة ( تشرين الثاني/نوفمبر 2024)، استثمَرَ دونالد ترامب الإبن في قطاعات تعكس سياسات الإدارة الجديدة، وشعار والده "لِنَجْعَلْ أمريكا عظيمة مُجَدَّدًا"، ونشرت صحيفة "فايننانشال تايمز" على موقعها ( تم الإطلاع عليه يوم 14 آذار/مارس 2025) تقريرًا يُفيد إنشاء رجال الأعمال المُقرّبين من دونالد ترامب مجموعة ( أو ناديًا خاصًّا) يضُمّ المُستثمرين الأثرياء الذين يدعمون الحِمائية والشّوفينية الإقتصادية التي يُمارسها دونالد ترامب، وانضم ترامب الإبن إلى هذه المجموعة، دَعْمًا لأجندة والده الاقتصادية وللإستفادة من قُرْبِه من مصادر القرار، حيث ضخ أموالا في شركات تنشط في مجالات التمويل والإعلام والأدوية والأسلحة والعملات المشفرة والمراهنات والكحول، والعديد من الشركات التي تعارض مبادئ التنوع والمساواة والحوكمة البيئية، والتي تعتبرها إدارة والده "عبئا على ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي"، وبذلك استفاد الإبن من موجة الشُّوفينية الاقتصادية التي عَزَّزَهَا والده... لم يُعَيّن دونالد ترامب أبناءه في مناصب حكومية خلال رئاسته الثانية، ليتمكّنوا من متابعة استثماراتهم وتنمية ثرواتهم بفضل اطّلاعهم على مشاريع إدارة والدهم، وكان الإبن الأكبر لدونالد ترامب – وهو الذي يُدِير "مجموعة ترامب للدّعاية والإعلام والتّكنولوجيا" منذ انتخاب والده، وهو من الدّاعمين البارزين، منذ سنوات لسياسة "أمريكا أولاً" وهو الأكثر نشاطًا في المجال السياسي من بقية أبناء ترامب، وساهم في بلورة وترويج الشعارات الشوفينية وفي اختيار نائب الرئيس "جيه دي فانس"، ولا يزال يُصمّم الدعاية والإشهار لبرامج والده عبر منصّة "تروث سوشيال" التي أنشأها الوالد ويُديرها الإبن، وتُقدّر قيمة مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا بنحو 3,2 مليارات دولار، قبل أن تُعلن توسيع نشاطاتها وإطلاق صندوق مؤشرات متداولة مُرتبطة بالعملة المُشفّرة (بتكوين)، فضلا عن خطط ابتلاع شركات أخرى، من خلال الإندماج والاستحواذ، كما يستثمر ترامب الإبن في العديد من شركات قطاع التكنولوجيا والأسلحة والعملات المشفرة ويشغل منصب مُستشار أو عضو مجلس إدارة شركات مُدْرَجَة في أسواق المال الأمريكية، ومن بين هذه الشركات: شركة تصنيع الطائرات الآلية "أنيوجوال ماشينز" والسوق الإلكترونية "بابليك سكوير" التي يُسيطر عليها النيوليبراليون من ذوي الميول الفاشية، وشركة التكنولوجيا المالية "دوميناري هولدينغز"، والشركة الإستثمارية " 1789 كابيتالل" وعضو مجلس إدارة شركة "بلينك آر إكس" (خدمات توصيل الأدوية عبر الإنترنت)، و مستشارا لمنصة بيع الأسلحة عبر الإنترنت "غراب آي غان" وغيرها، وأدّى انضمام ترامب الإبن إلى مجالس إدارة بعض الشركات واستثماره فيها إلى ارتفاع قيمة أسهمها في الأسواق المالية، كما كسب أرباحًا ضخمة من المُضاربة بالعملات المُشفّرة ( 350 مليون دولارا خلال ثلاثة أسابيع)، قبل بضعة أيام من تنصيب والده... اَلاَ تُمثّل استفادة ترامب الإبن من منصب والده للتّربّح وتعظيم ثروته بسرعة ونسق استثنائيّيْن، "تضاربًا للمصالح" لأن الإبن استفاد من الأجندة الاقتصادية التي يتبناها والده، وحقّق مكاسب ضخمة من استثمارات مرتبطة بسياسات الرئيس/الوالد؟ أم إن ذلك يُمثل التعريف الجديد للشفافية؟ بتصرّف عن موقع صحيفة فايننشال تايمز بتاريخ 13 آذار/مارس 2025
عَسْكَرَة العلاقات الدّولية تستفيد الولايات المتحدة من زيادة الإنفاق العالمي على التّسلّح – وخصوصًا إنفاق دول أوروبا، أعضاء حلف شمال الأطلسي – فقد ارتفعت صادرات الأسلحة الأمريكية إلى أوروبا بنسبة 35% خلال الفترة 2014-2023، مقارنة بالفترة 2014-2018، وكانت الزيادة كبيرة منذ حرب أوكرانيا (شباط/فبراير 2022) ولا تزال الولايات المتحدة تُطالب أعضاء حلف شمال الأطلسي بزيادة الإنفاق العسكري، من 2% كانت مُستهدَفَة، إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل بلد فيما بلغ الإنفاق الأمريكي على التّسلّح 3,4% سنة 2024، وهدّد دونالد ترامب الدّول الأوروبية بسحب التغطية الدّفاعية عنها: " لن نُدافع عن البلدان الأوروبية، في إطار حلف شمال الأطلسي، إذا لم ترفع الدّول الأوروبية الإنفاق العسكري"، وذلك رغم الزيادات المستمرة في النفقات العسكرية الأوروبية، فقد ارتفع إنفاق دول حلف شمال الأطلسي من حوالي 970 مليار دولارا سنة 2013 إلى أكثر من تريليون دولارا سنة 2020، وقَفَزَ إلى 1,34 تريليون دولارا سنة 2024، أو ما يُعادل 55% من الإنفاق العالمي على السّلاح، فيما بلغ الإنفاق العسكري الأمريكي 916 مليار دولارا سنة 2023، أو أكثر من 60% من الإنفاق العسكري للدّول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي... تُمَثّل زيادة الإنفاق العسكري، ضمن زيادة الإنفاق الحكومي، إحدى وسائل مُعالجة الأزمات الرّأسمالية التي نفّذتها الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أدّى ارتفاع النّفقات العسكرية إلى حوالي 42% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى اعتماد الصناعات العسكرية كركيزة لنمو الناتج المحلي الإجمالي، بعد فترة الرّكود، وللقضاء على البطالة، ويطمح دونالد ترامب إلى إبعاد شبح الرُّكود والإستفادة من زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي لصناعة المزيد من الأسلحة والعتاد الحربي... عن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام
ألمانيا – عودة عسكرة الحياة السياسية نشأت تيارات الدّفاع عن سلامة البيئة ( أو "الخُضْر" ) كمجموعات مناهضة للحرب وتدعو إلى السّلم، ولكنها تيارات غير مُتجانسة، يُدافع بعضها عن الرأسمالية اللّيبرالية ويدعو بعضها الآخر إلى العدالة الإجتماعية، وتَخلّى معظم هذه المجموعات عن هويّته السِّلْمِيّة منذ انهيار الإتحاد السُّوفييتي، في بداية العقد الأخير من القرن العشرين، بل تحوّل حِزْب "الخُضْر" في ألمانيا إلى تيار داعم لحلف شمال الأطلسي ولمشاركة الجيش الألْماني في الحُرُوب العُدْوانية الأمريكية/الأطلسية، ودعمت قيادة حزب الخضر الألماني خطة إعادة التسلح العسكري التي اقترحها القائم بأعمال المستشار فريدريش ميرز، وهي الخطّة التي رفضها حزب الخضر في البداية لأنها سعت إلى تخفيف أعباء الديون لتمويل زيادة هائلة في الإنفاق العسكري وإنشاء صندوق خاص بقيمة 500 مليار يورو، وانتقد بعض زعماء الأحزاب، مثل فيليكس باناسزاك وكاترينا دروغي، مقترح ميرز لتعارضه مع سياساتهم المناخية، وهددوا بعرقلته في البوندستاغ ( البرلمان الإتحادي الألماني)، حيث يحتاج ميرز إلى دعمهم لتحقيق أغلبية الثلثين المطلوبة لتعديل الدستور، وانتهت المفاوضات يوم الجمعة 14 آذار/مراس 2025، بدعم حزب الخضر والديمقراطيين الاجتماعيين لزيادة الإنفاق العسكري، شرط تخصيص مائة مليار يورو لصندوق سياسة التحول في مجال الطاقة. أفْضَت المُساومات بين الأحزاب إلى وفاق حول تزوير السجلات المحاسبية، وتزوير مفهوم الكلمات والعِبارات، إذْ تَمَّ توسيع تعريف "الإنفاق العسكري" ليشمل المساعدات المقدمة لأوكرانيا والدفاع المدني والأمن السيبراني، بالإضافة إلى السماح بقدرة اقتراض أكبر للولايات الفيدرالية لتمويل مشاريع البنية التحتية وما يسمى بمشاريع الطاقة "النظيفة"، وأعلن ميرز عن هذا الالتزام في برلين، قائلاً إن "ألمانيا عادت"، وأكد الخضر، من خلال دروغي، أن الأموال "سوف تُستثمر في المستقبل"، رغم أنه لم يوضح ما إذا كان المستقبل الذي كان يشير إليه هو نفس مستقبل ألمانيا التي دمرتها الفاشية والحرب سنة 1945.
الولايات المتحدة - إضراب كافح عُمّال سلسلة المقاهي "ستاربكس" طويلا من أجل تأسيس نقابات تُدافع عن مصالحهم، قبل أن يتمكّنوا من ذلك، وبعد أشْهُرٍ من المفاوضات العَبَثِيّة أفشلت إدارة الشّركة هذه المُفاوضات، مما اضطر عشرة آلاف عامل على إطلاق أكبر إضراب لهم في الولايات المتحدة بإشراف "اتحاد عُمّال ستاربكس"، للحفاظ على القيمة الحقيقية للأُجُور، وللمطالبة بظروف عمل أفْضَل، واستقرار ساعات العمل، وبخصوص الرواتب، يبلغ مُتوسّط أجر ساعة العمل نحو 18 دولارا في الساعة، وهو مبلغ غير كافٍ لمواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة، وخاصة في المدن الكبرى، ويُطالب اتحاد عُمّال ستاربكس بزيادة الرواتب بنسبة 64% على الفور، وزيادة بنسبة 77% على عقد مدته ثلاث سنوات، مقارنة بعرض الشركة زيادة سنوية بنسبة 1,5%. شَنّ العُمّال إضرابًا يوم 20 كانون الأول/ديسمبر 2024، واستمر حتى أخر أيام سنة 2024، مما أثر على أكثر من 300 منشأة في عدّة مُدُن مثل لوس أنجلوس وشيكاغو وسياتل ونيويورك ودينفر، ويُشكل هذا الإضراب حلقة من سلسلة نضالات واسعة شملت عديد القطاعات، فيما يُشكّل الإضراب الحالي أكبر إضراب في تاريخ عمال ستاربكس، لأن إدارة الشركة لم تقدم مقترحا جِدِّيًّا، بشأن الرواتب وظروف العمل ونقص الموظفين، والضغوط لتحقيق أهداف المبيعات، والجداول الزمنية غير المتوقعة التي تجعل من الصعب تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية...
الصين والولايات المتحدة- توسيع مجالات المنافسة أدرجت وزارة الحرب الأميركية يوم السابع من كانون الثاني/يناير 2025، شركة "كوماك" الصينية لصناعة الطائرات، ضمن قائمة الشركات العسكرية الصينية، ما قد يؤدي إلى فرض قيود مستقبلية على أعمالها، وإلى اضطرار شركة "كوماك" إلى تسريع تطوير تقنياتها المحلية، مما قد يرفع تكاليف الإنتاج ويؤثر على الموثوقية. أما سبب استهداف شركة كوماك فيندرج ضمن مسار الحرب الإقتصادية التي أطلقتها الولايات المتحدة ضدّ الصّين. تتوقع شركة صناعة الطائرات الأمريكية بوينغ أن تستحوذ الصين على نحو 20% من تسليمات الطائرات الجديدة حول العالم خلال العقْدَيْن القادِمَيْن، بفضل النمو الاقتصادي الذي يفوق متوسط النّمو في البلدان الرأسمالية المتطورة، وبفعل الطلب المزدهر على السفر الجوي المحلي، وقد تحتاج الصين إلى 8560 طائرة تجارية جديدة بين سنتَيْ 2025 و 2042، وفق بوينغ، منها 6470 طائرة ضيقة البدن مثل طراز "737 ماكس". سجلت طائرة "كوماك" (Comac ) طراز C919 ، خلال اليوم الأول من سنة 2025، أول رحلة دولية مجدولة لها، حيث نقلت ركاباً بين شنغهاي وهونغ كونغ على متن رحلة تشغّلها "تشاينا إيسترن إيرلاينز". واستبدلت الطائرة الصينية نظيرتها "إيرباص A321" على هذا المسار، في خطوة اعتُبرت مؤشراً على أن "كوماك" تستعد لمنافسة "إيرباص" و"بوينغ" عالمياً، انطلاقاً من سوقها المحلية المتنامية، وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" بأن دخول شركة "كوماك" الصينية إلى سوق صناعة الطائرات التجارية قد يؤدي لتحويل المنافسة من احتكار ثُنائي بين "إيرباص" و"بوينغ" إلى "احتكار ثلاثي محتمل"، وقد تُفَكِّكُ "كوماك" هيمنة العملاقتين الأوروبية والأميركية على تصنيع الطائرات، وتشير تقديرات "إيرباص" إلى إن الصّين قد تُصبح أكبر سوق لخدمات الطيران بحلول سنة 2043، متجاوزة أميركا الشمالية وأوروبا، مع توقعات بارتفاع قيمة السوق من 23 مليار دولار سنة 2024 إلى 61 مليار دولار سنة 2043، كما أظهرت بيانات الإتحاد الدّولي للطيران المدني - "إياتا" - أن الصين قد تتجاوز الولايات المتحدة كأكبر سوق للمسافرين بحلول سنة 2030، بمعدل نمو سنوي للركاب يبلغ 5،7%، وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 3,8%، ويؤكد ليونارد فارف، العضو المنتدب في "1BlueHorizon"، أن الطائرات ضيقة البدن تمثل الحصة الأكبر من سوق الطيران التجاري، مدفوعة بالطلب على الرحلات الداخلية والإقليمية، وقد تصبح السوق الصينية الأكبر عالمياً بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، ولذا فإن الطائرة الصينية "كوماك - "C919 تمتلك ميزة تنافسية داخل الصين، خاصة أن شركات الطيران المملوكة للدولة قد تمنحها الأولوية دعماً للصناعة الوطنية، وهو الهدف الذي حدّدته شركة كوماك التي تريد منافسة طائرات "بوينغ 737 MAX" و"إيرباص A320، لكنها لا تزال تواجه عقبات كبيرة، أبرزها بناء شبكة دعم عالمية للصيانة وقطع الغيار، وتجاوز التحديات التنظيمية لدخول الأسواق الغربية، فضلاً عن التأثير المحتمل للتوترات الجيوسياسية، وتُعوّل الصين على الدول المنخرطة في "مبادرة الحزام والطريق" لشراء طائرات "كوماك"، واستغلال من تُواجهه "بوينغ" و"إيرباص" من تحديات في سلاسل التوريد وتلبية الطلبات المتزايدة، واستغلال التّدقيق التنظيمي الذي تخضع له شركة "بوينغ" إثْر تعدّد الحوادث الخطيرة. تخطط "كوماك" لزيادة إنتاج طراز "C919" إلى 50 طائرة سنوياً سنة 2025، مع استهداف الوصول إلى 150 طائرة سنوياً بحلول سنة 2028، وسلّمت الشركة 14 طائرة فقط، اعتبارًا من كانون الأول/ديسمبر 2024، فيما ارتفع الطّلب إلى أَلْفِ طائرة، معظمها من شركات الطيران الصينية الكبرى، مثل "إير تشاينا" و"تشاينا ساوذرن" و"تشاينا إيسترن"، وتبلغ تكلفة طائرة "C919" رسمياً نحو 90 مليون دولار، وهو سعر أقل من منافساتها، إذ تبلغ كلفة بناء طائرة "إيرباص A320" نحو 111 مليون دولار، في مقابل 106 ملايين دولار لطائرة "بوينغ 737 ماكس"... عن وكالة "بلومبرغ" 16 آذار/مارس 2025
"الفساد الأخضر" أو النّفايات العابرة للحدود الفساد الأخضر هو جريمة مالية تسبب الضرر للبيئة وتُقَوِّضُ جهود حماية البيئة والتّنوع البيولوجي والتنمية المُستدامة وصِحّة البَشر، من خلال التجارة غير المشروعة في الحياة البرية والغابات ومنتجات الأخشاب وصيد الأسماك والتعدين، وتجارة النفايات، بحثًا عن الرّبْح تستورد الدّول الرأسمالية المتطورة ( بُلدان "المَرْكَز") المواد الخام من بُلدان "المُحيط"، لتصنيعها وتحويلها إلى سيارات وآلات وتجهيزات مختلفة يُعاد إرسالها في شكل نِفَابات إلى بلدان "المُحيط" (أو "الأطراتف" ) لدَفْنها بعد انتهاء صلاحيتها، ويتم إرسال هذه النّفايات إلى آسيا أو إفريقيا أو أمريكا الجنوبية "لإعادة تدويرها" ويم شَحْن وإرسال نسبة هامّة من هذه النّفايات بشكل غير قانوني – بفضل الرشاوى – إلى البلدان الفقيرة التي ليس لديها قوانين وممارسات صارمة لمراقبة وإدارة النفايات أو لا يتم تنفيذ هذه القوانين. يتم التّكتُّم عادة على تصدير النّفايات من دول "المركز" إلى دول "المُحيط" ولكن تم التّعرّف على بعض هذه "الأسْرار، ومن الحوادث التي تسرّبت أخبارها للعموم: كشَف تحالف النفايات البيئية ( منظمة غير ربحية) وُصُول أكثر من مائة حاوية تحمل 2,500 طن من النفايات غير المشروعة، خلال الفترة 2013 – 2014، من فانكوفر ( كندا ) إلى مانيلا، عاصمة الفلبين، وتحمل صفة "نفايات بلاستيكية قابلة لإعادة التدوير"، ولكنها كانت في الواقع نفايات منزلية، وبعد ”ست سنوات من الجدل والاحتجاج“،وافقت كندا أخيراً على استعادة معظم الحاويات... في تونس أعلنت السلطات التونسية، سنة 2020، اكتشاف كميات كبيرة من النفايات الإيطالية المُهَرّبَة إلى ميناء مدينة صفاقس، وتحتوي على مواد خطرة مثل البلاستيك والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية السامة، وتسببت في أضرار بيئية جسيمة، وعرّضت صحة السكان للخطر، وكسفت التحقيقات تورّط شركات إيطالية ومَحلِّيّة، ومجموعات الجريمة المُنظّمة، وأحدث الخبر ضجّة في تونس وتوتّرت العلاقات بين الدَّوْلَتَيْن... تُمثل الحادثتان – من جملة أمثلة عديدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية – بعض نماذج تجارة النفايات غير المشروعة والعابرة للقارات، التي تُقدّر أرباحها بمليارات الدّولارات على حساب صحة الإنسان وسلامة البيئة والأرض والمياه... أقرّت الدّول الغنية قوانين صارمة لإدارة النّفايات، مما شكّل فُرْصَةً لبعض الشّركات التي اختَصّت في تصدير حوالي 180 مليون طن سنويا من هذه النفايات ( مَرْكَبَات مُعطّبة وبطاريات تحتوي حمض الرّصاص وإطارات وتجهيزات إلكترونية...) إلى إفريقيا أو آسيا ( تركيا والهند ومصر...)، فيتم بيع بعضها ودفن البعض الآخر بشكل غير قانوني، فضلا عن تزوير الوثائق والمُستندات، بتواطؤ من السلطات أو شركات أو مجموعات محلية للجريمة المُنظّمة، وفق برنامج الفساد الأخضر (Green Corruption programme) في معهد بازل للحَوْكَمَة بسويسرا تشكّل النفايات غير المعالجة مخاطر صحية وبيئية متعددة، فعندما يتم التّخَلُّص من المركبات التي انتهى عمرها الإفتراضي يمكن أن تتسرب منها ملوثات وسوائل خطرة، عند حرق المحركات المُسْتَعْمَلَة، في مصبّات ضخمة في كينيا أو الحبشة أو بنغلادش أو الهند - لاستخراج النحاس – على سبيل المثال- فالنّحاس معدن ثمين يستخدم في تصنيع الهواتف المحمولة، لكن العاملين في هذه المصَبّات يفتقرون إلى معدات الحماية والأدوات المناسبة، مما يجعلهم عرضة للإصابات والحروق، والمواد الكيميائية السامة، وفْقَ برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الذي يُشِيرُ إلى المخاطر النّاجمة عن وُصُول ملايين السيارات القديمة إلى البلدان الفقيرة من مخاطر على سلامة السائقين وأُسَرِهِم ومستخدمي الطرقات، فضلا عن الأضرار النّاجمة عن تلوث البيئة والهواء... تتوقع الأمم المتحدة نموّ النفايات الصلبة البلدية من 2,1 مليار طن سنة 2023 إلى 3,8 مليار طن بحلول سنة 2050، وطالبت جمعيات آسيوية بفَرْضِ حَظْرٍ على جميع واردات النفايات، كما فعلت الصين، التي كانت أكبر مستورد للنفايات البلاستيكية في العالم سنة 2019، وبإقرار قوانين وإجراءات عَمَلِيّة على مُستوى دولي، لِحَظْر تصدير النّفايات من قِبَلِ دُوَل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ودول الاتحاد الأوروبي...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدّيون، إحدى أدوات الهيمنة -النّاعمة- – الجزء الثالث
-
الدّيون، إحدى أدوات الهيمنة -النّاعمة- – الجزء الثاني
-
الدّيون، إحدى أدوات الهيمنة -النّاعمة- – الجزء الأول
-
مُتابعات - عدد خاص – العدد السّابع عشر بعد المائة بتاريخ الت
...
-
الليبرالية الإنتقائية - من العَولمة إلى الحِمائية
-
دوّامة الدُّيُون في البلدان الفقيرة
-
المغرب 23 آذار/مارس 1965 – 2025
-
الولايات المتحدة وإعادة تشكيل النظام الرأسمالي العالمي
-
متابعات – العدد السّادس عشر بعد المائة بتاريخ الثّاني والعشر
...
-
السُّجُون الأمريكية - قطاع اقتصادي مُرْبِح
-
عرض شريط -فتْيان النِّيكل- ( Nickel Boys ) للمخرج -راميل روس
...
-
ملامح الإقتصاد الأمريكي سنة 2025
-
ذكرى وفاة كارل ماركس ( وُلد يوم الخامس من أيار 1818 وتوفي يو
...
-
متابعات – العدد الخامس عشر بعد المائة بتاريخ الخامس عشر من آ
...
-
تونس بين خطاب -الإستقلالية- واستمرار واقع التّبَعِيّة
-
الحركات النسوية ومسألة الإنتماء الطبقي
-
متابعات – العدد الرّابع عشر بعد المائة بتاريخ الثامن من آذار
...
-
حرب اقتصادية تَقُودُها الدّولة
-
بعض مفاهيم الإقتصاد السياسي
-
موقع الهند في منظومة الهيمنة الأمريكية – الجزء الثاني
المزيد.....
-
سيارات تاكسي قديمة من الهند تقدم -الدجاج بالزبدة- في شوارع ا
...
-
العراق.. رجل أمن يوقف شابا عن الرقص
-
انهيار في مداولات البورصات الأوروبية بعد تراجع كبير في البور
...
-
-كنيسة التوحيد- اليابانية تطعن في قرار حلها وسط تداعيات اغتي
...
-
كوهين: نتنياهو طلب مني إلغاء تصنيف نفتالي بينت لمنعه من عضوي
...
-
هلع في أسواق المال.. وترامب يطالب بالدفع مقابل تخفيض الرسوم
...
-
جيل Z يستثمر في موضة الأزياء
-
مصر تعلن عقد قمة ثلاثية بين السيسي وماكرون والملك عبد الله ا
...
-
ارتفاع حصيلة قتلى العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة إلى
...
-
استراتيجية الردع والمواجهة.. -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي يس
...
المزيد.....
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|