أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهبي أحمد - الجزائر بين وهم الماضي وواقع المغرب المتقدم: الحقيقة التي لا تُغيّر














المزيد.....

الجزائر بين وهم الماضي وواقع المغرب المتقدم: الحقيقة التي لا تُغيّر


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8303 - 2025 / 4 / 5 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنفتح صفحة جديدة، نضع أعيننا على واقع مختلف، واقع يراه المستقبل بعيون متطلعة نحو التقدم والإزدهار. في الوقت الذي يواصل فيه المغرب مشواره بخطى ثابتة نحو آفاق المستقبل، ويعمل على بناء تحالفات استراتيجية تعزز مكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي، نجد الجزائر تقف على ضفة أخرى، عاكفة على أوراق لعب قديمة ظنت أنها ستحقق لها النصر، ولكن الرياح لا تعترف بالأوهام، وكشفت عن زيف تلك الأوراق التي كانت تُظن رابحة. الشعوب والأنظمة في الداخل والخارج لم تعد تلتفت إلى تلك المسرحية التي تقدمها الجزائر، فهي تبدو كعرض مكرر، لا يضيف شيئًا جديدًا إلا المزيد من الخيبات.

الواقع لا يكذب، والمغرب يخطو خطوات واثقة نحو الأمام، يبني سُرُجه في سماء السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية بينما الجزائر تظل غارقة في إخفاقات متتالية، ماضية في طريق مسدود تحاول التغطية عليه بشعارات فارغة، تتبنى في بعض الأحيان مبادرات لم تعد تجد صدى في الإقليم. في الساحة السياسية، المغرب يحقق نجاحات باهرة، فحلفاؤه يزدادون والمكانة الدولية تترسخ يومًا بعد يوم، بينما الجزائر، التي كانت تسعى لاحتلال مكانة محورية في المنطقة، تجد نفسها في حالة من العزلة المتزايدة، يتبخر مشروعها تدريجيًا في ظل تراجع قوتها في المحيط الإقليمي والدولي. والمشهد الاقتصادي لا يختلف عن ذلك، حيث يبدو أن الجزائر فقدت هيبتها في قطاع الطاقة، في وقت يكتب فيه أنبوب الغاز الذي يربط المغرب بالنيجر فصلًا جديدًا من الإنجازات الاقتصادية التي تقلب موازين القوى لصالح جيرانها.

وإذا تحدثنا عن جيوستراتيجية الجزائر، فنجد أنها قد أصبحت مجرد نقطة تحت المجهر، تتعرض لمراقبة دقيقة من القوى الكبرى بعد أن كانت تطمح لقيادة هذا المجال. على الصعيد الدولي، الجزائر فقدت تأثيرها على الدول التي كانت تعتبرها حلفاء في الماضي، وأصبحت تائهة في محيطها المغاربي والإفريقي، فيما تواصل دعمها للبوليساريو، وهو دعم يزداد عبئًا عليها ويُظهر انكشافها على الساحة الدولية. هذا الملف الصحراوي، الذي طالما كان نقطة نزاع، بات اليوم عبئًا استراتيجيًا على الجزائر.

أما على الصعيد الداخلي، فإن الجزائر لا تستطيع إخفاء الأزمات التي تلاحقها. الحراك الشعبي الذي بدأ يتصاعد، يكشف عن اهتزاز عميق في أساسات النظام، وهو ما انعكس على التعديلات الدستورية التي لا تعدو كونها إصلاحات صورية، لا تقدم ولا تؤخر. في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الجزائري من الأزمات اليومية في شتى المجالات، من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الماء، إلى الأزمات الاقتصادية التي تؤثر على معيشته، يعيش الشعب الجزائري في ظل واقع يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وفي خضم هذه الأوضاع المتدهورة، يظهر النظام الجزائري بشكل دائم في حالة دفاع، يحاول إقناع شعبه والعالم بأن لديه القدرة على مواجهة التحديات، بينما في الحقيقة، فإن الشعارات التي يرفعها لا تملأ جوعًا ولا تلبي احتياجات شعبه. فالتاريخ لا يتبدل بالتزوير، ولا يمكن للمناورات السياسية أن تحجب الحقائق التي لا يمكن تغييرها. كما يحاول النظام الجزائري تزوير التاريخ ونسب حضارات أخرى إليه، في محاولة غير ناضجة لتغطية ضعف داخلي مستمر، لكنه لا يدرك أن هذا ليس فعلًا من القوة بل هو أكثر من مجرد صرخة في الفراغ، تعبير عن عجز حقيقي أمام واقع مرير.

بينما المغرب يمضي قُدُمًا، يحقق نجاحات متواصلة، يقوي مكانته الإقليمية والدولية، يبني أسس اقتصاده ويعزز وحدته الوطنية، تبقى الجزائر غارقة في وهم الماضي، تتمسك بشعارات لا تُسمن ولا تغني من جوع. وتبقى الحقيقة الساطعة التي لا يمكن لأي محاولات تزييف أن تغيرها: الصحراء مغربية، ومهما تمادوا في ادعاءاتهم الزائفة، فإن الحقيقة ستظل كما هي، واضحة كالشمس في سماء صافية.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة المغرب بين مؤثرات الإعلام وتآكل القيم
- المغاربة… يكذبون الكذبة على الفايسبوك ويؤمنون بها
- الطاكسيات في المغرب: تقدر توصل وتقدر ما توصلش
- المغربي: بطل الأساطير في مسرح الحياة اليومية.
- صوتٌ يصدحُ من بين القيود: رؤيةٌ نقديةٌ ل-تحرير المرأة- مع قا ...
- شوبنهاور والعيد: سعي بلا نهاية نحو السعادة الزائفة
- التطرف السياسي والخيانة: عندما يصبح المبدأ عرضة للتغيير
- عندما تصبح الصحافة صراعاً شخصياً: هل نعيش عصر -الفرجة الإعلا ...
- صفعة تمارة: السلطة والمواطن بين القانون والثقة المفقودة
- الوعي المثقف: مرض ودواء في قبو دوستويفسكي
- -أصداف الدهور-: حين يصبح الزمن قفصًا، والماضي لؤلؤة مفقودة ف ...
- أصداف الدهور: حين يصبح الزمن قفصًا، والماضي لؤلؤة مفقودة في ...
- الليل لنا: تأملات في الغياب والحضور في رواية محمد مباركي
- السياسي والمؤرخ: صراع الزمن والقلم
- مزهوون بمتلاشيات الآخرين
- أنقاض الروح والكلمة: قراءة في مجموعة - تحت الركام- القصصية ل ...
- التعليم المغربي: حلم يتهاوى بين فوضى السياسة وصمت الجميع
- عبارات ملهمة: قراءة نقدية وتحليلية في أعماق الكلمة والوجود ل ...
- -ياسمين الخريف- لأحمد الشهبي: قراءة نقدية وتحليلية في المتاه ...
- -عبارات ملهمة-: سلطة الكلمة في مجموعة جواد العوالي القصصية


المزيد.....




- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي نظيره الإسرائيلي للمرة الثانية ...
- 3 دول أفريقية تستدعي سفراءها من الجزائر
- مقتل رجل أعمال مصري.. قطعت جثته وخبئت في -مجمد-
- احتجزتهما إسرائيل.. نائبتان بريطانيتان تعودان إلى لندن
- فيديو.. حماس تعلن قصف أسدود في إسرائيل برشقة صاروخية
- -حصلتم على الرد الليلة-.. سموتريتش يعلق على هجوم حماس
- أوامر إخلاء جديدة في غزة.. ونتنياهو يتوعد بعد إطلاق الصواريخ ...
- قتلى ومصابون في صنعاء بعد غارات أميركية جديدة
- فيديو.. السيسي وماكرون يتجولان في خان الخليلي
- أول تعليق من ترامب على -مأساة المسعفين- في غزة


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهبي أحمد - الجزائر بين وهم الماضي وواقع المغرب المتقدم: الحقيقة التي لا تُغيّر