أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - ام المدن














المزيد.....

ام المدن


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


لا شيء يأتي من الفراغ للزمن وقاره وفوراقه الثابتة المستديمة تزرعها الأيام على ارض تنبت عليها اقدام أناس عاشوا ورحلوا بين اسوارها شواخص عهد قديم .قصور وأبراج وهياكل وطرق معبدة بالدول والدم والعرق.مدن تشبه المستحيل في فنون الحرف وصناعة ذخاءرالمنجنيق.
ولادة المدن في مغارات الجبال او البراري وصحاري الأرض والغابات ومصادر الانهار ولادة عسيرة لابد من راعي ولابد من رعية.
تختصر الأرض وجودها بشيطان من الماء والطين المالح او من ملاك سماوي اعتاد على النفاق. ارتضى ان يكون سماوي يحتضن الأرض في المدن ومستنقعاتها والخرائب .نادر ما يطف ليكون ملاك يسما عيون المبصرين.
على امتداد الزمن في صحراء تلامس افقا مقسم إلى أشلاء تطل مدينة من مدن حمورابي .شامخة وبعلو لا يقترب منه احد في وسطها برج ناري .في أعلاه معلقة يافطة بحجم السماء وفيها احكام وقوانين بسعة الكون .تتصدر النفوس وتحكم سير البشر.البشر القديم حتما وما بعدهم من نساك وعباد وفلاسفة مجندين لخدمة المعبود والعابد.
كل حضارةٍ تُولد من ركام سابقتها... لكننا ننسى أن نزرع بذورًا جديدة في التربة المالحة"* .
وإذا كانت احكام وقوانين حمورابي ومن سبوه فاتحة صفحات مطوية ومظلمة ذات طعم مر مغمسة بالسحت وملح أزلي . فهي طرب وطريق وخطوات للعدل والبناء والرقي والارتقاء في عالم لا يجري بغير السوط والعصا لو دنا كل معتوه اليها.
لنكن في السياق العام اولاً لنكن كأجدادنا نبحث عن الخلود في العسل والأرض وطينها الغارق بين الماء والحجر . تلك (.ام المدن )
لمتكن من ممدن الأمويين في عهد عمر ابن عبد العزيز بل
مدينة في زمن رجل العلم والمعرفة الخليفة العباسي هارون الرشيد.
مدينة اشباح عباسية .
أربع مسافات تفصلنا عن الخيام والكهوف وتلال الصحراء ومدن المعابد.الليل فينا نهار في الزقورة وبابل وعشبة انكيدوا وقيثارة سومرفي عنق شبعاد.
نحن بعيد عن تلك المسافات في مدينة لا اثرية مدينة عباسية تسمى قافلة المدن منها واليها يعود المهاجر تحيط بها أطلال مدن تاريخيّة متداعية وأبراج وبقايا انابيب نفط صدفة ملت من المكان.الرض خثرة عجين من سنابل الأرض مشبعة من براءحة الملح المعجون بدموع الأجداد.هنا في الأفق البعيد اطياف تتراقص لقوافل تحمل رايات بيضاء فيها نقوش لإسالة بلا اجابات .هنا في حواضر المدينة يسمع لغطا لا يمكن فهمه إلا بتداخل الزمن بين الماضي والحاضر.
اللغط قديم ينذر ويتنبأ بالحكمة
*"كل حضارةٍ تُولد من ركام سابقتها... لكننا ننسى أن نزرع بذورًا جديدة في التربة المالحة"*.
تأخذنا المدن لحكايات أزلية .الى مدن الجليد المتقد ومدن الصحراء المائية ومدن الأبراج والقصور والمعابد.
كل شيء يندثر وتبقى الغلال في جرار من اصل الطين .تكشف الباحثة العالمة الأثرية الشابة نيران جرة محفوظة بين الأتربة والصخورًهي تبحث عن نقوش لحضارة سادت ثم ماتت والتي وصفت
** ام المدن .** في مخطوطات الورق القديم.
الجرة الفخارية .فيها رسالة لعامل في حقل نفط مهجور.
حفرنا وماذا جنينا .لاشيءلاذهب اسودولا ثمن الجرار .اكلت اجسادنا السنين والأيام وصار التراب قوتنا والملح دم والركام إشارات مرور.
الحكاية منقوشة في طوب قديم .**مدن الملح٠**
حكاية الماضي البعيد المندثة. مدينة اختفت وحسب سنن الحياة تحت رمال التحديث.
حين تاه الفلاحون بتلال الرمال المتحركة بين آبار النفط
في واقعة شق بدوي قرب غدير ماء منقسم نصفه مجالس رجال القبيلة ونصفه الآخر مناضد وكراسي واجهزة حاسوب .تتجادل المهندسة الذكية ذات العينين العسليتين مع رجل ملتف بعباءته يدوه قومه بشيخ العشيرة
من منطلق معرفته يخاطب الشيخ متعب
الزاءرة الضيف تمارا
بقايا الأبراج والقصور ليست دمارا بل هو تاريخ وحكايات لم تدون هي ماضينا الغير مدون والمفحفوظ بالذاكرة.
تماراوأبراجكم هذه وركام القصور تعيق بناء مدن حديثة .مدن تتماشى مع صرعات العصر.
العصر جسد بلا روح يشيخ ويندثر يحمل الأثقال ولا ينطق.
الحوار بين الاثنين بين الماضي والحاضر صراع وجودي يتصل بالجذور والحداثة .البداوة والتحضر.
في بحث تمارا المتواصل من بين انقاض الأرشيف عثرت تمارا خارطة جلدية رمادية (لمدينة ام المدن) ترسم المدينة مركز لدوائر
متحد ةالمركز.
داءرة للعصر العباسي بمعالمه وعلومه في التجارة والتبادل مع أقصى المدن.
وأخرى حديثة عن الانهار والزرع والشوارع والمطر.
والثالثة لعصر الطوفان عصر النفط حيث تموت القرى تحت اقدام المدن.
والأخيرة تدوينات خيالية لأبراج عالية زجاجية مًوطن لسكان المدن الأصلين.كانهم خطوات عهد قديم مهتز السريرة والأثر.
تمارا ثمل بالماضي والتاريخ والركام .صنعتمن افواه شباب دار بهم الزمن وفشلوا في مسعاهم في اعادة مسار الزمان لبناء صرح كان في الماضي مزار وساقية وجدار اعادة بناء سد على مجرى نهر النيل فشلوا وقاموا في رمي ركام السد في المجرى .
مرددين تحت شعار
نريد ان نكون مزار وجذور تنبت لا نريد ان نكون ركام طلل.
تمارا التقطت زبدة الثمر .الضياع ليس عقابا. بل زرع مثمر فرصة لرسم الذات من الركام والأطلال والروايات والمخطوطات المندثرة.
كما حاولت مدن الجليد صهر الماء بالمعدن.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نمرود رجل الامراض
- الدرس الأخير
- اعراس
- أعشاش النوارس
- مومياءبلا ظل
- **جناحا طير**
- اشباح
- خفايا البحر
- مظلة الكتب
- مكتبة الكتب المفقودة
- حقيبة سفر
- الأقفاص
- بين العتمة والنور
- وداءع البحر
- صحاري الواحات
- شق جرح
- سماء تمطر حرية
- .**سرادق من أوراق البساتين:**
- لا تدوق بحجر عديم الاوتار
- في الأفق فوق الظلال


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - ام المدن