سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 14:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في تصريح أثار جدلا واسعا، أعلن علي لاريجاني أن حيازة السلاح النووي ستكون “الخيار الأوحد” إذا تعرضت بلاده لهجوم. هذا التصريح يندرج ضمن إطار استراتيجية الردع النووي، التي تهدف إلى منع أي اعتداء من خلال التهديد باستخدام القوة النووية.
استراتيجية الردع النووي: أساليب وتفسيرات
عندما تهدد دولة باستخدام السلاح النووي في حالة تعرضها لهجوم، يمكن فهم هذا الإعلان بعدة طرق:
1. سياسة الردع النووي – وسيلة تستخدمها الدول لضمان عدم تعرضها لهجوم، عبر التهديد برد نووي حاسم.
2. التحذير النووي – إعلان مباشر بأن أي اعتداء سيقابل باستخدام القوة النووية، ما يرفع من مستوى التوتر الإقليمي والدولي.
3. الرد النووي الحتمي – التأكيد على أن أي هجوم سيؤدي إلى رد نووي مدمر دون تردد.
4. العقيدة النووية الرسمية – تحديد سياسات استخدام الأسلحة النووية ضمن إطار عسكري واضح.
5. التصعيد الاستراتيجي – قد يُنظر إلى هذه التهديدات على أنها خطوة تصعيدية تهدف إلى ردع الأعداء، أو حتى محاولة لفرض النفوذ عبر التخويف بالقوة.
هذه التصريحات غالبا ما تؤدي إلى توترات دولية، وقد يُنظر إليها على أنها تحذير جاد، أو مجرد دعاية سياسية تهدف إلى تحقيق مكاسب داخلية أو إقليمية.
هنا سؤال يطرح نفسه:هل التهديد بالسلاح النووي نابع من الخوف؟
قد يبدو هذا النوع من التصريحات دليلا على الخوف والقلق، لكن درجته تختلف حسب الظروف والسياق السياسي. فحينما تهدد دولة باستخدام السلاح النووي، قد يكون ذلك ناتجا عن:
1. خوف وجودي – إذا كانت الدولة ترى أن أي هجوم قد يهدد بقاءها، فقد تعتمد على التهديد النووي كوسيلة ردع حتمية.
2. قلق من التفوق العسكري للخصم – حينما تكون القدرات التقليدية غير كافية لمواجهة العدو، يصبح التهديد النووي خيارا لتعويض هذا الخلل وتحقيق نوع من توازن الرعب.
3. عدم الثقة في التحالفات الدفاعية – بعض الدول تشعر بأنها غير قادرة على الاعتماد على حلفائها أو دفاعاتها التقليدية، مما يدفعها إلى تعزيز موقفها عبر التهديد باستخدام القوة القصوى.
4. الاضطرابات الداخلية والضغوط السياسية – قد يكون تصعيد الخطاب النووي احياناً محاولة لصرف الانتباه عن المشكلات الداخلية، أو لتعزيز شعبية الحكومة بإظهار القوة أمام الشعب.
بين الخوف والاستراتيجية
في النهاية، قد يكون التهديد بالسلاح النووي مزيجا بين الخوف الفعلي واستراتيجية محسوبة تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية. بعض الدول تستخدم لغة التصعيد كورقة ضغط دون نية حقيقية في استخدام القوة، بينما قد تجد دول أخرى نفسها في موقف يجعلها ترى في هذا الخيار سبيلاً وحيداً للبقاء.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل يؤدي هذا النوع من التصريحات إلى تعزيز الأمن والاستقرار، أم أنه يزيد من احتمالات نشوب نزاعات كارثية؟
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟