أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير27















المزيد.....

من دفتر اليوميات/ محمود شقير27


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


الخميس 6 . 5 . 1999
انقطعت عن القراءة والكتابة ومشاهدة التلفاز مدة أسبوع، كانت عيناي في تلك الأثناء في أحسن حال، ولم تدمعا. اليوم عدت إلى القراءة والكتابة، وقد عادت عيناي تدمعان! إنها مشكلة، ولا أستطيع أن أبقى دون قراءة وقتاً آخر. سأتجاهل أمر عيني وأواصل القراءة دون اكتراث لذلك.
قرأت هذا المساء ديوان محمود درويش "سرير الغريبة" للمرة الثالثة. غداً، سأحاول قراءة عنبر رقم 6 لتشيخوف مرة أخرى على أمل تحويلها إلى مونودراما مسرحية.
اليوم زرت الطبيبة الروسية بناء على موعد مسبق، قالت إن ضغطي عاد إلى وضعه الطبيعي، وطلبت مني أن أخفف مقدار الدواء الذي آخذه (نصف حبة بدلاً من حبة كاملة كل يوم).
قبل ساعة كتبت قصة قصيرة. الساعة الآن العاشرة والربع مساء. المزاج عادي والطقس حار.

الجمعة 7 . 5 . 1999
واصلت القراءة في رواية "حرب نهاية العالم" لماريو فارغاس يوسا، باللغة الانجليزية. إنها رواية متعبة، ومع ذلك، فلن أكف عنها حتى أنهيها.
كنت أتمنى بيني وبين نفسي، ألا يموت أحد أو يمرض أحد، حتى أمارس متعة البقاء في البيت دون مفاجآت. لكن الأمر لم يستمر على النحو الذي أريده، فقد جاءنا هاتف من عيادة المسجد الأقصى، يقول إن الوالد موجود في العيادة، بعد أن نقله إليها أشخاص من فاعلي الخير، إثر تعرضه للاغماء بعد الانتهاء من صلاة الجمعة.
ركبت سيارتي وذهبت أبحث عن الوالد، دخلت بوابة باب الأسباط، وسرت في طريق الآلام ثم عدت. في هذه الأثناء، جاء الوالد ومعه بعض أبناء السواحرة الشرقية، شكرتهم ثم عدت به الى البيت.
كانت القدس مليئة بالخلق بسبب قدوم الناس إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه. حينما كنت أسير بسيارتي في طريق الآلام، كان المذيع عبد السلام العابد يقرأ من إذاعة "صوت فلسطين"، فصلاً من كتابي "ظل آخر للمدينة". كانت مفارقة مفاجئة لي.
الساعة الآن تقترب من الثامنة مساء. الأطفال يصخبون في الخارج، وثمة هواء عذب يتسلل من نوافذ البيت. المزاج عادي. بعد قليل أراجع القصص القصيرة التي كتبتها خلال الأشهر الماضية، والتي أنوي نشرها في مجلة الكرمل.

الجمعة 14 . 5 . 1999
أرسلت القصص لمحمود درويش لنشرها في الكرمل، وكان عددها أربع عشرة قصة قصيرة.
مساء الأربعاء التقيت محموداً في مكتبه بمركز خليل السكاكيني في رام الله، حيث اجتمعت لجنة جوائز فلسطين في الآداب والفنون والعلوم للعام 1999 اجتماعها الأول بحضور وزير الثقافة ياسر عبد ربه. انتخب محمود رئيساً للجنة للمرة الثالثة على التوالي، وتمت موافقة اللجنة على إشغالي موقع المنسق العام بين الوزارة واللجنة. جرت ممازحات بين محمود وبعض أعضاء اللجنة، وكان يرد على هذه الممازحات بحضور بديهة وبسخرية محببة لا تجرح أحداً.
يوم أمس ذهبت إلى الوالد والوالدة للتسامر معهما، كان ذلك قبيل الغروب. كان الوالد في حالة صحية غير مواتية، فهو يشعر بدوخة وغثيان منذ الأسبوع الماضي. وجدت الجو مشحوناً بينه وبين الوالدة، بسبب رفضها تقديم القهوة له حفاظاً على صحته، وبسبب تذمرها من ميله الدائم إلى النوم وعدم الحركة. كان بدوره يتهمها بعدم تفهم حالته الصحية، وبإطلاق أحكام غير صحيحة حول حالته. تألمت لهذا الخصام الخافت بينهما، حاولت أن أخفف من انفعالهما، ثم خرجت.
الساعة الآن هي الثانية عشرة ظهراً، الطقس صيفي حار في الخارج، وأنا أتهيأ لكتابة إعداد مسرحي لقصة "عنبر رقم 6" لتشيخوف. المزاج عادي، أو ربما كان أقل من عادي.

الأربعاء 19 . 5 . 1999
الساعة الآن تتجاوز الحادية عشرة مساء بقليل. أنا مشغول هذه الأيام بمسألة شراء بيت لولدي عصام. لا يوجد معي نقود ولا يوجد مع عصام نقود، سأحاول أخذ قرض على راتبي من بنك القاهرة- عمان. المهم أنا غير قادر على القراءة في مثل هذا الوضع، ولن أهدأ الا بعد تدبير جزء أساسي من المبلغ المطلوب.
كم أشعر بالأسى لأنني مضطر للانشغال في قضايا معيشية مثل هذه. قبل أيام كنت أتحدث أنا وحسن خضر حول محمود درويش. قال حسن إن محمود يكرس كل حياته لشعره، ويعتبر الشعر قضيته الأساسية وهمه الأساس. وقال إنه يشعر بالقلق دائماً، وهو دائم التساؤل، وهو حاد الذكاء. وقال إن لديه إحساساً حاداً بالعبث، حيث لا يرضيه شيء، ولا يعجبه المديح ، وهو يقول أحياناً: بالرغم من كل شعري الذي كتبته فإنني لم أضف سطراً إلى ما كتبه شكسبير أو هوميروس. وقال حسن إنه علم منه أنه يتردد كلما حاول نشر ديوان جديد، ويكون متخوفاً من مستواه، كأنه كاتب مبتدىء يكتب للمرة الأولى في حياته.
كنت أستمع إلى ما يقوله حسن خضر، وأشعر بثقل مسؤولية الكتابة وبفداحة متطلباتها، فإذا كان محمود درويش بكل ما استحق من شهرة، وبكل ما حققه من إنجازات شعرية يتخوف إلى هذا الحد، فماذا أقول أنا بعد أن أخذ النشاط السياسي الكثير من وقتي، فلم أحقق الكثير حتى الآن في ميدان الكتابة!
فرحت لأن اليميني المتطرف بيبي نتينياهو هزم هزيمة ساحقة في الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة. أعتقد أن إيهود باراك أقل سوءاً من هذا المتبجح المغرور.

الجمعة 28 . 5 . 1999
الساعة الآن هي الثانية عشرة والنصف ظهراً. المزاج هادئ، والطقس صيفي حار. بعد قليل أبدأ في استكمال كتابة المونودراما المأخوذة عن قصة " عنبر رقم 6 " لتشيخوف. يوم أمس تناولت طعام العشاء في مطعم السنترال ببيت لحم، بدعوة من صهري "أبو باسل" وكان معنا أصدقاء آخرون. عدت إلى البيت في الحادية عشرة مساء، قست ضغط دمي، وكان في مستوى طبيعي.
كان المطعم خالياً تقريباً من الزبائن، لا رجال ولا نساء. ثمة ركود في حياتنا الاجتماعية مثلما هو الحال في حياتنا السياسية.
لم تعد أجواء وزارة الثقافة مريحة، ثمة عدم انضباط في العمل، وثمة كسل عام، وثمة نميمة وسخافات لا حصر لها، وثمة أشخاص يسمحون لأنفسهم بالتدخل في عمل الآخرين. أحاول قدر المستطاع أن أنأى بنفسي عن تلك الأجواء المريضة. ورغم أنني معزز مكرم في الوزارة، ولا يستطيع أحد أن يتطاول علي، فثمة من الزملاء من يحاول عن حسن نية أو عن سوء نية، لا أدري، أن يعطي انطباعاً، بأن الآخرين يحاولون استغلال طيبتي وتسامحي، للتدخل في عملي ولتنفيذ مآرب خاصة بهم، وهم يقصدون بذلك ليانة بدر، وعملها معي في مجلة "دفاتر ثقافية". والحقيقة هي غير ذلك، لكنني لست معنياً بتقديم كشف حساب لأي شخص. أنا أتعامل بمرونة مع ليانة ومع غيرها من الزملاء، ولكن ليس على حساب كرامتي أو على حساب الأصول الصحيحة لعلاقات العمل.
أمامي برنامج عمل متنوع لهذا اليوم، سأحاول إنجاز ما أقدر عليه من مهمات، دون أن أرهق نفسي، فقد صرت موقناً بأن ما لا يمكن إنجازه في شهر، يمكن إنجازه في شهرين.
يتبع...28



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير26
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير25
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير24
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير23
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير22
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير21
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير20
- الأدب في زمن الحروب والأزمات
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير19
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير18
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير17
- مداخلة أخيرة عن زميلتي الكورية/ محمود شقير
- زميلتي الكورية هان كانغ الفائزة بجائزة نوبل2024 / محمود شقير ...
- زميلتي الكورية الفائزة بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير4
- زميلتي الكورية التي فازت بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير3
- زميلتي الكورية القائزة يجائزة نوبل للآداب2024 / محمود شقير/2
- زميلتي الكورية هان كانغ الفائزة بجائزة نوبل للآداب/1
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير16
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير15
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير14


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير27