أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة كرسي العراق .














المزيد.....

مقامة كرسي العراق .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مقال لموفق محمد , بعنوان (كرسي العراق) متوفر على شبكة الانترنت يقول فيه : (( جغرافية العراق , وحدوده المفتوحة على الجيران , وقسوة الطبيعة , هي من خلقت شخصية العراقي , تصوروا الاسكندر المقدوني , عندما سيطر على العراق , إستشار أُستاذه فقال سأقتلهم , سأقتل كل العراقيين , لأنهم ازعجوني وحيروني , فأجابه استاذه وهل تستطيع ان تغير تربتهم , مائهم , هوائهم ؟ هذه العناصر هي من تجعلهم هكذا , لايحبون حاكما , ويخشون الحاكم الى أن يظفروا به في يوم من الايام مسحوقا تحت اقدامهم )).

قيل قديماً : (( توضيحُ الواضحات من أشكل المشكلات )) ,وقيل أيضاً : (( وليس يصح في الأذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليلِ )) , وإن زمناً يُجبر فيه الإنسان على توضيح الواضحات لزمن سوء , وأرجو ألا يأتي يوم يضطر فيه العراقيون إلى كتابة الأبحاث والدراسات عن وقوع البصرة أو بغداد أو الكوفة أو الأنبار ضمن الحدود التاريخية للعراق , رغم أني أشعر بشدة أن هذه اللحظة ستأتي قريباً ما دام الذيول يحكمون البلاد , تلك دراسة مهمة سَلّمَ الله من أعدّها ,لا ننشرها منطلِقينَ من وطنية مقيتة , أو قبلية جاهلية منتنة, ولكن الحق أحق أن يتبع , وقد قال الأعرابي قديماً : البئرُ لي وأنا فطرتُها , وقال آخر : هي لله في يدي , وإني أُجِلُّ الشعوبَ العربية المسلمة المغلوبة على أمرها في هذه الأكشاك العربية عن التناحر فيما بينها , بسبب تصرفات عصابات مماليك , أو ملوك طوائف أطغاهم إملاءُ الله لهم ليزدادوا إثماً , وعما قليل ليصبحن نادمين .

تنطبق علينا نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) , وهي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة , لكن بدل الاعتراف بالحقيقة , يتعامون ويتفننون في تبريرها , والفكرة ببساطة : لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت , فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه , ولكن الواقع فعليًا , أنَّ هناك أناس أو مؤسسات أو شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان , يتخذون اجراءات اخرى مثل : يأتون بسرج جديد, يأتون بالعلف للحصان , يغيرون الفارس الذي يركبه , يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه , يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان ....الخ , في النهاية , يتوصلون لنفس النتيجة المعروفة من البداية (( الحصان ميت )) , ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت , يكابرون في قول الحقيقة , ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله , ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب , ويحتاج إلى دورة تدريبية , وهذه الدورة تتطلب زيادة ميزانية الحصان , وفي الأخير يعيدون تعريف كلمة ((ميت)) لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا , والدرس المستفاد من هذه النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة , بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها.

في الموسيقى , يُستعمل مصطلح السماعي والنوتة , وفي النحو العربي قيل , هناك قولان الكوفي والبصري , بعيداً عن أسماء الزمان السلطوي والعقدي والجغرافي والاجتماعي , هناك تاريخ لا يرحل وكأنه حالة مزمنة لا ترياق يزيح ثقلها , الجغرافيا قوة فاعلة مزمنة , وكذلك هي الثقافة والتاريخ , على خريطة الورق الكونية , تمتد خطوط طول وعرض , وتسكن دول لها وجود في حدود , على ورق الخرائط سكنت إمبراطوريات , وحكمت سلطات , وكانت أمم , إمبراطوريات حكمت من يليها , بقوة السلاح يحمله رجال , من الإسكندر الأكبر, إلى الرومان , وقبلهم الفراعنة , وبعدهم العرب , ذهب من ذهب وبقي من بقي , تكوين حضاري وثقافي ظلَّ يرفع رأسه فوق قبة الوجود الإنساني الممتد عبر الزمن , حضارة وادي الرافدين الضاربة في القدم , الجميع أو لنقل معظمهم من رجال الدين (( السنة والشيعة )) على حدآ سواء , لا يريدون لنا أن ننظر من خلال ما نراها في بطون أمهات كتب التاريخ , ولكن من خلال ما يرونه ويصورونه لنا .

يقال أن الإسكندر لما إستولى على بلاد فارس , إستشار أرسطو في كيف يسيطر عليها , فإقترح عليه : (( بتوزيع ممالكهم بينهم ويلقب مَن يوليه بالملك ولا يخضع لغيره , ثم يقع بينهم تغالب على الملك , فيعود حربهم لك حرب بينهم , فإن دنوت منهم دانوا , فإن نأيت تعززوا لك , وفي ذلك شاغل لهم عنك , وأمان لإحداثهم بعدك شيئا )) , ويبدو أن سايكس بيكو , ربما مستوحاة من هذه الإستشارة , دول متعددة وعلى رأسها ملك أو أمير أو رئيس , وكل يريد الهيمنة على الآخرين من حوله , فما تقاربوا , بل تنافروا وتخاصموا وتصارعوا , وإستعانوا بالطامعين بهم على بعضهم , دول تجتاح دولا , ودول تتآمر على دول .

يُعاب على العراقيين , انهم هم من يخلقون طغاتهم , وكما قال مرة الشاعر الكبير عدنان الصائغ ف(( نصف تاريخ العراق طغاة )) , نعم هكذا التاريخ يُنبئنا بأن العراق لايحكمه الا (رأس) والرأس (طاغٍ ) و(مستبد) و(ظالم) في كثير من الاحيان , لهذا يقول موفق محمد : (( قال لي شيخ عاصر خمسة حكومات وطنية عادت بالبلد الى ما وراء (تل حسونة) ان العراقيين لايشبعون من الظلم , فإذا أُصيبوا بالتخمة من ظالم إستبدلوه بظالمٍ أعتى على مر العصور , فالعراقيون صناعو طغاة من الطراز الاول , لابد من صنم , لكي نموت دونه , ونسبق الامم , هم يبدعون في صنع طغاتهم , لكنهم يحصدون الذهب في كنسهم )) ,وتستمر مسيرة الجليلاتُ أمهاتُ العـُرْف ِ والمعروف , يأتين حاملات جرارهنّ معتقات بالحنان , جئن إليك بلا نحيب ْ , مشْرِعات ٍ صدورهن ّ , وتفوح من أثوابهن نذر الوفاء , يُصَليّن لقداسة الدم المسفوح , كأنهن جميعاً أصبحن سيدة القيامة البتول.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العجمي و الأعجمي .
- مقامة جنود العسل .
- مقامة المرورة .
- مقامة الصلع .
- مقامة أحلام .
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .
- مقامة يوم تهكسسوا .
- مقامة غبش الوطن .
- مقامة الفضفضة .
- مقامة الدونكيشوتية .
- مقامة الكلاوجي .
- مقامة الزلك .
- مقامة تهويمات سوريالية .
- مقامة المجرشة .
- مقامة الذين يشبهوننا .
- مقامة قهر العهود .


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة كرسي العراق .