رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 02:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمرّ العراق حاليًا بمرحلة حرجة جداً في تاريخه المائي، ولا سيّما والموسم الشتوي في نهايته التي تحتاج الى أهم الريات الخاصة بها لتكامل نموها (رية الفطام). وان الموسم الصيفي هو الآخر قد اقترب.. وفي الوقت الذي يجب ان يكون الخزين الاستراتيجي محسوب لتغطية الموسم الصيفي القادم.. إلا ان الملاحظ هو ان الخزين الاستراتيجي يسير نحو التصفير فمثلاً سد الموصل يستقبل واردات بمعدل (١٠٠ - ١١٠) م٣/ثا بينما الاطلاقات المائية منه مازالت بمعدل ٤٥٠م٣/ثا... وحجم الخزين فيه تداعى لغاية ٢٧٧٠ مليارين وسبعمائة وسبعون مليون م٣ قبل ايام؟ بمعنى آخر فان الخزين الاستراتيجي يتعرض لإجراءات تهدف لتصفير ما يحتويه من خزين مائي، حيث تداعى خزين سدود العراق الى ما دون ال ١١ مليار م٣.. بواقع ثلاث مليارات م٣ اقل من خزين العام الماضي 2024.
في لغة اهل الخبرة والاختصاص الموقف المائي خطير ومخيف ويحتاج إلى وقفة جادَّة من اهل الاختصاص والحريصين والمجتمع، بينما في لغة القائمين على إدارة الموارد المائية ان تصفير الخزين الاستراتيجي هو لتعزيز الاهوار او لتوفير الكهرباء وهدر الخزين المائي. ولاستقبال ايرادات مائية ولكن مع الأسف هذا الاجراء متأخر جدا! كون الموسم المطري على ابواب المغادرة.. المبررات التي طالما اعتبرت في زيادة الاطلاقات. لذا فان استمرار هدر المياه يوم بعد اخر سيضع البلد في موقف لا يحمد عقباه... وهنا نرى بان على مجلس الوزراء والبرلمان اتخاذ ما يلزم لمنع هدر المياه والحفاظ على الخزين الدولة المائي الاستراتيجي قبل فوات الاوان.
وعلى الحكومة العراقية أن تولي اهتماماً خاصاً بالموارد المائية كبُعد استراتيجي لمستقبل البلاد، لأنه هناك متغيرات مستمرة في حوضي نهري دجلة والفرات على مستوى الاستثمار والتنمية، مما يتطلب من العراق تحليل هذه المفاهيم الجديدة التي فرضت نفسها على مستقبل موارد العراق المائية، بشكل مُلفت، مما يتطلب الحاجة الى نمط مختلف من التفكير لفهم هذه التداخلات والتعقيدات التي تدور في اعالي النهرين على حساب حصص العراق المائية.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟