أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - قرائتي -لهذا أنا-















المزيد.....

قرائتي -لهذا أنا-


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أيام أصدر رجل الأعمال المهندس صلاح دياب مذكراته بعنوان «هذا أنا»، والتى نُشرت حديثًا فى كتاب عن الدار المصرية اللبنانية. الكتاب يتكون من 10 فصول تمتد عبر 400 صفحة، ويتميز بأسلوب سردى شيق يجمع بين الصراحة والعمق فى تحليل الأحداث.

فى هذه المذكرات سيرة ذاتية يستعرض فيها كاتبها مسيرته الحياتية والمهنية، متناولًا محطات مهمة فى حياته، تفاصيل نشأته، تعليمه، وتجاربه فى عالم المال والأعمال على مدار أكثر من ثمانين عامًا.

يتناول صلاح دياب فى فصول كتابه الأولى الجذور والنشأة، التى تدور حول أصول عائلته التى ترجع إلى الحجاز، حيث استقر أجداده فى مصر، مشيرًا إلى التأثير الكبير لجده الصحفى محمد توفيق دياب، الذى أسس جريدة «الجهاد» فى الثلاثينيات ودافع عن استقلال مصر، هذا الإرث الصحفى كان له تأثير عميق على رؤيته الفكرية.

كما يروى ذكرياته الأولى فى المنيا، حيث نشأ وسط بيئة محافظة، ثم انتقاله إلى القاهرة، والتحاقه بالمدرسة الإنجليزية، التى فتحت أمامه آفاقًا جديدة فى التعليم والثقافة.

واستعرض «دياب» الرحلة التعليمية والتحديات المبكرة المتعلقة بمسيرته التعليمية، بدءًا من التحاقه بالكلية الفنية العسكرية فى الخمسينيات، والتى انتهت بفصله منها بسبب بعض المشكلات، مما شكل صدمة كبيرة له، بعدها انضم إلى كلية الهندسة بجامعة عين شمس، حيث تخصص فى الهندسة الكهربائية، كما يذكر لقاءاته مع بعض الشخصيات الأكاديمية البارزة، ويعترف بأنه لم يكن طالبًا متفوقًا، لكنه كان شغوفًا بالمعرفة والتجريب.

وخصص رجل الأعمال صلاح دياب رحلته بعد التخرج فى عالم الأعمال فى فصل «حكايات السبع صنايع»، دخول عالم الأعمال، حيث بدأ من خلال العمل فى شركة مقاولات، ثم قرر تأسيس مشروعه الخاص، لم يكن نجاحه سريعًا، حيث واجه صعوبات كبيرة فى البداية، لكنه تمكن لاحقًا من تحقيق اختراق مهم من خلال مشروعات هندسية متميزة، ويتطرق إلى زيارته للسفارة الأمريكية بعد حرب أكتوبر 1973، حيث سعى للحصول على مشروع تطهير قناة السويس، وهو موقف يعكس طموحه الكبير.

وأهم محطات «دياب» كانت فى الفصل الرابع: النجاح فى قطاع الأغذية – «لابوار» حيث كان تأسيس سلسلة محلات «لابوار»، والتى أصبحت علامة تجارية ناجحة فى مجال الحلويات. يشرح كيف دخل هذا المجال رغم أنه بعيد عن تخصصه الهندسى، لكنه اعتمد على البحث والتخطيط المدروس، مما ساعده على تحقيق نجاح لافت.

أما عن تأسيس الصحيفة الأهم فى مصر «المصرى اليوم» وصناعة الإعلام، كانت فى الفصل الرابع فى عام 2004، قرر دياب دخول مجال الإعلام، حيث أسس صحيفة «المصرى اليوم»، والتى أصبحت واحدة من أهم الصحف المستقلة فى مصر وكان يكتب عمودًا باسم «نيوتن» يتحدث عن التحديات التى واجهها فى هذا المجال، مثل الضغوط السياسية والاقتصادية، لكنه أصر على تقديم تجربة إعلامية مختلفة، تقوم على الصحافة الحرة والمهنية.

كما خصص فصلًا عن مواجهاته مع السلطة، يحكى دياب عن مواقفه السياسية التى جعلته عرضة لبعض المشاكل، ومن أبرز الأحداث التى يسردها القبض عليه مرتين من منزله. يصف هذه التجربة بكونها مريرة ومؤلمة، لكنها زادته قوة وإصرارًا، كما ناقش علاقته بالسلطات المختلفة، وأكد أنه رغم الخلافات فإنه لم يكن معارضًا بشكل مباشر، بل كان يسعى إلى تحقيق توازن بين الحرية والمسؤولية.

أما فى الفصل السابع: لقاءات مع شخصيات بارزة، شارك «دياب» ذكرياته مع شخصيات بارزة من مجالات مختلفة، مثل: توفيق الحكيم وعباس محمود العقاد وإحسان عبد القدوس، حيث قدم لمحات عن شخصياتهم، وتأثيرهم عليه، وكيف استفاد من تجاربهم فى تشكيل رؤيته للحياة والعمل.

واعترف «دياب» بأخطائه ونجاحاته فى الفصل الثامن: «الدروس المستفادة من رحلته» حيث أشار إلى مجموعة من الدروس التى تعلمها خلال مسيرته منها:

■ أهمية الصبر والمثابرة فى مواجهة الأزمات.

■ ضرورة الابتكار والتطوير المستمر فى عالم الأعمال.

■ أهمية الحرية الصحفية ودورها فى بناء مجتمع أكثر وعيًا.

وفى الفصل التاسع: «من أفكارى وآرائى» التحديات المعاصرة وآفاق المستقبل، تناول هذا الفصل التغيرات التى طرأت على بيئة الأعمال والإعلام فى مصر، ويرى أن التحديات أصبحت أكثر تعقيدًا، خاصة مع التحولات الرقمية وتأثير السوشيال ميديا على الصحافة التقليدية.

واختتم رجل الأعمال صلاح دياب الفصل العاشر: «حكايات مشروع العمر» وكأن يقول: «الختام – هذا أنا» بتأملاته حول حياته، مؤكدًا أنه راضٍ عن رحلته رغم الصعوبات، ويرى أن أهم إنجازاته كانت فى قدرته على تجاوز العقبات وتحقيق رؤيته الخاصة فى مجالى الأعمال والإعلام.

■ خلال رحلته، تعرف على أشخاص من مختلف الأنواع؛ بعضهم سعد بدخولهم إلى حياته، وآخرون فرح بخروجهم منها، وهناك من ظل فى المساحة الرمادية، حيث يكونون بجانبه أحيانًا، ويغيبون فى أوقات أخرى. يُعَدُّ هذا الكتاب فرصة للقارئ للتعرف على الجوانب الإنسانية والشخصية لصلاح دياب، بعيدًا عن الصورة العامة لرجل الأعمال الناجح. يعد هذا الكتاب شهادة شخصية لرجل أعمال بارز، حيث يشارك فيه صلاح دياب تجاربه الشخصية والمهنية، ويكشف عن الدروس التى تعلمها خلال رحلته الطويلة.

■ «هذا أنا» ليس مجرد كتاب عن رجل أعمال ناجح، بل هو شهادة على رحلة مليئة بالتحديات والطموحات. يسلط الضوء على التقلبات السياسية والاقتصادية فى مصر وتأثيرها على عالم الأعمال والإعلام، ويعكس شخصية صلاح دياب كإنسان صاحب رؤية متجددة، يسعى دائمًا للتطور والنجاح.

■ إذا كنت مهتمًا بعالم ريادة الأعمال، والاقتصاد، وتجارب رجال الأعمال المصريين، فقد يكون الكتاب مفيدًا وملهمًا. فهذا الكتابً مختلفًا عن المذكرات التى تركز فقط على الإنجازات. وأما إذا كنت تبحث عن مذكرات تركز على التحليل السياسى أو التعمق فى الشأن العام، فقد تجد أن الكتاب يميل أكثر إلى التجربة الشخصية والتجارية. أسلوب السرد يبدو صريحًا وسلسًا، مما يجعله قراءة ممتعة لمن يحب السير الذاتية. وإذا كنت من محبى الكتب التى تتناول قصص النجاح والفشل من منظور شخصى، فقد يكون هذا الكتاب جديرًا بالقراءة.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة مصر وأمريكا
- اشتراطات توصيل الطعام
- الزنك وصحة الإنسان
- القصة الكاملة
- الرعاية الصحية
- ضغط الدم
- سياسة دونالد ترامب
- الهواء الملوث وصحة العظام
- الذكاء الصناعي في الطب
- تعريب الطب
- عاصفة ترامب
- الجانب التفسي في العلاج
- لقاح الانفلونزا
- الانفلونزا
- الأخطاء الطبية
- الأمراض المعدية
- تكرار الهجوم علي الأطباء.
- العمق الجغرافي
- حقائق عن الشوكولاتة
- التعليم الجامعي المجاني


المزيد.....




- واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لـ-ردع أي عد ...
- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - قرائتي -لهذا أنا-