أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - أمة المليار مسلم.. تتلاشى بالفرقة والضياع














المزيد.....

أمة المليار مسلم.. تتلاشى بالفرقة والضياع


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تعيش فيه دول كالغرب والصين والهند وسط تنوع ديني وثقافي هائل، حيث تتعدد الآلهة والعقائد، نجدها تنعم بالاستقرار والتعايش.
وعلى النقيض، تقف الدول العربية والإسلامية، التي يجمعها رب واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، غارقة في الدماء والانقسامات.
احمرت شوارعها بدماء الفتن والصراعات الطائفية، وتراجعت قيمها الأخلاقية والمجتمعية في مشهد ينذر بكارثة نتيجة لهذا الانحدار.

بدلاً من أن تكون العقيدة مصدراً للوحدة، تحولت إلى أداة لزرع التفرقة والكراهية، وأصبحت الطائفية منهجاً تستخدمه جهات داخلية وخارجية لإشعال النزاعات، حتى بات القتل على الهوية أمراً معتاداً في كثير من الدول العربية. العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وليبيا، والسودان، كلها أمثلة حية لدول دمرها خطاب التكفير والفرقة، حيث تُسفك الدماء بدم بارد، دون مراعاة لحرمة إنسان أو لشهر مقدس كشهر رمضان.

لم تكتفِ الأنظمة الحاكمة بإشعال الفتن الداخلية، بل هرولت في طريق العمالة والتطبيع مع العدو الصهيوني، متناسية قضايا الأمة الكبرى، تحت توجيهات راعي الإرهاب والاجرام العالمي" ترامب"، سارعت بعض الحكومات نحو التطبيع، ضاربة بعرض الحائط تضحيات شعوبها، ونضال الفلسطينيين الذين ما زالوا يعانون تحت وطأة الاحتلال.

نعيش زمناً لم يمر مثله في تاريخ الأمة، حيث انقلبت الموازين، وأصبحت القيم الأخلاقية مثل الشرف، الكرامة، والعدالة عملة نادرة.
في ظل هذا الواقع، لم يعد واضحاً ماذا يجب أن نحارب، الوباء؟ حيث الأزمات الصحية تضرب العالم العربي وسط أنظمة عاجزة عن توفير الرعاية لمواطنيها.
البلاء؟ حيث تعيش الشعوب معاناة مستمرة بسبب الحروب والتشريد والجوع، الغلاء؟ إذ ينهش الفقر والبطالة المجتمعات، بينما تتكدس الثروات بيد الفاسدين.
الغباء؟ حيث يختار البعض بإرادتهم أن يكونوا أداة في يد من يقتلهم ويدمر أوطانهم، قلة الحياء؟ حيث فقدت بعض الأنظمة والشعوب الحس الإنساني، وأصبحت خيانة الأوطان وجهاً من أوجه الدبلوماسية، وصار قتل الأبرياء أمراً مألوفاً، وسُوق الانحلال الأخلاقي تحت شعارات زائفة.
ويأتي بعد كل ما قدمه العراق من تضحيات لهذه الأمة يأتي نفراً ضال محسوباً على هذه الأمة ينعت هذا البلد العظيم بعبارات مُسيئة فوهتها ألسنة نتنة!، وهذا ما يصدق القول " أتق شر من أحسنت إليه"، وأقول لهؤلاء أيها المتطاولون على العراق، أيها الواهمون بأنكم قادرون على طمس مجده أو تشويه صورته، إليكم رسالة من أرضٍ وُلد فيها التاريخ، ومن شعبٍ امتزجت دماؤه بالحضارة منذ أكثر من سبعة آلاف عام.
العراق ليس مجرد اسم على خارطة، بل هو جذور ضاربة في أعماق الزمن، هو كلكامش الباحث عن الخلود، وهو حمورابي الذي أرسى قواعد العدل، هو نبوخذنصر الذي شيد بابل، وهو آشوربانيبال الذي ملأ العالم علماً ومعرفة.
العراق هو أور وإريدو وأوروك، حيث كتبت البشرية أول حرف، ومن أرضه انطلقت أولى تشريعات القانون، وأول نوتة موسيقية عزفتها أوتار القيثارة السومرية.
فمن أنتم أمام العراق؟ أنتم مجرد عابرين في سجلات الزمن، بينما هو الثابت، الشامخ، الذي كلما ظننتم أنه انحنى، نهض أقوى وأشد بأساً.
كم من غازٍ مر من هنا؟ وكم من طامع حاول أن يطأ هذه الأرض بقدمٍ مدنسة؟ لكنهم جميعاً ذهبوا إلى مزابل التاريخ، وبقي العراق.
من أرض الرافدين خرجت الحضارات، وعلى ضفاف دجلته وفراته رُسمت أقدم خرائط الفكر الإنساني، ومن بين نخيله ومآذنه وكنائسه، ووسط أهازيج شعبه، تُولد الحرية كل يوم.
فلا تحاولوا أن تنالوا من العراق، لأنكم ستسقطون قبل أن تصلوا إلى أسواره.
العراق ليس بحاجة لشهادة من أحد، فهو الشاهد على وجودكم، وهو الذي علم العالم كيف يكتب، وكيف يبني، وكيف يحكم، وكيف يعزف، وكيف يحلم، فلا نامت أعين الجبناء، وويلٌ لكل من تسول له نفسه أن يمسه بسوء!
رغم هذا الظلام الذي يُحيط بالأمة، تبقى هناك شعوب وأفراد لم تتلوث عقولهم وضمائرهم، ما زالوا يخشون الله، ويرفضون الانجرار وراء مشاريع الفتنة والتخريب.
هؤلاء هم الأمل، هم الشرف الحقيقي لهذه الأمة.
إن العودة إلى تعاليم النبي محمد وآل بيته الطاهرين ليست مجرد شعار، بل هي السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة من هذه الهاوية.
ما نعيشه اليوم ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة خيارات سيئة، ويمكن تغيير هذا الواقع إذا أدركت الشعوب أن الصراع الحقيقي ليس بين مذاهبها أو طوائفها، بل بين من يريد نهضتها ومن يريد إذلالها.
فهل نصحو من هذا الشتات قبل فوات الأوان؟



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الطائفية تنال من وحدة سوريا
- صيف العراق سيشعل الرأس شيباً
- التسريبات الصوتية في العراق: حرب تهدد القيم المجتمعية
- كيف يتحول الأرهابي الى فاتح
- العراق في عين العاصفة
- تطورات الصراع في سوريا وتداعياته على العراق
- كيف استقبلت أمريكا قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تغييب وعي العراقيين: متى يحين وقت المحاسبة؟
- ميناء الفاو .. أمل اقتصادي وسط التحديات الإقليمية
- ترامب ، هل سيطلق رصاصة الرحمة على حرب المنطقة
- السوداني ينجح بالدفئ السياسي
- شغور السلطة التشريعية
- الهجوم الإسرائيلي على إيران الموجه والمحدد: هل هو محاولة للت ...
- النهج لا يُغتال .. مات ليُحيى
- نهاية الحرب بين لبنان والكيان إمكانية أم حتمية؟
- دور العراق في مواجهة سيناريوهات الحرب الشاملة
- عاماً على الطوفان
- التطبيع والطائفية .. الوجه الخفي لتأييد الجرائم الإسرائيلية
- الصبر الاستراتيجي نفذ صبره
- العروبة أكذوبة .. بدلالة فلسطين ولبنان!


المزيد.....




- البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية في مايو بأول جولة خارجية ل ...
- حكومة غزة: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعل ...
- ما قصة فاطمة الفهرية التي أسست أقدم جامعة في العالم؟
- عيد الكذب: عندما يتحول المزاح إلى أزمة عالمية في زمن المعلوم ...
- هل تنفذ إسرائيل وعيدها وتقصف المنشآت النووية الإيرانية؟
- ألمانيا ـ محادثات تشكيل الائتلاف.. سحب الجنسية بسبب معاداة ا ...
- الصين تتخذ إجراءات مضادة في أعقاب القيود الأمريكية على تأشير ...
- وزارة الدفاع الجزائرية تعلن إسقاط مسيرة مسلحة اخترقت حدود ال ...
- جونسون: سيكون على ترامب أن يغير دستور الولايات المتحدة للترش ...
- بوتين يستقبل رئيس صرب البوسنة في الكرملين


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - أمة المليار مسلم.. تتلاشى بالفرقة والضياع