أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل قانصوه - فوائض بشرية














المزيد.....

فوائض بشرية


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 22:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اللافت للنظر في هذا الزمان ، أن هناك جماعات سكانية في بلاد الشام ، و في غيرها أيضا ، صارت في أغلب الظن فائضة عن " المكان " ، إذا جاز التعبير ، الذي نشأت فيه أصلا واستوطنته دائما . كما لو أنها كانت مسخّرة و انتفت الحاجة لخدماتها ، نتيجة انتقال ملكية الأرض و تبدل طرق استغلالها . و بالتالي فإن ما نشهده من حروب دموية و مدمرة منذ سنوات 1970 ، بلغت ذروتها في سنة 2024 ، يحاكي إلى حد بعيد عملية إخلاء صعبة ، بالقوة لهذه الجماعات من أوطانها الأصلية .
من البديهي أن مقاربة الحرب تتطلب اجتياز مراحل عديدة للكشف عن الأسباب و النوايا الدي حفزت المعتدي على المبادرة إلى عدوانه من جهة و عن مواقف و قدرات المسخرين " الأصليين " حفاظا على وجودهم من جهة ثانية ، بدءا من شروط السخْرة المفروضة أو المقبولة في البلاد المشار إليها . لكن المجال لا يتسع لإيفاء هذا الموضوع حقه، لذا نقتضب فنذكر بالمعالم التي نرى أنه من الممكن أن توصل الباحث إلى غايته:
ـ آلية تحول بعض السكان الأصليين إلى مسخّرين لدى الحاكم : لا بد أولا من تصنيفهم ، كجماعة " متجانسة " اثنيا أو دينيا ( طائفيا ، مذهبيا ) ، ثم إلغاء "الفرد بذلته " في الجماعة ، و اعتبارهم " كتلة أفراد متلاصقين فيما بينهم ماديا و معنويا ـ قطيع " ، و أخيرا تسمية وكيل منهم ليكون صلة الوصل بينهم و بين السلطة حصريا.
ـ عن السلطة التي تسخِّر ، جماعة من الرعية : من نافلة القول أن مثل هذه السلطة هي فردية متخلفة ،بمعنى أنها غير شرعية ، أي أنها لم تأت إلى الحكم بواسطة سيرورة ديمقراطية ، ينبني عليه أنها بالقطع ليست وطنية و بالتالي تكون قابلة للمساومة حفاظا على استمراريتها و سلامتها ، والتضحية بما يلزم لضمان ذلك ، من التراب الوطني و من الرعايا.
ـ إن التمييز الطائفي أو الإثني، مناقض للشراكة الوطنية التي تملي مبدئيا التضامن بين المواطنين في إطار مجتمع و طني ، بالضد من التحالف بين مكونات طائفية متعايشة معا في البلاد ، أو متخاصمة أو متصارعة ، و لكنها عاجزة دائما ، في مختلف الأحوال ، عن كسر قواقعها و الانضمام إلى العمل المشترك في إطار الورشة الوطنية . ينجم عنه أن العلاقة التي تربط طوائف البلاد فيما بينها ، لا تصمد غالبا في الأزمات السياسية و الاقتصادية و المصيرية ، ففي بعض الظروف يتغير و يتبدل سلوك الطوائف إلى الأنانية و الانتهازية.
وفي الختام ليس من حاجة إلى إطالة و توسع فالدلائل و البراهين عديدة اليوم على الآثار القاتلة و المدمرة للعصبيات الطائفية في بلدان المشرق ، على صورة مجازر مروعة تتعرض لها طائفة هنا و حرب إبادة ضد جماعة هناك ، وحصار تجويعي لإخلاء منطقة من سكانها ، بينما الطوائف تتفرج على أناس في بلادها ، يعيشون محنة شديدة ، و حكومات ترفض إغاثة المنكوبين و المشردين من رعاياها . إن القطيع لا يحمي أفراده ، و القطعان لا تنجد قطيعا . مساكين الناس الفوائض عن "الحاجة و عن المكان " في القطاع و الجنوب و الساحل !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت جان كالاس
- كلنا علويون !
- عن الدين و السياسة ‍‍!
- الفلول و الحلول
- الهمُّ السوري
- التحول الطالباني !
- التعصب الطائفي و الإنتهازية السياسية !
- ثورة بدوية مغولية !
- حقائب الفرنسيين و احتجاجات اليهود ‍!
- الدين و رغيف الخبز !
- الضفة الغربية نموذجا !
- المسألة الشيعية
- حرب تلامذة جابوتنسكي
- الرجل المريض و الحملات الغربية
- الهزية و عقدة البيرق !
- الدولة المستحيلة
- الوطن للمواطنين !
- أنا شارلي ,, أنا ثوري
- جيوش بلا دول تتصدى لدول بلا جيوش ! !
- هويات موسمية و أوطان مؤقته !


المزيد.....




- -مستقبل أمريكا هو المجر-.. كاتبة تبين ما فعله فيكتور أوربان ...
- ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التو ...
- مصر ترحب باعتماد البرلمان الأوروبي شريحة الدعم المالى الثاني ...
- تعليقا على الحكم بحق مارين لوبان، لا سياسي فوق القانون - الغ ...
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- ميزات شاومي 15 الفاخر
- ما الذي يجري بينهما.. خريطة تفاعلية تظهر مناورات بكين قرب تا ...
- -صغننة قلبي-.. دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها إيمي ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني في الكرملين
- قطر والإمارات تشاركان مع إسرائيل وأمريكا في تمرين -إنيوخوس 2 ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل قانصوه - فوائض بشرية