الإنحياز للاحتلال يهدد سمعة إقتصاد🏦السوق🇺🇸 ..

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ لا 🙅 ينفع مع المجتمع الأمريكي 🇺🇸 بأن يتمترس وراء جدران العزلة الانحيازية ، فالعقل 🧠🤔السائد هناك 👉 بطبيعته لا🙅‍♂يقبل الخيارات السهلة حتى لو كانت الحياة ميسرة سلّسة ، وقد تكون الإدارات الأمريكية ، بغض النظر 👀عن إنتماء رئيسها ، قادرة حتى الآن على توفير الحماية والدعم للحكومات الإسرائيلية 🇮🇱 من الإعتقال والمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية 🇺🇳 ، لكن في المقابل ، هناك 👈 أدلة تشير☝إلى حدوث متغيرات جذرية في حرم الجامعات الغربية ، وهذا التغيير يمثل مصدر قلق للإسرائيليين والحركة الصهيونية وكل من يدور في فلكهم ، لأنهم يدركون تماماً👌بأن داخل هذه الجامعات 🏫 يتشكل وعي جيل المستقبل الذي سيقود المجتمع ويشكل الهيئات الحاكمة في دولهم .

وبالتالي ، لا 🙅يمكن للحكومات التنصل في مثل هذه الإجتماعات من سياساتها الواضحة والساطعة وحتى المفضوحة ، فإن صفعة اليوم تأتي من مجلس بلدية مدينة أكسفورد 🇬🇧 ، الذي أتخذ قراراً تاريخياً وغير مسبوقاً بالإجماع بسحب الإستثمارات من جميع الجهات المتورطة مع الإحتلال الإسرائيلي 🇮🇱 ، وهذا القرار يعدّ سابقة نادرة على مسامع المؤسسات الرسمية ، خاصة بعد سلسلة المواقف التىّ إتخذتها الجامعات الغربية 🏫 ضد الإسرائيليين تحت👇ضغوط من مجالس الطلاب ، إذنً ، العالم يشهد تحولات على المستويات الشعبي والأكاديمي وفي البلديات والحكومات ، وهو أمر بالغ الأهمية ، فهذه التحولات ستساهم بالمؤكد في مساعدة المحكمة الجنائية الدولية 🇺🇳 في تحقيق العدالة ⚖ ، ومحاسبة مجرمي الحرب وصنّاع الإبادات الجماعية .

حتى لو كان مشروع الصهيونية يصنف بالدمار الجنوني وينفذ بأدوات المتشبعين بالطائشية والمختلين البصيرة ، يبقى التطور الأهم في المعادلة الدولية هو أن الحركات الطلابية في الجامعات قد دفعت بدورها مثل جنوب أفريقيا 🇿🇦 إلى محاكمة إسرائيل 🇮🇱 أمام العالم 🌍 ، والتىّ كما هو معروف تقود دعوة ضد الإحتلال الإسرائيلي ، من جانبها مهدت المحكمة الجنائية الدولية من خلال قراراتها المستندة إلى القانون الدولي لهذا النوع من التحركات مثل قرار مجلس مدينة أكسفورد ، فهذا القرار بعتبر خطوة فريدة في إمتناع المجلس عن الإنحياز للاحتلال ويهدف إلى إنصاف القضية الفلسطينية 🇵🇸 لأول مرة ، تماماً👌كما أن هذا القرار يشير☝إلى تصاعد عمليات المقاطعة للاحتلال في إطار مشروع عالمي يتسع يوماً بعد الآخر ، ويهدف 🎯 إلى ممارسة الضغوط على حكومات العالم لزيادة إتخاذ قرارات مماثلة في هذا السياق .

بات المشهد الفلسطيني 🇵🇸 في الشوارع الغربية فعلاً 😟 جزءاً من حياة الناس اليومية ، ففي المشهد الأخير ، حيث أرتدت النساء والبنات الأوروبيات وتحديداً في فرنسا 🇫🇷 الكوفية على رؤوسهن ، وهن يحملن أجسام أطفال ملفوفة بأكفان بيضاء ، بدا المشهد وكأنه تجسيد لما يحدث في قطاع غزة ، إنها فعلاً 😰 ذاكرة يوم بعد الآخر تتراكم فيها الأحداث بشكل غير عادي ومسبوق ، حتى وإن كانت إدارة الرئيس ترامب 🇺🇸 تشن حملة إعتقالات ضد نشطاء متضامنين مع الفلسطينيين ، وقد سبقتها سلسلة من الهجمات التي إستهدفت الوعي الأمريكي بهدف تشويهه وتمرير قرارات سلطوية ممنهجة ، كان الهدف 🎯 منها منع الإعتراض الشعبي والمؤسساتي على الإجراءات القمعية ، كل ذلك يحدث في بلد ديمقراطي🗳🗽يُراد فيه كتم 🔕 الحريات وأصوات 🗣أصحاب الرأي الآخر لصالح لوبيات سياسية معينة ، وهو ما يشكل خطراً‼حقيقياً 😳 على المجتمع المدني وتكوينه ، بالطبع نتيجة ملاحقة كل من يجرؤ على توجيه الإتهامات أو الإنتقادات تجاه حليف البيت الأبيض 🏡 🇺🇸 .

كل ذلك يشكل تحدياً رئيسياً للإقتصاد السوقي ، لأن ما يميز الإقتصاد الأمريكي 🇺🇸 في النهاية أمران أساسيان ، يمكن تلخيصهما كما يلي ، أولاً ، إقتصاد السمعة ، وثانياً ، الربح اللامحدود ، وهذه السطور ستتناول حادثة ومفاهيم إقتصادية تتعلق بشخصيتين أمريكية وكندية مختلفتين من أجل👍تقريب الفكرة 💡🤨 ، الأولى تخص المغني ديف كارول 🇨🇦 والذي قامت شركة الطيران “يونايتد إيرلاينز” بتحطيم جيتاره أثناء رحلته ✈🧳🎸على متن طائرتها ؟ ولأن الشركة تجاهلت مكالمات ديف المتكررة للحصول على تعويض ، أضطر إلى تأليف أغنية 🎤🎶🧑‍🎤نالت شهرة واسعة على موقع يوتيوب بعد تصويرها بطريقة ساخرة 😹، وهي من نوع الموسيقى الشعبية ، بالفعل 🫣🥴 لقد إستعان ديف بأصدقائه الذين ظهروا في الفيديو كمضيفي طائرة ✈ غير مبالين وحاملي حقائب 🧳 غير محترفين ، على السريع بدون مقدمات مسبقة ، أنتشر الفيديو بشكل واسع وهائل عبر حسابات الناس ، مما دفع إدارة الشركة إلى إدخال الحادثة في مناهج التدريب الأكاديمية الخاصة بها لتفادي حدوث مثل هذه المواقف في المستقبل ولتقديم خدمة أفضل للعملاء بعد تعويضه وهي صاغرة .

من جهة أخرى ، يعتمد الإقتصاد السوقي في أمريكا 🇺🇸 على مبادئ تجعله مميز عن باقي العالم 🌍 ، فالأمريكيون منذ بداية النشأة تبنوا مفهوم “تجارة الربح اللامحدود”، وهو النهج الذي يعتمده إيلون ماسك في سياساته الاستثمارية ، فهذا المفهوم يعود في جذوره إلى ما أرسى له الخليفة لاحقاً والصحابي سابقاً عثمان بن عفان ، والذي قال عن سبب ثرائه إنه كان “يعالج تجارته وينميها ويحرص على ألا يزدري ربحاً ولا يستغني عن عمل”، ببساطة 🥴. ، تفسير ذلك هو أن صاحب التجارة يجب أن يكون متابعاً مباشراً لعمله ولا يتركه للإداريين ، وهذا ما يفعله ماسك بالفعل ؛ فهو غالباً ما ينام في مصانعه 🏭 وشركاته ، أما بالنسبة للإنماء ، فذلك يعني عدم إدخار المال 💰، بل يتوجب استثماره في التجارة ، وهذا جزء من رؤية ماسك لتجنب الركود الاقتصاديّ ، حيث يرى أن المضاربات في الأسهم والعقارات تضر بإقتصاد السوق وتؤدي إلى الركود ، لذلك لا يتم قياس ، 📏 وأي اقتصاد ناجع وتحديداً في الدول الكبرى من خلال حجم المال 💴 💵في البنوك أو البنك المركزي ، بل من خلال النشاط التجاري الواسع والعريض والصناعي وحجم العمالة في السوق .

أما عن قوله “لا يزدري ربحاً”، فيعني أنه لا 🙅 يرفض أي ربح مهما كان صغيراً ، فهذه رؤية تتفق مع نظرية “لا تبيع بالدين ولا تستخف بأي ربح”، وهي سياسة تحافظ على تدفق الأموال النقدية💰حتى وإن كانت الأرباح ضئيلة ، ولكن تأثيرها على حركة السوق والناس كبيرين ، وأخيراً ، قوله “لا يشتري شيخًا”، أي أنه لا يتاجر بأي سلع إنتهت صلاحيتها أو فقدت قيمتها ، وهذا أيضاً يتوافق مع سياسة إيلون ماسك في مجال إدارة منهجية الإبتكار ، حيث حرص دائماً على تطوير منتجات جديدة ومواكبة المستقبل ، على سبيل المثال ، بدأ ماسك في بناء محطات على شكل الأنفاق 🚇 🚊 لسيارات “تسلا” في العواصم والمدن الكبيرة لتوفير الوقت على الناس في تنقلاتهم اليومية ، بحيث بدلاً من أن يستغرق المشوار ساعة ⏰ ، يمكن أن يتم في دقائق ، مما يفيد نقل ملايين المستفيدين يومياً وبدقائق معدودة ، وأخيراً ، عند قوله “الرأس رأسيين”، يؤكد على ضرورة تنويع المصادر الإقتصادية وعدم الإعتماد على مصدر واحد☝، وهذا فعلياً ما يعتمده إيلون ماسك في تنويع استثماراته بين “تسلا”، و”سبيس إكس”، والعملات المشفرة ، و”تويتر قديماً” (أو “إكس” اليوم ، وهو أمر يعود فعلاً للأمانة التاريخية أيضاً إلى منهجية عثمان بن عفان والذي كان يعتبر المال 💵💴💰وسيلة للنهوض بالإنسان ومشاريعه المشتركة وليس هدفاً للثراء أو التفاخر .

يحدث ذلك على نطاق واسع على الأرجح ، فإذا أراد الشعب يوماً الحياة ، سيجد حتماً وسيلته لتحقيقها 😱 ، إذنً ، أكثر ما خاطرت به إدارة بايدن 🇺🇸 واليوم يخاطر به البيت الأبيض 🏡 هو سمعة الولايات المتحدة 🇺🇸 ، وهي السمعة التي دفعت مجلس بلدية مدينة أكسفورد إلى الرضوخ للحركات الطلابية والشعبية المتزايدة بشأن إستثمارات المجلس مع الإحتلال 🇮🇱 ، وتحديداً مع الشركات والبنوك 🏦 التىّ تساهم في تمويل وإمداد الإحتلال بالتكنولوجيا 🛜 العسكرية والأسلحة الفتاكة المستخدمة في قتل المدنيين ، وتبقى جوهر هذه رسالة تشبه رسالة المغني ديف كارول🎸 🧑‍🎤، بأن الصمت 🤫 🔕 على الجرائم بات غير مقبولاً ، فكيف إذا وصلت الأمور إلى الابادة والتجويع ، وأن الإستمرار في العناد وعدم الإكتراث بالحراك الجماهيري سيؤدي إلى تداعيات على الاقتصاد الوطني والعالمي ، فهناك 👈 بالتأكيد 🧐 من سيتصدى لهذا الأمر ، سواء من خلال المقاطعة أو الأغاني أو التظاهرات وغيرهم . والسلام . 🙋‍♂
كاتب ✍ عربي

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات