أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد














المزيد.....

حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي يركض فيه أطفال العالم الإسلامي مطالبين أمهاتهم بارتداء ثياب العيد واستلام العيديات للخروج إلى الشارع والتقاء الأقران، نجد أطفال غزة وقد. ارتدوا ملابس موحدة الألوان والشكل..أكفان بيضاء غارقة بالدماء.

اليوم ٢٩/آذار/٢٠٢٥ تحول صباح العيد في غزة إلى جنازات. فالموت يختار أوقاته بعناية ويعرف أهدافه.

يطالعنا اليوم مشهد هو ليس الأول على مستوى قطاع غزة، مشهد الأم التي تحتضن جسد طفلها المسجى داخل كفنه الأبيض الملطخ بالدم. هو ذات المشهد يتكرر من شمال غزة وحتى جنوبها. مشهد يثير قشعريرة الضمير الإنساني الطبيعي. لكنه في عالم تطغى فيه القوة على العدالة يصبح مشهد كهذا مجرد خبر عابر، مجرد "أضرار جانبية" في رواية حقيقية كتبها المجرم ووقع عليها المتواطئون.
هذا الطفل المستكين داخل كفنه لم يكن مسلحا ولم يشكل تهديدا بحسب مزاعمهم لأي قوة من تلك التي تدعي بأنها عظمى في الغرب.
الغرب الذي ينادي بحقوق الإنسان بصوت عال، ويصمت حين يكون القاتل والمجرم هو ذلك الامتداد الطبيعي لسياسته الاستعمارية، يصمت حين يكون الطفل الفلسطيني هو الضحية، فلا إدانات ولا عقوبات ولا مؤتمرات صحفية.

وبرغم الدمار والحصار والجوع إلا أن أطفال غزة كانوا سيصنعون لهم فرحة خاصة في العيد، تُعدّها الأمهات بقبلاتهن المنثورة على كعك العيد. إلا أن "نتنياهو" وحلف الشيطان قرروا عدم منحهم تلك المساحات الصغيرة للفرح. فقتل الأطفال وقتل فرحة الأمهات ظنا منهم أن صورة المشهد ستختفي، وأن الدم سيُنسى، والجرح سيلتئم، ولكن كيف سيلتئم والفرح تحول إلى مأتم، وما تبقى من البيوت إلى مقابر والخيم إلى محارق والأطفال إلى أسماء في قوائم الشهداء.

لكنهم واهمون، فالفلسطيني لا ينسى، والأرض لا تمحو آثار من احتضنها شهيدا، والعدالة قد تتأخر لكنها لا تموت.
القتل في غزة ليس خطأ عارضا، بل سياسية ممنهجة ينفذها أولئك الذين يدّعون حق الدفاع عن النفس. ينظرون إلى الطفل الفلسطيني وكأنه جيش مدجج بالقنابل والطائرات.

والإعلام الذي يفيض بالمصطلحات الإنسانية لا يجد كلمات وافية تعبر عن بشاعة الجريمة في غزة، فيلجأ إلى عبارات واهنة وعاجزة مثل "قُتل" و "سقط". وكأن الموت جاء صدفة، بلا سبب ولا سياق، بلا يد تضغط على الزناد، زناد سلاح الغدر القادم من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول الشيطان. أو ذلك الذي تتزود به طائرات من قواعدها على أرض بلداننا العربية المطبوعة بالخيانة، فياللعار...

لكن القاتل رغم تفوقه العسكري يجهل ما هو مهم، فالمهم هو أن الموت في غزة ليس غيابا، بل هو امتداد للمقاومة. فالأمهات اللواتي يدفن أبناء قلوبهن لا ينكسرن، ولا يورثن وجعهن للأرض ولا لمن بقي حيا من الأبناء الذين سيحملون الذاكرة للاسم الذي لن يمحى للصورة التي ستظل لعنة تطارد الصامتين والمتآمرين ممن ظنوا أن العدالة ستُكفن مع الطفل الشهيد وتُدفن.

غزة لن تنسى والأرض التي ارتوت بدماء أبناءها لن تقبل أن يبقى القاتل بلا حساب.
ولن تبرح تكرار ما قاله القسام *إنه لجهاد نصر أو استشهاد*



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار
- القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة
- ما بين قرط ساندي بيل وقرط روح الروح يتقزم الخيال وتتضخم الحق ...
- الاستيطان الرعوي أداة سريعة لقضم الأراضي الفلسطينية
- البحث عن الهوية في رواية مرايا القدس-سفر سقوط الأقنعة للكاتب ...
- كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل
- قرية ناصر الدين..كانت هنا وستنتفض كفينيق
- التحدي الكبير لا يجابه إلا بالتصدي الكبير
- مياه الليطاني والأردن ولاحقا النيل والفرات
- لا بقاء للصهيونية دون توسع
- من هو القادر على تقويض خطط التهجير؟؟
- الرموز والدلالات في -عبرنا مثل خيط شمس-
- أين -جابوتنسكي-؟ وقريبا أين -سموتريتش-؟
- القسطل
- مدينة حيفا...كانت هنا
- *إنما نعدّ لهم عدا*
- مدينة البرتقال الحزين.... يافا
- وحُقّ اليوم للقبيبة أن تفرح..محمد الضيف شهيدا


المزيد.....




- -مستقبل أمريكا هو المجر-.. كاتبة تبين ما فعله فيكتور أوربان ...
- ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التو ...
- مصر ترحب باعتماد البرلمان الأوروبي شريحة الدعم المالى الثاني ...
- تعليقا على الحكم بحق مارين لوبان، لا سياسي فوق القانون - الغ ...
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- ميزات شاومي 15 الفاخر
- ما الذي يجري بينهما.. خريطة تفاعلية تظهر مناورات بكين قرب تا ...
- -صغننة قلبي-.. دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها إيمي ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني في الكرملين
- قطر والإمارات تشاركان مع إسرائيل وأمريكا في تمرين -إنيوخوس 2 ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد