أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )














المزيد.....

البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند تناول الحرب الأمريكية لاحتلال العراق في 2003 , أو كما تسميها بعض شرائح المجتمع العراقي ب " حرب تحرير العراق " يبرز سؤال في غاية الأهمية و هو :
كيف تمكن الجيش الأمريكي من السيطرة على العراق خلال فترة قصيرة جدا لا تتجاوز الثلاثة اسابع , ففي 20 أذار 2003 بدأت القوات الأمريكية دخول أرض العراق من حدوده الجنوبية مع دولة الكويت التي جعلت من نفسها منطلقا لاحتلال العراق من قبل أمريكا و حلفائها انتقاما منها للغزو الصدامي الذي تعرضت له في اب 1990 , و في 9 نيسان 2003 وصلت الطلائع الأولى للقوات الأمريكية الى مركز العاصمة العراقية بغداد و تحديدا في ساحة الفردوس التي يوجد في وسطها تمثال للرئيس العراقي صدام حسين , بمساعدة آلية عسكرية أمريكية تم إسقاط هذا التمثال من قبل جمهرة من العراقيين الفرحين بوصول القوات الأمريكية الى بغداد عاصمة بلدهم , لقد صارت لحظة سقوط تمثال صدام حسين رمزا لنهاية حكم حزب البعث الصدامي للعراق .
كيف حدث أن سقطت دولة كالعراق تحت سيطرة المحتل الأمريكي خلال فترة قصيرة وفق كل المقاييس , دولة ليست صغيرة بمساحتها و لا بعدد سكانها الذي كان يبلغ حوالي 35 مليون و لا حتى بقدراتها العسكرية , سؤال يحتاج التوقف عنده كثيرا .
كي يكون المدخل لفهم واضح و صريح لأسباب السقوط السريع لحكم البعث في العراق الذي استمر حوال 35 سنة و لم تحدث مقاومة ذات اهمية تذكر من قبل الشعب العراقي لاحتلال بلدهم بهذه السرعة و البساطة , لا بد من دراسة ما حصل للنسيج المجتمعي للشعب العراقي خلال حكم صدام حسين للعراق منذ تموز 1979 بعد ازاحته للرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر و لغاية يوم سقوط الدولة العراقية في 9 نيسان 2003 تحت الاحتلال الأمريكي .
لقد تسبب نظام صدام الاستبدادي الدموي في قتل الروح الوطنية العراقية لدى شرائح واسعة من الشعب العراقي و ركز بدلا عنها الانقسام المجتمعي في العراق على اسس طائفية و قومية , هذا الانقسام الذي باعد مكونات الشعب العراقي بعضهم عن بعض بدرجة كبيرة جعلت لديهم مواقف متباينة جدا في فهمهم للوطنية , و صار من الصعب عند الكثير من العراقيين التميز بين الدفاع عن الوطن و الدفاع عن النظام و رئيسه صدام حسين , و قد كانت النتيجة :
اولا : اصبحت الغالبية العظمى من أكراد العراق مع مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق و صاروا مستعدين للقتال جنبا الى جنب مع القوات الأمريكية لغرض إسقاط نظام صدام حسين الذي كان يشكل كابوسا دمويا مرعبا لهم , و حصل ما حصل من تعاونهم مع القوات الأمريكية في ما يسمونه ب " حرب تحرير العراق " .
لكن لا بد من الرجوع الى الأسباب الحقيقية وراء وقوف أكراد العراق مع المشروع الأمريكي لاحتلال العراق , اولى هذه الاسباب هي المجازر العديدة التي ارتكبها النظام الصدامي التي راح ضحيتها اعداد كبيرة منهم , ابرز هذه المجازر كانت مجازر الأنفال البشعة و القاسية التي راح ضحيتها اكثر من 180 الف مواطن كوردي عراقي معظمهم من الأبرياء و مجزرة مدينة حلبجة التي ضربها النظام الصدامي بالأسلحة الكيمياوية .
ثانيا : بسبب القمع الصدامي صار معظم العراقيين من العرب الشيعة , أو بالأحرى عرب جنوب العراق , غير مستعدين للقتال من أجل بقاء نظام صدام حسين لكنهم لم يكونوا مستعدين أطلاقا للقتال جنبا الى جنب مع القوات الأمريكية لغرض إسقاط نظام صدام مثلما فعل أكراد العراق , من أبرز ما تعرض له عرب جنوب العراق كان خلال العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الأكثر ولاء لصدام حسين لقمع انتفاضتهم التي انطلقت على أثر ما حل بالجيش العراقي من قتل و تدمير بعد اندحاره في حرب غير متكافئة مع تحالف عسكري لعدد كبير من الدول بقيادة أمريكا لطرده من الكويت .
لقد قتلت القوات الصدامية في عمليات قمع انتفاضة عرب جنوب العراقي خلال شهر واحد حوالي ربع مليون من اهالي جنوب العراق تم دفنهم في مقابر جماعية انتشرت في عموم مدن جنوب العراق , بعضهم دفنوا في هذه المقابر و هم احياء , كانت فعلا مأساة انسانية مروعة .
ثالثا : أما العراقيون من العرب السنة فكانوا في وضع لا يحسد عليه , فهم لم يكونوا راضين بالشكل الكافي عن صدام حسين كي يستميتوا في الدفاع عن نظامه و في نفس الوقت كان من الصعب عليهم مراقبة سقوط الدولة العراقية تحت الاحتلال الأجنبي دون ان يفعلوا شيء .
من المؤكد أن اضطهاد نظام صدام حسين كان يشمل معظم مكونات الشعب العراقي , فهو كان مستبد و ديكتاتور على العراق كله , إلا انه لم يكن عادلا في توزيع استبداده و ظلمه على هذه المكونات , و هذا هو أهم سبب للانقسام المجتمعي الكبير في العراق , و هو السبب ايضا في حصول التحالف الذي كان سائدا قبل سقوط النظام بين أكراد العراق و عرب جنوب العراق لأن معاناتهم من ظلم النظام الصدامي كانت متقاربة و أمنياتهم في التخلص من صدام حسين و نظامه كانت متقاربة ايضا , لذا إن من يقول ان ظلم صدام حسين شمل جميع ابناء الشعب العراقي بالتساوي فهو اما جاهل بما كان يجري في العراق او إنه يخفي وراء قوله هدفا ما .

( يتبع )



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 2 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )
- ماذا لو لم يسقط نظام الشاه في إيران ...؟
- الجولاني من ارهابي خطير الى رئيس دولة
- عصر الاستعمار و الهيمنة ينحسر بشكل مستمر
- عيد نو روز في حضارات وادي الرافدين
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 2 )
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 1 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 2 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 1 )
- طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 2 )
- طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 1 )
- إيضاحات من فيزياء الكم
- بعد المجازر في الساحل السوري , سوريا الى أين ...؟
- الأدوات الناعمة لفرض زعامة الغرب على العالم
- نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 2 )
- نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 1 )
- نتائج الانتخابات في المانيا و مسارات التغيير في أوربا
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 2 )
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 1 )


المزيد.....




- -مستقبل أمريكا هو المجر-.. كاتبة تبين ما فعله فيكتور أوربان ...
- ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التو ...
- مصر ترحب باعتماد البرلمان الأوروبي شريحة الدعم المالى الثاني ...
- تعليقا على الحكم بحق مارين لوبان، لا سياسي فوق القانون - الغ ...
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- ميزات شاومي 15 الفاخر
- ما الذي يجري بينهما.. خريطة تفاعلية تظهر مناورات بكين قرب تا ...
- -صغننة قلبي-.. دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها إيمي ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني في الكرملين
- قطر والإمارات تشاركان مع إسرائيل وأمريكا في تمرين -إنيوخوس 2 ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )