أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - أنا أو الطوفان.. وجه أردوغان الحقيقي














المزيد.....

أنا أو الطوفان.. وجه أردوغان الحقيقي


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ البدء، عمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إرساء حكم شمولي بوجه ديمقراطي. لقد عدل الدستور بغية الاستحواذ على كل السلطات في تركيا. وليس هذا فحسب بل عصفت سوابقه غير الديمقراطية بفكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مبكرا. وقد تمكن إلى حد الآن من العبث بالحلم الديمقراطي الذي كان يراود كل شعوب تركيا. حاول بكل الطرق إرضاء جنون عظمته ضاربا بعرض الحائط بأسس الجمهورية الكمالية وتطلعات من لا يشاركونه أوهامه الإسلامية. وهذا ليس غريبا بالنسبة إلى رجل تربى ورضع من الأصولية الإسلامية حتى الثمالة.

لم تكن خطاباته الأولى المتغنية بقيم الجمهورية والاختلاف وحرية الضمير والتفكير وغيرها سوى ذر رماد في أعين الأتراك والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، وقد ذهب في عدم صدقه حد القول بضرورة احترام حقوق المثليين.

لقد علّمته تجربة السجن وإقالته من منصبه كرئيس لبلدية إسطنبول في نهاية القرن الماضي أنه لن يصل أبدا إلى الحكم ما لم يبتعد ولو لفترة معلومة عن السياسة الإسلامية التقليدية الرافضة للعلمانية والرافضة لكل تحالف مع الغرب المنتهجة منذ الستينات من القرن الماضي تحت زعامة أبيه الروحي نجم الدين أربكان.
خرج من السجن مطعما بإستراتيجية جديدة للاستيلاء على الحكم، تجمع بين المحافظة والإصلاح يحملها حزب جديد ببرنامج ليبرالي نال إعجاب الأوروبيين المخدوعين، وقد وضع أصلا لهذا الغرض، أي بغية مراوغة الأوروبيين والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وككل الإسلاميين، لم يكن الرجل ديمقراطيا بالمعنى المعهود للكلمة بل اعتبر الديمقراطية وسيلة للوصول إلى الحكم فقط. وحينما أوصلته إلى السلطة بدأ يكرّس شيئا فشيئا نظام حكم هو فيه أساس ومركز السلطة الأوحد، وهو ما فعله وسيفعله الإسلاميون دائما..

في غفلة من العالم وفي ظروف إقليمية مضطربة حاملة لكل الأخطار، استغل الفرصة لدسترة طموحاته الشمولية عن طريق استفتاء لا علاقة له البتة بمصلحة المواطن التركي. وقد كانت تبعات التصويت بأغلبية لإصلاحاته الدستورية هي التنازل له بأن يحكم عن طريق القرار. أن يتولى كل ما يتعلق بميزانية الدولة، إلغاء رئاسة الوزراء، إعلان حالة الطوارئ، حل البرلمان، تعيين الإطارات العليا وحتى القضاة، وغيرها من التعديلات التي تصب كلها في صالحه. كانت أجندته واضحة منذ البداية إقامة دولة إسلامية على المدى الطويل تحت شعارات ديمقراطية تغذيها وطنية قريبة جدا من الشعبوية تصور اليمين المتطرف.

وفي مسألة مذبحة الأرمن، لا يعرف على أي رِجل يرقص. فمن جهة ينكر المذبحة التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية عام 1915 في حق الأرمن، ومن جهة أخرى يقر بالجريمة حينما يتهم أحفاد الناجين من تلك المجزرة بالإرهاب، مستعملا عبارة أقل ما يقال عنها أنها تحرّض على الكراهية.
ليس سرا أن عبارة “بقايا السيف” تشير مباشرة إلى الناجين من المجازر التي ارتكبها أجداد أردوغان، في حق المسيحيين والعلويين، وبشكل خاص الأرمن واليونانيين والآشوريين، في العهد العثماني ثم التركي، كما يبين كتاب المؤرخين بيني موريس ودور زيفي “مجزرة الثلاثين عاما: تدمير تركيا لأقليتها المسيحية، 1894 – 1924”.

ونقرأ عنهم أشياء صادمة في كتاب الفرنسيين، لورانس ريتر وماكس سيفاسليان، المعنون “بقايا السيف: الأرمن المخفيون والمؤسلمون في تركيا”، الصادر عام 2012. وعلاوة على أنها عبارة مهينة للضحايا، فإن “بقايا السيف” تحرّض على الكراهية وتعرض للخطر حياة الأحفاد المسيحيين الذين يعانون باستمرار من الضغوط وحتى من الاعتداءات الجسدية أحيانا. واستعمال أردوغان العبارة هو للمزيد من الضغط والتخويف، بل وتلميحا لإمكانية عودة الإبادة الجماعية للأقليات الدينية والعرقية التي تناضل من أجل الكرامة والحرية.

ولكن انفضح الأمر اليوم وها هو يهرب إلى الأمام، إلى مرحلة “أنا أو الطوفان”. فهل سينجح عن طريق التعسف في استعمال القانون ويدق آخر مسمار في نعش الجمهورية في تركيا، أم سيخلق معارضات جديدة قد تتسلّح وتضع البلد على كف عفريت؟ وفي الحقيقة هو اليوم في وضع لا يحسد عليه، فإن تراجع أمام ضغط الشارع التركي فسيجعله ذلك ضعيفا في نظر قطاع من الناخبين وإن لم يتراجع سيبدو دكتاتوريا في نظر قطاع آخر منهم. وفي كلتا الحالتين لن يخرج سالما من هذا المأزق الذي وضع فيه نفسه.



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في استحالة النصر العسكري اليوم
- ماذا تبقى من جان ماري لوبان
- هل خوفًا من -ما بعد الأسد- تريدون سوريا ما قبل الأسد.. إلى ا ...
- لماذا سيفوز دونالد ترامب على كامالا هاريس
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
- لا حل في حل البرلمان.. فرنسا نحو المجهول
- لهذه الأسباب سيحكم حزب مارين لوبان فرنسا
- مؤسسة تكوين/ الازهر ذراع داعش الايديولويجية
- الأمم المتحدة: لماذا تعادي العلمانية
- سقوط الغرب.. ذلك الوهم المزمن
- كيف يتفلسف اليابانيون
- الغرب.. المرض العضال للشرق الإسلامي
- الفريق الوطني الجزائري، ذلك الفشل المبرمج
- لماذا نحن شعوب انتحارية تمجّد الموت ؟
- ما يؤخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .. تلك الاكذوبة الكبرى
- رسالة من المثقفين العرب إلى مثقفي الغرب.. سطحية و أصولية مست ...
- أخطار بقاء حماس في السلطة بعد الحرب
- طوفان الأقصى .. أغرق غزة
- لماذا فشل التنوير في الجزائر؟
- لماذا سينهار نظام الملالي في إيران؟


المزيد.....




- -مستقبل أمريكا هو المجر-.. كاتبة تبين ما فعله فيكتور أوربان ...
- ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التو ...
- مصر ترحب باعتماد البرلمان الأوروبي شريحة الدعم المالى الثاني ...
- تعليقا على الحكم بحق مارين لوبان، لا سياسي فوق القانون - الغ ...
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- ميزات شاومي 15 الفاخر
- ما الذي يجري بينهما.. خريطة تفاعلية تظهر مناورات بكين قرب تا ...
- -صغننة قلبي-.. دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها إيمي ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني في الكرملين
- قطر والإمارات تشاركان مع إسرائيل وأمريكا في تمرين -إنيوخوس 2 ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - أنا أو الطوفان.. وجه أردوغان الحقيقي