أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - اعراس














المزيد.....

اعراس


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


أعراس
تتصاعد الأبخرة من فوهات المداخن لجميع إليوت ان لم نقول اجمعها مداخن تشهق للسماء زفير ليالي العيد لقرية بالأحرى مدينة من كثرة شواهدها واحتضانها لنهر تردو الأشجار على جوانبه وسواقيه . الحالة تستدعي التامل لابعاد الماسيّ وطرد الآهات فالزمن يلد كل الحالات الفر ح ومسراته والحنين والتأمل والوفاء وخفايا الاسرار الخبيثة. العيد كما معتاد يلد الفره كالمسرة والرضا والتقارب.هذ العيد يحمل عنوانه عرس اثنين مارسا طقوس العشق والمحبة منذ الطفولة .الاثنين معا كبرا معا تحت سقفين متجا ورين وسماء واحدة .شخف اهل القرية بالأعراس لا ينتهى على الرغم من ان العيد يأتي محملا بالضحكات .تسبقه الهلاهل وروايح المعجنات والخبر الساخن.هذا العيد له وقع مختلف سيشهد بداية و
ميلاد ونهاية حب اثين تعاهدا منذ الصغر في ممرات القرية وبساتينها والبيوت العتيقة . تزينت الساحة وسط القرية بمعالم لم يشهد الناس احتفالات وأفراح كما سيشاهدونها في عرس رضا. وناهده.
العريسان خاضى دروب الحياة سوية كبرا سوية .الجر والمشي والسباحة والسقي وجني الفاكهة .حلما ليوم مثل هذا اليوم .هذا اليوم الذي حضي بمراسيم خاصة ليس من العباد بل من أطفال القريةً .يرشون الطرقات بالأزهار ورواءه التي ولوك الحناء .
في ذلك اليوم أكلت كل اوجاع القرية فقط استنفر الضحك ي ليعلو في السماء وتتعانق الراكب مع الماء مع النهر على نعم الأغاني اللتي تنبض في قلبين تعلها على البقاء تحت خيمة العشق الأبدي.
الشمس كانت تسخر من الواقع بلا هوية فوق رمال القريةوأنين ضياءها .
لابد من ايقاد شمعة في طريق العريسان وبقية الحضور .
الطقس كان ملبد .رضا وناهده لا يخافا من تبدل الفصول تودا على تبديل الحر القاتل إلى لحظة هدنة . لا رفرف ليهم يجلسون في كوخ او تحت خيمة من صوف الإبل . يشربان الماء من ذات الوعاء المطلي بفرحة العرس .ماء بارد كنز الحياة في عشقه وشهواته.
على الرغم من الأفراح اليوم آخر الأيام من رمضان وغدا عيد الفطر المبارك. لاكنهما لم يشعلوا الشموع ،انما ذبحا الخوف بدلا منه ذبحا الخوف كله.
قال رضا اليوم في عرسنا سنصنع العيد من الأيام من السنين من عشقنا قالها وهو يعانق ناهده ويشد قطعة قماش خضراء بين معصيهما هذه القطعة ورثها عن امه ،يحمل دعاءها.في قراة نفسها كانت تعتق ان يطفىء حرار القلب .ضحكة ناهده ثم اخرجت من جيب ثدييها حلوة مذاقها سنوات عمر طويلة وقالت العرس والأعياد ثوب واحد ليس ذبحا انما بقاء.
قبل عام جانا كعادتهم يجريان خلف زورق غاطس في منتصف النهر يبحثان عن المجاديف او ظل ووعاء ماء .التقطا غصن شجرة الحناء .غصن مهمل اتخذت منه ذراع ومجداف .لكنه أبى انه يكون مجذاف يريد ان يبقى شجرة حناء .قالا لاضير ليكن كذلك .زرعاه على حافة الشب قرب الزورق الغارق . رغم سخرية الريح وسكة المطر .صارا يسقيانها من حصتهم من ماء النهر. كبرت واخضرة الأوراق والجذور وأينعت ريح وعطر واوراق جديدة تشبه العصافير وعيون مها.
في ذات الليلة ،في ليلة العيد تضيء النجوم ظلمة الليل والقمر يتحد البقاء .بتلالاه .جلست ناهده ،تقلب الأغصان وتحصي الشجر ،
قال رضا أتعلمين لم اخترنا هذا الغصن وتلك الشجرة لأنها مثلنا تشبهنا .كعف كيف لنا البقاء والعيش بلا جذور.
ردت بينما تحزم شجر الحناء بقطعة القماش الخضراء بل والأدهى من ذلك كون تحمل سر البقاء .الجذور لا تنبت في الأرض .انما القدرة بالبقاء
في صولة الفجر وعند الضحكة الأولى راءى ان شجر الحناء تحمل ورود بيضاء اول شجرة حناء تلد وردا .ضمت ناهده رضااليها بحرارة بينا كانت تمسك بالورد الأبيض . كانّها تمسك خاتم زواج من ذات الأرض .لم يحتاجا أغاني أعراس فصوت الموج حين تداعبه الرياح يكون اعمق ..



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعشاش النوارس
- مومياءبلا ظل
- **جناحا طير**
- اشباح
- خفايا البحر
- مظلة الكتب
- مكتبة الكتب المفقودة
- حقيبة سفر
- الأقفاص
- بين العتمة والنور
- وداءع البحر
- صحاري الواحات
- شق جرح
- سماء تمطر حرية
- .**سرادق من أوراق البساتين:**
- لا تدوق بحجر عديم الاوتار
- في الأفق فوق الظلال
- نساء في بيت رجل مسن
- **رحلة لقارىء الطالع-
- وجه اخر


المزيد.....




- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...
- بالفيديو.. لحظة وفاة مغني تركي شهير على المسرح
- كيف تحولت السينما في طرابلس من صالونات سياسية إلى عروض إباحي ...
- بالفيديو.. سقوط مطرب تركي شهير على المسرح ووفاته
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- قدمت آخر أدوارها في رمضان.. وفاة الممثلة التونسية إيناس النج ...
- وفاة الممثلة التونسية إيناس النجار إثر مضاعفات انفجار المرار ...
- فيلم -وولف مان-.. الذئاب تبكي أحيانا


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - اعراس