أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - الاتفاق الأمريكي الروسي: عهد جديد لمصالح الكبار














المزيد.....

الاتفاق الأمريكي الروسي: عهد جديد لمصالح الكبار


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت العاصمة السعودية الرياض خلال ثلاث ايام جولات مهمة من المفاوضات الامريكية الروسية في ما يعد استكمالاً لتفاهمات ترامب وبوتين التي بدأت منذ عشر سنوات خلت تقريباً إبان انتخاب ترامب رئيساً خامساً وأربعين للولايات المتحدة الامريكية الواقفة على امتداد سنوات على نقيض السياسات الروسية منذ أن كانت تحتكم إلى تنافر الأقطاب معها.
اليوم وفي صفحة جديد من التفاهمات سقط الإستقطاب الثنائي أمام المصالح المشتركة للبلدين واصبح العالم إزاء مشهد جديد يحمل ورائه وجهاً آخر للمنافسة بين الكبار.
الاتفاق الأمريكي-الروسي:
أعلن البيت الأبيض أن حصيلة مفاوضات الرياض التي احتضنت المحادثات الأمريكية-الروسية أن الولايات المتحدة ستساعد روسيا على استعادة وصولها إلى السوق العالمية للصادرات الزراعية والأسمدة، وتمكنها من خفض تكاليف التأمين البحري إضافة إلى تعزيز وصولها إلى الموانئ وأنظمة الدفع لمثل هذه المعاملات وفقاً لبيان البيت الأبيض.
بذلك يصبح واضحاً وجلياً أن تقاطعات الأرباح الاقتصادية هي المحدّد الرئيسي لهذا التقارب الذي لا يمكن أن يفاجئ جمهور ترامب الذي يعرف جيداً عقله الاستثماري وكذلك جمهور بوتين بعقله الاستعماري واللذان يلتقيان حول التعاون المشترك من اجل الرخاء المشترك بدلاً من تنافر الأقطاب.
المثير للجدل أيضاً هو تركيز الولايات المتحدة الامريكية على البحرية التجارية في مفاوضاتها مما يحيلنا على هاجس البناء المشترك لممرات آمنة في البحر الاحمر يساهم اقحام الروس فيها إلى الدفع نحو تقليل التوتر فيها وبالتالي تستثمر الولايات المتحدة الامريكية عنصر الربح الأقتصادي بدلاً من الصواريخ الموجهة لليمن بإشراك روسيا في غنائم الممرات البحرية.
توافقات الولايات المتحدة وروسيا حول الملف الاوكراني:
لا يمكن التغاضي على حضور الملف الاوكراني في مفاوضات الرياض، هذه المفاوضات سبقتها منذ اسابيع الإهانة العلنية لترامب لنظيره الاوكراني في البيت الأبيض بالذات.
مفاوضات الرياض عنونت هذا المحور بأنه محور البحث عن السلام الدائم والثابت والذي تبرز ملامحه من خلال عودة مفاوضات السلام وتعهد كلا الطرفين بعدم استهداف المنشآت الطاقية وحماية البحرية التجارية في البحر الأسود.
هذه التفاصيل المهمة تؤشر على حزم الولايات المتحدة الامريكية في انهاء هذه الحرب بأي شكل واستعدادها لإرغام اوكرانيا على إيقاف الحرب وتعزيز الموقف الروسي أمام الجانب الاوروبي وهو ما يمكن روسيا من فرض شروطها على المنتظم الاوروبي الذي أصبح يفكر في أمنه قبل كل شيء أمام ابتزاز ترامب الذي يبدو أنه يتقن جيداً تحويل الحروب إلى استثمارات اقتصادية حتى على حساب بنيوية التحالفات الكلاسيكية.
مصالح الكبار وحق الشعوب في تقرير مصيرها:
استطاعت الولايات المتحدة الامريكية اقناع العالم لأزيد من قرن من الزمن بأنه من حق الشعوب تقرير مصيرها عندما اظهرت مثالية متناهية في اغلاق قوس الحرب العالمية الاولى بواسطة معاهدة فيرساي.
هذا المبدأ الكوني الذي أسس لأحد أهم مبادئ القانون الدولي لطالما تعلق برؤية الولايات المتحدة الامريكية للأمور من زاوية مصالحها ومصالح حلفائها وبالتالي كلما تحركت في اتجاه تفاهمات جديدة يطفو هذا المصطلح على الساحة.
اليوم وبعد تفاهمات الرياض يجوز التساؤل مجدداً عن حق الشعب الاوكراني في تقرير مصيره، أيضاً حقّ الشعوب في أوروبا في تقرير مصيرها بعد الزوال المرتقب لمظلة الحماية الأمريكية من الخطر الروسي القادم من الشرق.
أيضاً لابد من التساؤل حول ما يحمله التقارب الروسي والامريكي من تفاهمات بخصوص الشرق الاوسط أساساً الدور الايراني في المنطقة واسناد الحوثيين في اليمن والمقاومة في فلسطين ولبنان.
يعني أن التقاء مصالح الكبار اقتصادياً سوق يؤدي إلى التعاطي المشترك مع القضايا الحارقة بمقاربة "الأفضل" على حساب "الأجدى" لخلق مشهد جديد وخرائط جديدة تتفق الإمبريالية على رسمها وتفقد فيها الشعوب جوهر قضية تقرير المصير بسبب تقاسم الكبار للمصلحة والهيمنة على حساب العدل والانصاف حيث يصبح لكل شيء ثمناً.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرد زيلينسكي وسياسة الواقع الجديد
- لاءات العرب في وجه ترامب
- هل يعي ترامب ما يقول؟
- حماس ما بعد وقف إطلاق النار
- نهاية السنة ومقدّمات مستقبل النزاع العربي الصهيوني
- خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟
- بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون
- الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع
- النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام
- المواطن العربي وحالة انكار الديمقراطية
- عام جديد للحرب على غزة: ما الذي تغيّر؟


المزيد.....




- انسداد بالشرايين ونوبة قلبية وسط زلزال مفاجئ.. رحلة رجل إلى ...
- حليف أردوغان: المعارضة تحاول إثارة الفوضى في تركيا
- ماسك يتهم -معهد السلام الأمريكي- بحذف بيانات مالية لإخفاء جر ...
- الدفاع الروسية: قوات كييف هاجمت محطتي كهرباء في بيلغورود واب ...
- هل تضرب طهران تل أبيب؟ إسرائيل تتوقع حدوث هجوم استباقي بسبب ...
- كذبة نيسان: تعرف على أبرز خمس أكاذيب أُطلقت بالمناسبة
- ترامب: واثق من -تنفيذ- بوتين نصيبه من الاتفاق بشأن أوكرانيا ...
- مستشار خامنئي: إذا ارتكبت أمريكا خطأ فإن إيران ستضطر للتحرك ...
- إقامة الأجانب الحاصلين على تأشيرة إلكترونية في روسيا تمدد إل ...
- مصدر: الجيش الروسي وجه ضربة استباقية لقوات أوكرانية حاولت اج ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - الاتفاق الأمريكي الروسي: عهد جديد لمصالح الكبار