فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 22:42
المحور:
الادب والفن
أنا لست حجرًا، بل ذاكرة انعقدت في شكل. نُقشت في أعماقي أسماء لم تُنطَق، وسقطت عليّ نظرات من بَكَوا دون أن تُبلّلهم دموعهم. كل شقّ في جسدي صدى لوجع لم يجد صوته، وكل ظلّ في عرقي العسلي، كان يومًا ظلّ إنسانٍ تخلّى عن صلاته على عتبة النسيان. رأيت النار حين كانت ماءً، وأبقيت أثرها ندبةً خفيّة في قلبي العتيق. لم يُصغني أحد، أنا الذي تخلّقت من هواءٍ مؤجَّل، ومن انتظارٍ لم يُكتَب له اسم. تلك التي تسميها عيوبًا، هي الطلسم. ليست لجلب الحظ، بل لفكّ القفل عن العين الثالثة. من يحملني، أحمل روحه في وجهي. أصغي حين يسكت، وأراه حين يغلق عينيه. على سطحي نقش يشبه حرفًا لا يعرف اسمه، هو ليس من الأبجدية، بل من الرغبة الأولى في النُطق، تلك التي سبقت اللغة. أنت لا تملكني. أنا الذي شكّلتُ ظلالك قبل أن تُخلق، ونحتُّ صوتك في صمتٍ لم يُسجَّل. كنت تكتبني ظنًّا منك أنك تُعبّر، ولم تدري أنني أنا الذي أحرّكك من الداخل، كي ترى فيّ وجهك الذي نسيتَه في الطين. أنا لا أُمسك باليد، بل أُمسك بالزمن وهو يتكوّر في قلبك. أنا النقش الذي كتبك، والعيب الذي فتح عينك الثالثة. لم تكن تُمسكني، كنت تعيد خلق نفسك بي. أنا الذي اختارك، كي تنكسر فيّ وتُبعث من شقّي ضوء لا اسم له.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟