أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - وحدها المقاومة الفلسطينية الباسلة..قادرة على كسر بعض المحرّمات في الديانة السياسية الإسرائيلية..














المزيد.....

وحدها المقاومة الفلسطينية الباسلة..قادرة على كسر بعض المحرّمات في الديانة السياسية الإسرائيلية..


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش-المشهد الغزاوي-الملتهب



"لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف..؟ "
(إبن تراب الصعيد المصري الشاعر الراحل أمل دنقل)

-أيقظتنا-(وهنا نحمد الله ونلعن في ذات الآن كل فكر إنهزامي) شروط السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين* من حلم جميل يتحوّل كابوسا،فلم تعدنا تلك الشروط بنهاية الإحتلال،بل طالبت الفلسطينيين بالإعلان عن إنتهاء مطالبهم الوطنية وبإنهاء الصراع من أجلها،قبل أن يتعرّفوا على خارطة بلادهم الجديدة..! مقابل حقّ غامض في إضفاء صفة الدولة على شبه دولة محرومة من الاستقلال والسيادة،حيث تتبوّأ الاستعارة مكانة الجغرافيا،وحيث ينفصل الدّال عن المدلول والدلالة،ولا تعثر الرموز على أرضها..
سيرتفع العلم الفلسطيني،بإنضباط صارم،هنا،ثم يختفي بعد قليل هناك،ليظهر ثانية على بقعة ما في خارطة مليئة بالثقوب الملوّنة،وسيحتاج دائما إلى-دليل أمني أو سياحي-،وسيصعب على عالم الجغرافيا الشقيّ أن يحفظ حدود بلاده المتعرّجة،المتدرّجة، المتموّجة،تحاشيا للاصطدام بمجال المستوطنة التي تحتلّ مكانة المركز وبئر الماء.
سيحلّ تعريف الدولة المتحرك محل الوطن الثابت،مع كل ما في هذه العملية من تداعيات ثقافية وتربوية،ستنسحب الذاكرة الجمعيّة من تاريخها ومكانها لتبحث عن رواية جديدة،أو تتشظّى إلى روايات فردية،سيُغيّر مكان الولادة،فلم يولد فلسطيني، منذ الآن،في فلسطين الأولى إذ تقتضي الواقعية السياسية ألاّ يتذكّر أحد طفولته إلاّ في الأدب.وسيُتّهم الحالمون بعودة ما إلى أرض الماضي القريب بالإفراط في الخيال والحماقة.
فكيف يفكّر عاقل بأن يعود خمسين عاما إلى الوراء؟
إنّ الحداثة الصهيونية،وحدها،هي التي تجدّد حق العودة إلى ألفي سنة خلت،فتكون الحداثة بنْتَ الخرافة الشرعية،ويكون التاريخ نتاج الأسطورة المسلحة.
سننجرّ إلى مناقشة أكاديمية لا تنتهي حول تعريف»مَن هم اللاجئون؟».
سيقول لنا الإسرائيليون إنّ اليهود المهاجرين من البلاد العربية هم أيضا لاجئون لهم حقّ في التعويض عن ممتلكاتهم.وإذا قيل لهم:ألم تنعتوا تلك البلاد دائما بالمنفى أو الشتات؟
سيتوقّف الجواب على انتقائية مفهومية لا ترمي إلى أكثر من حرمان اللاجئ الفلسطيني من «احتكار»هذه الصفة.
وإذا قيل لهم: طالِبوا بحقّكم في العودة،قال العقائدي:هنا وطننا التاريخي.وقال الليبرالي:لن نخرج من واحة الديمقراطية إلى صحراء الاستبداد.
وقال المثقف المنفتح على الآخر:لاجئون أنتجوا لاجئين،وتلك هي إحدى مفارقات المصير الإنساني! .
أما السفاح نتنياهو المتعجرف فيدقّ ناقوس الخطر قائلا: إنّ حق العودة معناه القضاء على حق إسرائيل في الوجود.
ولذلك فإنّ الشعب الفلسطيني ليس مستعدا لصنع السلام..لن نسأل مَن يحتلّ أرضَ مَنْ؟
فلعلّ الجواب ليس واضحا بعد في المجتمع الإسرائيلي
المتأهّب-دوما-لانتخاب رئيس حكومة أكثر يمينية.
ولكن الشعب الفلسطيني ليس مستعدّا لاختيار العبودية حتى ولو سمّاها السفاح نتنياهو»سلاما».
لقد أثبت الشعب الفلسطيني،بدمه وبخطابه السياسي أنّه مستعدّ لدفع أيّ ثمن لحريته التي تؤدي إلى السلام،أو لدفع أي ثمن لسلام مشروط بالتحرّر وبنسبة معقولة من العدالة..!
وعلى الرغم من الحصار المتعدّد الجنسيات والأشكال فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية الباسلة،وهي وسيلة من وسائل الربط المُحْكم بين مفهومي التحرّر والسلام،أن تكسر بعض المحرّمات في الديانة السياسية الإسرائيلية،مثل النقاش الذي جرى حول تقسيم القدس التي لم تعد،على مستوى الوعي،«عاصمة اسرائيل الموحدة إلى الآبد»،وأيضا مثل النقاش الذي دار حول ضرورة التخلّي عن«المستوطنات السياسية».
لكن نضج هذه المناقشات وانتقالها من المجال النظري إلى السياسة،وربط سؤال الأمن"المقدّس" بمسألة العدالة المقدّسة هي أيضا،يحتاج إلى وقت يتحمّل فيه القدَرُ الفلسطيني المزيد من المعاناة لإختراق قلعة الوعي الإسرائيلي بأنّ العدالة هي التي تؤدي إلى تسوية،قد تؤدي إلى سلام قد يؤدي إلى مصالحة..بينما لن يؤدي أيّ سلام مفروض إلاّ إلى اغتراب فكرة السلام،وإلى تصعيد وتيرة الصراع..



*اتفاقية أوسلو أو معاهدة أوسلو أو أوسلو 1،والمعروفة رسمياً باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي هو اتفاق سلام وقَّعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993،بحضور الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون. وسمِّي الاتفاق نسبة إلى العاصمة النرويجية أوسلو التي تمَّت فيها المحادثات السرِّية التي تمت في عام 1991 أفرزت هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش -الصمت العربي الخلاّب- في ظل محرقة غزة ! -متى ستُسع ...
- على هامش اليوم العالمي للغة العربية* شعراء عرب يتغزلون في سح ...
- رسالة مفتوحة..إلى..من يهمه الأمر..* الباذنجات المليئة بالبذو ...
- ايمان بن حمادي..كاتبة تونسية متميزة تعبق بعطر الإبداع..وشذى ...
- جماليات الصورة الشعرية..قراءة موضوعية جمالية في قصيدة الشاعر ...
- اشراقات اللغة..وتجليات الصور الشعرية في قصيدة الومضة لدى الش ...
- شيرينُ..يمامة..توارت خلف الغيوم*--قصيدة منبجسة من ضلع المراي ...
- هنا تونس مولود شعري فاخر لشاعر ألمعي
- تجليات البعد الفني والأسلوبي في قصيدة -حلول- للشاعرة التونسي ...
- فلسطين التاريخ والحضارة..في وجدان الشعراء ( قصيدة الشاعر الت ...
- جمالية الشعر والمشاعر..في قصائد الشاعرة التونسية المتميزة أ- ...
- غزة..في وجدان الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...
- نخبة من الشعراء العرب جعلوا من فلسطين..نبراسا يضيء عتمات الت ...
- الإبداع..بين حرية الإرادة..وهاجس الخوف من -عصا الرقيب -..!
- تجليات الحبكة والأسلوب في الخطاب الشعري..لدى الشاعر التونسي ...
- على هامش العرس الشعري التونسي : (الملتقى العربي لشعر المقاوم ...
- حين يناديني صوت الواجب النضالي..إلى ساحة الأدب المقاوم *
- حين تعزف قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي لحنا مقدَسيا ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: هل يستطيع ترامب فعل -المستحيل- بالترشح لولاية ث ...
- للمرة الثانية منذ وقف إطلاق النار، الجيش الإسرائيلي يُنفذ غا ...
- ترامب يختار السعودية كأول محطة خارجية في ولايته الثانية ويخط ...
- إسرائيل تشن غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتوضح السبب
- لبنان..غارة إسرائيلية تستهدف مبنى بضاحية بيروت الجنوبية والج ...
- غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت هي الثانية منذ وق ...
- غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
- إسرائيل تعلن استهداف عنصر لحزب الله في الضاحية الجنوبية
- بعد الإعلان الأميركي.. الغموض يحيط بمصير خبير صواريخ حوثي
- ترامب: إيلون ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - وحدها المقاومة الفلسطينية الباسلة..قادرة على كسر بعض المحرّمات في الديانة السياسية الإسرائيلية..