أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني















المزيد.....

تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التوترات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن مجددًا إلى ذروتها. عودة دونالد ترامب إلى السلطة ومواقفه المتشددة تجاه النظام الإيراني ألقت بظلال من الرعب على الهيكل السياسي والعسكري في البلاد. ومع ذلك، يحاول النظام الإيراني من خلال استعراض القوة الظاهري والردود الدبلوماسية الحذرة أن يظهر وجهًا مقاومًا. لكن هل يمكن لهذه التحركات أن تخفي الخوف العميق الذي يعتري طهران من السياسات العدوانية وغير المتوقعة للرئيس الأمريكي؟
تحذيرات صريحة وإنذارات نهائية
أشار الجنرال جاك كين، نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق، في مقابلة مع "فوكس نيوز" إلى أن الرئيس ترامب وجه أصابع الاتهام مباشرة إلى النظام الإيراني، محذرًا إياه من دعم الحوثيين بتقديم الصواريخ والرادارات والمعلومات. وأكد كين أن هذه الرسالة ليست مجرد خطاب دبلوماسي، بل إنذار واضح: "فككوا مؤسساتكم النووية أو تحملوا العواقب". يعكس هذا النهج تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران، لا يترك مجالًا للمهادنة. ويرى كين أن هذه فرصة لإخراج النظام الإيراني من المشهد كلاعب خبيث كبير في الشرق الأوسط، وهو هدف بدا بعيد المنال على مدى أربعة عقود.
كما عزز آدم كوهلر، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، هذه الرسالة في مقابلة مع قناة "العربية"، مؤكدًا أن ترامب منح النظام مهلة محددة وأن تحذيراته يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وأشار إلى تحركات ترامب السابقة، مثل اغتيال قاسم سليماني وضرب كتائب حزب الله، مضيفًا أن الرئيس الحالي خلق ظروفًا لا مكان فيها للإرهاب. هذه التصريحات لا تظهر القوة العسكرية الأمريكية فحسب، بل تذكر بتاريخ ترامب العملي في مواجهة إيران، وهو ما أثار الرعب في نفوس صناع القرار في طهران.
الخوف المستتر في ردود النظام
في مواجهة هذه التحذيرات، جاءت ردود مسؤولي النظام الإيراني مزيجًا من الحذر والمحاولة للحفاظ على المظهر. أعلن عباس عراقجي، وزير خارجية النظام، أن الرد الرسمي على رسالة ترامب تم إرساله عبر عمان، وأن وجهات نظر طهران قد تم توضيحها بالكامل. ومع تأكيده على سياسة عدم التفاوض المباشر تحت الضغط الأقصى، أشار إلى إمكانية استمرار المفاوضات غير المباشرة. هذا الموقف يكشف عن تراجع تكتيكي يعكس خوف النظام من المواجهة المباشرة مع أمريكا. حاول عراقجي بحذر شديد إبقاء قناة مفتوحة دون التنازل عن الكبرياء الوطني، لكن هذا الحذر لا يستطيع إخفاء الذعر الداخلي من تبعات التصعيد العسكري أو الاقتصادي الأكثر حدة.
أما كمال خرازي، وزير الخارجية السابق ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية المقرب من خامنئي، فقد حاول تصوير تحذيرات ترامب كلعبة نفسية. وادعى أن أمريكا، بنشر الرسالة على نطاق واسع وخلق تفاؤل زائف داخل إيران، تسعى للاستقطاب وفرض إرادتها. حاول خرازي من خلال هذه التصريحات استعراض القوة وإظهار أن النظام لا يزال مسيطرًا، لكن تكراره لعبارات مثل "التفاوض غير المباشر" و"تقييم الطرف الآخر" يرفع الستار عن حقيقة أخرى: النظام الإيراني يعيش حالة من الرعب من عدم قابلية التنبؤ بتحركات ترامب واحتمالية تدخله العسكري، ولا يعرف كيف يرد على هذه التهديدات.
أدلة الخوف والرعب
خوف النظام الإيراني من تحركات ترامب المحتملة لا يقتصر على الكلمات، بل يتجلى في السوابق التاريخية وسلوكياته العملية. اغتيال قاسم سليماني في يناير 2020، بأمر مباشر من ترامب، كان ضربة قاصمة للبنية العسكرية والرمزية للنظام. أظهر هذا التحرك أن الرئيس الأمريكي لا يتردد في استخدام القوة عند الضرورة. رد إيران على هذا الاغتيال، بهجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد، تم الترويج له كاستعراض قوة، لكنه في الواقع تسبب في أضرار محدودة وكان أقرب إلى محاولة للحفاظ على ماء الوجه بدلاً من مواجهة حقيقية. هذا الضعف الواضح دليل على رعب النظام من الصدام المباشر مع أمريكا.
فضلاً عن ذلك، أدت العقوبات الاقتصادية المشددة في الولاية الأولى لترامب، المعروفة بـ"الضغط الأقصى"، إلى دفع الاقتصاد الإيراني إلى حافة الانهيار. انخفاض قيمة الريال بشكل حاد، التضخم الجامح، وعجز النظام عن تصدير النفط كشف عن هشاشته أمام أدوات أمريكا غير العسكرية. الآن، مع عودة ترامب إلى السلطة وتبنيه سياسة مماثلة، عادت هذه الذكريات المريرة لتوقظ الرعب في قلوب المسؤولين في طهران.
استعراض القوة الزائف والواقع الهش
في مواجهة هذه التهديدات، لجأ النظام الإيراني إلى استعراضات قوة ظاهرية. من المناورات العسكرية الصاخبة إلى الادعاءات بتطوير البرنامج الصاروخي والنووي، تسعى طهران لتصوير نفسها كقوة لا تقهر. لكن هذه العروض موجهة أكثر للاستهلاك الداخلي ولا تُخدع المجتمع الدولي أو أمريكا. على سبيل المثال، دعم الحوثيين والجماعات الوكيلة في المنطقة، الذي كان يومًا أداة لاستعراض النفوذ الإقليمي، تحول الآن إلى نقطة ضعف. تحذيرات ترامب الصريحة تظهر أن هذه التحركات ليست رادعة، بل قد تكون ذريعة لتدخل مباشر.
الحقيقة أن النظام الإيراني في وضع هش. من جهة، أضعف الاقتصاد المتدهور والاستياء الداخلي موقفه، ومن جهة أخرى، قلصت العزلة الدولية والضغوط العسكرية الأمريكية خياراته. استعراضات القوة الزائفة، مثل التهديد بإغلاق مضيق هرمز أو زيادة تخصيب اليورانيوم، قد تعزز معنويات أنصاره داخليًا على المدى القصير، لكنها أمام عزم أمريكا وحلفائها ليست سوى طبل أجوف.
الخوف الحقيقي أمام تهديد حقيقي
مع عودته إلى السلطة، وضع ترامب النظام الإيراني أمام اختبار صعب. إنذاراته، المدعومة بسجله في اتخاذ قرارات حاسمة، أثارت خوفًا ملموسًا بين صانعي القرار في طهران. الردود الحذرة للمسؤولين الإيرانيين، محاولات الحفاظ على المظهر، والتكرار على المفاوضات غير المباشرة، كلها تعكس عمق هذا الرعب. في المقابل، لا تستطيع استعراضات القوة الزائفة، الموجهة للاستهلاك الداخلي، إخفاء الضعف الهيكلي والخوف من تبعات السياسات العدوانية الأمريكية. في هذه اللعبة المتوترة، يبدو أن النظام الإيراني محاصر أكثر من أي وقت مضى، وأي خطأ قد يكلفه ثمنًا باهظًا لا يمكنه تحمله.
لكن في الواقع، الخوف الحقيقي للنظام لا ينبع من التهديد الخارجي بقدر ما ينبع من احتمال اندلاع انتفاضة داخلية نتيجة لهذا الضغط المتزايد. فقد شهد عام 2021 تجربة واضحة لهذا السيناريو، حيث لعبت وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق دورًا رئيسيًا في توسيع نطاق الانتفاضة وتعميق مسارها نحو الإطاحة بالنظام. ما لم يحدث في ذلك الحين، سيحدث حتمًا في الانتفاضة القادمة... وهذا هو الرعب الأكبر للنظام.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران تحطم رقماً قياسياً في الإعدامات عام 1403 الإيراني: 115 ...
- ولاية الفقيه في مهب السقوط: هزائم النظام الإيراني في العام ا ...
- النظام الإيراني في مأزق: هجمات أمريكا على الحوثيين وتهديدات ...
- خامنئي محاصر بالأزمات.. هل تقترب ولاية الفقيه من نهايتها؟
- إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي
- إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفج ...
- أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
- مريم رجوي خلال أمسية رمضانية: سقوط نظام الملالي حتمي والبديل ...
- مسيرة في واشنطن: دعم للمقاومة الإيرانية
- تهريب الوقود واختلال توازن الطاقة في نظام ولاية الفقيه
- نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025
- مؤتمر يوم المرأة العالمي في باريس: المرأة، قوة التغيير
- رسالة تظاهرة إيرانية في باريس: البديل الديمقراطي قادم
- مظاهرة 8 فبراير في باريس: صرخة إيرانية من أجل الحرية والديمق ...
- السباق النووي الإيراني.. بين السرية والتصعيد الدولي
- حملة -ثلاثاء لا للإعدام- ضد عقوبة الإعدام في إيران تدخل عامه ...
- قناة الحرية: صوت المقاومة الإيرانية ورمز الاستقلال المالي في ...
- الاضطرابات الداخلية في إيران بشأن مجموعة العمل المالي تكشف ع ...
- لحظة حاسمة في النضال ضد النظام الإيراني
- سقوط قاسم سليماني بين زلزال سوريا وانهيار النفوذ الإيراني في ...


المزيد.....




- انسداد بالشرايين ونوبة قلبية وسط زلزال مفاجئ.. رحلة رجل إلى ...
- حليف أردوغان: المعارضة تحاول إثارة الفوضى في تركيا
- ماسك يتهم -معهد السلام الأمريكي- بحذف بيانات مالية لإخفاء جر ...
- الدفاع الروسية: قوات كييف هاجمت محطتي كهرباء في بيلغورود واب ...
- هل تضرب طهران تل أبيب؟ إسرائيل تتوقع حدوث هجوم استباقي بسبب ...
- كذبة نيسان: تعرف على أبرز خمس أكاذيب أُطلقت بالمناسبة
- ترامب: واثق من -تنفيذ- بوتين نصيبه من الاتفاق بشأن أوكرانيا ...
- مستشار خامنئي: إذا ارتكبت أمريكا خطأ فإن إيران ستضطر للتحرك ...
- إقامة الأجانب الحاصلين على تأشيرة إلكترونية في روسيا تمدد إل ...
- مصدر: الجيش الروسي وجه ضربة استباقية لقوات أوكرانية حاولت اج ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني