أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - في الحكم و واجبات الحاكم .. (نحو حكم راشد)














المزيد.....

في الحكم و واجبات الحاكم .. (نحو حكم راشد)


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من قصص السّلف ... حديث أبو مسلم الخولاني لمعاوية
-----------------------------------------------
عندما نقرأ عن حياة السلف العادلين المعتدلين نقف على خط فلسفتهم و أفكارهم حول وظيفة الحكم و واجبات الحاكم، و هي أمثلة كثيرة عن الصحابة الذين أرادوا تنوير الأمراء / الحكام و تبصيرهم و قيادتهم نحو جادة الحق و إقامة العدل بين الرعية،
فهذا الصحابي أبو مسلم الخولاني أحد الصحابة و هو شبيه نبيُّ الله ابراهيم ، عندما قذف في النار ولم يصبه أذى، بدأت قصته حين دخل على معاوية ليعظه و كان معاوية ذا مُلْكٍ وجاهٍ و قوّة و كان جالس وسط حُرَّاسِهِ و حاشيته ، حيّاه أبا مسلم قائلا: السّلام عليك أيها الأجير، فتراكضت الحاشية في فزع و دهشة ، كيف لإنسان عادي ينادي الأمير معاوية بالأجير؟، و قالوا له هامسين: قل : أيها الأمير، فيعيد أبو مسلم نفس الكرّة.. السّلام عليك أيها الأجير، فيقول معاوية لصحبه دعوه، فإن أبا مسلم يعرف ما يقول، و يواصل أبو مسلم حديثه لمعاوية
جئتُ واعظا و أنت تجلس هنا لتدير شؤون رعيتك ، كلنا أجراء في هذه الأرض و لكن بدرجات، و أنتم تجلسون على كرسي الحكم فأنتم كأجيرٍ يؤتمنُ على ماشية ليحسن رعيها، و يوفر ألبانها، و يُنَمِّي الصّغيرة و يُسْمِنُ العجفاء، فإن هو فعل استحق أجره و زيادة، و إن هو قصّر و لم يفعل ، لم ينل أجرا، و يضيف أبو مسلم الخوراني:
يا معاوية إن عدلت مع أهل الأرض جميعا ثم جرت رجل واحد، مال جورك بعدلك
يا معاوية لا تحسبنّ الخلافة جمع المال و إغداقه، إنما الخلافة العمل بالحق، و القول بالمعدلة و أخذ الناس في ذات الله
يا معاوية، إن الناس لا يبالون بكدر الأنهار ما صفا النبع و طاب، و إن مكان الخليفة من الناس، مكان النبع الذي يرجون صفاءه.
بمثل هذه الروح كان الصحابة يتعاملون مع أولي الحكم و السلطان ، و يعظونهم، يقول أبو مسلم الخوراني: " لا يصلح الناس إلا بإمام، و لا يصلح الإمام إلا بالناس" و الإمام في وقتنا الحاضر هو رئيس الدولة، و وزرائه و ولاته، يتحمل كل واحد مسؤوليته أمام الشعب ليحقق له أسباب الحياة العادلة، الصالحة، الكريمة، و أن يكون الشعب شريكًا في الحكم و أن يكونوا من الجدارة و الاعتصام بالحق و العدل و الخير ( فكما تكونوا يُوَلىَّ عليكم)، فليس عيب أن يعارض مواطن و يوجه النصح للمسؤولين، لأن كلمة الحق عند أهل الله أسلوبا واحدا لا يتغير، خاصة إذا كان الحاكم متواضع، أمينٌ ، يعرف حدود الله، متطلع لإصلاح البشرية ، يؤدي رسالته التي كلفه بها الله بأمانة يحافظ علي المال العام و لا يسرفه هنا و هناك ، غير متغطرس أو جبار مستكبر.
كانت كلمات أبو مسلم الخوراني ، كلمة حق قالها أمام الله، تقول الروايات أن أبو مسلم الخوراني بهذا الموقف صدر أمر بحرقه ، فكبلوا يديه و رجليه و وضعوه في مقلاع و القوا به في النار و أبو مسلم بين السماء و الأرض لم يذكر إلا الله و يردد "حسبنا الله و نعم الوكيل"، لكن المعجزة الإلهية تتحقق أمام أعين الناس و هم يقفون على حادثة حرق اصحابي الجليل أبو مسلم الخوراني، فإذا بأبي مسلم قد فكت النار وثاقه، وثيابه لم تحترق، رجله حافيتان يمشي بهما على الجمر ويتبسم.. ثم انطلق إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر رضى الله عنه، فيصل إلى المسجد ويصلي ركعتين فيسمع عمر رضى الله عنه بخبره فينطلق إليه ويقول له: أأنت أبو مسلم؟ فيقول: نعم، فيعتنقه ويبكي ويقول: الحمد لله الذي أراني في أمّة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فُعل بإبراهيم الخليل عليه السلام.
هناك قصص عديدة عن الظلم و الجور و اللا عدالة
فهذا يقول لمالك بن دينار، أدع الله لي، فيجيبه: كم من مظلوم بالباب يدعو عليك؟
و أخر يسأله الدعاء فيجيبه: كيف أدعو لكم و ألفٌ يدعون عليكم، أيُسْتَجَابُ لواحِدٍ و لا يُسْتَجَابُ لألف؟
و قيل أن خليفة كانت تراوغه ذبابة و كلما هشّها سقطت على وجهه، فتوجه إلى جعفر الصادق رضي الله عنه و كان حاضرا في مجلسه و سأله: لماذا خلق الله الذباب؟، فرد الصحابي جعفر الصادي: ليذل به الجبابرة.
فهذه القصص تعبر عن مسؤولية الإنسان في الأرض مهما كانت درجتها (كبيرة أو صغيرة) من الحاكم إلى رافع القمامة. " كلكم راعٍ و كلكم مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ"، فما نشهده في وقتنا الحاضر من حروب أهلية و ممارسات قمعية من اعتقالات و التضييق علي حرية الفكر و الرأي و التعبير "سيناريو" يتكرر و يعيدنا إلى ما عاشه من سبقونا من أهل الفكر و الحق، و خير دليل ما حدث للإمام أحمد ابن حنبل في قضية هل القرأن مخلوق أم هو كلام الله.
( متي استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)
قراءة علجية عيش
من كتاب " قصتي مع التصوف" لخالد محمد خالد



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الرحلات عبر خط السكة الحديدية بين عاصمة الشرق و العاصمة ...
- أمال معلقة لإطلاق سراح سجناء الرأي في عيد الفطر المبارك
- هل هي خطوات نحو دمقرطة التسيير و أخلقته..؟
- الكلمة التي ألقاها وزير الداخلية و الجماعات المحلية و الترقي ...
- الإعلان عن إنشاء مركب لصناعة الأدوية بالجزائر في أفاق 2030
- وزير الصناعة الصيدلانية في الجزائر يدعوا إلي الشراكة الأجنبي ...
- مُذَكِّرَاتُ مُنْتَخَبَة..
- مرشح جبهة المستقبل ينتزع مقعد السينا بعاصمة الشرق الجزائري
- حزب فتي يهزم أحزاب ديناصورات بعاصمة النوميديين قسنطينة
- عاصمة الشرق الجزائري تحيي اليوم العالمي للدفاع المدني و الحم ...
- أشبال الحماية المدنية علي خطي أشبال الأمّة بالجيش الوطني الش ...
- غياب كليّ للطب المدرسي بالمؤسسات التربوية بالجزائر ( مدينة ع ...
- ظهور -القمل- في بعض المؤسسات التربوية بعاصمة الشرق الجزائري
- هذه رسالة وزير المجاهدين الجزائريين إلى الرئيس الفرنسي إيمان ...
- متى تنتصر معارض الكِتاب للثقافة و المقروئية؟ (الجزائر نموذجا ...
- بين هدنة غزة و صلح الحديبية
- هذه رؤية المحلل السياسي أحمد رواجعية للوضع في فلسطين
- مع الأنطولوجي نقوس المهدي مؤسّس أضخم موقع أدبي وفكري في العا ...
- 2025 هل ستكون سنة سلام؟
- دور كرة القدم الجزائرية في مواجهة الإحتلال الفرنسي


المزيد.....




- البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية في مايو بأول جولة خارجية ل ...
- حكومة غزة: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعل ...
- ما قصة فاطمة الفهرية التي أسست أقدم جامعة في العالم؟
- عيد الكذب: عندما يتحول المزاح إلى أزمة عالمية في زمن المعلوم ...
- هل تنفذ إسرائيل وعيدها وتقصف المنشآت النووية الإيرانية؟
- ألمانيا ـ محادثات تشكيل الائتلاف.. سحب الجنسية بسبب معاداة ا ...
- الصين تتخذ إجراءات مضادة في أعقاب القيود الأمريكية على تأشير ...
- وزارة الدفاع الجزائرية تعلن إسقاط مسيرة مسلحة اخترقت حدود ال ...
- جونسون: سيكون على ترامب أن يغير دستور الولايات المتحدة للترش ...
- بوتين يستقبل رئيس صرب البوسنة في الكرملين


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - في الحكم و واجبات الحاكم .. (نحو حكم راشد)