|
كنز القراصنة، مذكرات طبيب سفينة هولندي، لجورج غارتنر ج2
فتحي البوكاري
كاتب
(Boukari Fethi)
الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 00:47
المحور:
الادب والفن
كنز القراصنة، مذكرات طبيب سفينة هولندي تأليف: جورج غارتنر GEORG GÄRTNER نقلها إلى العربيّة وقدّم لها: فتحي البوكاري (..............)
الفصل الثاني لا أستطيع أن أصف بدقة ما كان يدور في ذهني في تلك اللحظات. كل الشكوك التي كانت تساورني طوال اليوم أصبحت الآن أقوى وأكثر وضوحًا، ولم يكن أي حدث مرعب ليبدو لي مفاجئًا. عندما وصلت إلى أقصى نقطة في الجزيرة، سمعت ضجيجًا هائلًا وصخبًا مرعبًا، ولم يكن من الصعب تخمين أن معركة غير متكافئة قد اندلعت على متن السفينة، يبدو أنها تميل لصالح طرف واحد، يمكنني أن أستنتج ذلك من الصيحات العنيفة بالإسبانية والأوامر الخافتة المنطوقة بالإنجليزية، يرافق ذلك، بين الحين والآخر، أصواتٌ حزينة، وصرخات تُدمي القلب. كان من الواضح أن هناك مشهدًا مروّعا يُعرض على ظهر السفينة، حيث كان صيادو الجزيرة يلعبون الأدوار الرئيسية فيها. لا أدري إن كنت في تلك اللحظة في كامل وعيي، لا أعتقد ذلك. سيطر عليّ هاجس واحد: أن أصل إلى السفينة. ولكن كيف؟ لم يكن هناك أي قارب في الجوار، فلم أتردد وقفزت في البحر محاولًا السباحة للوصول إليها. بالطبع، كان هذا جنونًا، لكن كما ذكرت للتوّ، كنت حينها في حالة أشبه بالجنون. لم أستطع الوصول إلى أبعد من الشعاب المرجانية الممتدة حول الجزيرة، ولم يكن من الممكن اختراق الأمواج المتلاطمة. كانت الأمواج، التي تتكسّر على الصخور، تتقاذفني كأنني قشرة جوز، وعندما تمكنت أخيرًا من العودة إلى الشاطئ، كنت منهكا للغاية لدرجة أنني لم أستطع الوقوف على قدمي. سكن هدير البحر وضجيجه، لكن وسط ذلك السكون الرهيب، سمعت بضع كلمات عنيفة، وعندما نظرت مجددًا إلى السفينة، رأيتها تشتعل بالكامل. كانت ليتل دوك تلتهمها النيران، وفي الضوء الأحمر المنعكس على سطح الماء، بدت قوارب الصيادين كأنها بقع داكنة على خلفية متوهجة. الآن تيقّنت من أن هؤلاء الصيادون ليسوا سوى قراصنة استدرجوا سفينتنا إلى الفخ، وقاموا بقتل أفراد الطاقم على حين غرّة، ثمّ أحرقوا السفينة. كنت مذهولًا وأنا أقف هناك على الشاطئ. لم أستطع التفكير بوضوح، فقد كانت الأفكار تتلاطم في رأسي كالأمواج. لم أدرك أن الظلام قد خيّم وساد، ولم أشعر بالمطر الغزير يهطل عليّ، واستمرت حالتي تلك لولا أنني سمعت فجأة أصوات أناس خلفي. "ها هو هنا!" قال أحدهم، ثم شعرت بيد تُوضع على كتفي. "ماذا تفعل هنا؟" سأل نفس الصوت. "تعال معنا!" استجبت كالمسحور لطلبه، سرت مع مرافقيّ، الزعيم وصبي زنجيّ صغير كان يحمل مصباحًا، حتى وصلنا إلى المخزن. شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي عندما نظرت حولي، فقد رأيت كل هؤلاء القتلة الذين أبادوا قبل قليل طاقم سفينتنا بدم بارد. لم فهم لماذا لم أحذر القبطان هذا الصباح وأخفيت عنه ما ساورني من شكوك حول هؤلاء الرجال. الآن، وأنا أتمعن في وجوههم، لم يكن هناك أدنى شك في أنهم ليسوا مجرد صيادين بسطاء. كانوا جميعا يرتدون سترات صوفية وسراويل مشدودة بأحزمة عريضة، قد ثبّتوا فيها مسدسات وخناجر. وكان البعض منهم يرتدون أوشحة ملفوفة حول رؤوسهم، فيما كانت أذرع آخرين مربوطة بسبب الإصابات، وعلى كل وجه من وجوههم البشعة كانت هناك حكاية مكتملة من الدماء والقتل. كان الزعيم وحده يبدو أكثر لباقة. حين خلع معطفه، لاحت سترته الزرقاء الداكنة مزخرفة بتطريز ذهبي فوق قميصه الصوفي الأحمر. وكان سرواله الأبيض محشوًا داخل حذاء طويل، وحزامه الملون المزين يحتوي على مسدس مصنوع بإتقان وخنجر طويل بمقبض من العاج. عندما دخلت، رمقني القراصنة بنظرات لا يمكن نسيانها. كانت نظراتهم تحوي رسالة واضحة: لا يوجد شخص من بينهم لا يسعده أن يثقب رأسي برصاصة. لم ينطق أحد بكلمة، لكن صمتهم كان يحمل إلى زعيمهم السؤال التالي: "ماذا يفعل هذا الرجل هنا؟" قال الزعيم: "أيها الرفاق، لقد أنقذت هذا الرجل بتركه هنا على الجزيرة عندما أراد العودة إلى السفينة. وقد وجدته الآن نائما على بعد بضع مئات من الأمتار من هنا. سأخبركم لماذا أنقذته. هذا الرجل طبيب، وبصفته كذلك، يمكنه أن يكون ذا نفع كبير لنا، وهذا أمر تدركونه جميعًا. لقد أخبرته أن السفينة احترقت بسبب حادث، ولم يكن بإمكاننا إنقاذ أحد منها." فهمت خطابه لأنني كنت متمكنًا من اللغة الإسبانية، وشاهدت كيف أنّ حديثه قد أثّر في القراصنة. على الرغم من أن بعضهم أبدى تذمرا، ولكن عندما أوضح لهم زعيمهم فائدة وجود طبيب بينهم، أشادوا جميعا بحكمته ورجاحة عقله. كنت حريصًا على عدم إظهار فهمي للغة الإسبانية. اقترب الزعيم مني، وتحدث إليّ بالإنجليزية، طالبًا مني الجلوس وتناول شيء من الطعام لاستعادة قوتي. لكنني لم أستطع أن أتناول سوى كوب من النبيذ، ثم تمددت في زاوية المخزن فوق كومة من الأشرعة، فقد كنت مرهقًا إلى درجة أنني لم أعد قادرًا على إبقاء عيني مفتوحتين. لا أدري إن كان النبيذ هو ما جعلني أنام سريعًا، أم أنهم أضافوا إليه شيئًا ما أثقل جفنيّ، إلّا أنّني لاحظت قبل أن أستغرق في النوم أن القراصنة استلقوا للراحة أيضًا. عندما استيقظت، كانت الشمس قد ارتفعت في السماء. كان المكان خاليا، فلم يكن هناك أحد في الداخل، ودون أن أفكر في ما إذا كان قد تم إعداد أي شيء لفطوري، هرعت خارجًا إلى نفس الموقع الذي وقفت فيه الليلة الماضية. كل ما مررت به بدا وكأنه حلم، حاولت أن أتحقق مما إذا كنت قد تعرضت لكابوس، أم أن مخيلتي صورت لي كل تلك المشاهد المرعبة. من قمة الجرف، نظرت إلى البحر، وهناك، عند حافة الشعاب المرجانية، رأيت حطام ليتل دوك، محترقة جزئيًا، بالكاد يمكن التعرف عليها. كان هناك صاري واحد لا يزال قائمًا، وكانت بقايا الأشرعة الممزقة تتطاير مع الريح. كانت الأمواج العاتية تضرب بقايا السفينة، ولم يبق منها فوق سطح الماء سوى المقدمة. عند رؤية هذا المشهد، اجتاحني شعور لا يوصف من اليأس والبؤس، وركعت على الأرض، باكيًا كالطفل. الفصل الثالث لطالما عُرفتُ كرجلٍ قلّما ما تنتابه نوبات عصبية، رجل يحافظ دوما على هدوئه ورباطة جأشه في لحظات الخطر والمواقف التي تهزّ المشاعر. لكن هذا الصباح، عندما كنتُ واقفًا في أعلى الجرف، التفتُّ مصادفةً نحو الشاطئ، فلم أستطع كتم صرخة رعب، وشعرتُ بنفسي أترنح، فقد وقعت عيناي فجأة على مشهد مروع. كانت الأمواج قد قذفت إلى اليابسة بأربعة جثث، جثث أربعة من رفاقي السابقين، أربعة من طاقم سفينتنا المنكوبة! شعرتُ للحظة وكأنني سأسقط وألفظ أنفاسي الأخيرة، وكان هذا الإحساس أقوى من أعصابي، لكنه لم يدم سوى ترميشة جفن. كنتُ على وشك التوجه لفحص الجثث عن قرب، عندما لفت انتباهي القوارب المحيطة بحطام السفينة، والقراصنة ينهبون كل ما لم تلتهمه النيران. راقبتهم للحظات، ثم خطر لي فجأة أنه من الأفضل لي ألا يروني هنا، فقد كنتُ مصممًا على تجنب أي موقف قد يثير شكوكهم، وكان عليّ البقاء بعيدًا عن أي شبهة. عند وصولي إلى المستودع، قررتُ فورًا أن أتفحص محيطه، فقد كان ذلك ضروريًا لبرامجي المستقبلية. يقع المبنى، المصنوع من خشب المنقوش بشكل سيئ، في وسط الجزيرة، على شاطئ خليج يقسم ثلثي الجزيرة الرملية. لم يكن هناك سوى مجموعة من الشجيرات الصغيرة وعدد قليل من الأشجار المتقزّمة، ولم يكن هناك أي شيء آخر يشير إلى الحياة النباتية. وكانت الجزيرة محاطة بمنحدرات منخفضة من جانب البحر، وفي العمق من بعيد يطوّقها حزام من الشعاب المرجانية. أما داخل اليابسة، فقد كان مليئًا بصخور متناثرة بأحجام مختلفة. لم يكن من الصعب ملاحظة كلّ ذلك في لمحة البصر، فقد كان من الممكن رؤية الجزيرة بأكملها من فوق صخرة على الشاطئ. ولهذا، عدتُ الآن، وكلّي تصميم على إيلاء المستودع نفسه اهتمامًا أكبر مما فعلتُه من قبل. يتكون المستودع من ثلاث غرف فقط: قاعة كبيرة بها صناديق ومقاعد على طول الجدران وطاولة طويلة في المنتصف، وغرفة أصغر، والثالثة كانت مخصصة لتخزين السلع المنهوبة. لم يكن هناك شيء يُذكر سوى بعض الملابس المختلفة. كان لكل رجل مقعده الخاص وبضعة أغطية للنوم، وفوق المقعد يوجد صندوق معلق لتخزين الأسلحة والأدوات المختلفة. أكملتُ تفحصي بسرعة، لكن الوقت كان قد مرّ، وشعرتُ بالجوع. وبينما كنتُ أبحث عن شيء آكله، لاحظتُ مائدة مليئة بالطعام، وعلى سطحها كتب بالطباشير كلمة باللغة الهولندية: "كلْ!" في البداية، اندهشتُ، لكنني تذكرتُ أن القائد قد سألني من قبل عما إذا كنتُ هولنديًا، ثم تحدث معي بلغتي الأم. لذا، استجبتُ للدعوة المكتوبة وتناولتُ إفطاري. كنتُ على وشك النهوض من على المائدة عندما سمعتُ أصواتًا بالخارج، كان القراصنة قد عادوا محملين بالغنائم. دخل القبطان أولًا، وحيّاني بإيماءة، ثمّ قال: "أرى أنك تناولت إفطارك، أيها الطبيب"، فأومأتُ برأسي بالإيجاب. تابع قائلاً: "لقد فتشنا حطام سفينتكم، لكن لم يكن هناك شيء إضافي لأخذه. ولحسن الحظ، أننا استخلصنا معظم البضائع أمس، وإلا لما كان هناك شيء ننقذه. لكن أخبرني، هل تعلم لمن كانت موجهة هذه البضائع؟" أجبتُ: "نعم، إلى رافاييل ماركليت وشركائه في هافانا." "حقًا؟ إذن، لن نكلف أنفسنا عناء البحث عن المالك. سنبلغ أصحاب البضاعة، وبعد أن نحصل على مكافأة إنقاذ مناسبة، سنرسل إليهم الشحنة. " تبادل الرجال العائدون أثناء المحادثة نظرات ماكرة، وكأنهم يقولون: "انظروا إلي هذا الوغد كيف يحاول خداعه!" فتظاهرتُ بأنني لم ألاحظ إشاراتهم، ولم أفهم معاني كلماتهم باللغة الإسبانية. واصل الزعيم، الذي سمعت أنه يُدعى القبطان رامون، الحديث معي حتى ابتعدنا عن بقية الرجال. كان يبدو أنه يريد التحدث معي على انفراد، وفجأة قال لي: "يا صديقي، لقد وصلنا إلى حدٍّ لا يمكن لأحد أن يسمعنا فيه. لعلّك ترغب في الحصول على تفسير لما يحدث؟" نظرتُ إليه، ونظر إليّ مباشرة في عيني، وفورا أدركنا كلانا أنه لا جدوى من خداع بعضنا البعض. "لا بد أن أحداث الأمس واليوم قد أثارت دهشتك"، قال مجددًا. فرددت: "بالتأكيد، لم أكن أعلم بوجود قراصنة في هذا الساحل." قال دون ارتباك: "نعم، أعرف ذلك، أنت لم تنخدع، وتعرف كل شيء، تمامًا كما توقعتُ. لكن عليك أن تعرف أيضًا أنني أنقذتك لسبب خاص." فأجبته: "هذا تحديدًا ما حيرني أكثر". "ستعرف السبب في الوقت المناسب. لكن أولًا، يجب أن أحذّرك بخصوص رجالي. عليك أن تكون حذرًا جدًا كي لا تكشف عن نفسك. إذا أدركوا أنك تعرف حقيقتهم، فلن أتمكن من إنقاذك." أرعبني كلامه. كان من السهل أن يكشفني أي موقف عرضي، وعندها سيكون مصيري الموت. أضاف: "وقبل كل شيء، لا تُظهر أبدًا أنك تفهم الإسبانية، هذا وحده كافٍ لإصدار حكم الإعدام عليك." وبطبيعة الحال أكدت له أنني سأحرص على عدم فضح أمري، ثم أطلعني عن السبب الذي وراء إنقاذي. قال القبطان: "هل تعلم ما الذي جعلني أُبقِي على حياتك؟" "وكيف لي أن أعرف؟" "لكونك هولنديًا." قلت مستغربا: "فقط لهذا السبب؟" فأجاب: "أجل، لهذا السبب فقط". سألته بفضول: "وهل أنت هولندي أيضًا؟" "بالتأكيد لا، فلا تظنّ أنني أنقذتك بسبب جنسيتك. لقد أنقذتك لأنّك كهولندي تعرف اللغة الهولندية جيّدا." تطلّعت في وجهه مندهشا، فأنا لم أفهم قصده. "أنت لم تفهمني، بالتأكيد"، تابع القبطان، وقد لاحظ ذهولي. "اسمعني جيدًا، سأشرح لك كل شيء..." ثم بدأ في سرد قصة غريبة عن قرصان من القرن السادس عشر كان يخفي كنزًا في إحدى هذه الجزر، وأنه وجد مخطوطة هولندية تحتوي على موقع هذا الكنز، لكنه لم يتمكن من قراءتها جيدًا بسبب محدودية معرفته باللغة الهولندية. قال لي: "لقد كرّست حياتي منذ فترة طويلة للمهنة التي أمارسها الآن. وليس مهما أن تعرف كيف دخلتُ إلى هذا المجال. في إحدى المرّات، حصلتُ على مجموعة متنوعة من الأشياء، من بينها كتب ومخطوطات. لكن قبل ذلك، يجب أن أخبرك أنه في شبابي، كنت قد أبحرتُ على متن سفينة هولندية، مما أتاح لي فرصة التعرف على القليل من لغتكم. وعندما أصبحتْ هذه الكتب والأوراق في حوزتي، كنتُ أقلّب نظري فيها حينما أكون في مزاج سيئ، وذات يوم وأنا أتصفّحها وجدتُ من بينها مخطوطة قديمة بدت لي وكأنها قصة عن قرصان من القرن السادس عشر، كان يقيم بالقرب من هذه الجزر، مما جعل الإبحار في هذه الأرجاء أمرًا محفوفًا بالمخاطر. وقد تبين لي، من خلال المقدمة، أن هذه المخطوطة كتبها أحد أفراد طاقم القرصان." فسألتُه، وقد بدأ الأمر يثير اهتمامي: "من المحتمل أن يكون هولنديًا؟" "هذا صحيح، كان هولنديًا. تصفحتُ المخطوطة وقرأتُ أجزاءً متفرقة منها، لكنني كنتُ أواجه صعوبة لأنني لا أجيد اللغة الهولندية بشكل كافٍ. وعندما وصلتُ إلى نهايتها، وجدتُ شيئًا جذب انتباهي بشدة. في نهاية المخطوطة الزاخرة بمغامرات القراصنة، كان هناك ملحق يذكر أنهم حفروا مخبأ للكنز في إحدى هذه الجزر، حُفظت فيه جميع الأشياء الثمينة والأموال. وأنّه خلال الحرب الأخيرة، قُتل جميع القراصنة بالسيف أو بطريقة مشابهة، باستثناء كاتب هذه المخطوطة. ولم يعلم بوجود الكنز غيره. وعندما شعر باقتراب نهايته، كتب قصته وأشار فيها إلى المكان الذي دُفن فيه الكنز." صمت القبطان برهة، وهو يرمقني بنظراته، ثمّ قال: "أين يقع هذا المكان؟ هذا هو بالضبط ما لم أتمكن من اكتشافه، ولهذا السبب أبقيت على حياتك. يجب أن تساعدني في العثور على هذا الكنز. فأنت هولندي، وتستطيع قراءة المخطوطة، وفي اليوم الذي يتم فيه العثور على الكنز، ستحصل على حريتك، وسأضمن لك نصيبا منه." جادلته قائلا: "لكن من يضمن أن قصتك ليست مجرد خرافة؟" فأكّد لي جازما: "لا، لا، بالتأكيد ليست خرافة! الحكاية نفسها يرويها بحارة هذا الساحل." "حسنًا، سنرى. متى يمكنني الاطلاع على المخطوطة؟" أجاب القبطان: "حالًا، تعال معي. سأمدّك بها، اقرأها وابحث فيها جيّدا، وأكرر وعدي لك إذا توصّلت إلى معرفة مكان الكنز، فستحصل على حريتك وثروة." سألته: "ولكن ماذا لو لم يكن هناك كنز؟". فأجابني بلا مبالاة: "إذا لم يكن هناك كنز، فستبقى هنا إلى الأبد، لا أحد يغادر الساحل حيًا إلّا إذا كان واحدًا منا." شعرتُ بقشعريرة تسري في جسدي، ولم أُظهر خوفي. فقد مشيتُ بقية الطريق صامتا، وفي ذهني تنتابني مشاعرٌ غريبة. لاحقًا، عندما غادر القراصنة لمتابعة عملهم، طلب مني القبطان الدخول إلى غرفته، وقدّم لي مخطوطة قديمة مكتوبة على ورق هولندي سميك ومصفر. كانت الأوراق مطوية طولياً، والنصف الأيسر من كل صفحة مكتوب بالكامل، وضع بجانبي زجاجة نبيذ وصندوقًا من السيجار، وخرج حتى لا يُزعجني أثناء قراءتي. بحثت عن مقعد مريح أجلس عليه، ثمّ شرعت في فكّ رموز هذا السر الغامض...
#فتحي_البوكاري (هاشتاغ)
Boukari_Fethi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كنز القراصنة، مذكرات طبيب سفينة هولندي، لجورج غارتنر - ج1
-
وما زال الصوت يصرخ عاليا
-
التعبير عن المقاومة الثقافيّة والبيئيّة في شعر محمد العروسي
...
-
الشعبويّة في السلطة: تهديد أم تصحيح للديمقراطية؟
-
أدب الأطفال في العصر الرقمي: دراسة السرد التفاعلي في كتب الأ
...
-
مناورة
-
في موقد تحت التحميص
-
الأدب في عصر العلم والتكنولوجيا
-
علاقة المثقّف بالسّلطة السياسية: رواية الكاتب البوهيمي المتع
...
-
غربة
-
تأثير أفكار ابن خلدون في الحضارة العربية والغربية
-
طوفان العصر(*)
-
إنعكاس الخطاب السياسي في رواية -المغتصبون- لسمير ساسي (2)
-
انعكاس الخطاب السياسي في رواية -المغتصبون-(1) لسمير ساسي(2)
-
غزّة، يا كبدي!
-
خبزة البصّيلة
-
علاقة الذات بالمكان في رواية: رقصة أوديسا، مكابدات أيّوب الر
...
-
حوار مع أبي يعرب المرزوقي
-
الممثل
-
يا جابر الحال
المزيد.....
-
فيلم -وولف مان-.. الذئاب تبكي أحيانا
-
الفنانة التونسية إيناس النجار تودع الحياة بعد صراع مرير مع ا
...
-
وفاة الفنانة إيناس النجار بعد إصابتها بتسمم الدم
-
نيكاراغوا.. افتتاح مهرجان الأفلام الحربية الروسية
-
سنو وايت، فيلم أشعلت بطلته الجدل، ما القصة؟
-
بجودة عالية..استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات و
...
-
أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال
...
-
عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله
...
-
رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
-
وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
المزيد.....
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
المزيد.....
|