أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لا للتوافق














المزيد.....

لا للتوافق


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يهمني، من موقعي كيساري معارض، الإسم الذي تم اختياره لحاكمية مصرف لبنان. ما يهمني طريقة اختياره. لا أنا من أهل الحكم ولا ممن يرون النصف الفارغ من الكأس فحسب. ولأن اليسار بات باهتاً وتعريفه بات ملتبساً ثابرت على إعادة رسم ملامحه وتحديد مواصفاته وتوصلت إلى أن على كل مجتمع أن يبتكر يساره، بعد أن دخل حابل اليمين بنابل اليسار في العالم وتجاوزت البشرية الصيغة الأولى الفرنسية والصيغة الثانية السوفياتية ومشتقاتها اللينينية والماوية والكومنترنية والأممية.
الحد الذي يفصلنا، في لبنان، عن الصيغ القديمة هو اتفاق الطائف. ما قبله ينبغي أن يتحول إلى دروس من التاريخ. يمكن لليمين كما لليسار أن يكتب كل منهما أمجاده ويتغنى بإنجازاته. فضل الطائف أنه دعا المتحاربين إلى رمي سلاحهم وتبديل لباسهم وعقلهم الميلشيوي والاحتكام إلى القانون.
اليسار القديم بنى مشروعه على فكرة العدالة فتمثل له الاقتصاد الحر عدواً غير سوي. الحرب الأهلية قلبت كل المقاييس، إذ بينت للبناني أن الخطر الأساس عليه وعلى الوطن ليس في الفقر كمؤشر على غياب العدالة، ولا في اليسار الدولي كدليل على حروب الآخرين، بل في العقلية النابذة لفكرة الدولة والديمقراطية والتعددية، العقلية التي تعتبر كل رأي آخر بمثابة عدو، وهي تتلبس فكر اليمين وفكر اليسار على حد سواء.
بعد الحرب الأهلية بات على اليسار أن يعيد بناء ذاته لا استناداً إلى معيار حيازة الثروة أو ملكية وسائل الإنتاج بل إلى الموقف من إعادة بناء الدولة. تعميم هذا المعيار احتاج إلى ثلاثة عقود، امتدت من بداية التسعينات حتى ثورة 17 تشرين. غير أن بعض حاملي شعار الدولة هم من خريجي الحرب الأهلية الذين حافظوا على عدة الشغل ذاتها الملائمة لخوض المواجهات ولو من غير سلاح ناري.
تعيين حاكم مصرف لبنان وقبله قادة الأجهزة الأمنية أخرج الرغبة بالمواجهات من قمقمها. إعادة فرز اللبنانيين بين معسكرين متواجهين حول كل إسم، وهو فرز إن لم يذكر بانقسامات الحرب فهو يشير إلى أن اللبناني المتحدر من الحرب يميل إلى المواجهة وإلى الاصطفاف، مع أو ضد، لا إلى البحث عن تسويات.
هذا في حد ذاته ظاهرة صحية في الحياة السياسية اللبنانية تدل على الحيوية والتنوع، لكنه يتحول إلى خطر حين تتماهى السلطة بالجمهور أو الجمهور بالسلطة، أو بجهة منها، التي يعتبر أنها تمثله، وهو ما حصل مع من استغرب موقف رئيس الحكومة، إما لإذعانه لحكم "المنظومة"، وهذا موقف من توسم فيه خيراً يوم تكليفه بتشكيلها، إما لموافقته على اعتماد التصويت داخل مجلس الوزراء بدل التوافق، إما لتجرؤه على الاعتراض أمام رئيس الجمهورية، وهذا موقف الذين يفضلون المواجهة بين الرئيسين أو يفضلون فرز مجلس الوزراء بين جبهتين، على غرار ثنائيات الحروب، شرقية-غربية، مسلم- مسيحي، الأسد- عرفات، إيران- السعودية.
"الاختلاف حياة الزمان والموت في التماثل"، يقول مهدي عامل. ما حصل في مجلس الوزراء دليل عافية، إذ احتكم المختلفون إلى "الكتاب"، لأول مرة منذ اتفاق الطائف، حيث كانت الترويكا، في عهد الوصاية السورية، تختصر المؤسسات وتنوب عنها، وبعد رحيل الجيش السوري، لم تعد "المجالس بالأمانات"، كل المجالس، والمعترضون يعتزلون مثلما اعتزل واصل بن عطاء، وبات أي تباين في الرأي مدعاة لنشر الغسيل على السطوح أو في الساحات أو في أروقة الدبلوماسية العالمية.
حسنا فعل مجلس الوزراء حين لجأ إلى التصويت لا إلى التوافق. وحسناً تفعل المعارضة اليسارية إن هي اعتمدت معيار الدولة والدستور لصوغ معارضتها البناءة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(5) الولايات المتحدة واللوبي اللبن ...
- الذكاء الاصطناعي والبديل الاشتراكي رؤية من منظور اليسار الإل ...
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(4) هل العرب استثناء؟
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(3) الاتحاد السوفياتي
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(2) منهج البحث الروائي عن -الهويات ...
- المنهج الروائي في البحث عن الهوية عن -متاهة الضائعين- لأمين ...
- لماذا نحن في أزمة ممتدة؟
- رفيق الحريري ومشهد 2025
- نحو بناء دولة القانون والمؤسسات
- الكورد، مشكلة أم قضية
- الهزيمة ليست عيباً العيب ألا نتعلم من الهزيمة
- رئيسان من نتاج الثورة
- الاستقلال الخامس والنهائي للبنان
- الممانعة والمحور
- لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ماهية الدولة
- سقوط الطغيان والتحرر الوطني
- المتضررون من النصر
- نعم انتصرنا


المزيد.....




- مسؤولون أمنيون إسرائيليون: قلق في إسرائيل من تصاعد تهديد حرك ...
- ألمانيا قررت التخلي عن تاريخها وبدأت الاستعداد للحرب المقبل ...
- أندرو تيت في مواجهة جديدة: دعوى بالاعتداء الجنسي والتهديد با ...
- تواصل العمليات الإسرائيلية في غزة ونزوح من رفح إثر طلب إخلاء ...
- سويسرا.. القضاء العسكري يحقق في مشاركة 14 مواطنا كمرتزقة في ...
- ريابكوف: واشنطن لا تنوي الانسحاب من -الناتو-
- مدفيديف: إدانة لوبان -مُختلقة- لإقصائها من سباق الانتخابات ا ...
- برلماني إيطالي يطالب بتعليق عضوية هنغاريا في الاتحاد الأوروب ...
- كيف سيكون رد إيران الحاسم على تهديدات ترامب؟
- نتانياهو يشبّه توقيف مساعديه في قضية -قطر غيت- بـ-احتجاز رها ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لا للتوافق