أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف إلى انهيار جديد و حرب أهلية؟















المزيد.....

الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف إلى انهيار جديد و حرب أهلية؟


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجولاني من خلال اختياره ل 22 وزيراً دون أي مشاورات مع الأحزاب أو المكونات الأخرى في سوريا، يسعى  دون شك إلى تعزيز سيطرته الكاملة على السلطة، مما يجعله الحاكم الفعلي دون أي شريك أو رقيب. سكوت الدول الاقليمية و الاوربية و حتى أمريكا على تصرفاته تلك تدفعه الى ممارسة المزيد من الدكتاتورية و أستبعاد المكونات السورية الاخرى أكثر فأكثر. لذا فالمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تصرفات الجولاني و مسؤولية المذابح التي حصلت و التي ستحصل في سوريا.

 الجولاني، كان في السابق أحد أبرز القادة العسكريين في جبهة النصرة (الذراع السوري لتنظيم القاعدة)، أصبح اليوم رئيساً مطلقا لسوريا تحت مظلة "نظام إسلامي سني" بقيادة جماعته. هذا النظام يعتمد بشكل كبير على أيديولوجية متطرفة ترفض التعددية السياسية والدينية، مما يجعله بعيداً عن النموذج الديمقراطي أو حتى الشراكات الوطنية مع المكونات الأخرى في سوريا. من خلال تحليل تصرفاته، يمكننا فهم دوافعه وأهدافه، بالإضافة إلى العواقب المحتملة لسياساته.

1. تصرفات الجولاني ودوافعه للاستفراد بالسلطة
أ. سيطرة الجماعة الإسلامية السنية
الإقصاء السياسي: الجولاني لا يعترف بالأحزاب السياسية أو المكونات السورية الأخرى مثل الأكراد، المسيحيين، الدروز وغيرهم. هذا الإقصاء يعكس رؤية أيديولوجية تهدف إلى بناء نظام حكم إسلامي سني موحد، مستوحى من أفكار تنظيم القاعدة.
التركيز على الهيمنة: من خلال اختيار 22 وزيراً دون أي مشاورات مع الأحزاب أو المكونات الأخرى، يسعى الجولاني إلى تعزيز سيطرته الكاملة على السلطة، مما يجعله الحاكم الفعلي دون أي شريك أو رقيب.
ب. استبعاد الكورد
الأكراد، الذين كانوا حلفاء الولايات المتحدة وشكلوا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يمثلون تحدياً كبيراً للجولاني. استبعادهم ليس فقط لأسباب أيديولوجية (لأنهم يعتبرون غير أسلاميين)، ولكن أيضاً بسبب الخوف من نفوذهم العسكري والإداري في شمال شرق سوريا.
هذا الاستبعاد قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع الكورد، خاصة إذا حاول الجولاني فرض سيطرته على المناطق التي يسيطرون عليها.
ج. رفض الأحزاب السياسية
الجولاني يعتبر الأحزاب السياسية بمثابة "أدوات غربية" تهدف إلى تقسيم الأمة الإسلامية. بالتالي، فإنه يرفض أي شكل من أشكال المشاركة السياسية أو الحوار مع هذه الأحزاب. أسلوب الجولاني في أستبعاد القوى السياسية و الاحزاب منبعث من أفكارة الاسلامية و هي دليل على أستمرارة على نهج التطرف الاسلامي.
هذا الرفض يعكس عدم اعترافه بالتعددية السياسية والثقافية في سوريا، مما يجعل نظامه أكثر مركزية واستبدادية.
2. لماذا يقوم الجولاني بإهمال الجميع؟
أ. أيديولوجية متطرفة
الجولاني يتبع أيديولوجية إسلامية متطرفة ترى أن الحكم يجب أن يكون حصرياً للمسلمين السنة دون غيرهم. هذه الرؤية تجعله غير قادر على التفاوض أو التعايش مع الآخرين.
ب. تعزيز السيطرة الشخصية
من خلال استبعاد الجميع، يضمن الجولاني أن لا يكون هناك أي تهديد لسلطته. هذا النهج يشبه استراتيجيات الحكام المستبدين الذين يعتمدون على دائرة ضيقة من الموالين.
ج. خوف من المعارضة
الجولاني يدرك أن أي شراكة مع مكونات أخرى قد تفتح الباب أمام معارضة داخلية أو انقلابات محتملة. لذلك، يفضل استبعاد الجميع للحفاظ على استقرار نظامه.
3. نتائج سياسات الجولاني. هل يحفر الجولاني قبره بيديه؟
أ. احتمالية نشوب حرب أهلية جديدة
رفض التعددية: سياسات الجولاني تزيد من احتمالية نشوب حرب أهلية جديدة، خاصة بين السنة والشيعة، وبين العرب السنة الاسلاميين التابعين لهيئة تحرير الشام و غيرهم  و بين الكورد.
الرد الكوردي: الكورد، الذين يتمتعون بدعم أمريكي، لن يقبلوا بالاستبعاد. قد يلجأون إلى العمل العسكري ضد الجولاني في نهاية المظاف و اذا أستمر الجولاني في أهمالهم، مما يؤدي إلى تصعيد جديد في الشمال السوري.
المكونات الأخرى: المسيحيون والعلويون و الدروز وغيرهم من المكونات قد يشعرون بأنهم مستهدفون، مما يؤدي إلى تشكيل جبهات معارضة جديدة و يدخلون في جبهه موحدة مع الكورد.
ب. اعتراضات دولية
الولايات المتحدة: واشنطن تعتبر الكورد حلفاء استراتيجيين في سوريا. استبعاد الجولاني لهم قد يؤدي إلى رد فعل أمريكي، سواء عبر دعم قسد عسكرياً أو فرض عقوبات اقتصادية على النظام الجديد.
روسيا وإيران: رغم أن روسيا وإيران كانتا حليفتين لبشار الأسد، إلا أنهما قد لا تقبلان بطموحات الجولاني إذا كانت تهدد مصالحهما في سوريا.
تركيا: تركيا قد تجد نفسها في موقف صعب. من جهة، تؤيد الجماعات المتطرفة مثل الجولاني و غيرها من الجماعات كالعمشات، ومن جهة أخرى تعطي الوعود لأمريكا و أوربا بمحاربة الارهاب. هذا التناقض قد يؤدي إلى توترات مع الجولاني.
ج. انهيار الاقتصاد
سياسات الجولاني قد تؤدي إلى انهيار الاقتصاد السوري بسبب:
العقوبات الدولية.
فقدان الدعم الدولي.
تدمير البنية التحتية بسبب الحرب الأهلية الجديدة التي لا محال من قدومها في حال أستمرار الجولاني في سياساته الاقصائية للمكونات و الاحزاب.
4. السيناريوهات المستقبلية
أ. سيناريو الحرب الأهلية
إذا استمر الجولاني في سياساته الاستبدادية، فمن المرجح أن تندلع حرب أهلية جديدة تشمل:
الكورد في شمال و شمال شرق سوريا.
الطوائف الأخرى مثل العلويين والمسيحيين و الدروز.
بعض الفصائل المسلحة التي تعارضه و تريد نفوذا أكبر في الحكومة السورية.
ب. سيناريو الانهيار الداخلي
إذا فقد الجولاني الدعم الشعبي أو واجه مقاومة داخلية، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار نظامه. هذا السيناريو قد يحدث إذا:
تزايدت الاحتجاجات الشعبية.
حدثت انقسامات داخل صفوف مؤيديه.
ج. سيناريو التدخل الدولي
الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا قد تتدخل لإعادة تشكيل المشهد السياسي في سوريا. هذا التدخل قد يكون:
عسكرياً (كما حدث في العراق وليبيا).
دبلوماسياً عبر الضغط لتشكيل حكومة انتقالية.
الخلاصة

تصرفات الجولاني تعكس أيديولوجية أسلامية متطرفة نابعة من الفقة الاسلامي الذي يؤمن به و أتخذة عنوانا لقوانينة و تهدف إلى بناء نظام إسلامي سني عربي موحد، لكنها تتجاهل التحديات الواقعية والتنوع الكبير في المجتمع السوري. سياساته قد تؤدي إلى نشوب حرب أهلية جديدة، اعتراضات دولية، وانهيار الاقتصاد. لتحقيق استقرار طويل الأمد، يجب على الجولاني إعادة النظر في سياساته والعمل على بناء نظام سياسي شامل يعترف بالتعددية ويستجيب لمطالب جميع المكونات السورية أذا أراد الاستمرار و على عكسة فأن أهدافة الاسلامية ستنكشف في القريب العاجل و ينقطع الدعم الاوربي و الامريكي له و سيتم أما فرض حكومة مؤقته من قبل الامم المتحدة أو حرب أهلية على الابواب.

أعلان الجولاني لهكذا حكومة و أقصائة للمكونات السورية الاخرى و أقتصاره على السنة الاسلاميين  المتطرفين، سيكون اللبنه الاولى فيهدم قصر الجولاني الذي يتحصن الان مع الارهابيين في قصر الاسد. 



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلام ...
- ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجل ...
- لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري ...
- ليست هناك حركة قومية كوردية، بل هناك أستغلال حزبي وشخصي للفك ...
- مقترح لذوي النوايا الحسنه لحل القضية الكوردية و قسد في سوريا ...
- سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافس ...
- الكورد و التخطيط السطحي للثورات، بعد نصف قرن بالضبط هل ستعيد ...
- تغييرالتوازنات في الشرق الاوسط التي أسقطت الاسد و ضرورة أعاد ...
- المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين المخاوف من العقوبات الت ...
- بعد سيطرة الاسلاميين، قواة سوريا الديمقراطية هي الخلاص للمسي ...
- القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور ال ...
- شهر العسل زائل و الطلاق قادم بين تركيا و سوريا لا محال. تورك ...
- مقارنة و حقائق حول حدود و حقوق جنوب و غربي كوردستان.. ماهي ح ...
- ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعو ...
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...
- الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي كوعد (بلفور) البر ...
- داخليا، ماذا وراء المشروع التركي لأوجلان؟ و لماذا قام العمال ...
- نار المحتلين و نار القوى الكوردية بمثقفيها موجهه نحو الكورد ...
- الكورد و النضال بالعواطف... كركوك خارج الاقليم و صمت القوى ا ...


المزيد.....




- محكمة فرنسية تمنع مارين لوبان من الترشح لأي منصب سياسي لهذا ...
- يوم دام خلال عيد الفطر في قطاع غزة في ظل القصف الإسرائيلي
- هل يقود إيلون ماسك تسلا إلى السقوط كما قادها إلى القمة؟
- مبدعون في الغربة.. قصة نجاح الدكتور معتز سامي الزهيري
- الدفاع الروسية: قوات كييف تواصل استهداف بنى الطاقة الروسية م ...
- خبراء روس وصينيون يناقشون الأبعاد العالمية والأوراسية في منت ...
- -متى يتوقف ذلك؟-.. إسرائيل تستهدف مسعفين في قطاع غزة وتقتل 1 ...
- احتفالات بقدوم عيد الفطر.. وفي قطاع غزة تحول العيد إلى -يوم ...
- نتنياهو أمام المحكمة للمرة العشرين بتهم فساد
- تايمز: هذا سبب هوس ترامب بجزيرة غرينلاند


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف إلى انهيار جديد و حرب أهلية؟