|
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : رِهَان الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 18:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ مَا مَعْنَى الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة
الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة (Futures Studies) هِي مَيْدَان أَكَادِيمِيّ مُتَعَدِّد التَّخَصُّصَات يَهْدِفُ إِلَى إسْتِكْشَاف وَتَحْلِيل وَ تَقَييم الِإتِّجَاهَات وَالتَّطَوُّرَات الْمُحْتَمَلَةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَتَعُود جُذُور هَذَا الْحَقْلِ المَعْرِفِيّ إلَى مُنْتَصَفِ الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ، عِنْدَمَا بَدَأ الْبَاحِثُونَ وَالْمُفَكِّرُونَ فِي الْغَرْبِ بِإسْتِخْدَام مَنَاهِج عِلْمِيَّة مَنْهَجِيَّة لِدِرَاسَة وَتَوَقُّع الْمُسْتَقْبَل. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الِإهْتِمَامَ بِالْمُسْتَقْبَلِ هُوَ سِمَة بَشَرِيَّة قَدِيمَة، إلَّا أَنْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة كَفَرْع مَعْرِفِيّ مُنَظَّم ظَهَرَ فِي السِّتِّينَيات مِنْ الْقَرْنِ الْمَاضِي. وَقَدْ تَطَوَّرَ هَذَا الْحَقْلِ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ مُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ، حَيْثُ أَصْبَحَ يُضَمّ مَجْمُوعَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ الْمَنَاهِج وَ التِّقْنِيَّات الْبَحْثَيْة الَّتِي تُسْتَخْدَمُ لِإسْتِكْشَاف الْمُسْتَقْبَلَات الْبَدِيلَة الْمُحْتَمَلَة. وَ يُعْرِفُ عُلَمَاء المُسْتَقْبَلِيَّات الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بِأَنَّهَا "الْعِلْمِ وَالْفَنِّ الْمُتَعَلِّق بِالِإسْتِكْشَاف الْمُنَظَّم وَ التَّحْلِيل الشَّامِل لِلْمُسْتَقْبَلَات الْمُحْتَمَلَة وَالْمُمَكِّنَة وَالْمُفْضَلَة، بِهَدَف إتِّخَاذ قَرَارَات أَفْضَلُ وَالتَّأْثِير عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ". وَ تَقُوم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة عَلَى عِدَّةِ مَبَادِئ أَسَاسِيَّة، أَهَمِّهَا عَدَمِ تَحْدِيدِ مُسْبَق لِلْمُسْتَقْبَل. بِحَيْثُ يَنْطَلِق الْمُسْتَقْبِلِيون مِنْ إفْتِرَاضِ أَنَّ الْمُسْتَقْبَلَ لَيْسَ مُحَدَّدًا مَسْبُقا، بَلْ هُنَاكَ الْعَدِيدِ مِنَ الْمُسْتَقْبَلَات الْبَدِيلَة الْمُمْكِنَة، وَاَلَّتِي يُمْكِنُ التَّأْثِير عَلَيْهَا مِنْ خِلَالِ إتِّخَاذ قَرَارَات وَ خِيَارَاتٌ فِي الْحَاضِرِ. كَمَا تَقْبَلُ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة وُجُود تَعَدُّدَ فِي الْمُسْتَقْبَلَاتِ الْمُمْكِنَة، بَدَلًا مِنْ الْبَحْثِ عَنْ مُسْتَقْبَلٍ وَاحِدٍ مُحْتَمَلٌ. تَنْظُر الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة إلَى الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ مَنْظُورٍ شَامِل وَمُتَكَامِل، مَرَاعِيَّةِ التَّفَاعُلَات وَالِإرْتِبَاطَات بَيْنَ مُخْتَلِفِ الْعَوَامِل الِإجْتِمَاعِيَّةِ وَ الِإقْتِصَادِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّة وَالتِّقْنِيَة وَالبِيئِيَّة. تُؤَكِّد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة عَلَى ضَرُورَةِ إشْرَاك مُخْتَلَف الْفَاعِلِين فِي عَمَلِيَّةِ إسْتِشْرَاف الْمُسْتَقْبَل وَصُنْع الْقَرَار الْمُسْتَقْبِلِي، بِمَا يُعَزِّز الشَّفَّافِيَّة وَالمُسَاءَلَة. تَتَعَامَل الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة مَعَ الْمُسْتَقْبَلِ بِإعْتِبَارِه نِظَامًا مُعَقَّدًا وَمُتَغَيِّرًا بِإسْتِمْرَار، وَلَيْسَ مُجَرَّدُ إمْتِدَاد خَطِّي لِلْحَاضِر. وَ تَسْتَخْدَم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة مَجْمُوعَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ الْمَنَاهِج وَالْأَسَالِيب الْبَحْثَيَّة، مِثْلُ التَّنَبُؤْ وَالسِّينِاريوهَات، وَالرُؤَى الْبَدِيلَة، وَالْخَرَائِط الِإسْتِشْرَافِيَّة، وَالنَّمْذَجَة الْكَمِّيَّة. وَتَتَنَوَّع تَطْبِيقَات الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة لِتَشْمَل مَجَالَات مُتَعَدِّدَة كَالسِّيَاسَة وَالِإقْتِصَاد وَ التِّكْنُولُوجْيَا وَالْبِيئَةِ وَالتَّعْلِيمِ وَغَيْرِهَا. و يُعْتَبَر الْمُسْتَقْبَل مَوْضُوعًا مَرْكَّزِيّاً لِلدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة، إلَّا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ دِرَاسَتِه بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ، كَمَا أَنَّ الْمُسْتَقْبَلَ لَا يُمْكِنُ الَّتَّنَبُؤْ بِهِ بِدِقَّة تَامَّةً. لِذَلِكَ فَإِنْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تُرَكِّزُ عَلَى إسْتِكْشَافِ الْمَسَارَات الْمُحْتَمَلَة لِلتِّطور الْمُسْتَقْبِلِي، وَتَحْلِيلِ الْعَوَامِل وَ الْقِوَّى الْمُؤَثِّرَةُ فِيهِ، بِهَدَف الْمُسَاعَدَة فِي إتِّخَاذِ الْقَرَارَات الِإسْتِرَاتِيجِيَّة وَالتَّخْطِيط لِلْمُسْتَقْبَل. وَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ تَزَايُدِ الِإهْتِمَام بِالدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي الْعُقُودِ الْأَخِيرَةِ، إلَّا أَنْ هُنَاكَ تَحَدِّيَات وَ مَعُوقَات تُوَاجِهُ هَذَا الْحَقْلِ المَعْرِفِيّ، مِنْهَا ضَعُفَ الْبِنْيَة الْمُؤَسَّسِيَّة وَالتَّمْوِيل اللَّازِمُ، وَنَقَص الْخِبْرَات وَ الْكَوَادر الْمُتَخَصِّصَة، وَتَحَيُّز الْبَاحِثِين نَحْو تَوَجُّهَات مُعَيَّنَة، أَضَافَة إلَى التَّحَدِّيَات الْمَنْهَجِيَّة وَالْمَفَاهِيمِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِطَبِيعَة مَوْضُوع الْمُسْتَقْبَل نَفْسِهِ. وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة مَا زَالَتْ تَحْظَى بِإهْتِمَام مُتَزَايِد عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِيّ، لِمَا لَهَا مِنْ أَهَمِّيَّةِ فِي مُسَاعَدَةِ الْمُجْتَمَعَات وَالمُؤَسَّسَات عَلَى التَّخْطِيط وَالتَّأَهُّب لِلتَّغْيِيرَات الْمُتَوَقَّعَةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. . عَلِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة أَوْ عَلِمَ المُسْتَقْبَلِيَّات (Futurology) هُوَ عِلْمُ حَدِيث يَخْتَصّ بِدِرَاسَة و فَهْمِ مَا قَدْ يَكُونُ عَلَيْهِ الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ تَغَيُّرَات وَتَطَوُّرَات فِي مُخْتَلَفٍ الْمَجَالَات. هَذَا الْعِلْمِ يَهْدِفُ إِلَى تَوَقُّع الِإتِّجَاهَات وَالتَّوَجُّهَات المُسْتَقْبَلِيَّة وَتَقْدِيم رُؤَى قَيِّمَة لِمُسَاعَدَة الْأَفْرَاد وَالمُؤَسَّسَات فِي إتِّخَاذِ قَرَارَات إسْتِرَاتِيجِيَّة. لَقَدْ تَطَوُّر مَفْهُوم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة عَلَى مَرَّ الزَّمَنِ، حَيْثُ كَانَ فِي الْبِدَايَةِ مُجَرَّد مُحَاوَلَات لِلْتَّنَبُؤْ وَ التِّكَّهُن بِالْمُسْتَقْبَلِ بِإسْتِخْدَام الطُّرُق التَّقْلِيدِيَّة كَالتَّنْجِيم وَ الْكِهَانَة. ثُمَّ تَطَوَّرَ هَذَا الْمَفْهُومِ لِيَشْمَل دِرَاسَةٌ الْمُسْتَقْبَل بِإسْتِخْدَام أَحْدَث الْمُعْطَيَات وَالتِّقْنِيَّات الْعِلْمِيَّة. تَعْتَمِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة عَلَى تَحْلِيلِ الْبَيَانَات وَ الِإتِّجَاهَات وَ التَّوَقُّعَات، وَ إسْتِخْدَامِ أَسَالِيب وَ تَقَنِّيَّات مُتَطَوِّرَة لِتَحْلِيل الْمَعْلُومَات وَ تَوَقُّع الْمُسْتَقْبَلِ. كَمَا تَهْتَمّ بِتَحْدِيد الِإحْتِمَالَات الْمُخْتَلِفَة لِتَطَوُّر الظَّوَاهِر الْإِنْسَانِيَّة وَ الِإجْتِمَاعِيَّةِ فِي الْمُسْتَقْبَل. تَتَمَيَّز الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بَعْدَة خَصَائِص أَهَمِّهَا. تَوْفِير رُؤَى إسْتِرَاتِيجِيَّة لِلْمُسْتَقْبَل تُسَاعِدُ فِي عَمَلِيَّةُ التَّخْطِيط الِإسْتِرَاتِيجِيّ. تَحْلِيل الِإتِّجَاهَات وَ التَّوَجُّهَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي مُخْتَلَفٍ الْمَجَالَات. تَوَقُّع الْمُشْكِلَات وَ التَّحْدِيَات المُسْتَقْبَلِيَّة لِلتَّعَامُل مَعَهَا بِشَكْل إسْتِبَاقِي. تَطْوِير الْمَنَاهِج وَ الْأَسَالِيب الْبَحْثَيْة الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي دِرَاسَةِ الْمُسْتَقْبَل. تَوْفِير الِإسْتِدْلَال الْعِلْمِيّ لِصَنَاع الْقَرَار. وَتُوَاجِه الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بَعْض التَّحَدِّيَات وَ الصُّعُوبَات أَهَمِّهَا صُعُوبَة دِرَاسَة الْمُسْتَقْبَل نَظَرًا لِعَدَمِ وُجُودِهِ وَاقِعِيًّا. تَتَأَثَّر الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بِالِإنْتِمَاءَات الْأَيْدُيُولُوجِيَّة لِلْبَاحِثَيْن. إرْتِبَاط الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بِالسِّيَاسَة وَ صِنَاعَة الْقَرَار. تَعَدَّد إحْتِمَالَات الْمُسْتَقْبَل وَ صُعُوبَة الْتَّنَبُؤْ بِهَا. صُعُوبَة التَّوْفِيقُ بَيْنَ الْمِثَالِيَّةِ الْأَخْلَاقِيَّة وَ الْبُرْجُماتيَّة السِّيَاسِيَّة. إعْتِبَار الْمُسْتَقْبَلِ فِي الْفِكْرِ الدِّينِيِّ مُرْتَبِطًا بِالْقَدْر الْإِلَهِيّ وَلَيْس لِلْبَشَر دُور فِيهِ وَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذِهِ التَّحَدِّيَات، إلَّا أَنْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تَمَثَّل ضَرُورَةً حَتْمِيَّةً فِي عَالَمِ الْيَوْم الْمُتَسَارِع التَّغَيُّرُ، حَيْث تُسَاعِد صُنَّاعَ الْقَرَارِ وَ المُؤَسَّسَات فِي إسْتِشْرَاف الْمُسْتَقْبَل وَ التَّخْطِيط الِإسْتِرَاتِيجِيّ لَهُ. وَتُعْتَبَرُ هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ مَجَالًا خِصْبًا لِلْبَحْث وَالتَّطْوِير فِي الْعَالَمِ المُعَاصِرُ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ المُسْتَقْبَلِيَّة. _ مَاهِيّ الْعَلَاقَةُ بَيْنَ الْفَلْسَفَة و الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة؟
هُنَاك عَلَاقَة وَثِيقَةٌ بَيْنَ الْفَلْسَفَة وَالدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة. مِنْ مَنْظُورٍ فَلْسَفِيّ، تَنْظُر الْفَلْسَفَة إلَى الْمُسْتَقْبَلِ بِإعْتِبَارِه أَحَد أبْعَاد وُجُودَ الْإِنْسَانِ، وَتَسْعَى إِلَى دِرَاسَتِه مِنْ خِلَالِ تَحْلِيل الْمَبَادِئ وَالِإفْتِرَاضِات الَّتِي تُشَكِّلُ تَصَوَّرْنَا لَه، وَالْكَشْفِ عَنْ الْأثَارِ وَالنَّتَائِج الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى هَذِهِ الْمَبَادِئِ. وَهَذَا يَخْتَلِفُ عَنْ النَّظْرَةِ التَّخْطِيطِيَة أَوْ الَّتَنَبُؤِيَّة لِلْمُسْتَقْبَلِ الَّتِي تُهَيْمِنُ عَلَى بَعْضٍ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة الْأُخْرَى. فَإنْ فَلْسَفَةُ التَّارِيخِ وَ فَلْسَفَة الْعُلُوم تَتَدَاخَلُ مَعَ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة، حَيْث تَدْرُس فَلْسَفَةُ التَّارِيخِ الْآفَاق الْمُحْتَمَلَة لِتَطَوُّر الْمُجْتَمَعَات وَ الْحَضَارَات الْإِنْسَانِيَّة، بَيْنَمَا تَبْحَث فَلْسَفَة الْعُلُومِ فِي الْجَوَانِبِ الْمَنْطِقِيَّة وَالْمِنْهَجِيَّة لِلْتِّنَبُؤ الْعِلْمِيُّ بِالظَّوَاهِر المُسْتَقْبَلِيَّة. أَنَّ الْفَلْسَفَةِ الْمُعَاصِرَة تَتَجَاوَز النَّظْرَةِ الشُّمُولِيَّةِ وَ الْمُطَلَّقَة لِلْمُسْتَقْبَل، وَتُرَكِّز عَلَى دِرَاسَة الْمُمْكِنَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي مَجَالَاتِ مُحَدَّدَة كَالسِّيَاسَة وَالِإقْتِصَاد وَالْبِيئَة، وَتَنْطَلِق مِنْ الْحَاضِرِ وَمَا يَتَضَمَّنُهُ مِنْ إِمْكَانَات وَتَحَدِّيَات. إذْن، تَخْتَلِف الْفَلْسَفَة عَنْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة الْأُخْرَى فِي تَرْكِيزُهَا عَلَى تَحْلِيلِ الْمَبَادِئ وَالِإفْتِرَاضِات الْكَامِنَة وَرَاء تَصَوَّرْنَا لِلْمُسْتَقْبَل، بَدَلًا مِنْ مُجَرَّدِ الَّتَنَبُؤ أَوْ التَّخْطِيط لَهُ. وَبِذَلِكَ تُسْهِم الْفَلْسَفَةِ فِي إِثْرَاءِ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة وَتَطْوِيرِهَا مِنْ خِلَالِ رُؤْيَتِهَا النَّقْدِيَّة لِلْإِسس الْمَعْرِفِيَّة وَ الْمَنْطِقِيَّة لِرَسْم صُوَر الْمُسْتَقْبَل. إِنَّ دِرَاسَةَ الْمُسْتَقْبَل شَغِلْت إهْتِمَام الْفَلَاسِفَةِ عَلَى مَرَّ الْعُصُور، وَ تَنَاوَلَتَهَا فَلْسَفَات مُتَنَوِّعَة بِوَجْهات نَظَرَ مُخْتَلِفَة. أَنْ الْفَلْسَفَة الْوُجُودِيَّة تَنْظُرَ إلَى الْمُسْتَقْبَلِ بِإعْتِبَارِه أَحَد أبْعَاد وُجُودَ الْإِنْسَانِ، وَتُرَكِّز عَلَى دِرَاسَة إِمْكَانَات الْحَاضِر وَالْكَشْفِ عَنْ صُورَه المُسْتَقْبَلِيَّة. فِي حِين الْفَلْسَفَة الْمَارْكِسِيَّة تَنْظُرَ إلَى الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ زَاوِيَةٍ تَغْيِير الْوَاقِعِ وَ تَحْقِيقِ تَطْلُعات الْإِنْسَانُ وَ تَحَرُّرُه مِنْ الْقُيُودِ الِإجْتِمَاعِيَّةِ وَ الِإقْتِصَادِيَّةِ. فِي نَفْسِ الْوَقْتِ تَهْتَمّ فَلْسَفَةُ التَّارِيخِ بِدِرَاسَة الْمُسْتَقْبَلِ فِي ضَوْءِ نَظَرِيَّات نُشُوء الْحَضَارَات وَإنْهِيَارِهَا، وَ تَستَشْرِف الْآفَاقِ الْمُحْتَمَلَة لِتَطَوُّر الْمُجْتَمَعَات الْبَشَرِيَّة. أَمَّا فَلْسَفَة الْعُلُوم فَتَبَحث فِي الْجَوَانِبِ الْمَنْطِقِيَّة وَ الْمِنْهَجِيَّة لِعَمَلِيَّات الْتِّنَبُؤ الْعِلْمِيُّ بِالظَّوَاهِر المُسْتَقْبَلِيَّة. كَمَا أَنَّ الْفَلْسَفَةَ الْمُعَاصِرَة تَتَجَاوَز النَّظْرَةِ الشُّمُولِيَّةِ لِلْمُسْتَقْبَل، وَتُرَكِّز عَلَى دِرَاسَة الْمُمْكِنَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي مَجَالَاتِ مُحَدَّدَة كَالسِّيَاسَة وَالِإقْتِصَاد وَالْبِيئَة. إذْن، لَقَدْ تَنَوَّعَتْ الْفَلْسَفَات فِي نَظَرْتُهَا لِلْمُسْتَقْبَل مَا بَيْنَ رُؤَى مِيتَافِيزِيقِيَّة وَإجْتِمَاعِيَّة وَعِلْمِيَّة، بِمَا يَعْكِس تَطَوُّر الْفِكْرُ الْفَلْسَفِيُّ وَتَفَاعُلِه مَعَ الْمُسْتَجَدَّات فِي مُخْتَلَفٍ مَجَالَات الْمَعْرِفَةِ الْبَشَرِيَّةِ
_ مَنْظُور الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة لِلْعِلْم وَالْأَخْلَاق
الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تَنْظُرَ إلَى الْعِلْمِ وَالْأَخْلَاق بِطَرِيقَة مُتَعَدِّدَة الْجَوَانِبِ فِيمَا يَخُصُّ الْعِلْم فَإِنْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تُدْرَك أهَمِّيَّةَ الْعِلْمِ بِوَصْفِهِ أَدَّاة أَسَاسِيَّة لِإسْتِشْرَاف الْمُسْتَقْبَل وَتَحْدِيد الِإحْتِمَالَات الْمُحْتَمَلَة وَالْمُمَكِّنَة. فَالْعِلْم يُمَكَّنُ مِنْ فَهْمِ التَّطَوُّرَات وَالِإتِّجَاهَات الْحَالِيَّة وَتَوَقُّع التَّغَيُّرَات المُسْتَقْبَلِيَّة. وَ مَعَ ذَلِكَ، تُشِير الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة إلَى بَعْضٍ التَّحَدِّيَات الَّتِي تُوَاجِهُ الْعِلْمِ فِي هَذَا السِّيَاقِ. تُلَاحَظُ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة أَنَّ الْعِلْمَ قَدْ يَنْزَعُ أَحْيَانًا إِلَى التَّحَيُّز وَالِإنْحِيَاز الْأَيْدُيُولُوجِيّ، حَيْثُ يَتَأَثَّرُ بِالسِّيَاقَات السِّيَاسِيَّةِ وَالِإقْتِصَادِيَّةِ وَالِإجْتِمَاعِيَّة الَّتِي يَنْشَأُ فِيهَا. وَهَذَا قَدْ يُؤَدِّي إلَى تَوْجِيهِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ نَحْو أَهْدَاف مُحَدَّدَة بَدَلًا مِنْ الْمَوْضُوعِيَّة وَ الشُّمُولِيَّة الْمَطْلُوبَةِ فِي دِرَاسَةِ الْمُسْتَقْبَل كَمَا تُشِيرُ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة إلَى خَطَرِ النَّظْرَة الْحَتْمِيَّة وَ التَّجْزِّيئِيَّة لِلْعِلْمِ، حَيْثُ قَدْ يُنْظَرُ إلَى الْمُسْتَقْبَلِ عَلَى أَنَّهُ مَحْتُومٌ أَوْ قَابَلَ لِلتِّنَبُّؤْ بِشَكْلٍ كَامِل. وَلَكِنْ الْمُسْتَقْبَلِ فِي حَقِيقَتِهِ مَعْقَد وَمَلِيء بِالتَّفَاعُلًات وَالتَّغَيُّرَات غَيْر الْمُتَوَقَّعَة، مِمَّا يَتَطَلَّب نَهْجًا أَكْثَر شُمُولِيَّة وَإحْتِمَالِيَّة. أَمَّا فِيمَا يَخُصُّ الْأَخْلَاق، تُؤَكِّد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة عَلَى أَهَمِّيَّةِ إدْمَاج الِإعْتِبَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي دِرَاسَةِ الْمُسْتَقْبَل وَصَنَع الْقَرَارَات المُسْتَقْبَلِيَّة. وَتُطْرَح عِدَّةَ قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة مُهِمَّة مِنْهَا الْمَسْؤُولِيَّة تُجَاه الأَجْيَال الْقَادِمَة، بِحَيْث تُشَدَّد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة عَلَى ضَرُورَةِ النَّظَرُ إلَى الْمَسْؤُولِيَّة الْأَخْلَاقِيَّة لِلْإِجْيَال الحَالِيَّةِ تُجَاه الأَجْيَال الْقَادِمَة. فَالْقَرَارَات وَالفَعَالِيَّات الْحَالِيَّةَ قَدْ تُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ عَلَى مُسْتَقْبَلٍ الأَجْيَال الْقَادِمَةِ، مَا يَتَطَلَّبُ مُرَاعَاةِ هَذِهِ الأَجْيَال فِي صِيَاغَةِ السِّيَاسَات وَ الخُطَّطْ المُسْتَقْبَلِيَّة. كَمَا تُناقِش الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة الْأثَار السَّلْبِيَّة الْمُحْتَمَلَة لِلتِّطَوُّرَات الْعِلْمِيَّةِ وَالتِّكْنُولُوجِيَّة عَلَى الْبِيئَةِ وَالْمُجْتَمَعِ وَالْأفْرَاد. وَتُؤَكِّد عَلَى ضَرُورَةِ تَقْيِيم هَذِهِ الْأثَارِ بِعِنَايَة وَإتِّخَاذ الْإِجْرَاءَات الْأَخْلَاقِيَّة اللَّازِمَة لِلتَّخْفِيفِ مِنْ الْمَخَاطِرِ. فِي نَفْسِ الْوَقْتِ تُشِير الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة إلَى تَحَدَّي تَحْقِيقِ التَّوَازُنِ بَيْنَ الْمَصَالِحِ الْمُتَضَارِبَة لِلْأَفْرَاد وَالْجَمَاعَات وَالدُّوَل فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَتُؤَكِّد عَلَى أَهَمِّيَّةِ إِيجَادِ حُلُولٍ أَخْلَاقِيَّة تُرَاعِي مُخْتَلَف الْمَصَالِح وَالْقَيِّم الْمُتَنَافِسَة. بِشَكْلٍ عَامٍّ، تُدْرَك الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة أَهَمِّيَّة دَمْج الْأَخْلَاقَيَّات فِي عَمَلِيَّةِ إسْتِشْرَاف الْمُسْتَقْبَل وَ صُنْع الْقَرَار. فَالِإعْتِبَارَات الْأَخْلَاقِيَّة ضَرُورِيَّة لِضَمَانٍ أنْ يَكُونَ الْمُسْتَقْبَلُ الْمَنْشُود عَادِلًا وَمُسْتَدَامَا وَمُلَائِمًا لِلْإِنْسَانِيَّة كَكُلّ.
_ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة مَجَال حَيَوِيّ يُسَاهِمُ فِي تَحْسِينِ جَوْدَة الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ
الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تَلْعَبُ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي تَحْسِينِ جَوْدَة الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ مِنْ خِلَالِ عِدَّةِ آلِيَات : 1. تَحْدِيد الِإتِّجَاهَات وَالتَّحْدِيَات المُسْتَقْبَلِيَّة : الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تُسَاعِدَ فِي تَحْدِيدِ الِإتِّجَاهَات وَ التَّحْدِيَات الْمُحْتَمِلَةَ فِي المَجَالَاتِ العِلْمِيَّةِ الْمُخْتَلِفَة. فَبِتَحْلِيل الْبَيَانَات وَالِإتِّجَاهَات الْحَالِيَّة، يُمْكِن لِلْبَاحِثَيْن رَسْمِ صُورَةِ مُسْتَقْبَلِيَّة لِلْقَضَايَا وَالمُشْكِلاَتِ الَّتِي رُبَّمَا تَوَاجَه الْمُجْتَمَع الْعِلْمِيِّ. هَذَا يُمْكِنُ الْبَاحِثِينَ مِنْ التَّخْطِيط الْمُبَكِّر لِتَطْوِير الْبُحُوث وَالْحُلُول الْمُنَاسَبَة لِتِلْك التَّحَدِّيَات. 2 . الْمُسَاهَمَةِ فِي بِنَاءِ خُطَط الْبَحْث الِإسْتِرَاتِيجِيَّة : إنْطِلَاقًا مِنْ تَحْدِيدِ الِإتِّجَاهَات المُسْتَقْبَلِيَّة، تُسَاعِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي بِنَاءِ خُطَط بَحْثَيَّة إسْتِرَاتِيجِيَّة تُرَكِّزُ عَلَى الْمَجَالَات الْأَكْثَر أَهَمِّيَّة وَإحْتِيَاجًا. فَعَنْ طَرِيقِ تَحْدِيد الْمَجَالَات وَالْمُشْكَلَات الْمُحْتَمَل ظُهُورِهَا مُسْتَقْبِلًا، يُمْكِن لِلْبَاحِثَيْن وَالمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة وَضَعَ أَوْلَوِيَّات بَحْثَيَّة وَ تَخْصِيص الْمَوَارِد بِشَكْلٍ أَكْثَرَ فَاعِلِيَّة لِتَوْجِيهِ الْجُهُودِ الْبَحْثَيْة نَحْوُ الْقَضَايَا الْأَكْثَر أَهَمِّيَّة. 3. تَطْوِير الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ وَالتِّقْنِيَّات الْبَحْثَيْة : تُسْهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَحْدِيدِ التِّقْنِيَّات وَالبُنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ الَّتِي سَتَكُون ضَرُورِيَّة لِلْبَحْث الْعِلْمِيِّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، قَدْ تُشِيرُ هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ إلَى الْحَاجَةِ إلَى تَطْوِيرٍ أَدَوَات تَحْلِيل بَيَانَات مُتَطَوِّرَة أَوْ بِنِيَّةِ تَحْتِيَّة لِتَخْزين وَ إِدَارَةُ الْبَيَانَات الضَّخْمَة. بِنَاءً عَلَى ذَلِكَ، يُمْكِنُ لِلْبَاحِثَيْن وَ الْجِهَات الْمَعْنِيَة التَّخْطِيط لِتَحَديث الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ وَالتِّقْنِيَّات الْبَحْثَيْة بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ الْمُتَطَلَّبَات المُسْتَقْبَلِيَّة. 4. تَحْدِيد الْكِفَايَات وَالْمَهَارات المُسْتَقْبَلِيَّة لِلْبَاحِثَيْن : تُسْهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَحْدِيدِ الْمَهَارَات وَ الْكَفَّاءات الَّتِي سَيَحْتَاجُهَا الْبَاحِثُونَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، قَدْ تُشِيرُ هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ إِلَى إزْدِيَادِ الْحَاجَةِ إلَى مَهَارات التَّحْلِيلُ الْبَيَانَات وَالذَّكَاء الِاصْطِنَاعِيّ فِي مُسْتَقْبَلِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ. بِنَاءً عَلَى ذَلِكَ، يُمْكِنُ لِلْجَامِعِات وَبَرَامِج التَّدْرِيب تَطْوِيرَ مَنَاهِجِ وَبَرَامِج تَعْلِيمِيَّة تُرَكِّزُ عَلَى تَنْمِيَةِ تِلْك الْمَهَارَات المُسْتَقْبَلِيَّة لَدَى الْبَاحِثِين. 5. تَحْفَيز الإبْتِكَارِ وَالْبُحُوث مُتَعَدِّدَة التَّخَصُّصَات : مِنْ خِلَالِ رَسْم الصُّورَة المُسْتَقْبَلِيَّة لِلتَّحْدِيات وَالْقَضَايَا النَّاشِئَة، تُسَاعِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَحْفَيز الْبَاحِثِينَ عَلَى إبْتِكَارِ حُلُول وَأَفْكَار جَدِيدَةٍ. كَمَا أَنَّهَا تُشَجِّعُ عَلَى إجْرَاءِ بُحُوث مُتَعَدِّدَة التَّخَصُّصَات لِمُعَالَجَة الْقَضَايَا الْمُعَقَّدَة الْمُتَوَقَّع ظُهُورِهَا مُسْتَقْبِلًا. هَذَا يُسْهِمُ فِي تَعْزِيزِ جَوْدَة الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَ إِيجَاد حُلُول مُتَكَامِلَة لِلتَّحْدِيات المُسْتَقْبَلِيَّة. فِي الْخِتَامِ، تُعَدّ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة أَدَّاة قَوِيَّة لِتَحْسِين جَوْدَة الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ مِنْ خِلَالِ تَحْدِيد الِإتِّجَاهَات وَالتَّحْدِيَات الْمُحْتَمَلَةِ، بِنَاء الْخُطَط الِإسْتِرَاتِيجِيَّة، تَطْوِير الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ وَ التِّقْنِيَّات، تَحْدِيد الْمَهَارَات المُسْتَقْبَلِيَّة لِلْبَاحِثَيْن، وَتَحْفيز الإبْتِكَارِ وَ الْبُحُوث مُتَعَدِّدَة التَّخَصُّصَات. مِنْ خِلَالِ هَذِهِ الْآلِيَات الْمُتَكَامِلَة، تُسَاهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بِشَكْل فُعَالٌ فِي تَطْوِيرِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَضَمَان جَوْدَتِه عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ.
_ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة أَنْ تُؤَثِّرَ عَلَى إتِّخَاذِ الْقَرَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْعِلْمِ
الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تَلْعَبُ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي تَعْزِيزِ إتِّخَاذ الْقَرَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي مَجَالِ الْعِلْمِ وَالْبَحْثِ الْعِلْمِيّ. هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ تُسَاعِدُ فِي إسْتِشْرَاف الْمُسْتَقْبَل وَوَضَع الْخُطَط الِإسْتِرَاتِيجِيَّة الَّتِي تَضْمَنُ مُوَاكَبَة التَّطَوُّرَات المُتَسَارِعَةِ فِي الْعُلُومِ وَالتِّكْنُولُوجْيَا، مَعَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَوَانِبِ الْأَخْلَاقِيَّة وَ الْقِيَمِ الْإِنْسَانِيَّةِ. أَوَّلًا، تُسَاعِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَحْدِيدِ التَّحَدِّيَات وَ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُحْتَمَلَةُ الَّتِي قَدْ تَنْشَأ نَتِيجَة التَّطَوُّرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالتِّقْنِيَة المُسْتَقْبَلِيَّة. هَذَا يُمَكِنُ صَانِعي الْقَرَارُ وَ الْبَاحِثِين مِنْ وَضْعِ إسْتِرَاتِيجِيَّات مُنَاسَبَةُ لِمُوَاجَهَة هَذِه التَّحَدِّيَات قَبْلَ وُقُوعِهَا، بَدَلًا مِنْ التَّعَامُلِ مَعَهَا بِشَكْل عَارِض وَ رَدَ فِعْلُ. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، يُمْكِن لِلدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة أَنْ تَتَنَبَّأَ بِالْأثَار الْأَخْلَاقِيَّة الْمُحْتَمَلَة لِتَطْوِير تِقْنِيَات الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ أَوْ الْهَنْدَسَة الْوِرَاثِيَّة، مِمَّا يَسْمَحُ بِوَضْع الْمَبَادِئِ الْأَخْلَاقِيَّةِ الْمُنَاسَبَة لِتَنْظِيم هَذِه التَّطْبِيقَات قَبْلَ إنْتِشَارِهَا. ثَانِيًا، تُسَاعِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَطْوِيرِ رُؤْيَة شَامِلَة لِلْأهْدَاف وَالْقَيِّمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تَحْكُمَ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ. فَبَدَلًا مِنْ التَّرْكِيزِ عَلَى الْمَصَالِحِ وَ الْأهْدَاف قَصِيرَةً الْمَدَى، تُسَاعِد هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ فِي إِرْسَاءِ رُؤْيَة أَكْثَر إسْتِدَامَة تَضَعُ فِي الِإعْتِبَارِ مَصَالِح الأَجْيَال الْقَادِمَة وَالتَّأْثِيرَات عَلَى الْبِيئَةِ وَالْمُجْتَمَعِ. هَذَا يُوَجَّهُ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ نَحْوَ تَحْقِيقِ أَهْدَاف أَكْثَر أَخْلَاقِيَّةٍ وَإِنْسَانِيَّةٍ عَلَى الْمَدَى الْبَعِيدِ عِلَاوَةٌ عَلَى ذَلِكَ، تُسْهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَنْمِيَةِ الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ لَدَى الْبَاحِثِين وَالمُؤَسَّسَات الْعِلْمِيَّة. فَمَنْ خِلَال إسْتِشْرَاف السِّينَارْيُّوهَاتْ المُسْتَقْبَلِيَّة وَالتَّحْدِيَات الْأَخْلَاقِيَّة الْمُحْتَمَلَة، تُسَاعِد هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ فِي تَعْزِيزِ ثَقَافَة النَّزَاهَة الْبَحْثَيْة وَالْمَسْؤُولِيَّةُ الِإجْتِمَاعِيَّةِ. كَمَا تُسَاعِدُ فِي إِرْسَاءِ مَنَاهِج تَعْلِيمِيَّة وَتَدْرِيبِيَّة فَعَّالَة لِتَعْزِيز الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ بَيْن طُلَّاب الْجَامِعَات وَالْبَاحِثِين. فِي الْخِتَامِ، تَلْعَب الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة دُورًا مُحَوَّريا فِي صِيَاغَةِ الْقَرَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي مَجَالِ الْعِلْمِ وَالْبَحْثِ الْعِلْمِيّ. فَهِي تَزَوَّد صَانِعي الْقَرَارُ بِالرُؤَى المُسْتَقْبَلِيَّة اللَّازِمَة لِوَضْع الأَطْر الْأَخْلَاقِيَّة الْمُنَاسَبَة، وَتَعَزُّز الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ لَدَى الْمُجْتَمَعِ الْعِلْمِيّ كَكُلّ. بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، تُسَاهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي ضَمَانِ أَنْ يَسِيرَ التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ فِي الِإتِّجَاهِ الصَّحِيح وَالْمَنْسُجِم مَعَ الْقِيَمِ الْإِنْسَانِيَّةِ.
_ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُسْهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَحْسِينِ الْأَخْلَاقَيَّات الْعِلْمِيَّة
الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تَلْعَبُ دَوْرًا مُحَوَّريا فِي تَعْزِيزِ الْمُمَارَسَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَالْعُلُوم، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ عِدَّةِ آلِيَات : . تَحْدِيد التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة المُسْتَقْبَلِيَّة: تُسَاعِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي اسْتِشْرَاف الْقَضَايَا وَ الْمُشْكَلَات الْأَخْلَاقِيَّة الْمُحْتَمَلَة جَرَّاء التَّطَوُّرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَ التِّقْنِيَة المُسْتَقْبَلِيَّة. هَذَا يُمْكِنُ الْبَاحِثِين وَ المُؤَسَّسَات الْعِلْمِيَّةِ مِنَ وَضْعِ الأُطُرِ الْأَخْلَاقِيَّة الْمُنَاسَبَة قَبْلَ ظُهُورِ هَذِهِ التَّحَدِّيَات. . تَطْوِير رُؤْيَة أَخْلَاقِيَّة طَوِيلَة الْمَدَى: تُسَاعِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي إِرْسَاءِ رُؤْيَة شَامِلَة لِلْإِهْدَاف وَالْقَيِّمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تَحْكُمَ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ، بَدَلًا مِنْ التَّرْكِيزِ عَلَى الْأَهْدَاف الْقَصِيرَة الْمَدَى. هَذَا يُوَجَّهُ الْبَحْث نَحْوَ تَحْقِيقِ أَهْدَاف أَكْثَر إِنْسَانِيَّة وَ إسْتِدَامَة. . تَعْزِيز الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ: تُسَاهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَنْمِيَةِ الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ لَدَى الْمُجْتَمَعِ الْعِلْمِيِّ مِنْ خِلَالِ إسْتِشْرَاف التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة الْمُحْتَمَلَة وَتَعْزِيز ثَقَافَة النَّزَاهَة الْبَحْثَيْة وَالْمَسْؤُولِيَّةُ الِإجْتِمَاعِيَّة. . تَوْجِيه الْقَرَارَات الْأَخْلَاقِيَّة: تَزَوَّد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة صَانِعي الْقَرَارُ بِرُؤَى مُسْتَقْبَلِيَّة مُهِمَّة لِوَضْع الأَطْر الْأَخْلَاقِيَّة الْمُنَاسَبَة، مِمَّا يُضْمَنُ سَيْر التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ فِي الِإتِّجَاهِ الصَّحِيح وَالْمَنْسُجِم مَعَ الْقِيَمِ الْإِنْسَانِيَّةِ. فِي الْخِتَامِ، تَلْعَب الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة دَوْرًا بَارِزًا فِي تَعْزِيزِ الْمُمَارَسَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي مَجَالِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ مِنْ خِلَالِ إسْتِشْرَاف التَّحَدِّيَات، تَطْوِير رُؤَى طَوِيلَة الْمَدَى، وَ تَنْمِيَة الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ. بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، تُسَاهِم هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ فِي ضَمَانِ سَيْر التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ فِي الِإتِّجَاهِ الصَّحِيح.
_ التَّحَدِّيَات الَّتِي تُوَاجِهُ إتِّخَاذ الْقَرَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْأَبْحَاثُ الْعِلْمِيَّةُ المُسْتَقْبَلِيَّة
هُنَاك عِدَّة تَحَدِّيَات رَئِيسِيَّة تَوَاجَه إتِّخَاذ الْقَرَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ المُسْتَقْبَلِيَّة: . التَّحَيُّز فِي الذَّكَاءِ الِإصْطِنَاعِيّ : حَيْثُ قَدْ تُؤَدِّي أَنْظِمَة الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ إِلَى نَتَائِجَ غَيْرَ عَادِلَةٍ وَغَيْر أَخْلَاقِيَّة، خَاصَّةً عِنْدَ إسْتِخْدَامِهَا فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُهَمَّشَة. . الْخُصُوصِيَّةُ وَالْأَمْن : الْمَخَاوِف الْأَخْلَاقِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بِإسْتِخْدَام أَنْظِمَة الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ الْمُتَقَدِّمَة لِمُرَاقَبَة وَتَتَبُّع سُلُوك الْأَفْرَادِ دُونَ مُوَافَقَتِهِمْ. . الْمَسْؤُولِيَّة وَالمُسَاءَلَة : التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بِتَحْدِيد الْمَسْؤُولِيَّةُ عَنْ النَّتَائِجِ السَّلْبِيَّة لِلْبُحُوث الْعِلْمِيَّة، خَاصَّةً مَعَ تَزَايُدِ التَّعْقِيد وَالتَّدَاخُلِ بَيْنَ التَّخَصُّصَات. . التَّنْظِيم الْأَخْلَاقِيّ : الْحَاجَةِ إلَى وَضْعِ إِطَار أَخْلَاقِيّ شَامِل لِتَنْظِيم الْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ المُسْتَقْبَلِيَّة، خَاصَّةً فِي ظِلِّ التَّطَوُّرَات السَّرِيعَة فِي الْمَجَالَاتِ الْحَسَّاسَة مِثْلَ الْهَنْدَسَةِ الْوِرَاثِيَّة. . التَّحَيُّزُ وَالنَّزَاهَة الْبَحْثَيْة : مَخَاطِرُ التَّحَيُّز فِي عَمَلِيَّةِ الْبَحْثِ وَالنَّشْر الْعِلْمِيّ، وَتَحَدِّيَات الْحُفَّاظُ عَلَى النَّزَاهَة وَالْمَوْضُوعِيَّة فِي ظِلِّ الضُّغُوط وَ الْحَوَافِز الْمُخْتَلِفَة. . الْمُوَازَنَةِ بَيْنَ الْمَخَاطِر وَالْفَوَائِد : الصُّعُوبَة فِي تَقْيِيمِ الْمَخَاطِرِ وَالْفَوَائِد الْأَخْلَاقِيَّة لِلْبُحُوث الْعِلْمِيَّة المُسْتَقْبَلِيَّة، وَضَمَان إتِّخَاذ قَرَارَات مُتَوَازِنَة وَ مَسْؤُولَة. . فَجَوَات الْمَهَارَات وَالْخَبَرُات : نَقصَ الْمَهَارَات وَالْخَبَرُات اللَّازِمَةِ لَدَى الْبَاحِثِين وَالمُؤَسَّسَات الْعِلْمِيَّة لِتَحْدِيد وَإِدَارَة التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة بِشَكْل فَعَّال. لِلتَّغَلُّب عَلَى هَذِهِ التَّحَدِّيَات، تَلْعَب الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة دَوْرًا مُهِمًّا فِي إسْتِشْرَاف الْمَخَاطِر الْأَخْلَاقِيَّة الْمُحْتَمَلَة وَتَطْوِير إِطَار قِيَمِيّ شَامِل يُوَجَّه الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ نَحْوَ تَحْقِيقِ أَهْدَاف أَكْثَر إسْتِدَامَة وَأَخْلَاقِيَّة.
_ خُطُوَاتِ تَطْبِيق الِإعْتِبَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْأَبْحَاث المُسْتَقْبَلِيَّة
خُطُوَاتِ تَطْبِيق الِإعْتِبَارَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْأَبْحَاث المُسْتَقْبَلِيَّة تَنْطَلِقُ أَسَاسًا مِنْ الْآتِي : . تَطْوِير سِيَاسَات وَإِجْرَاءِات وَاضِحَةٌ لِلْأَخْلَاقِ فِي الْبَحْثِ : وَضَع إِطَار أَخْلَاقِيّ شَامِل يَحْكَم الْبُحُوث المُسْتَقْبَلِيَّة، بِمَا فِي ذَلِكَ قَوَاعِدُ السَّرِيَّة وَحِمَايَةِ الْبَيَانَاتِ الشَّخْصِيَّةِ وَالْمُوَافَقَة الْمُسْتَنِيرَة. . تَدْرِيب الْبَاحِثِين عَلَى الْمُمَارَسَات الْأَخْلَاقِيَّة : إعْدَاد بَرَامِج تَعْلِيمِيَّة وَتَدْرِيبِيَّة مُنْتَظِمَة لِتَعْزِيز الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ وَالْمَهَارات ذَاتَ الصِّلَة لَدَى الْبَاحِثِين وَالطُّلاَّب. . تَحْلِيلُ الْوَاقِع الرَّاهِن وَتَحْدِيد التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة : إجْرَاء مُسَوِّحَات وَأَبْحَاثٌ لِتَقْيِيم مَدَى تَطْبِيق الْمَعَايِير الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْبُحُوث الْحَالِيَّة، وَتَحْدِيد الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة المُسْتَقْبَلِيَّة الْمُحْتَمَلَة. . وَضَع رُؤْيَة أَخْلَاقِيَّة طَوِيلَة الْمَدَى : إِرْسَاء أَهْدَاف وَقِيَم أَخْلَاقِيَّة شَامِلَة تَوَجَّه الْبُحُوث المُسْتَقْبَلِيَّة نَحْوَ تَحْقِيقِ نَتَائِج أَكْثَر إسْتِدَامَة وَإِنْسَانِيَّة. . تَعْزِيز ثَقَافَة النَّزَاهَة الْبَحْثَيْة : تَطْوِير بَرَامِج لِتَعْزِيز مُمَارَسَات النَّزَاهَةُ وَالْمَسْؤُولِيَّة الِإجْتِمَاعِيَّةِ فِي الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْتَوَيَات. . إرْشَاد صُنَّاعَ الْقَرَارِ لِوَضْع الأَطْر الْأَخْلَاقِيَّة : تَزْوِيد الْجِهَات الْمُعْنِيَة بِالرُؤَى المُسْتَقْبَلِيَّة وَالتَّوَصُّيات اللَّازِمَةِ لِإرْساء الْأُسُسِ الْأَخْلَاقِيَّة الْمُنَاسَبَة لِلْبُحُوث المُسْتَقْبَلِيَّة. بِتَطْبِيق هَذِهِ الْخُطُوَاتِ، سَتَّتُمكن الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة مِنْ تَعْزِيز الْمُمَارَسَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَضَمَان مُوَائَمَة التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ مَعَ الْقِيَمِ الْإِنْسَانِيَّةِ.
_ تَأْثِيرِ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة عَلَى تَطَوُّرِ الْعِلْم وَالتِّكْنُولُوجْيَا
الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة لَهَا تَطْبِيقَات عَمَلِيَّة فِي الْعَدِيدِ مِنَ الْمَجَالَات. تُسْتَخْدَم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة لِتَخْطِيط وَتَطْوِيرِ الْمُدُن وَالْمَنَاطِق بِشَكْل مُسْتَدَام. فَهِي تُسَاعِدُ فِي تَوَقُّعِ إحْتِيَاجَات السُّكَّان المُسْتَقْبَلِيَّة مِنَ سَكَنَ وَبِنِيَّة تَحْتِيَّة وَ خَدَمَات، وَتَضَع سِينَاريوهَات بَدِيلَة لِتَحْقِيق التَّنْمِيَة الْمُسْتَدَامَة. أَيْضًا تَسْتَفِيد الشَّرِكَات وَالمُؤَسَّسَات مِنَ الدِّرَاسَاتِ المُسْتَقْبَلِيَّة لِتَوَقُّع إتِّجَاهَات السُّوق وَوَضَع إسْتِرَاتِيجِيَّات تَسْوِيقِيَّة وَتَنَافُسِيَّة مُبْتَكَرَة. فَهِي تُسَاعِدُهُمْ فِي تَحْدِيدِ الْفُرَص وَالتَّحْدِيَات المُسْتَقْبَلِيَّة وَالتَّخْطِيط لِمُوَاجَهَتِهَا. تَعْتَمِدُ الْحُكُومَاتِ عَلَى الدِّرَاسَاتِ المُسْتَقْبَلِيَّة لِرَسْم السِّيَاسَات وَ الْخُطَط الِإسْتِرَاتِيجِيَّةُ الْوَطَنِيَّةِ فِي مَجَالَاتِ مِثْل الصِّحَّة وَ التَّعْلِيم وَالْأَمْن الْقَوْمِيّ. فَهِي تَمَكُّنِهِمْ مِنْ التَنَّبُؤْ بِالِإحْتِيَاجَات المُسْتَقْبَلِيَّة وَتَقَييم الْأثَارُ الْمُحْتَمَلَة للقَرَارَات. كَمَا تُسْتَخْدَم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة لِتَخْطِيط الِإسْتِجَابَةُ لِلْأَزْمَات وَالكَوَارِث قَبْلَ حُدُوثِهَا. فَتَسْاعد فِي تَحْدِيدِ الْمَخَاطِر وَالِإحْتِمَالَات المُسْتَقْبَلِيَّة وَإِعْدَاد سِينَاريوهَات لِلتَّعَامُلِ مَعَهَا بِكَفَاءَة. لَكِنْ مَا يَهُمُّنَا هُنَا هُوَ دَوْرُ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة و تَأْثِيرِهَا عَلَى التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ، تُوَظِّف الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي مَجَالِ الْبَحْثِ وَالتَّطْوِير لِتَحْدِيد الِإتِّجَاهَات التِّكْنُولُوجِيَّة وَالْعَلَمِيَّة المُسْتَقْبَلِيَّة وَالِإسْتِثْمَار فِيهَا. كَمَا تُسَاعِدُ فِي تَقْيِيمِ الْأثَار الْمُحْتَمَلَة لِلتَّقَدُّم الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ. بِشَكْلٍ عَامٍّ، تُطَبَّق الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بِشَكْل وَاسِعٌ فِي مُخْتَلَفٍ الْمَجَالَات لِرَسْم الْخُطَط وَالِإسْتِرَاتِيجِيَّات المُسْتَقْبَلِيَّة وَتَوَقُّع التَّطَوُّرَات وَ الْأثَار الْمُحْتَمَلَة، مِمَّا يُسَاعِدُ فِي إتِّخَاذِ قَرَارَات مُسْتَنِيرَة وَ فَعَالَة. . لَعِبَتْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة دُورًا بَارِزًا فِي تَحْفَيز وَ تَوْجِيهُ تَطَوُّر الْعِلْم وَالتِّكْنُولُوجْيَا عَلَى مَدَارِ الْعُقُودِ الْمَاضِيَةِ. هَذَا التَّأْثِيرِ يَتَجَلَّى فِي عِدَّةِ جَوَانِب رَئِيسِيَّة. رَسْم مَلَامِح الْمُسْتَقْبَل الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ، تَوْجِيهٌ الْبَحْث وَالتَّطْوِير نَحْو أَوْلَوِيَّات الْمُسْتَقْبَلِ، تَحْدِيد الْفُرَص وَالتَّحْدِيَات المُسْتَقْبَلِيَّة، تَعْزِيز التَّخْطِيط الِإسْتِرَاتِيجِيّ لِلْقُطَّاع الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ. . رَسْمَ مَلَامِح الْمُسْتَقْبَل الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ : تُسَاعِدُ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي رَسْمِ مَلَامِح الْمُسْتَقْبَل الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ مِنْ خِلَالِ سِينَاريوهَات وَتَصَوُّرَات لِلتِّطَوُّرَات الْمُتَوَقَّعَةَ فِي مُخْتَلَفٍ الْمَجَالَات كَالطَّاقَة وَ الِإتِّصَالَات وَالنَّقْل وَالصِّحَّة وَالْفَضَاء وَغَيْرِهَا. وَهَذَا يُسَاعِدُ فِي تَبَنِّي رُؤَّى وَاضِحَة لِلْمُسْتَقْبَل الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ الْمَنْشُود. . تَوْجِيهٌ الْبَحْث وَالتَّطْوِير : تَلْعَب الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَوْجِيهِ الْبَحْث وَ التَّطْوِير الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ نَحْوُ الْقِطَّاعِات وَالْمَجَالَات ذَاتَ الْأَوْلَوِيَّة المُسْتَقْبَلِيَّة. فَبِنَاءً عَلَى تَحْدِيدِ الإِحْتِيَاجَات وَالْفُرَص المُسْتَقْبَلِيَّة، يَتِمُّ تَوْجِيهُ الْمَوَارِد وَالْجُهُود الْبَحْثَيْة نَحْوُ تَطْوِير التِّقْنِيَّات وَالْحُلُول التِّكْنُولُوجِيَّة الْمُنَاسَبَة. . تَحْدِيد الْفُرَص وَالتَّحْدِيَات المُسْتَقْبَلِيَّة : تُسَاعِد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي رَصْدِ وَتَحْدِيد الْفُرَص وَ التَّحْدِيَات الْمُحْتَمَلَةِ عَلَى الصَّعِيدِ الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، قَدْ تُحَدِّد الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فُرَصًا وَاعِدَّة فِي مَجَالَاتِ مِثْل الطَّاقَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ أَوِ الذَّكَاءِ الِإصْطِنَاعِيّ، وَ كَذَلِك تَحَدِّيَات مِثْل الْخُصُوصِيَّة وَالْأَمْن السَّيبراني. وَهَذَا يُمَكِنُ صَانِعي السِّيَاسَات مِنْ إتِّخَاذِ الْإِجْرَاءَات اللَّازِمَة لِإسْتِغْلَال الْفُرَص وَالتَّصَدِّي لِلتَّحْدِيات. . تَعْزِيز التَّخْطِيط الِإسْتِرَاتِيجِيّ : تُسْهِم الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي تَعْزِيزِ التَّخْطِيط الِإسْتِرَاتِيجِيّ لِلْقِطَّاع الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ عَلَى الْمُسْتَوِيَيْنِ الْوَطَنِيّ وَالْمُؤسَسِي. فَمَنْ خِلَال رَسْم سِينَاريوهَات مُسْتَقْبَلِيَّة وَتَحْدِيد الْأَوْلَوِيات وَالِإحْتِيَاجَات، يُمْكِنُ وَضْعُ إسْتِرَاتِيجِيَّات وَخَطَط عَمَل فَعَّالَة لِتَوْجِيه التَّنْمِيَة الْعِلْمِيَّة وَالتِّكْنُولُوجِيَّة. يَتَّضِحُ مِمَّا سَبَقَ أَنَّ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة لَعِبَتْ دُورًا مُحَوَّريا فِي تَشْكِيلِ مَلَامِح الْمُسْتَقْبَل الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ، وَتَوْجِيهُ جُهُود الْبَحْث وَالتَّطْوِير، وَتَحْدِيد الْفُرَص وَالتَّحْدِيَات المُسْتَقْبَلِيَّة، وَتَعْزِيز التَّخْطِيطُ الِاسْتِرَاتِيجِيّ لِلْقُطَّاع الْعِلْمِيّ وَ التِّكْنُولُوجِيّ وَهَذَا يُؤَكِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الِإسْتِثْمَار فِي هَذَا الْمَجَالِ المَعْرِفِيّ الْحَيَوِيّ لِضَمَان تَطَوُّر عِلْمِي وَتِكْنُولُوجِيّ مُسْتَدَامٍ وَ مُوَجَّه نَحْوَ تَحْقِيقِ أَفْضَلِ مُسْتَقْبَلٍ مُمْكِنٍ.
_ الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق وَ رِهَان الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة
لَطَالَمَا كَانَ النَّظَرُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ يَدُلُّ عَلَى الْوُلُوجُ الْحَضَارِيّ وَ الِإنْفِتَاح فِيهِ، لَا سِّيمَا أَنْ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة الْمُعَاصِرَة قَدْ ظَهَرَتْ أَوْلَى مُحَاوَلَاتِهَا بِشَكْلٍ مُمَّنْهج فِي أَعْقَابِ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ. فَقَدْ تَبَنَّت الدُّوَل الْمُتَطَوِّرَة هَذَا الْمَجَالِ بِإعْتِبَارِه أَدَّاة فَعَّالَة لِإسْتِشْرَاف الْمُسْتَقْبَل وَالتَّحَكُّم فِيهِ، حَيْثُ أَنْشَأَتْ الآلَافِ مِنَ مَرَاكِز الْفِكْر الَّتِي أُوكِلَتْ لَهَا مُهِمَّة رَسْم خَارِطَة طَرِيق لِلْمُسْتَقْبَل عَبَّر دِرَاسَات مُتَعَدِّدَة التَّخَصُّصَات. وَ تَتَمَيَّز الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة بِقُدْرَتِهَا عَلَى الرَّبْطِ بَيْنَ أبْعَاد الْحَاضِر وَالْمَاضِي بِهَدَف إسْتِشْرَاف صُوَر مُحْتَمِلَة لِلْمُسْتَقْبَل. فَهِي تَتَجَاوَز النَّظْرَة الْمُطْلَقَة لِمُسْتَقْبَل الْبَشَرِيَّة بَعِيدًا عَنْ التَّفَاؤُل وَالتَّشَاؤُم، وَتَبْحَث فِي مُمْكِنَات الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَيَادِينِ بِعَيْنِهَا كَالسِّيَاسَة، وَالِإقْتِصَاد، وَالْبِيئَة، وَعُلُوم الفِيزْيَاء، وَالْفَنّ، وَنَظَرِيَّة الْمَعْرِفَة، وَالْعُلُوم السُّلُوكِيَّة. وَتَبْقَى الْعَلَاقَة بَيْنَ الْمُسْتَقْبَلِ وَالْأَخْلَاق مَوْضِع جَدَل وَتَأَمَّلْ، إذْ يُثِير التَّطَوُّرُ الْعِلْمِيُّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ فِي الْقَرْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة حَادَّة تَسْتَدْعِي التَّفْكِيرِ فِي مَآلاتِهَا. فَقَدْ أَصْبَحَتْ الْأَخْلَاق مَجَالًا خِصْبًا لِلدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة، حَيْثُ تَظْهَرُ الْحَاجَةُ إلَى إعَادَةِ صِيَاغَة مَنْظُومَة الْقِيَمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مُتَطَلِّبَاتِ الْمُسْتَقْبَلِ. وَمِنْ هَذَا الْمُنْطَلَقِ، تَبْرُز أَهَمِّيَّة الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي إِطَارِ الْبَحْثِ عَنْ تَأْسِيسِ أَخْلَاق جَدِيدَة تَتَجَاوَز الْحُدُود التَّقْلِيدِيَّة لِلْأَخْلَاق الْفَرْدِيَّة لِتَشْمَل أَبْعَادًا أَوْسَع تَتَعَلَّق بِالبِيئَة وَالْمُجْتَمَع وَالْإِنْسَانِيَّة كَكُلّ. فَالْأَخْلَاق المُسْتَقْبَلِيَّة تَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِ التَّوَازُنِ بَيْنَ الْمَكَاسِب الْعِلْمِيَّة وَالتِّكْنُولُوجِيَّة وَبَيْن الْحُفَّاظُ عَلَى قَيِّمِ الْإِنْسَانِيَّة وَ الْبِيئَة. وَلِذَلِكَ، فَإِنَّ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة تَلْعَبُ دَوْرًا مُحَوَّريا فِي رَسْمِ مَلَامِح الْأَخْلَاق المُسْتَقْبَلِيَّة الَّتِي تُسَاهِمُ فِي بِنَاءِ إنْسَانٍ الْمُسْتَقْبَل وَتَشْكِيل مُجْتَمَعَات قَادِرَةً عَلَى مُوَاجَهَةِ تَحَدِّيَات الْعَصْرِ. فِي الْمُقَابِلِ، ظَلَّتْ دُوَلِ الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ عَلَى هَامِشِ هَذِهِ التَّحَوُّلَات، بِإسْتِثْنَاءِ بَعْضِ الْجُهُود الْمُحْتَشِمَة فِي هَذَا الْمَجَالِ. فَفِي ظِلّ التَّحَدِّيَات وَالرِّهَانات الْمُتَعَاظِّمَة الَّتِي سَتُوَاجِه هَذِهِ الدُّوَلِ مُسْتَقْبِلَيًّا، يَبْرُزُ الْحَاجَة لِتَفَعيل الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي السِّيَاسَات الْعَرَبِيَّة كَضَرُورَة مُلِحَّة. فَالِإعْتِمَادُ عَلَى هَذَا الْمَجَالِ مِنْ شَأْنِهِ الْمُسَاعَدَةِ عَلَى إسْتِشْرَاف الِإحْتِمَالَات المُسْتَقْبَلِيَّة وَالتَّخْطِيط لَهَا بِمَا يُعَزِّزَ قُدْرَةَ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى الْمُبَادَرَةِ وَالتَّحَكُّمُ فِي مَسَارَات التَّغْيِير الْمُتَسَارِع عَلَى الْمُسْتَوَيَات السِّيَاسِيَّةِ وَالِإقْتِصَادِيَّةِ وَالِإجْتِمَاعِيَّة وَ البِيئِيَّة. وَبِالتَّالِي، تَبْرُز الْعَلَاقَةِ الْجَدَلِيَّةِ بَيْنَ الْمُسْتَقْبَلِ وَ الْأَخْلَاق كَأَحَد أَهَمّ التَّحَدِّيَات الَّتِي تُوَاجِهُ الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي الْقَرْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ. فَالتَّقَدُّم الْعِلْمِيّ وَ التِّكْنُولُوجِيّ الْمُتَسَارِع يَطْرَحُ تَسَاؤُلَات جَوْهَرِيَّةً حَوْل مَسْؤُولِيَّة الْعِلْم تُجَاه الْأَخْلَاق وَدَوْرُهُ فِي تَعْزِيزِ الْقِيَمِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَالْحِفَاظِ عَلَى الْبِيئَةِ. وَمِنْ هَذَا الْمُنْطَلَقِ، تَبْرُز أَهَمِّيَّة الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِيَّة فِي إسْتِشْرَاف هَذِه التَّحَدِّيَات وَإقْتِرَاح الْحُلُولُ الْأَخْلَاقِيَّة الْكَفِيلَة بِتَوْجِيه التَّطَوُّرُ الْعِلْمِيُّ وَ التِّكْنُولُوجِيّ نَحْوُ مَسَارَات تَضَمَّن رَفَاهِيَةِ الْإِنْسَانِ وَتَحَقَّق التَّوَازُنِ البِيئِيِّ.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَحَدِّيَات الْعَوْلَمَة
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : أَسَاسِيًّات التَّقَدُّمُ
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : إنْتِقَادَات مَا بَعْدَ الْحَدَاثَة
...
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَسَاؤُلَات الْحَدَاثَةِ
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَشْكِيلَات الْحَضَارَةُ
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق: الْمَنْظُور الْفَلْسَفِيّ التَّارِي
...
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق: رَمَزَيات الْمَيثولُوجْيَا
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق: جُذُور الْمُعْتَقَدَات السِّحْرِيَّة
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : تَجَاوُزَات الْأَيْدُيُولُوجِيَّا
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق فِي الْحِكْمَةِ الْغَنُوصِيَّة
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق فِي الْحِكْمَةِ الْهَرْمُسِيَّة
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ مَبَاحِث الْآكْسِيُّولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ إشْكَالَيْات الْكُوسْمُّولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق فِي سِيَاقِ الثَّيُولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ تَصَوُّرَات الِأنْطولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ مُقَارَبَات الإِبِسْتِمُولُوجْيَّا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق فِي الْفَلْسَفَةِ الْمَادِّيَّةِ
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق فِي الْفَلْسَفَةِ الْمِثَالِيَّةِ
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق سَطْوَة الْمَيِّتُافِيزِيقِيَا
-
نَقْد فَلْسَفِيّ لِلْخِطَاب الْعِلْمِيّ و الْأَخْلَاقِيّ
المزيد.....
-
أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المص
...
-
هل تقبل مصر تهجير الفلسطينيين؟
-
ريبورتاج: وحدات الدفاع الجوية الأوكرانية تواجه مخاوف من تراج
...
-
لوموند: لماذا لا تنتهي الأزمة بين فرنسا والجزائر ؟ ما أثر ال
...
-
قصف إسرائيلي يستهدف مناطق مختلفة في غزة ويتسبب بمقتل وإصابة
...
-
كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
-
-لن تأخذوها-... رئيس وزراء غرينلاند يرد على آخر تهديد لترامب
...
-
نتانياهو يعين قائداً سابقاً للبحرية رئيساً جديداً لجهاز الأم
...
-
أضرار تناول الحلويات ليلا
-
بزشكيان: الصورة الخاطئة التي رسمت عن إيران في العالم ليست صح
...
المزيد.....
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
المزيد.....
|