أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فايز الحج - بذور الفناء














المزيد.....

بذور الفناء


علي فايز الحج

الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقليل من التدقيق في أحوال أمم الأرض نرى أن كل أمة تحمل في داخلها بذور فنائها ، فهناك بلاد ابتلاها الله بموقع جغرافي على صدع زلزالي كتركيا واليابان وهناك دول يمر بها أعاصير وفيضانات وأخرى كوارث على شكل براكين ,
فما هي بذور فنائنا نحن امم الشرق .
هل تعلمون ماهي ؟ أنه الغباء والنسيان
نعم نعم نحن شعوب ابتليت بالغباء والنسيان عودوا إلى تاريخنا منذ القدم وحتى اللحظة ستفجعون بحقيقة أن تاريخنا يعاد كل مرة ولكن بشكل ورداء مختلف . ستلاحظون أننا
نعود إلى حيث انطلقنا لنقع من جديد في نفس الخطيئة دون أن نعي أو نتعلم أو نحصل على أي خبرة أو حصانة أو معرفة تنجينا وكأننا نتعرض لمسح عام في الذاكرة .
خذوا سوريا خير مثال لتروا أننا نعاني من عجز هائل في الذاكرة وغباء مستفحل تعجز عنه عبقرية الطبابة كلها لو اجتمعت بقصد الشفاء .
ان من يتابع النشاط السوري على مواقع التواصل الاجتماعي /لو سلمنا جدلا بصحة اعتماده مرجعا / سواء النخبة المثقفة أو من الناس العاديين لادركنا أننا أمام مصيبة حقيقة وهي عدم الوعي الكامل للموضوع ، فمن يكتب لا يعرف تفاصيل الموضوع الذي يكتب فيه ولا يملك مرجعية ثقافية أو معرفية تمكنه من فرض الحجة الصحيحة لا شكلا ولا موضوعا . وللأسف الشديد فإنه حتى النخب التي تنتج ،فان كتاباتها عن هذه الموضوعات /خارج مواقع التواصل الاجتماعي طبعا /سواء من الناحية السياسية أو الجيوسياسية تخرج إلى العلن بصورة تبدو من الضحالة في الفكر والشرح مثيرة للشفقة ناهيك عن عدم المطابقة مع التاريخ وكأننا أمام مجتمع آخر ودولة أخرى لا نعرفها . وهاكم الأمثلة لنعي أكثر .
ان نجاح أي ثورة في العالم تحكمها عدة اعتبارات ومن هذه الاعتبارات أو القواعد نجاحها في إعادة بناء دولة تقع على النقيض تماما من النظام السابق ، فمن غير المنطقي أصولا اعتماد ذات الادوات في عملية إعادة البناء فلا يمكن من الناحية المنطقية أن نطلب نتيجة مختلفة اذا قمنا بإعادة ذات التجربة .
ومن هنا نقول إن نجاح الثورة السورية تستلزم اولا استبدال كل مرتكزات النظام السابق وإعادة بناء الدولة بأدوات مختلفة تماما اي هدم اركان النظام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وعسكريا واجتماعيا وبشكل كامل واستبدالها بأدوات أكثر تلاؤما وأهداف الثورة أو الدولة الوليدة وعليه :
1 لا مكان للبنية التحتية التي استخدمها النظام في عملية السيطرة السياسية على الدولة والمجتمع سواء حزب البعث أو دماه السابقة المسماة بالجبهة الوطنية لا كأحزاب ولا أفراد . واستبدالها بأحزاب وجمعيات ومنظمات سياسية تقوم على مبادئ الديمقراطية وابجدياتها الحقيقية .
2 استعادة السيطرة على فوضى الاقتصاد القائم على المحسوبيات والرشاوى والاحتكار والفساد المالي واستبداله اولا بنظام قانوني مالي مصرفي يعيد للاقتصاد الوطني دوره في عملية بناء المجتمع بما يحقق رفاهية المواطن السوري .
3 الغاء كافة القوانين واللوائح والقرارات التشريعية والقانونية والأجهزة القضائية التي شكلت بهدف خدمة النظام وتحكمه في رقاب المواطنين واستبدالها بتشريعات من روح المجتمع السوري دون الالتفات إلى ما دون ذلك من مصطلحات وأيدولوجيات مختلفة .
4 تغيير ممنهج للجهاز البيروقراطي الموجود حاليا والذي تحول بفعل الفساد الإداري واستخدامه كأداة تنفيع وارتزاق إلى عقبة أمام التطور الإداري الفعال .
5 تغيير الهوية الإعلامية القائمة على التطبيل للنظام واستبدالها بهوية تقدم مصلحة الوطن والإنسان السوري على اي مصلحة .
السؤال هنا :هل السوريين لا يعرفون ذلك ؟
لا استطيع الإجابة على هذا السؤال ولكن تحقيقا للإنصاف لا اعتقد ذلك بشكل كبير لماذا ؟
حتى اللحظة ما يزال السوريين في غيبوبة الغفلة فلا هم واعين لدورهم أو أنهم اغبى من أن يعوا ذلك .
مع الاسف ما يزال السوريون في انتظار التغيير الذي يجب أن يصنعوه بأيديهم مكتفين بدور الناقد الرياضي .
والساخر العبثي و دون ذلك لا شيء يذكر.
ينتقدون مثلا اصلاح الجهاز البيروقراطي متناسين أن أكثر من ٩٠٪ من هذا الجهاز دخل عن طريق الواسطة والمحسوبيات .
ينتقدون اقفال قنوات واذاعات متناسين دور وسائل الإعلام هذه في الكذب الممنهج الذي مارسته طوال عقود في غسل أدمغة الشعب وتجهيله .
ينتقدون حل أحزاب سياسية كانت حتى الأمس القريب حبرا على ورق .وغير ذلك العديد من الأمثلة .
أن الثورة السورية حتى تنجح تحتاج إلى تكاتف الغيورين على الوطن وليس إلى تنابل سلطان يعتقدون أن دورهم ينتهي في نقد سخيف ساذج غبي على وسائل التواصل الاجتماعي .
الثورة لا تحتاج إلى قلب حنون بل تحتاج إلى عقل جامع ويد بناءة وغير ذلك سنحتاج إلى سنوات ضوئية لنلحق بركب الأمم الأخرى .



#علي_فايز_الحج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الايدلوجيا
- بين سينما الشرق والغرب
- كيف ولدت داعش
- الثقب الاسود


المزيد.....




- أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المص ...
- هل تقبل مصر تهجير الفلسطينيين؟
- ريبورتاج: وحدات الدفاع الجوية الأوكرانية تواجه مخاوف من تراج ...
- لوموند: لماذا لا تنتهي الأزمة بين فرنسا والجزائر ؟ ما أثر ال ...
- قصف إسرائيلي يستهدف مناطق مختلفة في غزة ويتسبب بمقتل وإصابة ...
- كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
- -لن تأخذوها-... رئيس وزراء غرينلاند يرد على آخر تهديد لترامب ...
- نتانياهو يعين قائداً سابقاً للبحرية رئيساً جديداً لجهاز الأم ...
- أضرار تناول الحلويات ليلا
- بزشكيان: الصورة الخاطئة التي رسمت عن إيران في العالم ليست صح ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فايز الحج - بذور الفناء