أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6















المزيد.....

المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تظل البشرية قاصرة اعقالا بازاء التاريخ والظاهرة المجتمعية، مادامت محكومه الى النظر " الاحادي" قبل كشف النقاب عن الحقيقة الازدواجية واشكال تجليها بحسب طبيعتها، الملكية الكيانوية / الوطنيه الامبراطورية الارضوية ونموذجها التاسيسي الفرعوني الملكي المصري، واللاارضوية النبوية السومرية، الكونية، المتعدية للكيانيه وللدولة، واشكال تفاعلهما النموذجي مع الاشتراطات الانتاجية وممكنات التحقق، الارضوي الغالب بحكم الطور اليدوي الجسدي، واللاارضوي المضمر والمصادر المبعد من الحضور، المضطر للتجسد اختراقا في قلب المجتمعية الارضوية ابان زمن ماقبل تحققه، لافتقاره ابتداء للعناصر الضرورية المادية والاعقالية اللازمة للحضور واقعا.
وهذا مايجعل اللاارضوية تتخذ الصيغة التي تظل عليها، توافقا مع اشتراطات اليدوية وغلبة الجسدوية الحاجاتية الارضوية، مولدة عالمها الموازي السماوي المفارق المتعالي (3)على الارضوية قوة وعالما مقابلا اعلى، ومحتاز على القدرات والفعل الاستثنائي الكوني الابدي، بمقابل سلطة الارضوية الحاكمه المؤقته، والايله للزوال لمصلحه عالم اخر هو الابقى، والغاية من الوجود، تعبيرا فوق عادي، يتجاوز الملموسات، مرتكزا الى الكينونه البشرية والى ازدواجها الاصل ك (عقل/ جسد)، العقل نصفها الافعل و "الارض" التي عليها تقف الكيانيه اللاكيانيه، الاتيه من العالم الاخر حكما، بالالهام والاصطفاء السماوي، والنطقية الكتابيه التي هي الكيان اللاكيان الباقي ماثلا وحيا، في قلب وبين تضاعيف الارضوية الى الابد.
وبما ان اللاارضوية غائبه متعذرة على الادراك اصلا، فان افتراض خضوعها لتاريخيه تشكلية وتطورية غير وارده قطعا، علما بانها مسار تشكلي مستمر على مدى عشرات القرون، يبدا مع تبلور الظاهرة المجتمعية في ارض سومر جنوب مابين النهرين حيث الاشتراطات البيئية المجافية الطاردة للنهرين العاتيين المخالفين للدورة الزراعية، والاكثر تدميرا بين الانهار، بما يجعل الكائن البشري مع اجمالي اشتراطات الحياة والانتاج مجتمعيا، مرهونا ابتداء بالاصطراعية الاقرب الفنائية مع الطبيعه، ضدها وبمفارقة معها من دون توافق من نوع ذلك المقابل النيلي، المعاكس كليا، والقائم على وحدة النيل والارض، حيث اتفاق فيضان النهر مع الدورة الزراعيه، عكس دجلة والفرات، مايجعل الحصيله في الموضوعين البدئيين ثنائية في الرافدينه، منهما تتاسس مرتكزات المنظور المفارق السماوي، قبل ان يدخل على المشهد الطور الثاني من الاصطراعية المجتمعية، في موضع مفتوح شمالا وشرقا وغربا على الانصبابات السلاليه من الجهات الجبلية الجبداء والصحراوية الطامحه للهيمنه على الموضع الجنوبي شديد الخصوبه( وادي النيل بالمقابل محمي بالصحراء شرقا وغربا وبالبحر شمالا) مايزيد من اسباب لاارضويته، من دون ادراكية او امكان ملاحظة حتى للخاصيات المميزه للمجتمعية في موضع هذه مواصفات تبلوره، والظروف التي تشكل ضمنها وفي غمرتها، بما جعله بلا تمايزات من نوع الملكية والسلطوية، مع اسبقية للتشاركية التضامنية الواعية، مايولد من حينه حالة اصطراع بين شكلين ونمطين مجتمعيين، الاعلى النازل الارضوي العادي، والاسفل اللاارضوي، ويحفز ضمن مجراه وفتراته وحقبة، ضرورات التبلور التعبيري المجتمعي اللاارضوي، بالتوافق مع ميل الجهات الغازية الى المزيد من تعزيز قدراتها، باتخاذ موقع الاستقلال والعزله في مدن عليا، تقام على الحواف العليا لمجتمع اللاارضوية، تكون محصنه اعلى تحصين، تمارس حلب الريع الزراعي بالغزو الداخي المكلف للغاية، ثم العودة للانعزال وراء الاسوار والقلاع داخل مدن "الامبراطوريات"، واكملها بابل ثم بغداد.
ومن التالهية الابتدائية وليدة الاصطراع الاول البيئي، وتطوره اللاحق في سياق الاصطراعية بشكلها الثاني حين تضاف وطاة الارضوية الانصباببية الى الاولى البيئية الطاردة، ذهابا الى المراحل والمحطات المتاخرة من تبلور الاصطرعية، وقيام الامبراطوريات المدينيه و وبلوغها ممكنات واحتمالية افناء المجتمعية السفلي، بالمصادرة الالهية والنموذجية، وبوسائل القوة التي يحوزها مركز مثل "بابل"، تبلغ الاحتدامية الاصطراعية معه ذروتها، مايسرع في اكتمال النموذجية الكونية المجتمعية السفلى، بتبلور الكيانيه اللاارضوية مافوق الكيانيه باعلى صيغها النبوية الابراهيمة، الذاهبة خارج ارضها، التي هي في الواقع ارضها ومكان تحققها، ليبدا من يومها مسار التحقق الكوني الدعوي النبوي التراكمي كمرحلة فاصله، وصولا الى التجسد العملي الكيانيه الكتابي التاسيسي الاول، التوراتي، ومن بعده الانجيلي المسيحي، وصولا الى الاسلامي الكمال والذروة النهائية التي من اهم خواصها، واجلى مناحي عبقريتها اللاارضوية اعلانها قرب انتهاء الصراع الارضوي اللاارضوي، والانفتاح على عالم "فك الازدواج"، وهو ماقد تكفل النبي محمد في الاعلان عنه كختام يساوي البدء الابراهيمي الاول، ويعلن انقضاء دوره ومهمته.
بعني " ختام النبوة" بالمنطوق اللاارضوي وتاريخانيته المجتمعية الشاملة للمعمورة، ان الاصطراع المجتمعي الازدواجي قد شارف على الانتهاء من هنا فصاعدا، وان الصيغة او النموذجية الارضوية الجسدية صارت على وشك الاختفاء وجودا، وهو ماسوف تصلة البشرية بناء على الانقلابية الاليه ومغادرة الزمن الارضوي اليدوي، حين كانت اللاارضوية غير قابله للتحقق، وهنا يبرز في السياق واحد من اخطر التحديات الموروثة عن القصورية العقلية التاريخيه، وهو ماينشا عن انبجاس الاله في الموضع الارضوي الاعلى ديناميات ضمن صنفه، باعتباره النموذج الازدواجي الارضوي الاصطراعي الطبقي، والذي يذهب مستغلا الانقلابيه الاليه، وماتوفره من ممكنات استثنائية الى تكريس مفهوم ورؤى الارضوية ذهابا الى تابيدها، وجعلها النموذجية التي لاغير لها، ولامن مواز، ومن ثم لامستقبل يمكن ان يضعها بموقع الموقت الضروري قبل توفر اسباب سيادة المجتمعية العقلية.
وهنا تحل لحظة الافتراق الاكبر تحت غمرة التناقضية الاعلى بين الوسيلة الانتاجية ومنطوياتها، وماهي محكومة له، وبين الاعتقادية القصورية المناقضة لها نوعا، فالاله وسيلة لاارضوية نوعا وكينونة، تحتاج للمرور بمعبر اصطراعي انتقالي لاارضوي يكون الاعلى ديناميات حتى تنتقل تباعا، من المصنعية الاقرب لليدوية، الى التكنولوجية الانتاجية الحالية، الى التكنولوجيا العليا العقلية اللاارضوية، حيث لاتعود المجتمعية الارضوية قابلة للاستمرارموضوعيا وماديا، وحيث تبدا بالانهيار المتوالي، بينما يصيح العالم والمجتمعية البشرية ككل "لاارضوية" محكومه لاشتراطات من نوعها، وتعود الرؤية الكونية الاولى اللاارضوية لتغدو غالبة، والكتاب ضرورة وجودية، وقد انتقل من الالهامية النيوية الحدسية، الى نوع اخر من الاعلان اللاارضوي "العلّي/ السببي " ساعة يصير التاريخ والماضي المجتمعي قابلا للقراءة لاارضويا عليّا فيماط عنه اللثام بعد طول غياب، اي بانتقال العلية المعروفة ب " العلمية العقلانيه" درجات فوق التخيل الارضوي، تلائم نوع ومنطلق المنظور المشار اليه كلزوم وضرورة اساس، لابد منه قبل الانتقال نحو عالم "المجتمعية العقلية".
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/5
- اذا انهارت مصر؟*
- المنطقة وانتهاء الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/4
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 3
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيميه/2
- المنطقه ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/1
- ضرورات تجاوز الرؤية الغربية للحداثة/ ملحق
- ضرورات تجاوز الرؤية الغربية للحداثة( 2/2)
- ضرورات تجاوزالرؤية الغربية للحداثة(1/2)
- الظاهره المجتمعية من التشكل الى التحلل( 2/2)
- الظاهرة المجتمعيه من التشكل الى التحلل( ½)
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي(2/2)
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي؟(1/2)
- الاشتراكية المجتمعية واشتراكية ماركس الطبقية(2/2)
- الاشتراكية المجتمعية واشتراكية ماركس الطبقية( ½)
- عراق بلا منظور وطني عراقي/ ملحق
- عراق بلا منظور وطني عراقي(2/2)
- عراق بلا منظور وطني عراقي(1/2)
- سوريا حيث إقامة-الدولة-جريمه
- هل يعودالشرق الاوسط ل-قيادة-العالم/ملحق ج


المزيد.....




- أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المص ...
- هل تقبل مصر تهجير الفلسطينيين؟
- ريبورتاج: وحدات الدفاع الجوية الأوكرانية تواجه مخاوف من تراج ...
- لوموند: لماذا لا تنتهي الأزمة بين فرنسا والجزائر ؟ ما أثر ال ...
- قصف إسرائيلي يستهدف مناطق مختلفة في غزة ويتسبب بمقتل وإصابة ...
- كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
- -لن تأخذوها-... رئيس وزراء غرينلاند يرد على آخر تهديد لترامب ...
- نتانياهو يعين قائداً سابقاً للبحرية رئيساً جديداً لجهاز الأم ...
- أضرار تناول الحلويات ليلا
- بزشكيان: الصورة الخاطئة التي رسمت عن إيران في العالم ليست صح ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6