أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة















المزيد.....

نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
يقول الكاتب السياسي الإسرائيلي شاي غولدمان أن "نتنياهو نفسه هو الدولة العميقة الحقيقية، فهو الحاكم الفعلي، والمتحكم في المشهد، والذي يدير الأمور من فوق رؤوس الجميع، غير آبه بمصالح الدولة ولا بحالتها المتردية. فهو في آنٍ واحد: الحاكم، والضحية، والعقل المدبر الذي يحرّك خيوط اللعبة من وراء الكواليس".

نتنياهو رغم كل الإحتجاجات الشعبية واحتجاجات قوى المعارضة السياسية على ما يقوم به هو وحكومته من اجراءات تستهدف الهيمنة على المنظومتين القضائية والأمنية،منظومات صمام امان وجود المعارضة،وحفظ التوازن الحكومي والدستوري،لكنه ماض في مخططاته ومشاريعه،دون الإلتفات الى معارضية أو الى احتجاجات اهالي الأسرى ،فهو يدرك بان هذه المعارضة ضعيفة وغير موحدة ولا تمتلك لا رؤيا ولا برنامج بديل ،ومظاهرات أهالي الأسرى،تأثيرها محدود في صناعة القرار السياسي ،وفي الوقت الذي يحذر فيها اقطاب المعارضة الإسرائيلية بني غانتس وافيغدور ليبرمان ويائير لبيد ويائير جولان من الإنزلاق نحو حرب أهلية،وبأن شقة الخلاف السياسي في المشهد الإسرائيلي ذاهبة نحو التوسع،وهناك مخاطر كبيرة على تفكيك المجتمع الإسرائيلي، واتهموه بأنه يعمل على تخريب تحقيق جنائي خطير في المخالفات الأمنية في مكتبه (قطر غيت). كما اتهم قادة المعارضة، نتنياهو، بأنه يُمزّق "إسرائيل" من الداخل، ويدفع إلى حرب داخلية، إذ "بدلاً من أن يسحق أعداء إسرائيل، يسحق المجتمع الإسرائيلي من الداخل".

وعلّق بني غانتس قائلاً: "إقالة رئيس الشاباك لأسباب سياسية هي وصمة عار على جبين كلّ وزير في الحكومة صوّت لصالح القرار، وسيُذكر هذا القرار بالخزي والعار إلى الأبد".

وفي ظل المواجهة بين نتنياهو والحكومة من جهة مع المعارضة السياسية،على خلفية اقالة رئيس " الشاباك" رونين ، أفاد موقع "واللا" أن مواجهة غير عادية وقعت (الأحد الماضي) بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الشاباك رونين بار، في أعقاب كشف تقرير تلفزيوني بأنّ بار أمر بفتح تحقيق ضد بن غفير والشرطة، بشبهة "تقويض نُظم السلطة في الدولة"، حيث اتهم الأخير رئيس الشاباك بأنه مجرم كذّاب، ويحاول تنفيذ انقلاب على الحكومة.

أثارت إقالة غونين بار جدلاً واسعاً في المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث رحّب بها حلفاء نتنياهو واعتبروها ضرورية، فيما هاجمتها المعارضة ووصفتها بأنها محاولة للتهرّب من المسؤولية والتدخّل في استقلال الأجهزة الأمنية.
كما نُقل عن رئيس الحكومة قوله في جلسة الحكومة، إنه يوجد عدم ثقة برئيس الشاباك، فهو ليس الرجل المناسب لإعادة تأهيل الجهاز. واتهم نتنياهو بار بأنه ينتهج مقاربة ناعمة وغير شديدة بما يكفي، وهو يستسلم بسرعة كبيرة، لذلك تحصل "إسرائيل" على مخطوفين أقل في المفاوضات.
نتنياهو بعد معركة السابع من اكتوبر،بات على قناعة تامة ،بأنه اذا لم يسارع للسيطرة على منظومة القضاء والمؤسستين الأمنية والعسكرية،فإن مستقبله السياسي والشخصي معرض للخطر،وسيكون مسيره السجن،وخاصة اذا ما تشكلت لجنة تحقيق رسمية في معركة السابع من اكتوبر/2023،حيث الفشل الأمني والإستخباري غير المسبوقين،والهزيمة التي لحقت بجيشه ،والأعداد الكبيرة من جنوده وضابطه الذين سقطوا في تلك المعركة،وهو لن يكون بعيد عن تحمل المسؤولية عن هذا الإخفاق والفشل الكبير،يضاف له تهم منظوره ضده أمام القضاء الإسرائيلي،يحاكم عليها الرشوة وسوء الإئتمان وخيانة الأمانة.
ولذلك كان نتنياهو حريص على عدم تفكيك تحالفه من داخله،وعدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى،بمراحلها الثلاثة التي رعتها امريكا وكانت وسيطاً فيها،ولذلك لم ينفذ من الإتفاق وبصعوبة وبخروقات واسعة،سوى المرحلة الأولى من الإتفاق ،وعاد للقتال مجدداً على قطاع غزة،كتكتيك تفاوضي ضاغط،لتحقيق اهداف امنية وسياسية،فشل في تحقيقها ميدانياً وعسكرياًً.

نتنياهو وحكومته لم يتخلوا عن طموحاتهم،واستمروا بالعمل من أجل تحقيق أهدافهم،وبدأ ذلك بإقالة وزير حربه يؤاف غالانت،وهو الان يقيل رئيس " الشاباك" غونين بار،ومن بعده المستشاره القانونية للحكومة غال بيهاراف ميارا ،ويعمل على تغيير تركيبة لجنة اختيار القضاة،لكي تصبح اكثر قرباً من المستوى السياسي والإئتلاف الحكومي ،وهو يقول لمعارضية لا خطر على الديمقراطية في اسرائيل،وأن سلاح الرعب الذي يشهره معارضيه في وجهه الحرب الأهلية لن يكون،وستبقى اسرائيل دولة "ديمقراطية".
إقالة المستشاره القانونية ،فُتحت نافذة جديدة في "إسرائيل" لإدخال رياح إضافية تُؤجّج الخلافات والانقسامات الداخلية، مع بدء الحكومة الإسرائيلية بإجراءات إقالة المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، من منصبها، حيث صوّت الوزراء، بالإجماع، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة، الأحد الماضي، على إقالة المستشارة القانونية للحكومة من منصبها، في وقت غاب فيه نتنياهو، عن إدارة النقاش حول الأمر، والتصويت عليه، (بسبب اتفاق تضارب مصالح يمنعه من ذلك).

وزير القضاء ياريف ليفين (من الليكود) هاجم، المستشارة القانونية للحكومة،. واتهم ليفين، بهاراف-ميارا بأنها "في حين تتغنّى بقيم الديمقراطية، قامت بتدمير هذه المبادئ التي تدّعي الدفاع عنها". بحيث تحوّل تحت قيادتها، منصب المستشار القانوني للحكومة إلى "سلطة سياسية قمعية، أحياناً عنيفة ومتسلطة".

وردّت المستشارة القانونية للحكومة على الهجوم عليها برسالة وجّهتها إلى الوزراء، هاجمت فيها الحكومة، وكتبت فيها: "إن الاقتراح لا يهدف إلى تعزيز الثقة، بل الولاء للقيادة السياسية. وليس الحكم الرشيد.
تأجّجت حدّة الخلافات الداخلية الإسرائيلية، مساء الأربعاء، مع إقرار الكنيست لاقتراح قانون تغيير تركيبة لجنة اختيار القضاة، ليخرج بعدها وزراء في الحكومة بخطاب الزهو بالانتصار، فقال وزير القضاء، ياريف ليفين، إن "أيام الإسكات ولّت"، ليُضيف وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بأنّ "إقرار قانون تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة جزء مهم من إعادة زمام الأمور إلى الشعب والذين انتخبهم. هذا هو الحكم والديمقراطية". ودعا بن غفير إلى مواصلة إقرار القوانين الإضافية للإصلاح في النظام القضائي.


وفي مقابل ذلك، انتقد قادة المعارضة، لبيد وغانتس وليبرمان وغولان، في بيان مشترك، هذه الخطوة، وقالوا "بدلاً من تركيز كل الجهود على إعادة المخطوفين والقضاء على الانقسامات في الشعب، تعود هذه الحكومة إلى الانشغال تحديداً بالتشريع نفسه الذي قسم الجمهور قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، الحكومة لم تتعلّم شيئاً من الكارثة، هي تواصل المسّ بالمنعة القومية وتعميق الشرخ وتجاهل مهامها الحقيقية - الأمن والاقتصاد والوحدة".

الكاتب السياسي شاي غولدمان نشر في صحيفة "إسرائيل هيوم" مقالاً تناول فيه تصريحات نتنياهو حول ما أسماه بالدولة العميقة وقال إن الادعاءات حول "الدولة العميقة" تخدم أهدافاً وهي خداع جديد يصرف الانتباه عن الإخفاقات.


ومع ذلك، يتساءل الكاتب: لماذا يختار نتنياهو التركيز على هذه القضية الآن تحديداً، في خضمّ حرب عنيفة، وهناك مختطفون لا يزالون محتجزين، وأهداف لم تتحقّق بعد، إلى جانب تحدّيات أخرى كإيران، وسوريا، والتدهور الاقتصادي، والانقسامات الداخلية؟ الإجابة، وفقاً لغولدمان، تكمن في المكاسب السياسية التي يجنيها نتنياهو من خوض هذه "المعركة" ضد الدولة العميقة.

فلسطين – القدس المحتلة
28/3/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
- حرب في خدمة حرب
- هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
- زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
- مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك ...
- ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن ...
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية
- الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
- التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
- بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
- الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
- هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟
- ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي ...
- سوريا بين الأطماع الإستعمارية ومخاطر التقسيم
- هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية..؟؟


المزيد.....




- أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المص ...
- هل تقبل مصر تهجير الفلسطينيين؟
- ريبورتاج: وحدات الدفاع الجوية الأوكرانية تواجه مخاوف من تراج ...
- لوموند: لماذا لا تنتهي الأزمة بين فرنسا والجزائر ؟ ما أثر ال ...
- قصف إسرائيلي يستهدف مناطق مختلفة في غزة ويتسبب بمقتل وإصابة ...
- كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
- -لن تأخذوها-... رئيس وزراء غرينلاند يرد على آخر تهديد لترامب ...
- نتانياهو يعين قائداً سابقاً للبحرية رئيساً جديداً لجهاز الأم ...
- أضرار تناول الحلويات ليلا
- بزشكيان: الصورة الخاطئة التي رسمت عن إيران في العالم ليست صح ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة