رأفت عادل
الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 13:42
المحور:
الادب والفن
الرواية العراقية لم تعانِ يومًا من ضعف في تقنياتها، ولم تفتقر إلى الأدوات التي تجعل منها عملًا أدبيًا متكاملًا، بل على العكس، فهي تتمتع بعمق في السرد واهتمامٍ بالغ باللغة، حيث يسعى الروائي العراقي إلى تطويع الكلمات لتعكس قوته وتمكنه من أدواته الفنية.
لكن ما يواجهه القارئ عند مقاربة الرواية العراقية ليس نقصًا في جودتها، بل معرفة مسبقة بخيوط الحكاية، وكأن الروائي لا يخلق عالمًا جديدًا بقدر ما يرتب الأحداث أمام القارئ ليعيد تقديمها له بمنظور مختلف. الأماكن التي يصفها الكاتب، الشخصيات التي يخلقها، وحتى الأزمات التي يعالجها، تبدو للقارئ مألوفة، وكأنه قد مرّ بها أو سمع عنها من قبل. هنا يكمن التحدي الأكبر: كيف تجعل القصة مشوقة في عالم يعرف القارئ مسبقًا كثيرًا من تفاصيله؟
ورغم هذا، فإن البعض يسارع إلى تفسير المسألة من منظور نفسي، فيطلق عليها "عقدة الخواجة"، معتبرين أن العربي لا يقدر إبداعاته بنفس القدر الذي ينبهر فيه بالأدب الغربي. لكن الحقيقة ليست بهذه البساطة، فالقضية ليست في تفضيل الأدب الأجنبي بحد ذاته، بل في شعور القارئ بأن ما يقدمه الروائي العراقي مألوف لديه، وكأن النص لا يفاجئه بقدر ما يؤكد له ما يعرفه سلفًا.
ومع ذلك، فإن الرواية العراقية تظل في صدارة المشهد الأدبي العربي، لأنها تحمل في طياتها واقعية جارحة، وسردًا صادقًا، وتفاصيل لا يمكن فصلها عن روح المكان والزمان. إنها ليست مجرد نصوص تُقرأ، بل هي مرآة تنعكس فيها ملامح الحياة بكل تعقيداتها.
#رأفت_عادل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟