أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 538 – الحوثيون يعتزمون مواصلة القتال حتى النهاية - مع إيران أو بدونها















المزيد.....

طوفان الأقصى 538 – الحوثيون يعتزمون مواصلة القتال حتى النهاية - مع إيران أو بدونها


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع

كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ياروسلاف ديمتشوك
كاتب صحفي ومحلل سياسي وخبير عسكري
بوابة Military Review بالروسية

23 مارس 2025

تشير الأحداث الأخيرة إلى أن الحوثيين، وإن كانوا مرتبطين بإيران، إلا أنهم ليسوا مجرد دمى في يدها، بل يؤكدون بشكل متزايد استقلاليتهم. علاوة على ذلك، يتهم الأكثر تشددًا بينهم طهران بالانزلاق نحو مواقف استسلامية.

*اختبار الشيعة بواسطة ترامب*

وهذا ليس مفاجئًا، نظرًا لاختلاف توجهاتهم الحضارية. فإيران تسعى إلى الاندماج في المجتمع الدولي كعضو كامل الحقوق، بينما يرغب الحوثيون في العيش بمعزل عن العالم، والدفاع عن إخوانهم في العقيدة. ومن هنا تختلف رؤيتهم لمكانتهم في العالم رغم اشتراكهم في الأيديولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، ينتمي الإيرانيون (الفرس) واليمنيون (العرب) إلى مجموعات عرقية مختلفة ويتحدثون لغات متباينة. هناك أيضًا اختلافات أخرى لا يتسع المجال لذكرها.

كل هذا يؤكد أن السيد ترامب يطبق مبدأ المسؤولية الجماعية على الطرفين. فهو، مثل فيرشاغين في فيلم "الشمس البيضاء في الصحراء"، لا يفرق بين عبد الله وسوخوف — كلاهما نفس الشيء بالنسبة له. فهو يشعر بالغضب دفاعًا عن دولته. على سبيل المثال، أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيعتبر إيران مسؤولة عن أي هجمات على السفن في البحر الأحمر. لكنه في المقابل أمر بقصف اليمن، مما أسفر عن مقتل 53 شخصًا على الأقل. ومن بينهم ربما كان هناك من لا يعرف حتى أين تقع إيران.

كل هذا جزء من سياسة الترهيب البسيطة التي يتقنها ترامب:

 "سنعتبر كل طلقة يطلقها الحوثيون طلقة أطلقتها إيران، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة."

ورد الفعل لم يتأخر. فقد صرح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الجمعة الماضي ردا على تهديدات واشنطن بأن بلاده لا تحتاج إلى وسطاء، وأن الحوثيين يتصرفون وفق مصالحهم الخاصة. أي أن هناك تباعدًا علنيًا عن الإخوة الشيعة.

*إذا استغنت طهران عن الوسطاء، فالحوثيون يستغنون عن الحلفاء*

أين هو "محور المقاومة" المزعوم؟ يبدو أنه ليس أكثر من مجرد شعار تروج له وسائل الإعلام. في الواقع، كان هناك حلفاء ظرفيون، لكن الأسد اختفى مع دولته، وحزب الله المناضل، الذي تلقى ضربة قوية من تل أبيب مؤخرًا، خفت صوته، وإيران نفسها تراجعت. في النهاية، بقي الحوثيون وحدهم. وهكذا، لا توجد كتلة إسلامية مناهضة للغرب متماسكة!

يزعم الحوثيون أنهم يصنعون أسلحتهم محليًا، بالإضافة إلى استيلائهم على ترسانة أسلحة ضخمة بعد فرار الحكومة السابقة إلى جنوب اليمن. وعندما اتهمتهم إسرائيل بأن القذائف التي سقطت على أراضيها في يوليو الماضي كانت طائرة مسيرة انتحارية إيرانية الصنع، ردوا بأنهم هم من خططوا ونفذوا الهجوم دون علم إيران.

من جهته، يؤكد الغرب أن إيران زودت الحوثيين بأسلحة وتقنيات لصنع الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة المضادة للسفن والطائرات المسيرة. ومع ذلك، لا يعترض الحوثيون، بل إيران هي من تعترض (وهذه أيضًا لفتة معبرة). كما أفادت الخارجية الأمريكية أن صنعاء حاولت شراء أسلحة وقطع غيار عبر شركات صينية، بما في ذلك مكونات صواريخ كروز روسية مضادة للسفن.

*لكن الشكوك تبقى*

الشيء الوحيد الذي لا تنكره إيران حقًا هو تقديمها مساعدات إنسانية كبيرة لليمن خلال الحرب الأهلية. رغم أن البعض يشك بأنها لم تكن إنسانية فقط، لكن لا بأس.

حتى وقت قريب، كان الدبلوماسيون الإيرانيون يستقبلون ضيوفًا يمنيين، لكن هذا قد لا يستمر. فما يربطهم في النهاية هو المذهب الشيعي فقط، وهذا في ظل الواقع الحالي لا يكفي. خاصة أن الحوثيين يتبعون المذهب الزيدي، بينما الإيرانيون يتبعون المذهب الاثني عشري. والتقاليد الزيدية موجودة في اليمن منذ أكثر من 1000 عام، ويعتبر الحوثيون أنفسهم جزءًا من هذا التراث الأصيل. ولا يعجبهم أن يفرض الأئمة الفرس "مشروعهم الأجنبي" على أرضهم، وهو ما يحدث بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، يعتزم الحوثيون مهاجمة السعودية والإمارات لكونهما حليفتين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. سيحدث ذلك إذا اشتد الحصار على اليمن وتبين أن الضربات تستهدف أراضيه بتواطؤ من تلك الدول. لكن هذا لا يتوافق حاليًا مع خطط إيران. بينما في 2019، كانت طهران تدفع الحوثيين لمواصلة الحرب مع الرياض. لكن الحوثيين لم يطيعوا، وكان قرارهم صائبًا: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد، وأجروا مفاوضات وحققوا اتفاقيات كطرف منتصر!

كما أن قادة الحوثيين يختلفون تمامًا عن النخبة الإيرانية، ويبدو أن طرقهم تتباعد أيضًا لهذا السبب.

*الحرية أو الموت... أم الأنانية؟*

لنعد إلى الوضع الحالي في جنوب الجزيرة العربية. واشنطن أوضحت أنها تنوي مواصلة ضرباتها على اليمن في الأسابيع المقبلة. ردًا على ذلك، وعد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني بتصعيد عسكري إلى أقصى حد. ونقلت وسائل الإعلام التابعة للمتمردين أن خمس ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" والسفن المرافقة. كما أطلق صاروخ على مطار بن غوريون الدولي الإسرائيلي، وقالت إسرائيل إنها اعترضته.

من جانبها، حذرت الخارجية الإيرانية من "خطوط حمراء"، مشيرة إلى أن أي هجوم عليها قد يؤدي إلى صراع إقليمي حاد. كما أرسل ممثل إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني رسالة إلى مجلس الأمن يدين فيها تصريحات ترامب "المتهورة والاستفزازية". ومن المعروف جيدًا أن اللجوء إلى الأمم المتحدة والرأي العام يعني عدم الرغبة في الرد ومحاولة تجنب المواجهة بأي ثمن.

في الوقت نفسه، يصر المتشددون في طهران على أنهم سيطالبون بامتلاك القنبلة النووية إذا تعرض وجود النظام الإيراني لخطر حقيقي. لكنهم لا يذكرون المدنيين اليمنيين أو السوريين أو اللبنانيين الذين يعانون بسبب سياساتهم.
يذكرنا هذه المواقف بالمثل الروسي القديم: "الصديق وقت الضيق"، والشرق الأوسط اليوم خير دليل على ذلك.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيريسترويكا – لغز عمره 40 عاما لم يحل بعد - الجزء الأول 1- ...
- طوفان الأقصى 537 – من شرارة اشتعلت النار. لماذا استأنفت إسرا ...
- ألكسندر دوغين – ترامب يبني نظامًا عالميًا جديدا للقوى العظمى
- ألكسندر دوغين حول التطورات الأخيرة في تركيا
- طوفان الأقصى 535 - الحملات الصليبية ارتكبت الإبادة الجماعية ...
- ألكسندر دوغين – محادثات بوتين وترامب عبر الهاتف — محطة على ط ...
- طوفان الأقصى 534 – المنفذ – ترامب، الزبون – نتنياهو. الولايا ...
- ألكسندر دوغين يكشف أهم أدوات النفوذ – ترامب يتقدم أكثر فأكثر
- طوفان الأقصى 533 – ماذا يحدث في اسرائيل - ملف خاص
- ألكسندر دوغين يتحدث عن الإشارات الخفية لبوتين – 4-5 مقاطعات ...
- طوفان الأقصى 532 – ماذا يحدث في تركيا - ملف خاص
- ألكسندر دوغين - انقسام الغرب الجماعي (برنامج اسكالاتسيا رادي ...
- طوفان الأقصى 531 – ضربة مقابل ضربة. الأمريكيون يكتشفون من سا ...
- ألكسندر دوغين - الثورة لم تحدث في ألمانيا، للأسف (برنامج اسك ...
- طوفان الأقصى 530 – تجدد العدوان على غزة - ترامب ونتنياهو -قل ...
- ألكسندر دوغين – هناك دولة أعمق ونهضة مظلمة
- طوفان الأقصى 529 – الصهيونية المسيحية، معركة هرمجدون، والمسي ...
- ألكسندر دوغين - عالم الحضارات
- طوفان الأقصى 528 – ترامب يقصف اليمن خدمة لإسرائيل
- طوفان الأقصى527 – ترامب يبدأ حربًا جديدة في الشرق الأوسط


المزيد.....




- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 538 – الحوثيون يعتزمون مواصلة القتال حتى النهاية - مع إيران أو بدونها