أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القادة الكبار














المزيد.....

بدون مؤاخذة-القادة الكبار


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 18:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- القادة الكبار
يلاحظ أن غرس حبّ"القيادة والزّعامة" في نفوس الشّباب قد أصبحت ثقافة سائدة في مجتمعنا، ثقافة تغذيها التنظيمات والأحزاب ووسائل الاعلام والمؤسّسات بمختلف تسمياتها، فعندما يُعتقل شاب ما، أو يتحرر شخص ما من الأسر، أو يتم توظيف شخص ما للقيام بعمل ما، أو يتمّ نعي شهيد أو مُتوفّى ما، فإنّ صفة "القائد الكبير" تلصق بهذا الـ "ما" حتى يخال المرء أنّ كلّ أبناء شعبنا قيادات، ولم يتبق علينا سوى استيراد شعب لتسوسه وتقوده هذه القيادات، وهذا مخالف لسنّة الحياة وطبيعتها، وثقافة"القيادة" هذه خطيرة على الشّعب، وعلى مرحلة البناء الذي يفترض أن تكون حثيثة ودؤوبة وصادقة على مختلف الأصعدة، وعلى رأي مثلنا الشعبي"إذا أنا أمير وأنت أمير فمن يقود الحمير"؟ وتحضرني هنا حكاية شعبيّة يرويها أبناء البادية ومفادها"أنّ ابنتي شيخي قبيلتين كانتا صديقتين، وكانتا تتمازحان، فقالت إحداهما للأخرى"قبرتِِ أهلك"! فردت عليها الثانية"كثّر الله شيوخ أهلك"! وعادتا الى بيتيهما، فروت الأولى ما جرى بينهما لوالدها معقبة بأن صديقتها بلهاء بدلالة ردّها عليها، فقال لها والدها: بل أنت البلهاء يا بنيّتي، فالموت لا يقطع أحدا، لكن كثرة شيوخ القبيلة هلاك لها.

وإذا كنّا نفاخر بوعي أو بخلافه بكثرة قياداتنا التي يصعب حصرها وتعدادها، فلماذا لم نتساءل ولو مرّة واحدة عن سبب المصائب التي نعيشها؟ ولماذا لم ننتبه بأنه لا يمكن أن يكون شعبنا كلّه قيادات؟ وأستذكر هنا ما قاله الرّئيس الرّاحل ياسر عرفات عندما استقبل مرشّحي انتخابات المجلس التّشريعيّ بداية العام 1996 عن دائرة القدس في مكتبه في أريحا، وكان عددهم يزيد على الخمسين شخصا يتنافسون على سبعة مقاعد، فقال –رحمه الله- مازحا: مِنْ أين سنأتي بناخبين لكلّ هؤلاء المرشّحين؟

والغريب أنّ حبّ الألقاب عامّة وطامّة حتّى وصلت عالم الإبداع، وجاءت وسائل التّواصل الاجتماعيّ لتغذّي هذه الظّاهرة؛ لتنتشر على نطاق واسع! فهناك من يعتبر نفسه شاعرا-ة أو قاصّا-ة أو روائيّا-ة أو ناقدا-ة أو فنّانا-ة وهو-ي لا يعرف تفعيلات العروض أو الشّروط الفنّيّة للقصّة أو الرّواية أو المدارس والنّظريّات النّقديّة....إلخ، وهو مع ذلك يعتبر نفسه وهناك من يسحّج له "كبيرا" في مجاله الذي ارتضاه لنفسه. وهناك "مؤسّسات" وهميّة على وسائل التّواصل الاجتماعي تقوم بمنح الألقاب والصّفات الوهميّة، فيتلقّفها البعض وينشرها ويجد من يشيدون به ويقدّمون له التّهاني والتّبريكات، حتّى صار البعض يعتبر نفسه-ا صاحب-ة أفضل ديوان شعر أو رواية أو مجموعة قصصيّة أو مسرحيّة أو لوحة فنّيّة. وهناك من صدّق-ت نفسه-ا بأنّه-ا واحد-ة من أفضل مئة مبدع-ة في العالم!
كما انسحبت ثقافة "القيادة" على "دعاة الدّين" في عالمنا العربيّ، وإن بطريقة أخرى، فكثرت فتاوي الجهلة التي تسيء ولا تنفع...وهكذا.
وقد انسحبت ثقافة ألقاب "القيادات" على السّاحة العشائريّة أيضا، فوجدنا صكوك العطوات والصّلحات العشائريّة على صفحات الصّحف المحليّة تزخربـ:" وعلى رأسها....عميد الإصلاح في المحافظة و....رئيس لجنة الإصلاح و...شيخ مشايخ منطقة...."ولا أحد يعلم كيف أصبح العميد عميدا أو رئيس اللجنة رئيسا أو شيخ المشايخ شيخا" ولهذا فان المشاكل العشائريّة تزداد وتستشري ولا تجد من يضع لها حدودا.
إن كثرة القيادات تعني عدم وجود جيش من العاملين في مختلف المجالات، وبالتّالي ستكون هناك أزمة خانقة في مختلف المجالات، فهلا راجعنا حساباتنا في ثقافة"القيادة والزّعامة" المزعومة وما يترتب على كثرتها من ويلات، وهل تساءلنا فيما إذا كانت لدينا حقّا كلّ هذه الكفاءات فلماذا نحن الشّعب الوحيد في الكرة الأرضيّة الذي لا يزال يعيش تحت الاحتلال؟ والحديث يطول.

27-3-2025



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة اليوم السابع شمس القدس الثقافي
- رواية -فلفل وجدّه الأسمر في ندوة اليوم السابع
- معلومات قيّمة في صيّاد...سمكة وصنّارة
- محمود شقير يدهشنا بمنزل ذكرياته
- رواية -فلفل وجدهّ الأسمر- تحارب العنصريّة
- حسناء د. روز اليوسف شعبان والفروسية
- الزّمن الجميل والأصالة
- قصة -حزمة نور- والحلم بالسّلام
- فرصة ثانية رواية تطرح قضايا اجتماعية
- قراءة في رواية تراتيل في سفر روزانا
- د. محمود صبيح قدوة يقتدى
- الرّومانسيّة والحبّ المتعثّر في رواية- في قلبي..- لرضوان صند ...
- رواية -ذاكرة في الحجْر- والعقول المتحجّرة
- قصّة الكوكب الأحمر والاكتشافات الحديثة
- بدون مؤاخذة-بلاد العرب أوطاني
- الثقافة العربية لا تزال بخير
- الخلط بين التّاريخ والخرافة في -وجه آخر للهويّة-
- بدون مؤاخذة- قطع التّمويل عن وكالة الغوث له أهدافه
- جميل السلحوت يكتب سيرة شقيقه داود
- قراءة في رواية -كان لي- لأفنان الجولاني


المزيد.....




- -لا أمزح- وهناك -أساليب- لفعلها.. ترامب يريد ولاية ثالثة بال ...
- فنلندا تقترح على ترامب تحديد موعد لوقف إطلاق النار في أوكران ...
- القوات المسلحة الإيرانية تحذر من أي تهديد أو عدوان ضد البلاد ...
- لافروف ينتقد تجاهل غوتيريش لذكر مآثر الجيش الأحمر
- الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا: تشكيل الحكومة الجديدة لم ي ...
- -حماس- تدين جريمة قتل طواقم الدفاع المدني والإسعاف في مدينة ...
- مصر.. ضبط عملية غسل أموال كبرى بالبلاد متحصل عليها من تجارة ...
- رمضان في إندونيسيا: إقبال كثيف على الأسواق الشعبية قبيل العي ...
- دراسة: القيادة السيئة للسيارات تزيد من تلوث الهواء!
- نووي إيران.. ترامب يلوح بالقصف والرسوم الجمركية وطهران ترفض ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القادة الكبار