أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أحلام .














المزيد.....

مقامة أحلام .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


أقتطع المندلاوي الجميل عبارة من رواية ( الهوتة ) لروائيته الشامية نجاح ابراهيم : ((الاحلام هي الوحيدة التي تتسع وتكبر كلما ضاق المكان )) , في داخل كل إنسانٍ منّا مجموعة من الأحلام الجميلة التي نسعى لتحقيقها في حياتنا , والتي تحتاج إلى عزيمةٍ وإصرارٍ لتخطي كل العوائق التي من الممكن أن تصادفنا , وفي قلوبنا الأحلام دوماً كما كانت , مهما مرت عليها سنوات تظل تحتفظ ببريقها الأول , الأحلام التي تلمع لها أعيننا , وتتغير عند ذكرها نبضات قلوبنا , مُعلنة عن حماس لم يسبق له مثيل , وأمل منقطع النظير في تحقيقها .

حينما سألوا الشاعرة الأرجنتينية سيلفينا أوكامبو : أين تتكوّن الأحلام ؟ ردت : في أرحام الرؤوس , تتجمع ثم تطيرُ كالنوارس , وإلى اين تطير؟ هناك الكثير من التلال في الرأس , والنوارس تعرفُ الطرقات , وهل تعتقدين بأن الأحلام تلدُ وتولد مثلها مثل الكائنات الحية؟ بالضبط , وأغلب مواليدها الاحلام تحب اللعب بالنيران والغطس تحت المياه , هل كنت امرأة حالمة أم شاعرة أحلام؟ أنا أشبه بالملاك الذي دخل مدرسة الأحلام ليتعلّم منها كيف يكون من نسل الشياطين .

يقول النابغة الجعدي : (( وَلا خَيْرَ في حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لـَهُ بَوَادِرُ تَحْـمِي صَفـْوَهُ أَنْ يُـكَدَّرا وَلاَ خَيْرَ في جَهْل إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيـْمٌ إذَا ما أوْرَد الأمْـرَ أصْـدَرَا )) , أحلامنا مازالت في اوكارها منذ طفولتنا وتكبر كل يوم معنا وكلنا امل ان تتحرر بأجنحتها وتغادر وكرها متجهة الى موطن الأمنيات حيث تعيش مناخ نجد فيه راحتنا طالما انتظرته كثيرا ولم نيأس امنيات مرسومة فى خيالنا نسأل عنها دائمآ هل ستتحقق ام ستكون مجرد يقظات نصحو منها بعد حلم روائى طويل سرق ارواحنا بين ساعات النوم واجبرنا على احترام كذبته الخياليه الرائعة ما اجمل الحياه عندما نحقق فيها كل احلامنا ونلتقى فيها بمخلصين واوفياء لا يتغيرون .

كتب محمود درويش لحبيبته ماريا : (( عيناك نافذتان على حلم لا يجيء و في كل حلم أرمّم حلمًا و أحلم )) , كم هي الاحلام التي كبرت وكبرت ومن ثم صغرت وصغرت حتى تلاشت , أحيانًا ما تمر الأعوام ويخفت بريق أعيننا قليلاً تجاه تلك الأحلام , ليس لشيء ولكن لم تتحقق , يتسلل اليأس إلينا شيئاً فشيئاً حتى نظن أنها أصبحت أحلام غير قابلة للتحقيق , أحلام لمجرد الأحلام فقط , نبدأ في رسم أحلام جديدة على أمل تحقيقها هذه المرة ولكن أين تذهب أحلامنا القديمة ؟ إنها حقاً لا تتلاشى , بل تظل محفورة في القلب , وعند أول ذكر لها يطرب القلب مجدداً لأمل قديم .

يقول بشار بن برد : (( لا تَعذِلوني فَإِنّي مِن تَذَكُّرِها نَشوانُ هَل يَعذِلُ الصاحونَ نَشوانا ,لَم أَدرِ ما وَصفُها يَقظانَ قَد عَلِمَت وَقَد لَهَوتُ بِها في النَومِ أَحيانا , باتَتَ تُناوِلُني فاهاً فَأَلثُمُهُ جِنِّيَّةٌ زُوِّجَت في النَومِ إِنسانا )) ,كم من مرةٍ حاول أحدهم إقناعك بأنك لا تستطيع تحقيق حلمك؟ بأن ما تحلم به ضرب من الجنون ويجب أن تتحلى بالعقل ؟ كم من مرةٍ أوشكت على الاستسلام؟ وكم من مرةٍ حدتثك نفسك بأنك حقًا لن تتمكن من تحقيق حلمك هذا؟ الحياة تأخذنا في موجات عالية , تنقلنا من أعلى إلى أسفل في طرفة عين , كثيراً ما نظن أن الأشياء التي طالما حلمنا بها لن تتحقق ولكن يباغتنا القدر بأحلام أخرى تختلف تماماً عما أردنا , تتراكم الأحلام وتتبدل بأخرى وتظل الأحلام الأولى عالقة كما هي .

تقول أحلام مستغانمي : ‏(( كلّ ما يحلم به المرء قابل للتنفيذ , وحيث تصل أحلامك بإمكان أقدامك أن تصل )) , للأحلام خاصية أنّها لا تفنى مهما مر عليها الوقت , تجد دائماً طريقاً للعودة إلى القلب والذاكرة , وأقسى أنواع الأحلام تلك التي لم ولن تتغير, الأحلام التي لا تفارق القلب لحظة ولا ننفك نحلم بتحقيقها مهما طغت عليها أحلام أخرى , بمجرد ذكرها تلمع أعيننا مجدداً بنفس ذلك البريق القديم ودقات القلب ذاتها , كالفراشة الجميلة التي لا تستطيع أن تتوقف عن النظر إليها ولا تستطيع كذلك الإمساك بها.

كتب انتوني روبنز : (( سر السعادة هو وجود الأحلام , أم سر النجاح فهو تحقيق هذه الأحلام )) , أحب كثيراً بريق أعين من يتحدثون عن أحلامهم , أحياناً أعتقد أنّه من فرط حماستهم أستطيع أن أرى ما يحلمون به في انعكاس أعينهم , أتمنى كثيراً لو يصلون حقاً لما يريدون , أن يظل ذلك الأمل يحاوطهم حتى الوصول , وأكره كثيراً نظرة اليأس في أعين من لم يصلوا ,, من حاولوا كثيراً ولم تحالفهم الحياة بعد , والوصول للحلم ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً أيضاً , يتطلب الكثير من الأمل والسعي , أحياناً ما نضطر لسلك طُرق لا نريدها للوصول لما نريد , لكن الأهم ألّا نضل الطريق قبل أن نصل , ألّا نفقد الأمل لطول الطريق واعوجاجه المستمر وصعوباته التي لا تنتهي , أن يتجدد الأمل بداخلنا كلما قاربنا من اليأس , أن نظل بنفس الحماس الذي بدأنا به ذلك الحلم , وألّا يخفت بريق أعيننا عند الحديث عنه.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .
- مقامة يوم تهكسسوا .
- مقامة غبش الوطن .
- مقامة الفضفضة .
- مقامة الدونكيشوتية .
- مقامة الكلاوجي .
- مقامة الزلك .
- مقامة تهويمات سوريالية .
- مقامة المجرشة .
- مقامة الذين يشبهوننا .
- مقامة قهر العهود .
- مقامة زمام ألأزمة .
- مقامة شعر الديجيتال .
- مقامة العقم والحبل .
- مقامة العقم و الحبل .
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .


المزيد.....




- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...
- بعد تقليده بإتقان.. عصام الشوالي يرد على الممثل السوري تيم ح ...
- رواية -نجوم ورفاقها- لصالح أبو أصبع.. الذاكرة المستعادة والب ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أحلام .