أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق رفيق التونچي - تكامل الاقتصاد الوطني الاتحادي














المزيد.....

تكامل الاقتصاد الوطني الاتحادي


توفيق رفيق التونچي

الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التكامل في الاقتصاد في المستقبل يحتاج إلى تغير كبير في الفكر الاقتصادي الوطني ومجاراة فكرة الاتحاد وتوزيع الأدوار داخل منظومة الاتحاد بين الدول للوصول إلى اقتصاديات قوية وحرة. كما ان هناك ثقافات متعددة بين دول الاتحاد الأوربي اليوم يجب ان تكون هناك أيضا اقتصاديات متعددة تتجمع تحت خيمة الاتحاد وتقوي تكوين أجزائها ومنتوجها لنهائي كي تتحول إلى قوة اقتصادية ذو اكتفاء ذاتي.
الترابط الوثيق بين الثقافة والسياسة تودي إلى نجاح جميع المشاريع التجارية بصورة خاصة وجميع المشاريع الأخرى بصورة عامة. هذا الترابط العضوي يؤدي إلى سهولة إدارة الموارد ومن ثم سهولة الولوج إلى الأسواق وبيع المنتوجات المختلفة. لا ريب ان أعراف الأمم لها دورها في هذا المجال فمن الطبيعي بيع بعض المنتوجات منحصرة في ثقافة معينة عنها في دولة أخرى ذو ثقافة وأعراف مختلفة. حتى نوع الأغذية والمطابخ تكون من عوامل المؤثرة على الاستهلاك البشري اليومي وحسب نوع الأطعمة والأغذية ومواد الطبخ. ذلك لوجود رابط بين الاستهلاك الأفراد وثقافتهم فالمواد الغذائية المستخدمة في دولة ما ليس بالضرورة أنها تستخدم في مطابخ دول أخرى وهذا يشمل المشروبات وبكافة أنواعها كذلك. وهذا ما نراه اليوم تقريبا بين جميع المواد المنتجة من الصناعية ، الزراعية، المعلوماتية ومصانع الأسلحة والتصنيع الحزبي وريادة الفضاء وامور كثيرة أخرى ترتبط بطبيعة تلك البلدان. وحتى السيارات وماركات العطور وأجهزة الاتصالات والمعلوماتية .
نرى ذلك جليا حتى ضمن الدولة الواحدة حينً تكون شعوبها تعددية الأعراق كما هي دولة العراق وسوريا وايران وتركيا و سويسرا ودول أخرى كثيرة تتباين استهلاك شعوبها للمواد المنتجة من منطقة إلى أخرى ودون اي تكامل او حتى وجود قاسم مشترك وطبعا تكون للبيئة تاثير مباشر على استهلاك المواد ففي المناطق الجبلية الباردة تختلف احتياجات الناس عنها عن المناطق الصحراوية.
يقول المثل الدارج: ‎
"كُل ما يعجبك والبس ما يعجب النَّاس"
هذا التناقض بين ما هو سلوك فردي وآخر يهم الجماعة والمجتمع متغير حسب البيئة والمحيط. السياسات الاقتصادية العالمية اليوم تتأرجح بين الوطنية والمنغلقة المحافظة وتقودها الإدارة الأمريكية الجديدة ومنذ نهاية عام 2024 وبين أخرى منفتحة تحاول ان تحصل على اكبر جزء من الكعكة الاقتصادية العالمية. الصين تعمل في الخفاء وبهدوء محاولا الهيمنة الكاملة على الاقتصاد العالمي وبطريقة سلمية سلسة مستفيدة من أخطاء الآخرين في حين يغيب شمس الدولة الاتحادية الروسية كنتيجة مباشرة لحربها في جمهورية أوكرانيا وطموح إدارتها القيصرية . الهند تحاول جاهدة الخروج من شرنقة العرف والتقوقع والقومية السلبية الحاكمة داخليا وذو السقف المعرفي الواطئ المرتبط بالعقائد القديمة على الفكر السياسي في حين يتبوأ اليوم علمائهم في خارج الهند ، بعد تحررهم من القيود الصدارة في جميع المجالات عالميا. الدول ما تسمى العربية ثقافة بقت وستبقى حبيسة بسقفها المعرفي والفكري الذي لا يمكن تجاوزه حتى على سطح المريخ. اليابان لا تزال تحت هيمنة الاقتصاد الأمريكي وتتأثر دوما بمجريات الأمور في امريكا بعد خسارتها الحرب العالمية الثانية حيث باتت امريكا اليوم تطمح إلى تأسيس إمبراطورية تشمل القارة الشمالية الأمريكية باكملها من كندا إلى بنما.
تبقى القارة العجوزة اوربا بين سياسة اتحادها واقتصادها القوي تدافع لوحدها من استقلالها الاقتصادي والسياسي والتعددية الثقافية لشعوبها تحت ضغوط اقتصادية كبيرة وثقل ارث الحرب العالمية الثانية والهيمنة الأمريكية من ناحية وأطماع الروس القيصرية من الشرق. هذه الخارطة الجديدة في السياسة العالمية تنشر الكثير من الفوضى في الاقتصاد العالمي مما أدى إلى مراجعة العديد من دول العالم خططها الاقتصادية واستراتيجياتها العسكرية وما يخص شراء الأسلحة و سباق أسلحة خطيرة على البشرية جمعاء مما قد يدفع إلى الصناعة العسكرية ان تزدهر وتتطور وهي في النهاية تقف في الطرف الضد من سيادة السلام العالمي. اما من الناحية الفكرية فهناك فوضى عارم خاصة في معسكر اليسار الذي انقسم بينً تايد خطط روسيا القيصرية في اختلال المزيد بعد اختلالها شبه جزيرة القرم ودون اي استياء او تنديد دولي مما شجعها على اختلال جزء كبير من أوكرانيا وتهديد جميع دول الجوار وحتى باستخدام السلاح النووي . الجدير بالذكر ان حلف ناتو بدأ بالنمو تجاه الشرق ويعتبرها الروس تهديدا لأمنهم الوطني وبغياب كامل لحلف وارشو بعد انهيار جمهوريات السوفييت السابقة.
الاتجاهات الجديدة في السياسة الأمريكية ستدفع بالدرجة الأولى اوربا إلى المزيد من الاعتماد على النفس وترك تبني الأمريكان وسيطرتهم مما يدفع إلى استقلالية اوربا على الأقل صناعيا عنهم وهذا يعني بان المصانع التي تمتلكها كليا او جزئيا الأمريكان سيغادرون الأراضي الأوربية وتدفع بأوربيين بإيجاد البدائل وتطوير إنتاجهم او الاعتماد على التمويل الخارجي من الصين و روسيا وبذلك تنتهي الهيمنة الأوربية على القارة العجوزة والتي استمرّت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتبقى تأثير كل ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية موضوع تحليل ونقاش وسوف نرى تأثيرها على المدى البعيد إذا لم يتغير جذريا السياسة التي تتبعها الحزب الجمهوري في المستقبل.
ما يهم دول الشرق الأوسط عليهم دراسة تلك الأوضاع الجديدة في السياسة الدولية واتباع سياسات اكثر تضامنية بين دولها من ناحية ومن ناحية أخرى عليهم أبعاد هيمنة العسكر على القرار السياسي في دولهم وأبعاد عبادة الأشخاص من قاموسها والتوجه إلى شعوبهم لتقديم الخدمات وتحسين حالتهم المعاشية والاقتصادية مع زيادة وتيرة النمو السكاني حيث سنرى في المستقبل مليار من البشر يعيشون في ظروف مأساوية ومع زيادة الفساد الإداري سنعود إلى ايام نهاية وانهيار الدولة العثمانية بعد تفشي الفساد بين أرجائها.
. الصورة قاتمة للعالم ولا يمكن للإنسان الواعي ان يفهمً كيف يتم انتخاب أناس متطرفون ديمقراطيا كي يقودوا هذا العالم إلى الفناء



#توفيق_رفيق_التونچي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق رفيق التونچي - تكامل الاقتصاد الوطني الاتحادي