عصام أبوبكر
الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال عضو المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) ووزير المالية الإسرائيلي، سموتريتش، أن الحكومة "تعمل على تنفيذ خطة لترحيل سكان غزة إلى دول أخرى"، مشيرًا إلى "تقدم" في الاتصالات مع الإدارة الأميركية لتحديد الدول التي قد ستقبلهم.
مشيرا أن خطة التهجير بدأت تتحول إلى واقع، مشيرا أن هناك تحرك الآن مع الإدارة الأمريكية، وبطبيعة الحال، لا يمكنني الدخول في التفاصيل، لا يمكنني تحديد الدول، أو المصالح المشتركة بين هذه الدول وأمريكا وهناك استعدادات لإنشاء مديرية هجرة كبرى جدًا داخل وزارة الجيش ، لأن الأمر في النهاية هو عملية لوجستية ضخمة
وأضاف فقط لأعطيكم فكرة: إذا قمنا بتهجير عشرة آلاف شخص يوميًا من غزة، فسيستغرق الأمر نصف عام، إذا هجرنا خمسة آلاف يوميًا، فسيستغرق عامًا، وبالطبع، هذا بعد الاتفاق مع الدول المستضيفة، لكن هذه عمليات طويلة جدًا.اللوجستيات لا تقتصر فقط على كيفية إخراجهم، أي أي حافلة ستنقلهم أو أي طائرة، وبالمناسبة، نقوم بإعداد بدائل برية، جوية وبحرية، والأمر أكثر تعقيدًا، لأن علينا معرفة من سيذهب، وإلى أي دولة، وما هي متطلبات كل دولة، وما هي الفئات العمرية، وما هي احتياجاتهم، وما هي التأهيلات التي قد نحتاج إلى توفيرها لهم، هذه عملية لوجستية ضخمة، ونحن نستعد لها بقيادة نتنياهو وكاتس وسأحرص شخصيًا على أن أكون شريكًا في ذلك.76 عامًا ونحن نبحث عن حلول، وبفضل الله، نقوم بإحداث تغييرات على الأرض
وكانت شهدت العديد من المدن في العالم مظاهرات حاشدةوضخمه في بداية حرب غزة دعما للقطاع وتنديدا بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين ومطالبة بوقف العدوان على القطاع والناظر الي حجم هذه المظاهرات الضخمه المتعاطفه مع الفلسطينيين في العواصم الغربيه يتضح له من الوهله الأولي انها في صالح فلسطين والشعب الفلسطيني فهي تظهر مدي تعاطف الشعوب الغربيه مع القضيه الفلسطينيه ونصرة شعبها المظلوم في حقه في تقرير مصيره لكنها في الحقيقه نظره خادعه فما يحدث من مظاهرات في العالم الغربي ليس هدفه التعاطف مع القضيه الفلسطينيه وإنما التعاطف مع الشعب الفلسطيني وليس القضيه الفلسطينيه وشتان بين التعاطفين
فالتعاطف مع القضيه الفلسطينيه هو يعني عودة الحق لأصحاب الأرض ومساعدة الفلسطينين في حقهم في تقرير مصيرهم وأقامة دولة فلسطينية علي أرضهم وعودة اللاجئين الي بيوتهم وأراضيهم التي سلبت منهم وهجروا من قراها منذ عام 1948 وهذا ما لاتريده أسرائيل ولا أمريكا وأنما ما تريده أمريكا وأسرائيل وهما المحركان الرئيسيان لهذه التظاهرات التي حدثت في عواصم اوروبا وأمريكا وكندا ومن ورائهم الحركه الصهيونيه العالميه هو التعاطف مع الشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور والمعذب بدافع الإنسانية فقط وليس مع القضيه الفلسطينيه وطرد الإحتلال وإقامة دولة فلسطين وقد حركوا أدواتهم لذلك واستخدموا كافة وسائل الإعلام في نقل هذه التظاهرات عبر العالم وفي كل العواصم الغربيه وكانت أكبر هذه المظاهرات في لندن عاصمة بريطانيا صاحبة وعد بلفور
كما استخدموا ادواتهم الاعلاميه في نقل صورة المعاناه والعذاب وحرب الابادة التي يتعرض لها الشغب الفلسطيني في غزه ومنها قنوات عربية التي كان لم يكن أغلب تقاريرها ذات طابع إخباري أوسياسي بل كانت ذات طابع إنساني ، تتحدث عن المعاناة وحرب الإباده الذي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزه وتنشر فيديوهات كلها قتل وتعذيب ودماء ومعاناة وتتخذ جانب المظلوميه لجلب تعاطف جميع شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني المعذب في غزه من باب" الانسانيه" فقط وخاصة العالم الغربي يهتم جدا بالجانب الإنساني بغض النظر عن طبيعة الصراع وقد أسفرت هذه التغطيه الاعلاميه المسيسه الي جلب تعاطف جميع شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني المظلوم وترجم هذا التعاطف الي مظاهرات في كل العواصم الغربيه تنديدا بما يحدث في غزه من مجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل مما هيأ شعوب هذه الدول لأستقبال المهاجرين من قطاع غزه
ولاشك انه بعد كل هذه المظاهرات أصبحت جميع دول العالم وخاصة أوروبا وامريكا وكندا وبعض دول اسيا مهيأه لأستقبال اللاجئين الفلسطينيين المهاجرين من غزه فالتضامن الدولي والتعاطف العالمي خلق حاله من التعاطف الشعبي والسياسي تجاه الفلسطينيين مما سيكون عامل جذب قوي من قبل الشعوب لاستقبالهم كضحايا حرب وإباده من قبل أسرائيل وهنا تكمن لعبة المظاهرات والتعاطف الدولي وهو تهيئة شعوب هذه الدول لاستقبال اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين وسيتم تهجير الفلسطينيين من خلال معابر جديده متخصصه واعتقد انها ستكون متعدده منها بريه وبحريه وحتي جويه حيث ستفتح اسرائيل مجالها الجوي من خلال مطاراتها لمساعدة الفلسطينيين سواء في غزه او في الضفه علي الهجره
من خلال شركات ومكاتب القطاع الخاص والحكومي وستعمل بتوجيهات سياسيه وأمنيه
وبالمقابل اوعلي الجانب الأخر خلقت هذه المظاهرات المتعاطفه مع الشعب الفلسطيني نتيجة حرب الاباده التي تشنها عليهم أسرائيل في غزه أجواء ضخمه من العداء للساميه ونبذ الاسرائليين وبغضهم وقد نشرت وسائل الإعلام بعض من مظاهر معاداة الشعوب للاسرائيليين ونبذهم منها الحشود الضخمه التي اقتحمت مطار داغستان لمنع هبوط طائره تحمل اسرائيلين
كل هذا الكره والبغض للإسرائيليين وتشويه صورة اسرائيل في العالم الخارجي حد من هجرة الإسرائيليين وجعلهم اكثر تمسكا وبقاءا في اسرائيل وأكثر خوفا من الهجره خارجها لشعورهم بعدم الأمان الا في اسرائيل ولأحساسهم بأنهم أصبحوا منبوذين من كل دول العالم وهي عقده قديمه تلاحق الاسرائليين مما يجعلهم اكثر تمسكا بالبقاء قي اسرائيل
فالتعاطف مع الفلسطينيين خلق اتجاهين متضادين وكلاهما في صالح اسرائيل فحالة التعاطف مع الفلسطينيين أصبحت عامل جذب للهجرة الفلسطينيين خارج فلسطين لشعورهم باستقبال العالم لهم والترحيب بهم وفي نفس الوقت خلقت حالة التعاطف مع الفلسطينيين نتيجة حرب الاباده التي تشنهاعليهم اسرائيل في قطاع غزه حالة من الكره والنبذ وعدم الترحيب من قبل شعوب العالم للإسرائيليين فيما يسمونه بمعاداة الساميه مما جعلهم اكثر تمسكا بالبقاء في اسرائيل وعدم الهجره العكسية منها كما سيساعد مستقبلا في هجرة اليهود في كل دول العالم الي اسرائيل لشعورهم بأنهم أصبحوا منبوذين من كل دول العالم كل هذا سيساعد علي انشاء "اسرائيل الكبري"
أما كيف سيتم تهجير الغزيين وما هي الدول التي ستستقبلهم ..؟اعتقد أن التهجير سيتم من خلال معابر جديدة متخصصة واعتقد انها ستكون متعددة برية وبحرية وستفتح اسرائيل مجالها الجوي عبر رامون ومطار تل أبيب لمساعدة الغزيين على الهجرة وسيتم جميع ذلك من خلال شركات ومكاتب القطاع الخاص ،وستعمل بتوجيهات سياسية وأمنية .
اما الدول العربية فمن المرجح أنها ستستقبل أصحاب رؤوس الأموال بما فيها مصر والأردن والإمارات والسعودية ولن تسعى إسرائيل لتهجير الغزيين إلى مصر أو الأردن بشكل دائم ، فإسرائيل لا ترغب في أن يكون تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو الأردن حلاً نهائيًا أو دائمًا، بل تعتبرهما مجرد محطات عبور مؤقتة. الهدف النهائي هو تفتيت الفلسطينيين لاحقًا في مختلف دول العالم، بحيث يتم قطع صلتهم بوطنهم فلسطين نهائيًا.
حيث تسعى إسرائيل إلى تكرار نموذج الإبادة والتهجير الأرمني الذي قامت به الدولة العثمانية قبل أكثر من 100 عام، حيث تم تفريق الأرمن في شتى أنحاء العالم، وأصبحوا مواطنين في الدول التي استقروا بها، بينما فقدوا ارتباطهم الفعلي بوطنهم الأصلي.
الهدف الإسرائيلي لا يقتصر على تهجير الفلسطينيين من غزة جغرافيًا، بل يشمل تفتيت عقولهم.إسرائيل لا تريد فقط التخلص من الوجود الفلسطيني، بل من الفكر الفلسطيني المعادي لليهود والرغبة في المقاومة أو الانتقام.
من خلال توزيع الفلسطينيين على مختلف الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، تسعى إسرائيل إلى تحييد الأجيال القادمة وإضعاف أي نزعة وطنية قد تهددها مستقبلاً.
المخطط الإسرائيلي لا يتعلق بمجرد إخراج الفلسطينيين من غزة، بل بإعادة هندسة تركيبتهم السكانية والفكرية على مستوى عالمي، بحيث يتحولون إلى شعوب مشتتة لا تمتلك أي قوة جماعية تمكنها من استعادة حقوقها وعلى رأسها العودة ....
#عصام_أبوبكر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟