فتحي مهذب
الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 15:32
المحور:
الادب والفن
كان الموت من أبشع المرتزقة
في العالم مسلحا بفأس
وابتسامة شريرة
يقتل الناس في البيوت والشوارع
بدم بارد
وأعصاب مثل خشب الزان
يمر بجوار بيتنا متوعدا
ثم يمضي إلى حارة الفقراء
كنت أخاف من قرقعة حذائه العسكري
وتقاطيع وجهه
الفارغة من العذوبة والمعنى
يوما ما
وأنا أرمي ساقي المتهدلتين
مثل ساقي لقلق مذعور
باتجاه بيتنا المصنوع
من القش والدموع
إذ بصراخ النسوة
يتعالى إلى السماء
وهن في السقيفة
يتطايرن غيمة تلو غيمة
مبقعة بالرماد
حينئذ أدركت أن الموت المحتال
إقتحم حجرة أمي
مسلحا بفأس حادة
قاطعا حياتها إلى حزم متفاوتة
بكيت مع الجدران الحزينة
والنساء اللائي زين باحة البيت
بمصابيح الدموع
أدركت تماما أن الموت لا يحب أحدا
سيظل يترصدني في كل مكان
شاهرا سلاحه
في انتظار اللحظة الحاسمة
لذلك أقسمت أن أرد الثأر
بكتابة نصوص شعرية
لا تطالها فأس الموت الغادر.
#فتحي_مهذب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟