أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )















المزيد.....

محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يعود تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الى يوم كتابة الصفحة الأولى من النسخة الأولى من التورات في عهده القديم , لكن الرجوع الى هذا التاريخ القديم لا يخدم كثيرا في تفسير طبيعة هذا الصراع في مراحله الحالية .
دخل الصراع العربي الإسرائيلي مراحله الأخيرة منذ صدور وعد بلفور الصريح الذي قدمه التاج البريطاني لليهود سنة 1917 الى يومنا هذا .
لقد تضمن وعد بلفور دعم بريطانيا الكامل لإنجاح مشروع إقامة دولة لليهود على كامل ارض دولة فلسطين من البحر الى النهر , أي ضمن الحدود السياسية لدولة فلسطين التي ستثبت في الخرائط التي رسمت لاحقا و تحديدا في سنة 1923 , هذه الخرائط التي صارت جزء من وثائق الشرعية الدولية التي أقرتها عصبة الأمم التي تشكلت على انقاض الحرب العالمية الأولى .
يمكن تناول المحطات الرئيسية في طريق الصراع العربي الإسرائيلي الحالي بشكل مختصر و سريع و كالتالي :
المحطة الأولى : نكبة 1948
هذه أول نكبة لحقت بالعرب في صراعهم مع المشروع الصهيوني الأنكلو فرنسي التي فتحت الباب لنكبات و نكسات لاحقة تحمل العرب مرارتها في هذا الصراع الذي هو بالأساس من أجل نصرة للشعب الفلسطيني و قضيته العادلة المتمثلة في حقه في العيش في وطنه .
لقد كانت حرب 1948 ردة فعل حكومات الدول العربية على تقسيم فلسطين بموجب القرار رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 و رفضها لهذا القرار .
اثبتت مجريات الأحداث التي حصلت منذ رفض العرب لقرار التقسيم و ليومنا هذا هو أن هذا الرفض كان بداية لسلسلة من النكبات و النكسات التي لحقت بالحكومات العربية و التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها .
تضمن قرار التقسيم جعل ارض فلسطين ثلاثة أجزاء , جزء ليكون عليه دولة للفلسطينيين بحدود معترف بها دوليا و جزء لليهود لأنشاء دولة إسرائيل عليه و جزء تحت الوصاية الدولية يشمل القدس و بيت لحم و الأراضي المجاورة ,
حصل قرار التقسيم على موافقة جميع الدول الكبرى , و هذا يعني تبني صيغة توفيقية بين الولايات المتحدة الامريكية قائدة المعسكر الرأسمالي و الاتحاد السوفيتي قائد المعسكر الاشتراكي , لكن رغم هذا التوافق الدولي رفضته حكومات الدول العربية كي يخسر الفلسطينيون المزيد من أرضهم في مراحل لاحقة , حتى صار الشعب الفلسطيني اليوم يقبل بجزء أقل بكثير من تلك الأرض التي أقرها قرار تقسيم فلسطين لسنة 1947.
لازال الكثير من العرب المتابعين للقضية الفلسطينية يعتقدون بأن سبب تلك النكبة هي خيانة الحكام العرب الذين هم بالأساس وكلاء لبريطانيا و لفرنسا و لرعاية مصالح هاتين الدولتين التي استعمرت البلدان العربية بعد انتصارهما في الحرب العالمية الأولى , قد تكون الخيانة ليس في التسبب في خسارة حرب 1948 بل في رفضهم لقرار التقسيم , هذا الرفض الذي اضاع فرصة حل الدولتين .
المحطة الثانية : العدوان الثلاثي 1956
حصل العدوان الثلاثي على مصر من قبل إسرائيل و فرنسا و بريطانيا بعد قرار حكومة جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس .
كان اشتراك إسرائيل في ذلك العدوان هو أول خطأ ارتكبته إسرائيل , ففي تلك المرحلة كانت إسرائيل تجري وراء فرنسا و بريطانيا صاحبتي النفوذ الاستعماري الأكبر على دول الشرق الأوسط , لا شك أن ارتباط إسرائيل ببريطانيا كان أقوى من ارتباطها بفرنسا لكون بريطانيا هي المؤسسة لدولة إسرائيل تنفيذا لوعد بلفور البريطاني .
لم تنتصر مصر على دول العدوان الثلاثي بإمكانياتها الذاتية بل تم ذلك كنتيجة للموقف السوفيتي الأمريكي المشترك في ردع فرنسا و بريطانيا , حيث كان للإنذار السوفيتي المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أثرا حاسما و فوريا لإجبار الدول الثلاثة على سحب قواتها من منطقة قناة السويس المصرية .
لقد كانت مشاركة إسرائيل في هذا العدوان مشاركة رمزية حيث ضنت القيادة الإسرائيلية حينها أن مشاركتها ستعزز من موقفها الدولي لكن النتيجة كانت عكس ذلك , يمكن اعتبار تلك الفترة بداية لانحسار الدور الأوربي في الشرق الأوسط و بداية مرحلة جديدة تمثلت في قدوم نفوذ أمريكا الى هذه المنظفة الهامة الذي صار لاحقا نفوذا أقوى من النفوذ الأوربي على هذه المنطقة الهامة استراتيجيا لقربها من أهم منابع النفط في العالم .
المحطة الثالثة : هزيمة حزيران 1967
أراد الأعلام الحكومي للدول العربية التقليل من حجم الكارثة التي حلت بالجيوش العربية في حرب حزيران 1967 فسماها نكسة حزيران , لم تكن نكسة , لقد كانت هزيمة كبرى .
في ستة أيام فقط انكسرت الجيوش العربية , جيش مصر و سوريا و الأردن , و هزمت أمام إسرائيل , حيث أحتلت إسرائيل ارض من الدول العربية مساحتها اكبر بثلاثة مرات من مساحة إسرائيل .
لا احد يستطيع ان ينكر ان وراء اسرائيل في العام 1967 دول ساندة لها من المعسكر الغربي خصوصا بريطانيا و فرنسا حيث كانت هاتان الدولتان من المجهزين الأساسيين للجيش الإسرائيلي بكل ما يحتاجه من سلاح و عتاد و معدات بالإضافة الى الدعم العسكري و المخابراتي الأمريكي , لكن كان هنالك ايضا دعم كبير من قبل الاتحاد السوفيتي للجيشين المصري و السوري , لذا فأن سبب الهزيمة لم يكن النقص في السلاح بل كان سوء التخطيط العسكري للقيادات المصرية و السورية و فشلهما المخابراتي .
المحطة الرابعة : حرب التحريك 1973
لازال الإعلام المصري يصر على تسمية حرب عبور قناة السويس و تحطيم الخط الدفاعي الإسرائيلي المعروف باسم " خط بارليف " بحرب التحرير , لكن الحقيقة كانت غير ذلك , فالجيش الثالث المصري الذي نجح في العبور الى الضفة الأخرى من القناة صار محاصرا في صحراء سيناء بالكامل و فقد الاتصال البري بباقي الجيوش المصرية حيث اصبح امداده بالعتاد أو حتى بالماء و الطعام أمرا غير ممكن دون العبور من منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي يصعب إيجاد ثغرة فيها , فأين هو النصر و التحرير ..!؟
رفضت أمريكا قيام إسرائيل بإنزال هزيمة جديدة بمصر بسبب أن رئيسها في ذلك الوقت هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي قام قبل حرب عبور القناة بفتح نوافذ عديدة لبدأ مرحلة تعاون بين مصر و الكتلة الغربية عموما و مع أمريكا بشكل خاص حيث ابعد مصر عن الكتلة الشرقية ( حلف وارشو ) الذي يقوده الاتحاد السوفيتي السابق و طرد الخبراء العسكريين السوفييت من مصر بطريقة مذلة , هذه العوامل و عوامل أخرى مهدت لجعل هذه الحرب وفق إرادة أمريكية حربا لبدأ تحريك أطرف الصراع العربي الإسرائيلي عبر مسار سلمي لوضع حد لهذا الصراع , فحرب عبور القناة لم تكن حربا للتحرير كما يدعي الإعلام العربي و خصوصا الأعلام المصري بل كانت حربا للتحريك .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو لم يسقط نظام الشاه في إيران ...؟
- الجولاني من ارهابي خطير الى رئيس دولة
- عصر الاستعمار و الهيمنة ينحسر بشكل مستمر
- عيد نو روز في حضارات وادي الرافدين
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 2 )
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 1 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 2 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 1 )
- طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 2 )
- طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 1 )
- إيضاحات من فيزياء الكم
- بعد المجازر في الساحل السوري , سوريا الى أين ...؟
- الأدوات الناعمة لفرض زعامة الغرب على العالم
- نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 2 )
- نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 1 )
- نتائج الانتخابات في المانيا و مسارات التغيير في أوربا
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 2 )
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 1 )
- سوريا الى أين ...؟
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 4 )


المزيد.....




- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )