أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - تأملات في الكون ومسيرة الانسان فيه:















المزيد.....

تأملات في الكون ومسيرة الانسان فيه:


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


احيانا يجد الانسان نفسه بحاجه لان ارتوي من معين هؤلاء المفكرين الذين يبحثون عن سر وجود الانسان في هذا الكون الذى يحوى مليارات المجرات ،ومليارات النجوم وكذا الحال مع توابعها من الكواكب والاقمار .الامر الذي يجعل المرء يبحث متاملا عن سر هذا الكون وموقع الانسان منه وفيه ، مع هذا يجد الانسان نفسه احيانا مغرورا بما توصل له من اكتشافات واختراعات التي لو دققنا النظر لوجدنا ان القيمه اياهم تكمن كل عناصرها موجوده بشكل من الاشكال وتنتظر من الانسان ان صح التعبير كلمه مقرونه بفكره وهاجه مستنده الى او مبنيه على اخرى لعلماء سابقين تعززها حاجه مطلوبه وعقل نير ليخرجها مجسده الى حيز الوجود وبالتفاصيل والتنوع في مختلف مجالات العلم وتطوراته التي يشهدها الكل عبر مسيرة البشريه والتي اصبحت اثار وبصمات اصابع انسانها عليها اكثر عمقا ومشاركه في العقود الاخيرة من سني عمر نوعه على الارض التي لا يتجاوز عمرها هي الاخرى الخمسه ملايين .تطور فكري علمي وتقني حدا باتت موضع تسائل وتقييم رؤيه احدى الاديان في ان الله تعمد ان يخلق الكون ناقصا ليعطي فرصه للانسان ان يشارك في بنائه.

ما ساقني الى المقدمه هذه هو اعادتي لقراءه جانب من كتاب الاديب الكبير ميخائيل نعيمه
النور والديجور الذي وجدته فرصه لنشره هنا ليطلع عليه الجيل الجديد الذي اخذت التطورات التقنيه وتحديدا الموبايل الكثير من وقته حدا بات وجهه ملاصقا لشاشته ملتهيا ملتهما ما يعرض فيها ،من ما يقضي اوقاته بها ،لاقول له هنا انني مع كل التطورات التقنيه واستخدامتها النبيلة ، ولكن يبقى الفضل الكبير للمعرفه بعمقها العلمي والفكري والفلسفي موجودا في طيات الكتب العلميه والادبيه وغيرها.

اما ذلك الجانب المقتبس من النور والديجور:
ما خلق الإنسان نفسه ، آمنت وصدقت . وحياة الإنسان من مصدر فوق الإنسان ، آمنت وصدقت .
والإنسان مطالَب بأن يفهم حياته ليفهم المصدر الذي جاءته منه ، وليفهم الغاية من حياته ، آمنت كذلك وصدقت .
أمّا أن يكون خالق الإنسان أضيق صدراً ، وأشح يداً ، وأقسى قلباً من الإنسان ، وأما أن تكون حياة الإنسان أُلُهوّةً للسماء وألعوبة في يد الزمان فتورق ألماً وتزهر أملاً ولا تعقد غير الموت فأمر ما أستطيع أن أؤمن به وأن أصدقه .

إني لأعذر كرّاماً غرس كرمةً وبعد عشر سنوات من التعب والعناية حكم عليها بالفأس والنار لأنها ما أعطته أكُلاً . وأظنكم تعذرونه . ولكنني لا أعذر - ولا أظنكم تعذرون - والداً يخنق ولده في المهد لأنه قال له : "لا ترضع" فرضع أو لأنه قال له : "قم واركض مثلي" فما قام وركض .
وإني لأعذر - وأظنكم تعذرون - معلّماً يُنزل القصاص بتلميذ لأنه من بعد أن درس الجبر والهندسة ما استطاع أن يقسم ثلاثة قروش بالمساواة بين ثلاثة من رفاقه . ولا أعذر - ولا أظنكم تعذرون - معلّماً يفرض أصرم العقاب على تلميذ لأنه أخفق في تحليل الفوارق بين هندسة إقليدس ونظرية أينشتين وهو ما تعلّم بعد كيف يجمع اثنين إلى اثنين .
وإني لأعذر - وأنتم تعذرون - ربّ عائلة ليس في معجنه غير رغيف واحد إذا هو ضنّ بذلك الرغيف على شحاذ . ولست أعذر - ولا أظنكم تعذرون - موسراً ينوء بيته بالخيرات فلا يجود على ابنه الجائع بأكثر من كسرةٍ من الخبز أو كسرتين .

أليس الإنسان لا يزال طفلاً رضيعًا بالنسبة إلى الله ؟ فما قولكم بإله منه كل شيء ، وعارف بكل ما كان وما هو كائن وما سيكون ، وقادر على كل شيء ، يخلق إلهاً طفلاً كالإنسان ثم يقضي عليه بالموت لأنه قال له : "لا تأكل" فأكل ؟ أليس ذلك منتهى القساوة في شرعكم ؟ وشرعكم شرع اللحم والدم . فكيف بشرع الإله المنزّه عن اللحم والدم والذي كلّه حنان ورأفة ومحبة ؟ تعالى الله عما يزعمون .
أليس الإنسان لا يزال بالنسبة إلى الله تلميذاً ما تعّلم بعد كتابة الأرقام وجمع رقم إلى رقم ؟ فما قولكم بإله يأخذ حفنة من الطين فينفخ فيها من روحه وإذا بها إنسان سويّ .
ثمّ يحنق على ذلك الإنسان لأنه ما تعّلم في درس واحد كل أسرار الأرقام من اللانهاية إلى اللانهاية ولذلك يسومه من العذاب ألواناً ؟ أليس ذلك أقصى ما يبلغه الظلم في شرعكم ؟ وشرعكم شرع الغبي والأعمى . فكيف بشرع الإله الذي كله معرفة وكله نور ؟ تعالى الله عما نسبوا إليه وينسبون .
ثم أليس الإنسان أفقر من نملة في زجاجة بالنسبة إلى الله ؟ وهو ، مع ذلك ، يعرف معنى الجود وقيمة العطاء . فما قولكم بإله في قبضتيه الآزال والآباد يبخل على أعزّ مخلوقاته بفسحة من الزمان تكفيه لمعرفة نفسه ومعرفة ربّه ، فلا يجود عليه بأكثر من أربعين أو خمسين سنة نصفها طفولة ونوم وذهول ، ونصفها دأب في سبيل الرزق والنسل والتفلّت من شباك الحاجة والجهل والمرض ؟ وأنتم تعلمون أن واحدكم لو شاء إتقان أي علمٍ أو أية مهنة أو حرفة من علوم الناس ومهنهم وحرفهم ، وطال عمره حتى المائة وما فوق ، لما بلغ الكمال في الإتقان . فكيف بعلم المسكونة منظورها ومستورها ؟ كيف بعلم الحياة ؟ وكيف بعلم الله وجوهره ومقاصده يتقنها الإنسان في خلال أربعين أو خمسين من الأعوام ؟! إنه المستحيل بعينه . وإنه الشحّ بعينه أن يطالب الله الإنسان بمعرفة نفسه ومعرفته فلا يفسح له من الأبدية أكثر من طرفة عين ذلك في شرعكم منتهى البخل ومنتهى الجور . وشرعكم شرع الطامعين والمستأثرين ، والظالمين والمظلومين . فكيف بشرع الإله الذي كله جود وكله صدق وعدل ؟ تعالى الله عمّا ظنّوا وعمّا يظنّون .

ما خلق الله الإنسان بيمينه ليعود فيمحيه بيساره . ولا هو سلّحه بالفكر والخيال والإرادة لينتزع منه سلاحه قبل أن يكون له الوقت الكافي لإتقان استعماله . وهاهو ذا الإنسان ماضٍ في سبيله يتفتح فكره يوماً بعد يوم ، ويمتدّ خياله ميلاً بعد ميل ، وتشتدّ إرادته جيلاً تلو جيل . وهاهو ذا يذلل الأرض فتراً فتراً ، ويفّض أسرارها سّراً سّراً .
ولن يهدأ له بال حتى تُسلس له الأرض قيادها . وإذ ذاك يدير وجهه شطر السماء ، فلا يرتّد عنها حتى تصبح منه ويصبح منها ، وحتى تفتح له قلبها فينزلها سويداء قلبه . فلا هي بعد ذلك فزّاعة تقّض عليه مضجعه ، وتشلّ فكره وخياله وإرادته . ولا هي تلك الطاغية تكبّل يديه ورجليه ، وتضيّق عليه أنفاسه ، وتنشر العتمة في ناظريه إلا إذا استعطفها بقربان . من دم قلبه وعرق جبينه ، وإلا إذا استرضاها بسجدة أو بسُبحة .

سيعرف الإنسان أن القدرة التي يدعوها الله هي الكل في الكل ، وأنه منها وفيها . فهو في كل زمان ومكان لأن الله في كل زمان ومكان . وهو في الأرض مثلما هو في السماء ، وفي الأزل مثلما هو في الأبد . فالسماء والأرض تتزاوجان في الإنسان ، والأزل والأبد يلتقيان في نبضة من نبضات قلبه ...
وسيعرف الإنسان أن صراعه مع الأرض ليس صراعاً في سبيل الحصول على سمن الأرض وشهدها ، بل في سبيل الانعتاق من ربقة الأرض . وكذلك صراعه مع السماء لن يكون في سبيل النجاة من جهنم والتمتع بالجنة بل في سبيل المعرفة الربانية التي لا تعرف الخوف من أي نوع كان والتي تتسامى فوق كل متعة مهما طابت مذاقاً .
ثم سيعرف الإنسان أن الدين الذي يحاول ربط الأرض بالسماء إنما هو صراط يسير عليه القلب لا عقيدة يذيعها اللسان أو حركات تقوم بها الأرجل والأيدي . وإن من شاء أن يعلّم الناس الدين عليه أن يعلّمهم بسيرته وسريرته قبل لسانه وشفتيه ، وأن يمشي أمامهم على الصراط ليوقنوا أن في مستطاعهم المشيّ عليه . فكل دين يشلّ بالخوف والتهديد والوعيد فكر الإنسان وخياله وإرادته في انطلاقه نحو المعرفة والحرية ، وكل دين لا يوحّد قوى الإنسان في صراعه مع الحدود والقيود ليس بالصراط الذي يليق بالإنسان أن يسير عليه .
ولكن الإنسان أعظم من أديانه وأبقى . فهو سيجعل من أرضه سماءً ، وسيكون في سمائه سيّد الزمان والمكان وشريك الحياة الخلاّقة في الخلق . أما متى يتم له ذلك فسؤال ليس يطرحه إلا الذين خارت عزائمهم وانهدّ إيمانهم . أولئك هم الذين ما عرفوا بعد أرضاً غير هذه البطحاء ، ولا سماء غير هذه القبة الزرقاء .
أما الذين لهم في كل كوكب أرض وفي كل فضاء سماء فأولئك لا يسألون عن ذلك اليوم متى يكون . بل يثبتون في الميدان واثقين من النصر ـــ ولو في نهاية الزمان.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ...
- لا تتناول خصوصيات الناس وتلمس جراحاتهم إن لم يكن قصدك فيها ن ...
- للحوار لغة على منصات التواصل الاجتماعي كما في واقع الحياة
- طوبى للطفولة عندما تستشهد كالكبار تحديا للدواعش في حملة اباد ...
- نسبية الزمن في تقييم وقائع حياة الناس الإجتماعية
- وقفة حوارية ثانية مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه ال ...
- وقفة سريعة مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه البرمجة ا ...
- قراءة وملاحظات على ديوان شعري الموسوم بعنوان : نرجسه في حقل ...
- تبقى تبعات نزوح وهجرة الأقليات ، بعد جرائم داعش بحقهم دون قص ...
- خواطر صباحية في محطات دروب الحياة
- حوار افتراضي مع نخبة من قادة الفكر الادبي والإنساني
- لم يعد عند الكثير ذلك الاهتمام المفروض في قراءة الكتب الثقاف ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) / الج ...


المزيد.....




- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...
- بعد تقليده بإتقان.. عصام الشوالي يرد على الممثل السوري تيم ح ...
- رواية -نجوم ورفاقها- لصالح أبو أصبع.. الذاكرة المستعادة والب ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - تأملات في الكون ومسيرة الانسان فيه: