أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 537 – من شرارة اشتعلت النار. لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 537 – من شرارة اشتعلت النار. لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع

كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ألكسندر ستافر
كاتب صحفي وخبير عسكري
بوابة Military Review بالروسية

24 مارس 2025

لم أتمكن من إرسال مادة تحليلية إلى التحرير حول أسباب سياسة الرئيس الأمريكي السلمية فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، حتى وقع حدث يبدو أنه يتناقض جذريًا مع استنتاجاتي. حدث أدى بالفعل إلى مقتل العشرات، إن لم يكن المئات، من الفلسطينيين. إنه استئناف الجيش الإسرائيلي لقصف قطاع غزة.

كيف؟ ولماذا؟ لماذا يدعو "صانع السلام" ترامب فجأة إلى الحرب في قطاع غزة؟ لماذا تعتبر حياة الجنود الأوكرانيين أكثر أهمية للولايات المتحدة من حياة الفلسطينيين؟ هل غير دونالد ترامب مبادئه وأصبح صقرًا حربيًّا؟ أسئلة، أسئلة، أسئلة... أسئلة تحتاج إلى إجابات منذ... الأمس.

بادئ ذي بدء، أذكر أن فكرة "تغيير الموقف فجأة" هي من صنع أولئك الذين يطرحون الأسئلة. ترامب لم يغير شيئًا. حتى عندما كان الرئيس ترامب يدعو إلى مفاوضات لإنهاء الحرب، كان رجل الأعمال ترامب يؤيد تطهير قطاع غزة تمامًا من العرب، وترحيلهم إلى الدول المجاورة، وبناء منطقة سياحية حديثة مكانهم. وكما تتخيلون، فإن الشركات الأمريكية هي التي ستقوم بالبناء. وبالطبع، هذه الشركات مملوكة لعائلة ترامب وأصدقائه...

لذا، كان كلا "ترامب" ينفذ مهامه. الرئيس أراد، وما يزال يريد على ما يبدو، القضاء على بؤرة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وبالتالي تعزيز موقف الولايات المتحدة في المنطقة وتمكين إسرائيل. بينما يبحث رجل الأعمال، أو بالأحرى يخلق، منصة لكسب المال.

يفهم الزعيم الأمريكي جيدًا أن الأسئلة التي ذكرتها أعلاه ستُطرح حتمًا. لكن... كان مضطرًا للموافقة. في رأيي، تم "الطلب بقوة" من دونالد ترامب مساعدة الشعب اليهودي المسكين في صراعه مع الفلسطينيين. من طلب ذلك؟ أعتقد أن جزءًا من الجمهوريين الذين يروجون لمصالح إسرائيل في الكونغرس الأمريكي، والممولين الذين ساعدوا ترامب في هزيمة الديمقراطيين.

لهذا السبب تتغاضى الولايات المتحدة عن القصف الوحشي لقطاع غزة وعن قتل المدنيين. بدأ ترامب، بأيدي اليهود، تنفيذ المهمة التي أعلن عنها في الأيام الأولى لرئاسته — طرد الفلسطينيين من قطاع غزة وترحيلهم إلى الدول المجاورة. خاصةً مع وجود دولة كبيرة انخفض عدد سكانها بشكل كبير وما زال يتناقص — سوريا.

*"تحرير الرهائن" أم حل المشكلات السياسية؟*

في 18 مارس، بدأت إسرائيل المرحلة الثانية من عملية طرد الفلسطينيين من قطاع غزة. هل تتذكرون كيف بدأت الحرب؟ أعلنت حكومة إسرائيل آنذاك عن رغبتها الشديدة في إنقاذ حياة مواطنيها المحتجزين لدى "الإرهابيين". كم هذا نبيل! "سننقذ الرهائن بأي ثمن"...

لكن ماذا حدث الآن؟ وفقًا لمصادر مفتوحة، لا يزال هناك 59 إسرائيليًّا في أيدي المسلحين. بعد بدء المرحلة الجديدة من الحرب، تلقى الحكومة الإسرائيلية بيانًا يفيد بأن بدء القصف يعني عمليًا حكم الإعدام على هؤلاء الرهائن. أين ذهب النبل؟ أين الاهتمام بكل مواطن إسرائيلي؟ لا قيمة للحياة عندما يتعلق الأمر بأراضٍ جديدة...

أتوقع اعتراضات من أنصار تل أبيب: "استؤنفت الحرب لأن الإرهابيين كانوا يستعدون لعمليات في إسرائيل"... بالطبع! حماس وحزب الله، وإن تكبدا خسائر كبيرة وأُضعِفا، لم يُدمرا تمامًا وسيواصلان مقاومتهما. هذا ليس سرًا. الحكومة الإسرائيلية تعرف ذلك جيدًا، كما تعرف أن الأساليب العسكرية لا يمكنها تحرير الرهائن. الحياة ليست فيلمًا سينمائيا...

لذا فإن تصريحات مثل "وفقًا للمعلومات المتوفرة لدينا، يستعد المسلحون لعمليات ضد مواطنين إسرائيليين" تبدو خرقاء، كعمل فظّ لأجهزة المخابرات الإسرائيلية.
من المعروف أن بنيامين نتنياهو استشار الرئيس ترامب قبل الضربة حول العواقب المحتملة. أي أن الأمريكيين أعطوا "الضوء الأخضر".

رغم ذلك، كيف كان يجب على ترامب الرد بعد تصريحاته بأن الحوثيين (إيران، حماس) سيدفعون ثمن مقاومتهم للولايات المتحدة (وإسرائيل)؟ كما قالت الناطقة باسمه كارولين ليفيت: "سيحل جحيم حقيقي..." بالمناسبة، أعتقد أن الضربات الأمريكية على اليمن ومواقع الحوثيين مرتبطة ببدء إسرائيل قصف غزة. هذه أحداث من سلسلة واحدة...

*العودة إلى الهدف الرئيسي — تهجير الفلسطينيين*

هل يمكن تحقيق هدف تل أبيب الرئيسي — تهجير الفلسطينيين من غزة؟ كانت الفكرة تتماشى مع نهج ترامب: طرد الجميع، وخلق ظروف تجعلهم يفرون بأنفسهم، بل ويشكرون على إنقاذ حياتهم! وكانت الدول المرشحة لاستقبال هذا العدد الهائل من الفلسطينيين محددة: مصر والأردن.

لكن العقبة الأولى التي واجهتها الخطة كانت مفاجئة لواشنطن وتل أبيب. وتتمثل في رفض القاهرة وعمان القاطع استقبال الفلسطينيين. حكومتا هاتين الدولتين تدركان جيدًا أن المهجرين لن يكونوا مدنيين فقط، بل سيصل معهم مسلحون. تذكروا أن عدد سكان غزة حوالي 2.5 مليون. هل تتخيلون العبء الاقتصادي لاستيعاب هذا العدد فجأة؟ وكيف ستتغير الأوضاع الداخلية؟ عدم الاستقرار الاقتصادي + وجود مسلحين... هل تحتاج مصر أو الأردن إلى ذلك؟

حاليًّا، وفقًا لمعلومات من مصادر مفتوحة، يجري اليهود والأمريكيون مفاوضات مع عدة دول منها أفريقية لتهجير الفلسطينيين إليها، مثل سوريا والصومال والسودان. لكن لكل دولة أسبابها للرفض. كما أن التكلفة الاقتصادية ستكون باهظة.

بشكل عام، يبدو الحل العسكري الإسرائيلي لمشكلة غزة مغامرًا للغاية. قد تقتل إسرائيل عشرات الآلاف، بل حتى مليون فلسطيني، لكن ماذا سيعطيها ذلك؟ لا شيء سوى تصعيد الصراع العربي-الإسرائيلي، وزيادة الضحايا من الجانبين. كل "إرهابي" يُقتل يعني ظهور عدة إرهابيين جدد. هذه هي الحلقة المفرغة...

*الشرق الأوسط — ساحة خسارة محتملة لأمريكا*

بالنسبة للرئيس الأمريكي، أصبح الشرق الأوسط تدريجيًّا مكانًا محتملًا للهزيمة. الوضع يزداد تعقيدًا، وتتفاقم الأزمات. اليوم، الجميع ينظر إلى موسكو بأمل: "على الروس المساعدة!" ربما في وقت آخر كنا قد تصرفنا كوسيط، لكن اليوم أوكرانيا أولوية. وفي المقام الأول الحرب التي نخوضها هناك.

*من شرارة اشتعلت النار..."*

عبارة جميلة، وذات دلالة عميقة. قبل شهرين، تنفس العالم الصعداء عند توقف المجزرة في غزة. بدأ الجميع التخطيط لإعادة الإعمار ومستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين. لكنهم نسوا "الشرارة" المتبقية بين فلسطين وإسرائيل. والآن، أشعلت هذه الشرارة نار حرب جديدة.

أعتقد أنه حتى بعد القصف، هناك فرصة ضئيلة لجلب قيادات إسرائيل وحماس إلى طاولة المفاوضات. فرصة صغيرة، تقلصت أكثر مع فقدان ثقة العرب في الحكومة الإسرائيلية، لكنها ما زالت موجودة.

اليوم، الكثير يعتمد على تل أبيب وواشنطن. لقتل هذه الفرصة الضئيلة للسلام، يكفي أن تبدأ إسرائيل عملية برية لتطهير القطاع. عندها، ستتحول كل المحادثات إلى لا شيء. وسيبدأ كل شيء من جديد، ولكن بعد وقت طويل، حين يتعب الجميع من الحرب والموت. وفي هذا خسارة للوقت...



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين – ترامب يبني نظامًا عالميًا جديدا للقوى العظمى
- ألكسندر دوغين حول التطورات الأخيرة في تركيا
- طوفان الأقصى 535 - الحملات الصليبية ارتكبت الإبادة الجماعية ...
- ألكسندر دوغين – محادثات بوتين وترامب عبر الهاتف — محطة على ط ...
- طوفان الأقصى 534 – المنفذ – ترامب، الزبون – نتنياهو. الولايا ...
- ألكسندر دوغين يكشف أهم أدوات النفوذ – ترامب يتقدم أكثر فأكثر
- طوفان الأقصى 533 – ماذا يحدث في اسرائيل - ملف خاص
- ألكسندر دوغين يتحدث عن الإشارات الخفية لبوتين – 4-5 مقاطعات ...
- طوفان الأقصى 532 – ماذا يحدث في تركيا - ملف خاص
- ألكسندر دوغين - انقسام الغرب الجماعي (برنامج اسكالاتسيا رادي ...
- طوفان الأقصى 531 – ضربة مقابل ضربة. الأمريكيون يكتشفون من سا ...
- ألكسندر دوغين - الثورة لم تحدث في ألمانيا، للأسف (برنامج اسك ...
- طوفان الأقصى 530 – تجدد العدوان على غزة - ترامب ونتنياهو -قل ...
- ألكسندر دوغين – هناك دولة أعمق ونهضة مظلمة
- طوفان الأقصى 529 – الصهيونية المسيحية، معركة هرمجدون، والمسي ...
- ألكسندر دوغين - عالم الحضارات
- طوفان الأقصى 528 – ترامب يقصف اليمن خدمة لإسرائيل
- طوفان الأقصى527 – ترامب يبدأ حربًا جديدة في الشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين – نحن في روسيا نحتاج إلى التسارع الروسي مثل ال ...
- طوفان الأقصى 526 – غزة تعيش على أمل


المزيد.....




- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 537 – من شرارة اشتعلت النار. لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟